الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تقرير لوكالة انباء (شينخوا ): قضاء عطلة نهاية الاسبوع فى اورومتشى - الامل يتغلب على الخوف
وقالت جيل "لقد كان هذا وقت ذروة حفلات الزفاف فى الماضى"، مضيفة ان "العديد من العملاء الويغور كانوا يأملون فى الزواج قبل دخول شهر رمضان، وكانت متاجر اثواب الزفاف مليئة بالاهالى الذين يقومون بحجز مقاعدهم لعمل المكياج او استئجار ملابس الزفاف. ولكن احداث شغب 5 يوليو وجهت ضربة قاتلة لعملنا حيث تم تأجيل جميع حفلات الزفاف المحجوزة او الغائها."
عادت جيل لتوها من رحلة عمل الى مدنية قوانغتشو الجنوبية فى 5 يوليو، وظلت جميع بضائعها فى المخزن منذ ذلك الحين.
ومع عودة العملاء اليوم (الاحد)، استعادت جيل الثقة بامكانية نشاط عملها.
وبالقرب من مبنى أثواب الزفاف، كان يوجد موقع بناء لجسر طويل، وكان يانج تيان وثلاثة من رفاقه مشغولين بحفر الفجوات.
شاهد يانغ، 20 عاما، الذى جاء من مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين منذ اقل من شهرين، احداث العنف بعد ان وصل الى اورومتشى. ولم يخف الوافد الجديد مخاوفه من الغوغاء، ولا رغبته فى مواصلة عمله.
وقال "ان العمل هو العمل."
كما شهدت منطقة ارداوتشاو التجارية الشهيرة وسط اورومتشي، والتى يسكنها اساسا رجال الاعمال الويغور، تدفق العملاء، فيما تقوم الشرطة المزودة بمعدات مكافحة الشغب بدوريات فى المنطقة.
واحس سميليانج، صاحب متجر للاوشحة، بارتياح بالغ لعودة العملاء. وقد تعرض نشاط الفتى (19 عاما) للركود بعد احداث شغب 5 يوليو، بيد انه ظهرت عليه مؤشرات التعافى فى الايام الاخيرة.
وقال "ان العمل افضل بكثير هذه الايام. واستطيع ان ابيع اكثر من 100 وشاح كل يوم". "ان الاوشحة ذات الالوان البرتقالى والازرق- الرمادى الخفيف هى الاكثر رواجا. لقد تم بيعها كلها تقريبا."
ومن الشائع عند المرأة الويغورية ان تمتلك اكثر من عشرة اوشحة، وتعد من احتياجاتها اليومية. ويذهب سميليانج الى هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ بشرق الصين لشراء بضاعته من الاوشحة كل شهرين.
وقال "ان الاوشحة هناك عالية الجودة."
وفى شارع شنغلي على بعد عدة بلوكات منازل من ارداوتشاو يوجد سوبر ماركت ارمان، المشهور ببيع الطعام الويغورى المحلى والبقالة، الذى تم اعادة فتحه فى 10 يوليو. واعيد تحديد موعد الاغلاق من 23:00 الى 20: 00.
ولم يكن عدد العملاء اكثر من عدد عمال السوبر ماركت الذين يرتدون الزى الازرق رغم ان اليوم (الاحد). وقد فتحت المساجد أبوابها للصلاة كعادتها. واصطفت الأحذية خارج مدخل مسجد البيضاء وسط مدينة أورومتشى. وبدأت صلاة العصر وما زال الناس يهرولون إلى داخل المسجد.
وفى مجاورة هونغ شى يويه، وهو احد أكبر التجمعات السكنية فى المدينة، كان الرجال كبار السن يجلسون تحت الأشجار يتجاذبون اطراف الحديث، والأطفال يلعبون حولهم.
وفى مقهى الانترنت المواجه لمجاورة هونغ شى يويه، كان تان جي دينغ يشاهد المسلسل التلفزيونى الأمريكى (الأصدقاء) الذى يعرضه المقهى. ويعمل تان مندوب مبيعات لشركة أدوية فى مقاطعة قوانغدونغ.
وقال تان: "إن انقطاع الاتصال بالانترنت شىء مزعج حقا. حيث اننى لا أستطيع ان ابعث بالرسائل الالكترونية للأصدقاء والزبائن، كما لا أستطيع ممارسة الألعاب الألكترونية.
كما تم قطع خدمة الرسائل النصية فى شينجيانغ أيضا. وقال تان إنه لا يستطيع استقبال المعلومات من شركته فى حينها نظرا لأن معظمها ترد إليه عبر الرسائل النصية.
وقال تان: "يبدو أننى وجدت أخيرا الوقت الكافى لمشاهدة الأفلام والمسلسلات التليفزيونية التى طالما أردت أن أشاهدها".
وفى أحد الشوارع التى ما زالت خاضعة لقيود المرور، كانت هناك شاحنة تتحرك جيئة وذهابا ببطء وهى تحمل مكبرات صوت تكرر مناشدة الحكومة مرة باللغة الصينية الماندارين ومرة بلغة الويغور الوحدة العرقية، والاستقرار الاجتماعى.
وعلقت السلطات المحلية إعلانا خارج مجاورة توانجى هوانيوان (حديقة الوحدة) يحث الجماهير على الابلاغ عن المجرمين المشتبه في تورطهم فى أحداث شغب 5 يوليو، الى جانب إعلان آخر عن وظائف مكتوب بخط اليد بلغة الويغور.
وفى كل مكان يمكن رؤية اللافتات الحمراء وعليها شعارات باللغة الصينية والويغورية تدعو الجماهير إلى "ممارسة ضبط النفس، وعدم تصديق الشائعات، واليقظة، وعدم الانقياد لتضليل الأعداء".
ومع بدء عودة الحياة إلى طبيعتها فى المدينة تدريجيا، بدا الذين أصيبوا بصدمة نفسية جراء أحداث الشغب يجاهدون للخروج من ذكريات هذا الكابوس.
وذكر وانغ شوتشون، الذى تم نقله إلى المستشفى رقم 23 فى وسط أورومتشى ليلة 5 يوليو، انه "خلال الأسبوع الأول لم أتمكن من النوم جيدا، نظرا لأن أحداث ذلك اليوم ظلت تعاود ذاكرتى. ولكن حالتى تحسنت الآن."
ضرب مثيرو الشغب وانغ (43 عاما) بالاحجار والهراوات، وقد أصيب بكسر فى أحد أضلاعه وفى رأسه، الى جانب جروح فى كليته. ويقول وانغ أنه "مع تحسن حالتى يوما بعد يوم. اشعر الآن بأننى أهدأ حالا بكثير."
ويقول الخبراء إنه خلال الأسبوعين الماضيين عانى الضحايا من تقلبات انفعالية شديدة.
ويقول منغ شين تشن، خبير الصحة العقلية أن "حالة الضحايا التى تقلبت بين الرعب، وفقد الاحساس، والغضب، والذعر، والأرق ، والهدوء النسبى، تتحسن حاليا جسديا، وذهنيا".
شبكة الصين / 20 يوليو 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |