2- النظام السياسي الأساسي في الصين
|
ينص دستور الصين على أن جمهورية الصين الشعبية دولة اشتراكية تمارس فيها الديكتاتورية الديمقراطية الشعبية التي تقودها الطبقة العاملة وتقوم على أساس التحالف بين العمال والفلاحين. والشكل التنظيمي المناسب لذلك هو نظام مجلس نواب الشعب، والنظام الحزبي المناسب لذلك هو نظام التعاون بين الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. يشكل نظام مجلس نواب الشعب ونظام التعاون بين الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ونظام الحكم الذاتي القومي الإقليمي ونظام الحكم الذاتي الجماهيري القاعدي المضمون المحوري والإطار الأساسي للنظام السياسي الصيني، الأمر الذي يعتبر تجسيدا متمركزا للسياسة الديمقراطية الاشتراكية. وقد حدد نظام التعاون بين الأحزاب، كونه النظام السياسي الأساسي للدولة، مكانة الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية المختلفة في الحياة السياسية للدولة وأدوارها والعلاقات بينها.
- مكانة القيادة والحكم للحزب الشيوعي الصيني تشكلت مكانة قيادة الحزب الشيوعي الصيني وترسخت خلال ممارسة الثورة والبناء والإصلاح الطويلة الأمد، وهي اختيار التاريخ والشعب. في عملية الكفاح الذي استمر لأكثر من ثمانين سنة، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني لإنجاز مهام الثورة الديمقراطية الجديدة، وتحقيق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب؛ وأقام سلطة دولة أبناء الشعب هم سادتها، وحمى وحدة البلاد والتضامن بين مختلف القوميات؛ وأقام النظام الاشتراكي، وحقق أوسع وأعمق تغير اجتماعي في تاريخ الصين؛ وبدأ قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، واكتشف الطريق الصائب لتحقيق ازدهار وقوة الدولة وسعادة أبناء الشعب. الصين دولة نامية كبيرة تبلغ مساحتها 6ر9 ملايين كم مربع ويتعايش فيها 3ر1 مليار نسمة من 56 قومية، وكل هذا يستلزم وجود محور قيادي قوي لبناء التحديث في هذا البلد المترامي الأطراف والمتعدد القوميات والكبير سكانا. يمثل الحزب الشيوعي الصيني متطلبات تطور قوى الإنتاج المتقدمة الصينية، واتجاه تقدم الثقافة المتقدمة الصينية، والمصلحة الأساسية للغالبية العظمى من أبناء الشعب الصيني. والقيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني هي الضمان الأساسي لتحقيق التحديث الاشتراكي في الصين، ولحماية وحدة البلاد والتناغم والاستقرار الاجتماعيين، كما أنها الضمان الأساسي للتضامن مع الملايين من أبناء الشعب لبناء مستقبل رائع معا. وهذا هو الإجماع السياسي المشترك الذي شكله أبناء مختلف القوميات الصينية في نضالهم الثوري الطويل الأمد وفي ممارسة البناء والإصلاح.
- الأحزاب الديمقراطية المختلفة هي أحزاب مشاركة في الشؤون السياسية المتطلب الضمني للديكتاتورية الديمقراطية الشعبية الصينية والأدوار الواقعية لمختلف الأحزاب الديمقراطية في الحياة السياسية الصينية هي التي قررت مكانة المشاركة في الشؤون السياسية لمختلف الأحزاب الديمقراطية. ينتمي كل واحد من الأحزاب الديمقراطية إلى أبناء الشعب بصفته تجمعا سياسيا له علاقة ببعض العاملين الاشتراكيين وبناة الأعمال الاشتراكية والمحبين للوطن المؤيدين للاشتراكية، وتعتبر مشاركته في الشؤون السياسية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني تجسيدا هاما للديمقراطية الشعبية. النقاط الرئيسية لمشاركة الأحزاب الديمقراطية في الشؤون السياسية هي: المشاركة في سلطة الدولة، المشاركة في التشاور حول السياسات والمبادئ الرئيسية للدولة والمرشحين لقيادة الدولة، المشاركة في إدارة شؤون الدولة، المشاركة في وضع وتنفيذ السياسات والمبادئ والقوانين والأنظمة للدولة. ومكانة الحزب المشارك في الشؤون السياسية وحقوقه ومصالحه محمية بالدستور والقانون.
- الحزب الشيوعي الصيني شكل مع مختلف الأحزاب الديمقراطية علاقات حزبية سياسية من نوع جديد تتجسد في التضامن والتعاون في الكفاح المشترك لفترة طويلة، شكل الحزب الشيوعي الصيني مع مختلف الأحزاب الديمقراطية علاقات حزبية ودية وثيقة. حيث حصلت النظرية الأساسية والخط الأساسي والمنهاج الأساسي والتجارب الأساسية للحزب الشيوعي الصيني على موافقة مختلف الأحزاب الديمقراطية، فأصبح بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هدفا مشتركا لكل الأحزاب السياسية الصينية. ويقوم الحزب الشيوعي الصيني، في البيئة السياسية المتميزة بالسلاسة والاستقرار والتضامن والتناغم، بالتعاون السياسي الواسع مع مختلف الأحزاب الديمقراطية، مع مراعاة المصالح السياسية والمادية لحلفائه والتضامن معهم على طريق التقدم معا.
- التعاون بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الديمقراطية له مضمون وافر أولا، يقوم الحزب الشيوعي الصيني بالتشاور السياسي مع مختلف الأحزاب الديمقراطية حول السياسات والمبادئ الهامة والشؤون الكبيرة، مع تطبيق المراقبة المتبادلة. ثانيا، في أجهزة سلطة الدولة عدد مناسب من أعضاء مختلف الأحزاب الديمقراطية لينفذوا صلاحياتهم وفقا للقانون. ثالثا، يتولى أعضاء مختلف الأحزاب الديمقراطية مناصب قيادية في الحكومة الشعبية المركزية والحكومات الشعبية المحلية وأجهزة القضاء. وتقوم الحكومات الشعبية على مختلف المستويات بالاتصال بالأحزاب الديمقراطية إظهارا لدورهما في المشاركة في الشؤون السياسية والتشاور حولها. رابعا، تشترك مختلف الأحزاب الديمقراطية في التشاور حول شؤون الدولة الكبيرة والهامة من خلال المؤتمر الاستشاري السياسي الشعبي. خامسا، يؤيد الحزب الشيوعي الصيني مختلف الأحزاب الديمقراطية لتشترك في الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية. وخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مضمون هام لتنفيذ مختلف الأحزاب الديمقراطية وظيفتها كأحزاب مشاركة في الشؤون السياسية، كما أنه ميزة كبيرة لنظام التعاون بين الأحزاب.
- المراقبة المتبادلة بين الحزب الشيوعي الصيني ومختلف الأحزاب الديمقراطية هذه المراقبة هي مراقبة سياسية تجري من خلال طرح الآراء وتوجيه النقد وتقديم الاقتراحات. وحيث أن الحزب الشيوعي الصيني هو الذي يتولى القيادة والحكم، فإنه يحتاج إلى مراقبة الأحزاب الديمقراطية أكثر. ومضمون مراقبة الأحزاب الديمقراطية هو: أحوال تنفيذ دستور الدولة وقوانينها وأنظمتها؛ أحوال وضع وتطبيق السياسات والمبادئ الهامة للحزب الشيوعي الصيني والدولة؛ أحوال لجان الحزب الشيوعي الصيني على مختلف المستويات وأحوال كوادر القيادة من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في تنفيذ صلاحياتهم ومسؤولياتهم والنزاهة في أداء واجباتهم الخ. وتلعب مراقبة الأحزاب الديمقراطية دورا هاما ومتميزا في تعزيز وتحسين قيادة الحزب الشيوعي الصيني وإكمال نظام المراقبة الاشتراكي. يتميز نظام التعاون بين الأحزاب في الصين عن نظام الحزب السياسي في العالم، حيث أقامت الصين نوعا جديدا من نظام الحزب السياسي. يتعاون الحزب الشيوعي الصيني مع مختلف الأحزاب الديمقراطية تعاونا وثيقا ويتبادل معها المراقبة، وليست المعارضة المتبادلة؛ وينفذ الحزب الشيوعي الصيني السلطة وتشترك مختلف الأحزاب الديمقراطية في الشؤون السياسية وفقا للقانون، وليس في تداول تنفيذ السلطة. يتناسب هذا النظام مع نظام مجلس نواب الشعب في تحقيق مبدأ أن يكون أبناء الشعب سادة لبلادهم وليس ديمقراطية لقلة من الناس. |