متخصص فى علم التبت يشن هجوما حادا على ادعاء الدلاى الخاص ب"الابادة الثقافية"
بكين 22 مارس (شينخوا) شن خبير صينى متخصص فى دراسات التبت هجوما حادا على مزاعم الدلاى لاما الاخيرة بشأن "الابادة الثقافية" اليوم (السبت) قائلا ان الدافع الرئيسى وراء هذه الملاحظات هو تقسيم البلاد والسعى نحو استقلال التبت.
جاءت تعليقات الخبير جين تشى قوه، كبير محررى مجلة ((التبت الصينية)) نصف الشهرية التى تصدر من بكين عقب القلاقل التى اندلعت فى العاصمة الاقليمية لاسا منذ اسبوع وادت الى مصرع 18 مدنيا ورجل شرطة.
اتهمت الحكومة الصينية عصبة الدالاى بتنظيم وتعمد وتخطيط اعمال الشغب التى تضمنت الضرب والتحطيم والنهب والحرق العمد بينما قال الدلاى لاما ان الحكومة الصينية تنفذ "ابادة ثقافية" فى المنطقة.
وقال جين ان "عصبة الدالاى تعرف تمام المعرفة كيف يمكنها ان تجذب اهتمام العالم من خلال الدعوة الى ما يسمى ب"الابادة الثقافية" لانهم يعلمون ان الكثير من الاشخاص حول العالم يبدون اهتماما بثقافة التبت المتميزة والغامضة".
ذكر جين (51 عاما) الذى عمل فى الهيئات الثقافية للتبت خلال الفترة من 1977 الى 2003 خلال مقابلة حصرية مع وكالة انباء ((شينخوا)) ان "حججهم لا اساس لها".
لا ضرورة لمواصلة استعباد السود لكى نستمتع بموسيقى اغانيهم الحزينة
قال جين فى اشارة الى الاختفاء التدريجى لنقل الملح من مناطق البحيرات الى مناطق المراعى من خلال دواب الحمل والياك (ثور التبت الضخم) او الماشية انه "مع التقدم الاجتماعى المتواصل وتقدم عوامل الانتاج، من الطبيعى لبعض الظواهر الثقافية المرتبطة بوسائل انتاج متخلفة نسبيا ان يطويها النسيان".
واضاف قائلا "لكن الانشطة الثقافية ذات الارتباط الوثيق بنقل الملح مثل الغناء والرقص والطقوس والمحظورات تم الحفاظ عليها" وذكر ان كاتبا من التبت وصحفيين تليفزيونيين سجلوا التقليد المستمر منذ عقود فى كتاب وفيلم وثائقى تليفزيونى.
وقال جين "اننا لا نحتاج الى لمواصلة استبعاد السود فى الولايات المتحدة لكى نستمتع بموسيقى أغانيهم الحزينة". واضاف ان "اختفاء نقل النقل بواسطة الياك لن يؤدى الى توارى العناصر الثقافية التى نشأت عنه".
تخصيص اموال للحفاظ على ثقافة التبت
قال جين ان الحكومة الصينية تولى أهمية كبيرة للحفاظ على ثقافة التبت ولغته.
وأضاف إن الحكومة أنشأت مؤسسة فى عام 1979 لانقاذ وتحرير "حياة الملك جسار" وهى حكاية بطولية للتبت وأضخم ملحمة عالمية تم تناقلها شفويا بواسطة منشدى الاغانى الشعبية أو الشعراء الغنائيين لمدة قرون.
تمكن علماء ملحمة جسار عقب اعوام كثيرة من الجهد بمساعدة 57 من شعراء الاغانى الشعبية من تسجيل أشرطة صوتية حول الملحمة وكتابة أكثر من 90 جزءا من كتاب ونشر ما يزيد على 30 مجلدا.
وقال ان " الباحثين ما زال يبحثون عن منشدى الاغانى الشعبية الجدد حول هضبة تشينغهاى - التبت وجمع اكثر المزيد من المادة الشفهية من الملحمة ".
علاوة على ذلك، لم يفتر استخدام اللغة التبتية المنطوقة والمكتوبة خلال الاعوام السابقة وتم تشجيع الشركات على تطوير تكنولوجيات تستخدم الرموز التبتية وفقا لما ذكر جين.
قال جين " اذهبوا فقط الى مقاهى الانترنت فى التبت وشاهدوا هل يمكنكم ان تجدوا جهاز كومبيوتر غير مزود بأسلوب كتابة بلغة التبت، ويستطيع جميع زملائى من التبت استخدام لغتهم لبعث رسائل مكتوبة عبر الهواتف المحمولة ".
بالاضافة الى الحفاظ على التراث الثقافى المعنوى ، خصصت الحكومة الصينية 570 مليون يوان ( 81.4 مليون دولار امريكى) للحفاظ على 22 من الآثار التاريخية والثقافية فى التبت، ويبدأ المشروع خلال العام الحالى ويستمر حتى عام 2010 .
وقال نى ما سيرينج ، مدير مكتب التراث الثقافى لمنطقة التبت ، ان هذه الاموال ستوجه الى 15 ديرا تحت حماية الدولة وسبعة مواقع تاريخية تثبت سيادة الحكومات المركزية على التبت طوال التاريخ الصينى .
جاء هذا الاجراء الاخير عقب مشروع آخر للحفاظ على قصر بوتالا ودير ساجيا وقصر نوربو لينجكا بتكلفة 330 مليون يوان ، وقد بدأت هذه المشروعات فى عام 2002 ومن المتوقع ان تستكمل خلال العام الحالى .
استثمرت الحكومتان المركزية والمحلية على مدار العقدين الماضين اكثر من اجمالى 700 مليون يوان من اجل الحفاظ على الآثار التاريخية والثقافية فى التبت وصيانتها حيث شمل هذا الاجراء اكثر من 1400 دير وآثار ثقافية ومواقع دينية .
تعتبر مزاعم عصبة الدالاى المتعلقة ب " الابادة الثقافية " سخيفة من وجهة نظر جين وهى ايضا دلائل على الدافع الحقيقى لتقسيم الصين والسعى نحو " استقلال التبت " .
ذكر جين انه " اذا كانت الحكومة الصينية تريد حقا القيام ب " ابادة ثقافية " فى التبت ، لماذا اذن تنفق الاموال لكى تدعمنا فى دراسة وثقافة التبت والحفاظ عليها وتعزيزها ؟ " .
شبكة الصين /23 مارس 2008/
|