الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مقابلة :رئيس المركز العربي للمعلومات : أحداث أورومتشي لم تكن صراعا قوميا أو دينيا على الاطلاق
بكين 16 يوليو 2009 (شينخوا ) اكد الدكتور مصطفى السفاريني رئيس المركز العربي للمعلومات ان الأحداث التي وقعت في شينجيانغ لم تكن صراعا بين قومية وأخرى او دين وآخر بل هي احداث ذات طابع سياسي هدفها خلق متاعب للصين مع الدول الاسلامية والعربية.
وقال الدكتور السفاريني في مقابلة خاصة مع وكالة انباء (( شينخوا )) " من خلال متابعتنا للاحداث عن كثب فإن ما جرى يشتم منه أن هناك ألاعيب كثيرة ومؤمرات متعددة تحاك ضد الصين التي استطاعت خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمان النهوض وتحقيق منجزات عظيمة " ، مضيفا بأن هذه الأحداث غير مألوفة ، والهدف منها تقويض الوحدة الوطنية " .
ويقع المركز العربي للمعلومات في منطقة تشاويانغ بالعاصمة الصينية بكين، وقد ظل يعمل على توسيع التبادلات والروابط بين الصين والدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية .
وبصفته رئيس المركز والسفير الفلسطيني السابق لدى الصين ، قال الدكتور السفاريني الذي عاش في الصين لأكثر من أربعين عاما، انه شاهد على التنمية السريعة التي جلبتها للصين سياسة الاصلاح والانفتاح وشاهد على ازدياد تأثير الصين في المجتمع الدولي.
واكد ان هذه الأحداث هدفها، بحسب اعتقاده، ضرب الوحدة الوطنية وضرب الوحدة القومية وخلق المتاعب لاعاقة التنمية والتقدم الصيني .
واضاف السفاريني " ان الوحدة الوطنية والوئام القومي أساس التقدم وأساس سياسة الاصلاح والانفتاح ..... يمكن أن نعي جيدا من هذه الواقعة وما شابها من حوادث شغب وتدمير في الشهر الجاري أو ما حدث قبل عام في لاسا ، انهما وجهان لعملة واحدة . فمدبروها معروفون ومنفذوها أيضا معروفون بشكل جيد ويتصلان ويخططان مع بعضهما البعض ، الهدف منها هو ضرب الوحدة القومية والوحدة الوطنية . "
وأشار الى أن هذه الأحداث تسير مواكبة لما يسمى بالتهديد الصيني وحقوق الانسان والديمقراطية وقضايا تايوان والتبت وشينجيانغ ، كل تلك الألاعيب من تدبير القوى التي لا تحبذ أن ترى الصين قوية باقتصادها وقوية بمواقفها وتأثيرها الدولي .
وتابع " من خلال التلفزة والمشاهد الواقعية الموضوعية رأينا بكل وضوح ذلك الويغوري الذي احتضن أخاه الهاني وساعده على الخلاص وابعده عن مناطق الشغب . وفي مشهد آخر ، نجد شابا من الهان يحتضن أخاه الويغوري لابعاده عن مناطق الشغب . وهي قصص كثيرة شاهدناها في التفلزيون وأيضا شاهدناها على الأرض في شينجيانغ "، موضحا انه من كل هذا " يمكن أن نخرج بانطباع بأن هذه الأحداث ليست على الاطلاق مواجهة بين قوميتي الهان والويغور".
واردف " من جانب آخر ، لم تكن تلك الاحداث صراعا بين دين وآخر وليست ضد المسلمين . ان الاسلام منتشر في كل الصين وليس في شينجيانغ فقط ، ولو كانت هذه العمليات ضد المسلمين ، لرأيناها في كل مكان ، في نينغشيا ، وفي تشينغهاي وغيرها..... يعيش المسلمون في وئام وانسجام مع جميع القوميات الأخرى، لذا أقول ان أحداث الشغب هذه ذات طابع سياسي ومخطط لها، وتحاول خلق متاعب للصين مع الدول الاسلامية والعربية ".
وذكر انه يعيش في الصين منذ أكثر من أربعين عاما، وشاهد كثيرا من الأمور الواقعية ، مؤكدا بأن الاقليات القومية في البلاد، لاسيما تلك المسلمة، تتمتع بتسهيلات واسعة في جميع المجالات أكثر من غيرها من القوميات وخاصة قومية هان، اذ يتمتع أبناء هذه الاقليات القومية بتسهيلات عند التحاقهم بالجامعات الصينية ، وكذا بالتسهيلات التي تقدمها الصين لهم في مجالات الصحة والضمانات وغيرها.
ولفت الى ان في الصين عشر قوميات تدين بالاسلام ، بينها قومية الويغور، ويتمتع أبناؤها بكل الحريات والحقوق في الحياة اليومية والاقتصادية والشخصية .
وأكد السفاريني ان الحكومة الصينية تعتني بشكل خاص ومميز ودقيق وشفاف بسياسة الأديان وسياسة القوميات ، وتولي جل اهتماماتها لأجل الحفاظ على الوئام القومي والانسجام بين جميع شرائح المجتمع الصيني ، لأنها تعي جيدا أن هذا الوئام والانسجام الاجتماعي يقابله التنمية والاستقرار والتقدم والرخاء.
وبين أن الحكومة الصينية ستكون صارمة عند معالجة المشاكل التي تنشأ وفقا للقانون ، لأن القانون فوق الجميع.
وأضاف بأن العلاقات بين الصين والدول العربية والدول الاسلامية وطيدة، قائمة على الصداقة التقليدية والمنافع المتبادلة. والصين تقف دائما مؤيدة لقضايا الشعوب العربية والاسلامية العادلة وتقدم لها يد العون والمساعدة من اجل الحفاظ على حقوقها المشروعة على الصعيد العالمي، ولهذا السبب صورت العناصر الانفصالية هذه الأحداث على أنها ضد المسلمين لخلق المتاعب للصين مع الدول الاسلامية والدول العربية .
ومع أن الصين افتتحت فور وقوع الحادثة مركزا اعلاميا في أورومتشي وزاره مئات من وسائل الاعلام والصحفيين الأجانب ليلطلعوا عن كثب على ما يجري وليعكسوا للعالم ماهية الحقيقة بذاتها، الا ان بعض وسائل الاعلام والصحفيين أخذوا أخبارا وصورا مشوهة لتضليل الرأي العالمي، ويوضح غياب الامانة الصحفية لدى هؤلاء اهدافهم السياسية تبعا للدكتور السفاريني .
ولانه يعيش في الصين منذ وقت طويل شعر الدكتور بالأسف الشديد لما حدث، وقال " كنا نتألم كما يتألم كل صيني " ، معربا عن ثقته بأن الصين ستتغلب على كل هذه المشاكل بالقيادة السليمة والصحيحة وبوحدة الشعب الصيني بجميع قومياته وأن القطار الصيني سيسير الى الأمام .
شبكة الصين / 17 يوليو 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |