الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
باحث عربى فى الشؤون الصينية: ما حدث فى شينجيانغ لن يؤثر كثيرا فى التناغم بين القوميات فى الصين
بكين17 يوليو 2009 (شينخوا) قال الدكتور جعفر كرار احمد الباحث العربى فى الشؤون الصينية ان احداث الشغب التى وقعت فى منطقة شينجيانغ شأن داخلي صينى ولاعلاقة له بالصراعات العرقية والدينية ولن يؤثر كثيرا في التناغم بين القوميات.
واضاف الباحث المقيم فى بكين، وهو أيضا أستاذ زائر فى معهد دراسات الشرق الأوسط بشانغهاى، فى مقابلة خاصة مع وكالة انباء ((شينخوا)) ان الصين دولة تتعايش فيها مختلف القوميات منذ القدم والعلاقات بين كل القوميات فى الصين تتقدم وتتطور بشكل مستمر ومزدهر، معربا عن ثقته بأن الصين ستحتوي الاضطرابات التي حدثت.
وانتقد الباحث العربى التضخيم والهالة الاعلامية التي احاطت بهذه الأحداث , قائلا ان "مثل هذه الاحتكاكات تحدث هنا وهناك وقد تحدث فى أية دولة، لكن لا أحد يضخم هذه الأحداث عندما تقع، فلماذا تم تضخيمها فى منطقة شينجيانغ؟ لا بد ان هناك قوة تسعى الى الاضرار بالشعب الصينى والاضرار بالتناغم بين قومياته "، مشيرا الى "وجود أيد خارجية تدخلت فى الأحداث بهذه المنطقة ".
وتابع " قابلت كثيرا من الباحثين والاكاديميين والمواطنين العاديين بينهم اشخاص من قومية الويغور وقومية هان والقوميات الأخرى وجميعهم يرفضون أعمال العنف على اختلاف قومياتهم."
واكد أن الموضوع في الحقيقة ليس له علاقة بالاسلام والمسلمين وليس صراعا دينيا, مشددا على ان " ماحدث يجب ألا يعمى ابصارنا وبصيرتنا عن رؤية الحقائق الناصعة ، فالمنظر الحقيقى فى الصين هو أن هناك 56 قومية تعمل من أجل بناء وطن قوي ومزدهر وموحد، كما ان الاهالي من الويغور ساهموا كثيرا فى بناء الصين على مر العصور."
واردف " انا أعتقد أن بعض الأصوات لم تتفهم موقف الصين واتجهت نحو المبالغة, وأعتقد أنها بعيدة عن هذا البلد ..... أود أن أذكر أصدقاءنا الصحفيين والاعلاميين ان المسلمين الصينيين يعيشون في هذا البلد منذ القدم وقد أصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعى والثقافى للصين وهم يعيشون فى أمن وسلام منذ اكثر من الف سنة."
وعن تجربته الشخصية خلال اقامته هنا، اوضح الدكتور جعفر كرار " بالنسبة الى ، وأنا موجود فى الصين منذ أكثر من 15 عاما, فقد زرت كثيرا من المناطق هنا، منها مناطق مسلمة ولم ألحظ اي توترات عرقية أو قومية كما يحاول ان يلمح البعض الآن." ولفت الى أن "هناك انفصاليين، مثل حركة تركستان الشرقية الانفصالية ، وهم من يغذون هذه التوترات".
واستطرد " أذكر أصدقاءنا الصحفيين والاعلاميين أن الصين ظلت وستظل تدعم الحقوق العربية وتقف دائما مع العرب فى كل قضاياهم المصيرية وتؤيد القضية الفلسطينية, كما تقف مع قضية التنمية في الدول العربية."
وبالحديث عن الموقف العربي من احداث الشغب فى شيجيانغ, قال الدكتور جعفر ان الدول العربية جميعها أدانت هذه الأحداث وانها تثق تماما بأن حكومة الصين قادرة على احتواء الموقف.
أما بشأن ما تردد من أنباء عن تهديدات اطلقها تنظيم القاعدة بشن هجوم على العمال الصينيين فى الخارج, فأشار جعفر كرار الى أن "القاعدة منظمة متطرفة لا تمثل الموقف العربى ولا تمثل الاسلام وهى لا تستهدف الصينيين فقط, بل تستهدف الجميع."
ونبه الى بعض الصحفيين لا يفهمون الموضوع بشكل صحيح ويعتبرونه هجوما على الاسلام والمسلمين، لكن في حقيقة الامر هذه الاحداث ليست لها اية علاقة بالدين لأن قومية الويغور تعيش مع 55 قومية أخرى منذ وقت طويل.
واضاف ان الذين حاولوا صب الزيت فى النار لا يعملون من اجل صالح قومية الويغور مؤكدا ان كل القوميات فى الصين تنتمي الى اسرة موحدة وقوية وأن أية محاولة لاثارة النعرات لا تضر بوحدة القوميات وبالصين فقط بل تضر بالسلام العالمي بشكل عام.
ورأى هذا الباحث الذى يدرس ويعمل ويعيش فى الصين منذ مدة طويلة أن الصين دولة تتعايش فيها 56 قومية بينها مصالح وثيقة وتحظى وحدة القوميات وازدهارها المشترك ببالغ الأهمية لاستقرار الصين وتنميتها. ولا تستطيع الصين ضمان مصالح مختلف القوميات وتعزيز ازدهارها المشترك الا اذا تمتعت بظروف الاستقرار والوحدة.
وتطرق الى أن الحكومة الصينية استمرت في اتخاذ سياسات لتعزيز وحدة القوميات منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية قبل 60 سنة وحققت نتائج مثمرة لمختلف القوميات ، واستفادت من هذه النتائج بصورة خاصة منطقة شيجيانغ, حيث شهدت المنطقة تطورات ضخمة فى الاقتصاد وتحسنا كبيرا فى حياة المواطنين المحليين سواء كانوا من قومية الويغور اوقومية قازاق اوقومية طاجيك اوقومية هان اوالقوميات الأخرى. وأظهر ((الكتاب الأزرق: تقرير التنمية الاقتصادية فى غرب الصين (2009) )) الذى صدر مؤخرا أن منطقة شيجيانغ حققت منجزات جبارة منذ تنفيذ خطة التنمية الكبرى فى غرب الصين فى عام 1999, حيث ارتفع اجمالى الناتج المحلى من 116.855 مليار يوان (حوالى 17.11 مليار دولار أمريكى) الى 352.316 مليار يوان خلال الفترة بين عام 1999 وعام 2007, بزيادة 14.8 بالمائة على أساس سنوى وازداد نصيب الفرد من دخل الاستهلاك فى المدن من 5320 يواان الى 10313.4 يوان واحتل نصيب الفرد من دخل الفلاحين فى شينجيانغ مركز الصدارة بين المقاطعات والمناطق الواقعة شمال غربى البلاد.
ونوه الدكتور جعفر بأن الصين قدمت مساهمات ضخمة فى التنمية والازدهار العالميين , اذ انها كانت وما زالت تواصل تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الدول وتقدم مساعدات اقتصادية الى الدول والمناطق الأخرى، كما انها بذلت أقصى جهودها للتصدي للأزمة المالية العالمية.
وقال "ان الصين المستقرة والمزدهرة تصالح العالم لكن الصين المضطربة لا تصالح أحدا، والعالم في أشد الحاجة الى صين مستقرة ومزدهرة".
شبكة الصين / 17 يوليو 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |