الكشف الكامل للحقيقة: محاولات عصبة الدالاي الانفصالية مصيرها الفشل
لاسا 16 مارس (شينخوا) عادت ذكرى الرعب حية ثانية. حيث يشبه اندلاع احداث الشغب في لاسا يوم الجمعة احداث شغب سابقة وقعت عامى 1959 و1989، فقط من حيث القسوة، والرابطة التى لا نزاع فيها دائما بالدالاي لاما الذى يبشر بالسلام.
في العاشر من مارس، نزل أكثر من 300 راهب من دير تشايبونج الى وسط لاسا. وكان الرهبان، الذين يفترض انهم رسل السلام، كارهين وعدوانيين، واصطدموا بقوات الأمن بشكل واضح.
وفي دير سيرا، حمل عشرة رهبان اعلام لما يسمى حكومة التبت فى المنفى، وهتفوا "باستقلال التبت". وفي الايام التالية، ردد عدد قليل من الرهبان شعارات الاستقلال، وتحدوا رجال الشرطة الذين كانوا يحافظون على النظام. وصبوا ماء الجير والماء المغلى على من حولهم، وتساقطت الحجارة كالمطر.
وفي محاولات صارخة لاثارة المشاعر، مزق ثلاثة رهبان في دير تشايبونج اجسادهم بالسكاكين، والتقطوا صور لبعضهم البعض، كى يتم استخدام هذه الصور لاتهام الآخرين بالحاق الأذى، الذي فعلوه لانفسهم، بهم. حسبما ذكرت الشرطة.
وتحولت المشاجرات إلى العنف، وكانت الخسائر جسيمة. وقام الغوغاء يوم الجمعة بحملة تدمير واسعة لم يتركوا خلالها شيئا ولا شخصا وجدوه في طريقهم. واشعل المشاغبون النار في المباني، واحرقوا عشرات من سيارات الشرطة والسيارات الخاصة، وتم نهب البنوك والمدارس والمحلات. وتم طعن المواطيين الأبرياء وقذفهم بالحجارة وجلدهم. وتوفى عشرة اشخاص على الاقل، معظمهم جراء الحروق.
وفي وصف درجة القسوة الصادمة التي قال عنها سكان التبت المحليين انهم لم يشهدوا مثلها طوال حياتهم، فإن كلمة "الوحشية" تعتبر تعبيرا مخففا مقارنة بالصورة الحقيقية، بيد ان هذه الكلمة تنطبق فقط على الغوغاء، وليس على رجال الشرطة.
وطوال هذه الأحداث، تحلى رجال شرطة لاسا بأكبر قدر من ضبط النفس. كما التزموا الصبر والحرفية، وصدرت لهم تعليمات بعدم استخدام القوة. وبروح إنسانية، قاموا حتى بإنقاذ الرهبان الحاقدين الذين حاولوا اثارة المشاعر من خلال جرحهم لانفسهم. لكن ضبط النفس هذا قوبل بمزيد من الحقد.
وتعرض رجال الشرطة الشباب -- اباء وازواجا واشقاء -- للقذف بالحجارة واللكز والطعن والضرب بالهراوات شأنهم شأن الضحايا الأبرياء الآخرين. وتعرض 12 منهم لإصابات بالغة، من بينهم اثنان فى حالة حرجة.
مثل هذه الأعمال العدائية لم تكن "غير عنيفة" كما ادعى الدالاي لاما، لكنها ما مارسه الرهبان "الموقرون". وقد هب الزعماء الدينيون وأهالى التبت المحليين والسكان الآخرين لإدانة الشغب.
ومن الواضح ان التخريب الأخير المخطط له جيدا في لاسا كان عملا دمويا اخر من اعمال التآمر السياسي لعصبة الدالاي.
يذكر ان عصبة الدالاي فرت إلى الهند عقب فشل ثورة مسلحة عام 1959، لكن لم يكونوا على استعداد للتنازل عن امتيازاتهم فى ظل العبودية الاقطاعية، أو ان يشهدوا تبتا جديدة مزدهرة.
ومن الهجمات المسلحة المتكررة على امتداد المناطق الحدودية في الستينيات، إلى احداث شغب لاسا الدموية في عام 1989، لم تتوقف الأنشطة الانفصالية التي تدعمها عصبة الدالاي.
وفي السنوات الاخيرة، ظلت عصبة الدالاي تقول للعالم انهم توقفوا عن السعي إلى "استقلال التبت". بيد ان هذه مجرد كذبة ضخمة اخرى.
وفي محاولة لخداع المجتمع الدولي لربط "قضية التبت" بالالعاب الاولمبية، اعلن مرارا خلال جولاته الدولية المتكررة ان عام 2008 ذو اهمية رئيسية، وان الالعاب الاولمبية ستكون "آخر فرصة" لأهالى التبت.
كيف تبرر عصبة الدالاي نفسها عندما يتعهد مؤتمر شباب التبت بالسعي إلى "استقلال التبت" على حساب الدماء والارواح في بيان العاشر من مارس، والذي يقول "انهم لن يتخلوا ابدا عن القتال من أجل استقلال التبت؟"
وبداية من العاشر من مارس، أطلقت الجماعة ما يسمى "المسيرة إلى التبت" في الهند. وزعم المنظمون انهم محتجزون خارج الصين، وانهم سيقومون بمظاهرات ويحرضون الاتباع ليقلدوهم بإثارة المتاعب داخل الصين.
وعقب اندلاع احداث الشغب في لاسا، حافظت عصبة الدالاي على اتصالات فورية خلال مختلف القنوات مع المشاغبين، وأملت التعليمات لهؤلاء الرجعيين المتشددين ونسقت بين تحركاتهم، طبقا لما ذكرت مصادر الشرطة. وعادت الأدلة مرة اخرى ضد ما تدعيه عصبة الدالاي من "عدم العنف"، تفضحهم بانهم زمرة مخادعة.
ان المفهوم المشترك للمجتمع الدولي هو ان التبت جزء لا يتجزأ من الصين. ولا توجد دولة في العالم تعترف بما يسمى "بحكومة التبت في المنفى". وان سلسلة المسرحيات الهزلية وعمليات التخريب التى تقوم بها عصبة الدالاي تلقى معارضة قوية من جانب المجتمع الدولي.
وفي العاشر من مارس، قام عدد من الانفصاليين في التبت بمراسم انارة شعلة امام موقع أوليمبيا الأثري القديم باليونان، احتجاجا على الالعاب المقبلة في بكين. وسرعان ما انتهى هذا العمل الذى قوبل باستهزاء عندما قامت الشرطة بطردهم.
كما تعرضت "المسيرة إلى التبت" في الهند بدورها للفشل، حيث اعترضتها الشرطة الهندية التى كانت تنتظر في منتصف الطريق.
تشير كافة هذه الحقائق إلى، وتواصل اثبات ان محاولات مجموعة الدالاي سيئة النية لزعزعة استقرار التبت، بكافة الاشكال، لن تنجح، نظرا لان مثل هذه الجهود هى ضد الارادة العامة للمجتمع الدولي، و2.8 مليون مواطن في منطقة التبت ذاتية الحكم.
شبكة الصين / 18 مارس 2008 /
|