تعليق : مبدأ " دولة واحدة ونظامان " يخدم هونغ كونغ
هونغ كونغ 29 يونيو / شينخوا / اذهلت هونغ كونغ العالم قديما بعد ان حولت نفسها من قاعدة امامية مستعمرة الى معجزة اقتصادية . واليوم تذهل العالم مرة اخرى بكونها معجزة سياسية كمدينة رأسمالية مزدهرة في دولة اشتراكية.
ومنذ عشر سنوات على عودتها الى الصين , تطورت هونغ كونغ, مع انظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المتغيرة بصورة كبيرة منذ انتهاء السيطرة البريطانية , تطورت مع بقية اجزاء البلاد لتصبح نابضة اكثر بالحياة ومزدهرة ما يدعو بالتأكيد الى انبهار الاصوات الرافضة لسياسة " بلد واحد ونظامان " .
وقد تم وضع مبدأ دولة واحدة ونظامان لاول مرة من قبل الزعيم الصيني الاسبق دنغ شياو بينغ في ثمانينات القرن الماضي كحل لقضية تايوان الشائكة, وخلق هذا الابداع صيغة رسمت طريقا للعودة الناجحة والسلمية لهونغ كونغ الى الصين عام 1997, وحفظت اساسيات النظام ماء الوجه ورسخت الاعتزاز وحفظت السلام وسمحت بخروج سلس للبريطانيين واعادت الى الصين حقوقها , واصبح الاسلوب التعاوني في مبدأ " دولة واحدة ونظامان " قوام سياسة الصين الخارجية.
ونفذت الحكومة المركزية السياسات الواردة في اتفاقية "دولة واحدة ونظامان" باخلاص وساعدت هونغ كونغ على تغيير هويتها بسرعة من مستعمرة بريطانية سابقا الى منطقة ادارية خاصة للصين.وعلى مدار العقد الماضي ظلت مسألة الحفاظ على الاستقرار طويل المدى والازدهار لمنطقة هونغ كونغ محط الاهتمام الاول للحكومة الصينية المركزية في كافة تعاملاتها مع المنطقة.
ودعم كبار القادة الصينيون بمن فيهم الرئيس الحالي هو جين تاو والرئيس السابق جيانغ تسه مين مبادئ الاتفاقية وحموا امن هونغ كونغ كما يجب على المرء حيال افراد العائلة.وابان الازمة المالية الاسيوية وقفت الحكومة المركزية جنبا الى جنب مع هونغ كونغ لتنجو المدينة من الكارثة المالية التي دمرت العديد من الاقتصادات الاسيوية, كما كانت الحكومة المركزية اول مستجيب لنداء الاستغاثة عندما تعرضت هونغ كونغ لازمة السارس الصحية واستمرت في حماية المنطقة بسياسات حدودية صلبة بهدف الحد من انتشار انفلونزا الطيور.
وبينما كان التعامل مع المعضلات والصعاب الدعامة الاساسية للعلاقة التي عمرها عشر سنوات , ساهمت صيغة " دولة واحدة ونظامان " في توسيع الافاق و خلق الثروات وتقديم معنى جديد للثقة بالنفس في البلاد كلها.
وفي عام 2003 وقع البر الصيني مع منطقة هونغ كونغ اتفاقية علاقة الشراكة الاقتصادية الاوثق التي تخلصت تدريجيا من التعرفة على المنتجات المصنعة في المنطقة ووسعت المجال لدخول الخدمات الهونغ كونغية الى البر الرئيسي وطورت منشآت التجارة والاستثمار.وساهم تعزيز التعاون بين الجانبين في دفع صورة هونغ كونغ كميناء حر مزدهر للشرق وحافظ على سمعتها ومكانتها الدولية.ومكنت الدرجة العالية من الحكم الذاتي تحت اطار " دولة واحدة ونظامان " مواطني هونغ كونغ من ان يصبحوا "سادة حقيقيين " لترابهم .
ومنذ عام 1997 اجرت المنطقة 3 انتخابات لمنصب الرئيس التنفيذي وقبيل التسليم كان تعيين حكومة هونغ كونغ يتم من لندن وكانوا جميعهم من البيض كما كان اغلب كبار مسئولي الخدمة المدنية.اما حاليا فيتم انتخاب اعلى مسئول في هونغ كونغ , المعروف بالرئيس التنفيذي , من خلال ممثلين منتخبين من مختلف القطاعات كالعمل والتجارة.ومع اعتراف احتفالات الذكرى العاشرة نهاية هذا الاسبوع بقصة نجاح هونغ كونغ يجب الاقرار بان هذه المدينة اضحت حاليا اقوى واكثر نضجا وعلى يقين من مستقبلها.
فقد اظهر استطلاع حديث اجرته جامعة هونغ كونغ ان مواطني المنطقة يثقون بالحكومة المركزية وان الافكار المدرجة في " دولة واحدة ونظامان " وصلت الى قمة جديدة . حيث قال 78 % من سكان المنطقة انهم واثقون من هذه الصيغة بينما اعرب 81 % عن ايمانهم بالمستقبل المشرق لهونغ كونغ.
تجدر الاشارة الى ان رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر التي تفاوضت حكومتها على اتفاقية التسليم قبل 13 عاما, ذكرت في حديث للـ"بي بي سي" ان المخاوف حول مستقبل هونغ كونغ " ثبت بوضوح انها لا اساس لها".وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت في خطاب خلال زيارة قامت بها مؤخرا انه كانت هناك بعض اللحظات الصعبة على مدار العشر سنوات الماضية غير ان التنبؤات الكثيرة بوقوع كارثة لم تتحقق, مضيفة " دولة واحدة ونظامان" .
شبكة الصين / 29 يونيو 2007 /
|