ضمت فرق المساعدات الطبية الصينية التي
بعثتها حكومة الصين في السنوات الأخيرة الى أفريقيا حوالي مائة طبيب
من خبراء الطب التقليدي الصيني. وأظهروا بمهاراتهم الممتازة وأخلاقهم
الرفيعة جاذبية الطب الصيني التقليدي الفريدة وفعاليته السحرية وجعلوا
الشعوب الافريقي تتعرف عليه وتثق فيه تدريجيا. وفي كثير من الدول، لجأ
عدد من كبار المسؤولين والموظفين والمواطنين العاديين اليه للعلاج حتى
بعض الطلبة الافارقة سافروا الى الصين خاصة لدراسته.
في عام1987 وتلبية لدعوة من الرئيس
التانزاني الأسبق جوليوس نايريري، أحضر خبراء طب صيني تقليدي حوالى
مئة نوع من الأدوية الفعالة لمعالجة الايدز الى أكبر مستشفي حكومي
فيها. وتلقي أكثر من10 آلاف مريض العلاج بالمستشفي حتى
الآن.
وخلال ال19 عاما الماضية، عالج أكثر من 50
طبيبا صينيا الايدز عن طريق الطب التقليدي الصيني مواجهين مخاطر بالغة
، وراقبوا عملية العلاج ونتائجها لكل المرضى بدقة وسجلوا تفاصيل
حالاتهم. ووفقا للبيانات التي جمعوها، أجروا مقارنة دقيقة للفعاليات
العلاجية لكل وصفة من الوصفات حتى توصلوا منها الي بعض أفضل أساليب
العلاج ذات الفعالية الملحوظة والآثار الجانبية
القليلة.
وحسب إفادات المرضى، فإن الأدوية المصنوعة
من العقاقير الصينية لها آثار جانبية قليلة مقارنة بالأدوية الغربية.
وحسب احصاء طبي، فإن نسبة فعالية العقاقير التقليدية الصينية في
معالجة الايدز بتانزانيا تبلغ ما بين 40% الي 52%. وبالاضافة الى ذلك،
فإن اسعار العقاقير الصينية رخيصة حيث يحتاج كل مريض الى حوالي دولار
واحد يوميا فقط أثناء عملية العلاج، أرخص من الأدوية الغربية بعشرات
الاضغاف حتى مئات الاضعاف.
كما اهتم خبراء الطب التقليدي الصيني بتأهيل
اختصاصيين محليين في الطب التقليدي الصيني بافريقيا. ولكن لم يقتنع
بعض الافارقة بهذا، وأرادوا دراسة نظرياته وأساليبه في الصين بصورة
نظامية. ومنذ الستينات من القرن الماضي، هناك آلاف من المبعوثين
الأفارقة سافروا الى الصين لدراسة الطب التقليدي الصيني، وتفاوتت مدة
دراستهم ، من ثلاثة أشهر الى خمس سنوات حتى بعضهم أكملوا دراساتهم
العليا وحصلوا على شهادات الماجستير. و تغلبوا على صعوبات اللغة
والثقافة ودرسوا نفس المقررات وجلسوا لامتحانات موحدة مع الطلبة
الصينيين واجروا بحوثا في مجالات "المراقبة والسمع والشمم وتوجيه
الأسئلة وجس النبض" الأساليب الرئيسية الأربعة للطب التقليدي الصيني
بجد واجتهاد املين في العودة الى بلادهم بعد الدراسة لخدمة شعوبهم
واقامة جسر صداقة بين الصين والدول الافريقية عن طريق الطب التقليدي
الصيني.
|
وحسب احصاء معني، فإن 10% من الميزانية
الصحية تخصص لوقاية 90% من عدد السكان من الأمراض الخطيرة. بينما
العديد من الأمراض تكثر الاصابة بها في الدول النامية. غير أن الأدوية
الغربية بأسعارها الغالية لا يطيق شراءها المرضي الافارقة. أما
العقاقير الصينية التقليدية، فأسعارها رخيصة وفعاليتها ملحوظة، مما
جعلها تحظى بترحيب كبير في افريقيا.
ستلعب العقاقير الصينية التقليدية دورا أكبر
في علاج المرضي الافارقة مع مرور الأيام. وفي هذه السنوات، يشهد
تصديرها الى افريقيا زيادة مستمرة. بسبب حاجة افريقيا الى الأدوية
الصينية التقليدية وكثير من المبعوثين الافارقة جاؤوا الى الصين خاصة
لدراسة الطب التقليدي الصيني، مما أرسى أساسا جيدا للتبادلات والتعاون
بين الجانبين مما يجعل آفاق الطب التقليدى الصيني في افريقيا مشرقة
ورحبة.
شبكة الصين / 3 نوفمبر 2006
/
|