الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
شينجيانغ التى دمرها الشغب تتطلع الى الانتعاش
اورومتشى 21 يوليو 2009 (شينخوا) بعد اسبوعين من احداث الشغب المميتة فى شينجيانغ ، بدأ السكان فى المنطقة التى تقع فى اقصى غرب الصين، ينفضون غبار العنف ويكافحون من اجل الانتعاش .
فى طريق الشباب بوسط المدينة فى اورومتشى ، حاضرة المنطقة، ازدحم سوبر ماركت هاوجياشيانغ مرة اخرى بالزبائن الساعين الى الصفقات عبر المساومة. فبعد احداث 5 يوليو فى المدينة ، التى اسفرت عن وفاة 197 شخصا واصابة 1600 اخرين ، تجاوز التداول فى السوبر ماركت فى عطلة الاسبوع مستوى ما قبل اعمال الشغب بفضل نسب الخصم الكبيرة.
استأنف السوبر ماركت الذى يعد من اكبر المتاجر فى اورومتشى عملياته الطبيعية من 8 يوليو بعد اغلاقه فى 6 و 7 يوليو .
قال نائب مدير المتجر شيوى بين ان "معظم المنتجات عليها خصم لجذب الزبائن ". ويصل الخصم الان الى 20 فى المائة على جميع مبيعات البقالة بالمتجر ، بما فيها الفواكه والخضر وغيرها من الضروريات اليومية .
اكدت ارقام الحكومة المحلية ان 98 فى المائة من المتاجر ومحلات السوبر ماركت واسواق منتجات المزارع ، التى تعرضت للتدمير خلال اعمال الشغب فى يوم 5 يوليو ، استأنفت العمل .
وتلقى متجر فور اس لسيارات نيسان ، الذى بلغت خسائره بحسب التقديرات 8 ملايين يوان (1.2 مليون دولار امريكى) نتيجة حرق وتدمير مثيرى الشغب للسيارات ، طلبات لشراء 23 سيارة بعد ان اعيد افتتاحه فى 15 يوليو . وعاد الازدهار السابق لسوق المنتجات الزراعية فى طريق هيزريت فى كشغر ، البائعون يبيعون سلعهم والزبائن يساومون .
قال عبد الله صابر العجوز الويغورى الذى يملك كشكا لبيع الزبيب خارج السوق فى اورومتشى " اتمنى ان يعمل الناس من جميع المجموعات العرقية معا لاعادة السوق الى حالته السابقة فى اقرب وقت ممكن ".
واكدت اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح ، اعلى هيئة تخطيط اقتصادى بالدولة ، ان امدادات من الخضر واللحوم وغيرها من الاحتيجات اليومية متوفرة بغزارة فى اورومتشى ، وأن الاسعار استقرت تدريجيا بعد ارتفاع حاد .
وكانت اسعار الخضر فى المدينة قد ارتفعت فى الفترة ما بين 6 يوليو الى 9 يوليو باكثر من 30 فى المائة ، بينما زادت اسعار اللحوم ما بين 6 الى 25 فى المائة بعد ان اثر التوتر فى المدينة على العرض والطلب.
و لتخفيف النقص تم شحن 1500 طن من الخضر الى اورومتشى فى الفترة ما بين 6 الى 11 يوليو ، وفقا لوزارة التجارة .
وحثت اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح السلطات المحلية لضمان امدادات السوق وتخفيض الاسعار وتعزيز عمليات التفتيش لتجنب تكديس البضائع والمضاربات غير المشروعة .
بيد ان الصور التجارية القاتمة يمكن مشاهدتها فى اكبر سوق تجارى على الحدود فى اورومتشى على طريق يانان ، اكثر الاماكن التى طالتها يد التخريب اثناء العنف. فقد فتحت المتاجر ابوابها ، لكنها جذبت عددا من الزبائن أقل كثيرا من ذى قبل .
قال دونغ لى بنغ تاجر الثياب من مدينة ونتشو فى مقاطعة تشجيانغ فى شرق الصين " لن يجرؤ الكثير من الزبائن الاجانب على المجىء الى اورومتشى فى المدى القصير بسبب اعمال الشغب " ، " إن احداث الشغب اضرت بالتجارة هنا ". وقال وانغ هاييان ، الباحث فى الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية لمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم ،ان احداث الشغب سوف تؤثر على التبادل التجارى والاقتصادى بين شينجيانغ ودول وسط اسيا بسبب قلق الزبائن الاجانب من الناحية الامنية .
بيد ان تأثير احداث الشغب - كما قال وانغ - سوف يكون محدودا فى الاجل الطويل على التبادل التجارى والاقتصادى بين شينجيانغ ودول وسط اسيا . ومع استقرار الاجواء ، سوف تعود الانشطة الاقتصادية والتجارية الى حالتها الطبيعية فى شينجيانغ قريبا .
ونظرا لانها تمثل ميناء رئيسيا للتجارة بين الصين وروسيا المجاورة ودول وسط اسيا ، حصدت شينجيانغ 22.2 مليار دولار امريكى من التجارة الاجنبية العام الماضى . وتهدف شينجيانغ الى تحقيق هدف نمو قدره 25 فى المائة فى عام 2009 .
قال خه يى مينغ مدير ادارة التجارة الاقليمية انه من الممكن لشينجيانغ ان تصل الى هدفها الاقتصادى بالرغم من الانكماش الاقتصادى العالمى واحداث الشغب .
واضاف خه " ليس ذلك سهلا ، لكن ما تزال لدينا فرصة لتحقيق هدف التجارة الخارجية وهو 27.8 مليار دولار هذا العام .
وتأثرت ايضا صناعة السياحة التى تسهم بنسبة 6 فى المائة الى 7 فى المائة من اجمالى الناتج المحلى فى شينجيانغ باحداث العنف فى يوم 5 يوليو .
ذكر مكتب السياحة فى منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم ان حوالى 3400 فوج سياحى من داخل وخارج البلاد ، تضم 200 الف مسافر ، الغوا رحلاتهم الى شينجيانغ فى يوم 12 يوليو .
وبالرغم من انها لا تعد مساهما كبيرا فى اجمالى الناتج المحلى الاقليمى ، الا ان صناعة السياحة تعتبر مصدرا هاما لزيادة دخول السكان المحليين، وفقا لهوانغ بينغ تشاو ، المسئول بالمكتب التجارى الاقليمى فى شينجيانغ .
من اجل انعاش الصناعة ، طلبت سلطة السياحة الاقليمية من الحكومة المحلية دعما قدره 5 ملايين يوان لمساعدة وكالات السفر على الانتعاش .
بالاضافة الى ذلك ، سيتسلم كل سائح يزور شينجيانغ قبل 31 اغسطس اعانة قدرها 10 يوانات فى اليوم ، فى خطوة من المتوقع ان تجذب 50 الف سائح خلال هذه الفترة .
وعلى الرغم من احداث الشغب، لم تتأثر ثقة المستثمرين فى التنمية الاقتصادية على المدى الطويل فى شينجيانغ .
وقد اعربت الشركات المتعددة الجنسيات ، ومن بينها عملاق المشروبات الغازية فى العالم كوكاكولا ، ومجموعة فاى كيو الكندية الدولية الصناعية المحدودة ، وعملاق صناعة التجزئة كارفور ، عن ثقتهم فى مستقبل المنطقة .
وقال تشن هونغ بينغ المدير العام لشركة كوفكو كوكا كولا للمشروبات المحدودة (شينجيانغ ) ان " كوكا كولا ما تزال لديها نظرة مستقبلية متفائلة للاقتصاد والقدرة الاستهلاكية فى شينجيانغ على المدى الطويل" .
وقال ان الحكومة الصينية استجابت بشكل سريع لاعادة النظام بعد احداث الشغب . وتابع قائلا " لذلك لن يكون لاحداث الشغب اى تأثير على تسويقنا واستثمارنا طويل الاجل هنا."
بفضل عقود من التنمية السريعة ، نما اقتصاد شينجيانغ بشكل سريع . وارتفع اجمالى الناتج المحلى الاقليمى الى 14.8 فى المائة فى المتوسط على اساس سنوى من عام 1999 الى 2007. ونما بنسبة 11 فى المائة العام الماضى زيادة على 2007 بالرغم من التأثيرات العكسية للازمة المالية العالمية .
واعرب نور بكرى رئيس منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم عن ثقته فى نمو الاقتصاد الاقليمى بسرعة فى النصف الثانى من هذا العام . بيد انه اعترف ان اعمال الشغب سوف تضاف الى الصعوبات التى تسببت فيها الازمة المالية العالمية .
ووعد بكرى باتخاذ مزيد من الاجراءات لتعزيز الانتاج الزراعى وتحسين الناتج الصناعى وتحفيز الاستثمار الخاص وتوسيع طلب الزبائن فى النصف الثانى من العام .
شبكة الصين / 22 يوليو 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |