عالم ألماني: الصين تشهد تحولا هائلا منذ تبني سياسة الانفتاح والاصلاح
برلين 9 اكتوبر 2008 (شينخوا) قال العالم الألمانى توماس هبيرير فى مقابلة أجريت مؤخرا عن طريق الانترنت مع وكالة الانباء الصينية ((شينخوا)) ان الصين تشهد تحولا كبيرا منذ ان تبنت البلاد سياسة الانفتاح والاصلاح قبل ثلاثة عقود.
وقال هبيرير الذى عاش وعمل فى الصين في بداية حملة الانفتاح والاصلاح وظل يجري أبحاثا في أنحاء الصين خلال العقود الماضية ان التحولات حدثت امام عينيه وتستحق أن تجذب اهتمامه طول حياته.
واضاف "ان الصين بلد مركب جدا وهي فى عملية تحول مستمر, ودائما ما تنتج مفاجئات. ومثل هذا الكيان المعقد (اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا) لا تكفيه الدراسة طوال العمر".
وقام عالم الصينيات واستاذ العلوم السياسية لشرق آسيا في جامعة دويسبرج - إيسن بزيارة الصين للمرة الأولى عام 1975. وفي الفترة من عام 1977 الى عام 1981, عمل فى بكين كمحرر ومترجم للنسخة الألمانية لجريدة ((بكين ريفيو)) الاخبارية الاسبوعية الصينية الصادرة في بكين.
ومنذ ذلك الوقت يقوم كل سنة بقضاء شهرين أو ثلاثة أشهر فى الصين لإجراء أبحاث ميدانية فى مناطق مختلفة فى البلاد حول الكثير من القضايا. وتشمل أبحاثه على سبيل المثال موضوعات "وظيفة الاقتصاد الفردى في سوق العمل والاقتصاد الحضري فى الصين", و"النمو الحضري الريفي والتغير الاجتماعى فى الصين" و"المشاركة والشرعية والأمن الاجتماعى فى الصين".
وقال "لذلك أنا اعرف بصورة جيدة التغير الهائل الذي حدث فى البلاد".
وتذكر انه فى السبعينيات كانت الصين دولة فقيرة جدا حيث يكاد لا يوجد بها شيء للشراء والكثير من الأشياء اليومية كان يتم توزيعها بنظام الحصص والمحلات القليلة كان بها أشياء قليلة وحتى في بكين كان هناك عدد قليل من المطاعم التى كانت تغلق فى الساعة السابعة مساء.
واوضح "وكانت تلك المطاعم تشهد زحاما كبيرا وعادة ما كنت تجد مجموعة من الناس ينتظرون رواء مقاعدنا ويحثوننا على الاكل بسرعة حتى يتمكنوا من الحصول على ما يأكلونه قبل موعد الاغلاق".
وحسب هيبيرير فإنه بعد وقت قليل من إطلاق الاصلاح الريفي فى عام 1979 ازدا د العرض بشكل سريع فى الصين وظهرت اسواق خاصة للفلاحين حيث تباع خضراوات وفواكه من أجزاء أخرى فى البلاد وبدأ باعة متجولين عاملين لحسابهم في توفير خدماتهم.
وحسبما ذكر الاستاذ هيبيرير فإن سياسات الاصلاح والانفتاح لم تؤد فقط إلى نمو اقتصادى مذهل بل أيضا حركت عملية شاملة من التغير الاجتماعى والسياسى.
ورفض ادعاءات المتكررة بأن الصين اصبحت أكثر تحررا وتحديثا من الناحية الاقتصادية فقط لا السياسية.
وقال "ان هذه الرؤية تتجاهل التغير فى المجال السياسى والهيكل والمؤسسات السياسية بما فيها تراجع الدور الايديولوجي وتعزيز النظام القانوني, كما تتجاهل المناقشات التي تزداد تحررا فى المجتمع وفى الحزب الشيوعى الصينى".
وبالطبع هناك وجه آخر للعملة, وعدد الباحث الالمانى بعض المشاكل الناجمة عن التحول الصينى السريع والتى تشكل تحديا كبيرا للقيادة الصينية, والمتمثلة فى البطالة المتزايدة بسبب الاصلاحات الاقتصادية الهيكلية ونظام الرعاية الاجتماعية الذي مازال غير كاف والفساد والفجوة المتنامية بين دخل المواطنين والمناطق المختلفة والتأخر بين توسع النظام القانونى والحاجات الاقتصادية والاجتماعية والتلوث بالاضافة الى المشاكل الاجتماعية فى المناطق الريفية الأقل نموا.
ورأى هيبرير كخبير متمرس في الشؤون الصينية انه يتعين النظر إلى الصين بشكل اكثر توازن. وذكر فى مقالة لصحيفة المانية نشرت عقب اضطرابات التبت فى اوائل العام الحالي ان صورة الصين فى اوروبا مليئة بالتحيزات والتذبذب المستمر ما بين التشويه والتصوير المثالي للبلاد.
وفى الاشهر السابقة على أولمبياد بكين كتب مقالات ضد تشويه صورة الصين وحاول مساعدة المواطنين في ألمانيا على فهم الصين بصورة أفضل.
وقال "لقد بذلت جهدا لفهم الصين بقدر ممكن وذلك للاغراض الاكاديمية وأيضا حتى اتمكن من شرح تعقد الصين لآخرين."
شبكة الصين / 10 أكتوبر 2008 /
|