القاهرة 31 اكتوبر / شينخوا
/ اكد الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك ان العلاقات بين مصر والصين
علاقات تاريخية وقوية وتقوم على اسس الاحترام المتبادل، مشيرا الى ان
هناك توافقا كبيرا بين البلدين الصديقين فى الرؤى والمواقف حول معظم
القضايا الدولية والاقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال الرئيس مبارك فى
مقابلة خاصة مع وكالة انباء الصين الجديدة / / شينخوا // ووسائل
الاعلام الصينية المعتمدة بالقاهرة امس / الاثنين / ان زيارته لبكين
خلال ايام تأتى للمشاركة فى اعمال قمة منتدى التعاون الصينى-الافريقى،
معربا عن توقعه ان تنجح القمة فى تأكيد رسوخ العلاقات الصينية
الافريقية.
واضاف الرئيس مبارك ان هناك
ايضا زيارة على المستوى الثنائى حيث يجرى محادثات قمة مع الرئيس
الصينى هو جين تاو تتعلق بتطور العلاقات بين مصر والصين واعطاء دفعة
قوية للتعاون المصرى الصينى فى المجالات ذات الاولوية، مشيرا الى انه
ينظر الى مستقبل التعاون بين الصين ومصر بالكثير من الثقة والتفاؤل
حيث ستصبح الصين الشريك التجارى الاول لمصر عام 2012 وانه سيتم دعم
السعى المشترك للوصول بحجم التجارة بين البلدين الى 5 مليارات دولار
قبل حلول هذا التاريخ.
وقال "نعم تلك هى زيارتى
التاسعة للصين .. وانا مثلكم أتفاءل بهذا الرقم .. وأتوقع نجاح
الزيارة فى شقيها الافريقى والثنائى، مشيرا الى ان انعقاد القمة
الاستثنائية للمنتدى الصينى الافريقى يمثل حدثا هاما بحق.. يتيح
لافريقيا والصين الاحتفال بنصف قرن من العلاقات والتعاون ويتيح
للجانبين بحث سبل توسيع آفاق هذا التعاون فى المستقبل".
واضاف "اما زيارتى التاسعة
فهى تستهدف اعطاء دفعة قوية للتعاون المصرى الصينى فى المجالات ذات
الاولوية كى يرتقى التعاون التجارى والاقتصادى والاستثمارى وفى مجالات
الطاقة والنقل والسياحة والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات
وغيرها.. الى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.
وحول العلاقات الحالية بين
البلدين خاصة المرور بالذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين
مصر والصين، قال الرئيس مبارك "ان مصر هى الدولة العربية والافريقية
الاولى فى الاعتراف بالصين عام 1956 وقد دعمنا منذ ذلك الحين سياسة
/الصين الواحدة/ وتطورات العلاقات السياسية فيما بيننا الى مستوى
متميز من التشاور والتنسيق حول القضايا الاقليمية وفى المحافل
الدولية"، مضيفا "انه برغم توقيعنا خلال زيارتى للصين عام 1999 على
بيان باقامة علاقات تعاون استراتيجى بين البلدين فان علاقات التعاون
لا تزال دون الامكانات الضخمة المتاحة امامنا بل انها تقع دون علاقات
الصين مع دول نامية اخرى ،فى افريقيا وخارجها، اقل حجما وتأثيرا من
مصر".
واضاف مبارك "اننا مستمرون
فى تطوير المناخ الجاذب للاستثمار فى مصر وقمنا باصلاحات عديدة فى
قطاعى الجمارك والضرائب والقطاع المصرفى كما نولى اهتماما كبيرا
بالاستثمارات الصينية خاصة فى المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج
السويس"، مشيرا الى ان موقع مصر الجغرافى يعزز المناخ الجاذب
للاستثمار اضافة الى ما تتمتع به مصر من مزايا تفضيلية فى اطار
المشاركة مع الاتحاد الاوروبى وعضويتها بتجمع الكوميسا فى افريقيا
والعديد من الاتفاقيات المبرمة مع دول المنطقة العربية.
وأكد الرئيس مبارك ان
العلاقات الصينية الافريقية شهدت نموا مضطردا خلال نصف قرن وحققت
للجانبين العديد من المكتسبات على الصعيدين السياسى والاقتصادى، مشيرا
الى ان سياسة صين واحدة اكتسبت زخما متزايدا فى افريقيا كما ابدت
الصين اهتماما بقضايا افريقيا وبتحقيق التسوية السلمية لنزاعاتها
المسلحة وبذلت جهودا بناءة فى سبيل ذلك داخل مجلس الامن وخارجه، كما
توطدت دعائم التعاون الصينى الافريقى فى مجالات التجارة والاستثمار
والعلاقات الثقافية على نحو يدعو للاعجاب والتقدير.
وقال مبارك "ساكون سعيدا
اذا ما استطعنا توجيه تعاون مع افريقيا ليتم فى اطار مبادرة النيباد
/خطة الشراكة الجديدة لتنمية افريقيا/ التى حددت اولويات القارة
وتطلعاتها وان الصين بما وصلت اليه من مكانة عالمية على الصعيدين
السياسى والاقتصادى مؤهلة تماما لتكون شريكا هاما من شركاء افريقيا فى
تحقيق هذه الاولويات والتطلعات"، مشيرا الى ان مصر لديها تجربة ناجحة
مع العديد من الدول المتقدمة للتعاون الثلاثى فى افريقيا منذ عام 1985
وان مصر تتطلع لارتياد هذه الصيغة من التعاون مع الصين فى دول
القارة.
وحول التوقعات لمنتدى
التعاون الصينى-الافريقى الذى سينقعد فى بكين، قال الرئيس مبارك "اننى
أتوقع ان تنجح القمة فى تأكيد رسوخ العلاقات الصينية الافريقية حيث
تحققت الكثير من الانجازات والمكتسبات منذ عام 1956 ، معربا عن تطلعه
ان تسفر القمة عن توجه عملى واضح لمسار هذه العلاقات فى المستقبل على
نحو يعزز التعاون الصينى مع افريقيا وفق مبادرة النيباد ويحقق تطلعات
القارة للاستفادة من تجربة الصين وما احرزته من نجاح فى جهود الاصلاح
الاقتصادى والتنمية.
وفى الوقت نفسه، اكد الرئيس
مبارك بان العلاقات تقوم على قاعدة قوية واسس راسخة وهناك رغبة مشتركة
وحرص متبادل على تحقيق تعزيز التعاون القائم وارتياد مجالات جديدة،
مشيرا الى ان المهم هو تحويل هذه الارادة السياسية الى واقع ملموس
وان" نقوم بتفعيل العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم القائمة كى
تنعكس على التعاون فى شتى مجالاته".
وقال مبارك" اننى انظر
لمستقبل التعاون بين الصين ومصر بالكثير من الثقة والتفاؤل حيث ستصبح
الصين الشريك التجارى الاول لمصر عام 2012 وسندعم السعى المشترك
للوصول بحجم التجارة بين البلدين الى 5 مليارات دولار قبل حلول هذا
التاريخ"، معربا عن تطلعه تعزيز التعاون فى المجالات الجديدة ذات
الاولوية بما فى ذلك الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتكنولوجيا
الفضاء الخارجى وغيرها.
وحول تطوير وتعزيز العلاقات
بين الصين ومصر فى المستقبل خاصة فى مجالات الاقتصاد والتجارة أكد
الرئيس مبارك انه "يمكننا تفعيل دور رجال الاعمال ومجلس الاعمال
المشترك الذى لم ينعقد منذ اجتماعه التأسيسى عام 2002 كما انه علينا
الاسراع بعقد اللجنة التجارية المشتركة التى لم تنعقد منذ عام 2001
اضافة الى انه يتعين التوصل لآلية ثنائية لفض المنازعات التجارية بين
رجال الاعمال من الجانبين، مؤكدا ان كل هذا وغيره يمكن ان يفتح ابوابا
جديدة امام تعزيز التجارة الصينية المصرية".
واضاف مبارك انه "على صعيد
الاستثمار فقد اتخذنا من جانبنا فى شهر سبتمبر الماضى خطوة هامة
بتوقيع تأسيس شركة مصرية-صينية لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة
بشمال غرب خليج السويس كما قمنا بتوقيع عقد انشاء مبنى خدمة
المستثمرين بهده المنطقة"، مشيرا الى ان هذا الامر يفتح الباب لان
تصبح هذه المنطقة نواة لاجتذاب المزيد من الاستثمارات الصينية وغيرها
لتغطى مجالات عديدة مثل النقل البحرى والبرى والبترول والغاز ومصادر
الطاقة الجديدة والمتجددة وصناعة النسيج والمصنوعات الجلدية والصناعات
الهندسية والكيماوية والغذائية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كما لافت الرئيس المصرى الى
انه زار الصين ثمانى مرات اخرها عام 2002 واعرب عن سعادته باستقبال
الرئيس الصينى هو جين تاو بالقاهرة عام 2004 وبزيارة رئيس مجلس الدولة
الصينى ون جيا باو لمصر فى يونيو الماضى، مشيرا الى ان العلاقات
المصرية الصينية تشهد نموا مضطردا يعكس الرغبة المشتركة للجانبين فى
تعزيز التعاون القائم ودفعه الى الامام.
واضاف ان مصر فى سعيها
للسلام والتنمية تمد يدها للجميع وتدير علاقاتها الدولية بما يحقق
مصالحها العليا ومصالح شعبها ومنطقتها، مؤكدا ان مصر تبتعد عن سياسات
المحاور والاحلاف وتحتفظ بعلاقات صداقة وتعاون مع الجميع.
وحول ما تردده بعض وسائل
الاعلام الغربية عن تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية
بين الصين وافريقيا بشكل غير عادل وغير صحيح ، فرأى الرئيس مبارك ان
العلاقات الصينية الافريقية حققت الكثير للجانبين خلال نصف قرن وهى
تقوم على التكافؤ والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيرا الى ان
هذا لا يعنى ان العلاقات قد بلغت حد الكمال حيث هناك الكثير مما يتعين
تحقيقه كى تتعزز علاقات الصداقة والتعاون بين الصين وافريقيا فى
المستقبل.
واضاف مبارك ان العنصر
الرئيسى فى تحقيق ذلك هو تحقيق المواءمة بين ما يمكن للصين ان تقدمه
للتعامل مع مشكلات افريقيا وما توليه القارة من اولوية لجهود التنمية
على نحو ما طرحته بدقة ووضوح مبادرة النيباد، مؤكدا انه ينظر لمستقبل
العلاقات الافريقية الصينية بثقة وتفاؤل.
شبكة الصين / 1
نوفمبر 2006 /
|