في حديثه عن أعمال توطين الرعاة قال عبد الله رئيس مديرية أعمال الرعي بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم إن وضع الرعاة الذين يتنقلون بحثا عن الماء والكلأ ويعتمدون على الظروف الطبيعية تشهد تغيرا تدريجيا، حيث تحقق الاستقرار لنحو مليون راع ودعوا حياة البحث عن الماء والكلأ، ووصلت "المسيرة الكبرى" في مجال الرعي إلى نهايتها.
يقيم في منطقة شينجيانغ منطقة أبناء القوميات البدوية بشمال الصين منذ زمن بعيد. كانوا يعيشون حيث يوجد الماء والعشب. ولما كان الشتاء والربيع في شينجيانغ يستمران نصف سنة، مع كثير من العواصف والثلوج والبرد قارسكان مصير الماشية فيها هو"السمنة في الصيف، الهزال في الشتاء، والموت في الربيع"، الأمر الذي كان يجبر الرعاة على التنقل بين المروج الصيفية والشتوية مع تغيرات المواسم.
حاليا وبفضل مساعدة ودعم الحكومة، باتت حياة الاستقرار النمط الرئيسي لحياة الرعاة المحليين هناك، حيث ودع الرعاة أسلوب الرعي الانتشاري السابق، ولم يعد طعام مواشيهم الأعشاب والذرة وإنما الأعشاب المقطوعة والعلف المخلوط، مع تعميم تخزين سيقان المحاصيل الزراعية الخضراء وتكنولوجيا حفظها بالنشادر، مما غير أسلوب "الحفاظ على الحياة في الشتاء" في الماضي، وظهر وضع جديد هو"تسمين المواشي في الشتاء" بعد تحقيق حياة الاستقرار للرعاة. وتفيد الأرقام بأن 78% من الرعاة بشينجيانغ حققوا حياة الاستقرار في نهاية 2004.
الراعي جينسبيك البالغ من العمر 35 سنة من قومية قازاق في محافظة بورجين بإقليم آلتاي انتقل إلى بيت جديد مبني بالطوب ساعدته المحافظة في بنائه، ويستخدم بينه القديم المبني من الطوب المنخفض كحظيرة للأغنام. قال إن كل أسر الرعاة هناك تقريبا ركبوا مولدات الكهرباء بالطاقة الشمسية وبطاقة الرياح، فيمكنهم أن يشاهدوا برامج التلفزيون لمدة 3 ساعات كل مساء، وأصبحت الدراجات النارية والسيارات من وسائل المواصلات العادية مثل الخيول.
انتقل الراعي بايك تشوهايب البالغ من العمر 65 سنة من قومية قازاق إلى قرية الرعاة ببلدة تاكشكن بمحافظة تشينغخه في إقليم آلتاي عام 1988. قبل ذلك أقام مع أسرته في خيمة. باع بعض البقر والغنم وبنى بيتا واسعا بالطوب وحظيرة دافئة، واستصلح قطعة من الأرض لزراعة الأعشاب. تتوفر في بيته حاليا المياه والكهرباء وإرسال التلفزيون.
قال: كانت حياتنا صعبة جدا! خيمتنا مصنوعة من اللباد، أينما وصلناه أصبح هناك بيتا لنا. لم نمتلك أكثر من 30 رأسا من الغنم وبقرتين، الحياة صعبة جدا. أصبت بالألم في وسطي وقدمي بسبب الجو البارد. بعد ذلك وجدت أن حياة الاستقرار مريحة، الدخل أكبر، فقرر أن يكون لي بيت مستقر، لذلك أتيت إلى هنا.
الحياة المتحضرة خففت عبء حياة أسرته، ودع إبناه أسلوب حياة أجداده التقليدي، ووجدوا عملا في منفذ تاكشكن القريب من قريتهم، يعمل أحدهما في شحن وتفريغ البضائع في المنفذ، وفتح الآخر مطعما هناك. في بلدة تاكشكن بمحافظة تشينغخه، عدد الرعاة مثل أسرة تايباك كثير.
قال عبيدالله حسين إن استقرار حياة الرعاة حرر مليون راعي بشينجيانغ من أسلوب الإنتاج البدائي، ليعيشوا حياة مستقرة ومريحة. لا يمتلكون فقط البيوت والحظائر، بل يمتلكون قواعد لإنتاج العشب بأحجام مختلفة. لذلك انخفضت الخسارة الناتجة عن موت المواشي في الربيع والشتاء من أكثر من 8% في السبعينيات إلى أقل من 1% حاليا. وبفضل إقامة الحكومة مدارس في مراكز التحضير، انتهي تاريخ المدارس على ظهور الخيول للرعاة بشينجيانغ.
شبكة الصين / 9 أغسطس 2005 /
|