الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
ازدواجية معايير رؤية وسائل الإعلام الغربية لأحداث 5 يوليو في أورومتشي
بعد وقوع أحداث 5 يوليو في أورومتشي، نشرت وسائل الإعلام الغربية الكثير عنها. وفي 7 يوليو الجاري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ في مؤتمر صحفي إن الحكومة الصينية اتخذت مبدأ الشفافية في النشر الإعلامي لهذه الأحداث، وقدمت مساعدات وتسهيلات إيجابية لسفر الصحفيين إلى شينجيانغ لتغطية الأخبار، آملة في أن تنشر وسائل الإعلام بالعالم حقيقة الأحداث بصورة موضوعية ومتوازنة ووفقا لحقيقتها. لكن الواقع يبين أنه من الصعب أن نقول إن ما عملته بعض وسائل الإعلام الغربية موضوعي ومتوازن.
إن جرائم العنف الخطيرة، القتل والتخريب والنهب والحرق، التي سببت مقتل وإصابة أكثر من ألف شخص والخسائر المادية الجسيمة تحولت تحت أقلام وشفاه بعض وسائل الإعلام الغربية إلي "مظاهرات سلمية" و"الصراع الناجم عن السياسة القومية غير العادلة" و"القمع المسلح"، وكان تحيزها واضحا جدا. ونشرت بعض وسائل الإعلام الغربية الأخبار غير آبهة بحقيقة الأحداث ومرتدية "نظارة ملونة"، وضللت القراء والمشاهدين الأجانب في نواحي الصور والمشاهد والتفاصيل واستخدام الكلمات، بل نشرت أخباراً مشوهة وكاذبة لعدم قيامها بتغطية ميدانية أو بدون معلومات موثوق بها. والأكثر من ذلك أن تقف بعضها إلى جانب مثيري العنف بشكل علني أو شبه علني غير مهتمة بهذا العدد الكبير من الضحايا والمصابين وآلام ذويهم، بل برأتهم من جرائمهم، مما يدل على أنها قد فقدت الأخلاق المهنية الأساسية لوسائل الإعلام.
ومشاركة لوسائل الإعلام هذه، كانت مواقف بعض محترفي السياسة الغربيين والتنظيمات الغربية منافقة. مثلا، دعت حكومات بعض الدول الغربية إلى "تسوية الأمور مبكرا، وعلى كل الأطراف أن تحتفظ بضبط النفس"، وقام بعض محترفي السياسة بـ"الاحتجاج" هنا وهنا؛ ومثال آخر، طرحت بعض "تنظيمات حقوق الإنسان" قائلة إنه من المحتمل أن يلقي المعتقلون معاملة غير عادلة وغيرها. وليس من الصعب أن يكتشف الذي له قدرة علي التمييز أن هؤلاء يتجاهلون الفرق بين الخطأ والصواب عمدا، لتحويل اهتمام الجماهير، وإثارة مشاعر العداء.
وليس من العيب أن يكون لوسائل الإعلام المختلفة والأفراد زوايا رؤية مختلفة للأمور. لكن، إذا أنكر أي شخص الحقيقة، ونشر أخبارا وتعليقات من أجل أغراض خفية، وعامل نفسه بأسلوب، وعامل الآخرين بأسلوب آخر وقدر الأمور بمعيار مزدوج، فلا يمكن أن نقول إن ذلك متوازن وموضوعي. وما دام الأمر كذلك فلا مانع أن نرى رؤية وسائل الإعلام الغربية ومحترفي السياسة الغربيين تجاه أحداث العنف في بلدانهم. شهدت ضاحية باريس شغب أبناء الأقليات عام 2005، وجهت وسائل الإعلام الغربية استنكارا شديدا له، بينما دعمت الحكومة الفرنسية في إرسال الجيش للحفاظ على النظام العام. ولم نسمع من يقول إن ذلك كان نتيجة للتعصب العنصري لفترة طويلة، ولم يدع شخص إلى " أن تتحلي كل الأطراف بضبط النفس". في عام 1992، حدث في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة شغب عرقي كبير، وكانت الحكومة الأمريكية قد "استخدمت كل القوى الضرورية لاستعادة النظام العام"، وبالأحرى لم يسمع الناس بتشدق وسائل الإعلام الغربية ومحترفي السياسة الغربيون بـ"السلم" و"حقوق الإنسان". وأكثر مثال ناطق أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، شنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب بذريعة توجيه ضربات للنشاطات الإرهابية، ولم ير الناس أن أحدا قد دعا إلى "ضبط النفس".
وفي المنظور العالمي، يمكن أن تواجه أي دولة تناقضات وصراعات، حتى بعض الأحداث المتطرفة. ولا يجوز، سواء لوسائل الإعلام أم الشخصيات السياسية أن تفرحهم مصائب الدول الأخرى حتى يضللوا الناس ويزيدوا حدة التناقضات بدافع من المصالح الخاصة أو الأفكار المسبقة، ويتعاطفوا مع الذين يخربون النظام العام ويمارسون العنف، غير آبهين بحقوق إنسانية الذين ماتوا أبرياء، وأحزان أقرباء الضحايا، لأن ذلك يخالف المبادئ الأساسية للأخلاق البشرية. وفي ظل عولمة النشاطات الإرهابية، فإذا عاملت وسائل الإعلام شؤون الدول الأخرى بأسلوب التفكير الجامد، واتخذت النشر الإعلامي وسيلة سياسية، وموقفا مبهما وناقضت نفسها في مكافحة العنف والإرهاب، فذلك أمر ليس مفيدا للآخرين بل يضر بصاحبه.
شبكة الصين / 15 يوليو 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |