العلاقات الصينية – الأمريكية

في عام 2005، حافظت العلاقات الصينية – الأمريكية على استقرار وتطور بشكل عام. وتعزز الحوار والتعاون بين الدولتين في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا ومكافحة الإرهاب وحظر الانتشار والأمن الإقليمي وغيرها.

إن المفتاح إلى تنمية مطردة وسليمة للعلاقات الصينية – الأمريكية يكمن في الاتصال الوثيق المتواصل بين كبار قادة البلدين. فقد التقى الرئيس الصيني هو جين تاو ونظيره الأمريكي جورج ووكر بوش في عدة مناسبات عام 2005، وتوصلا إلى اتفاق هام بشأن دفع التعاون الثنائي البناء. إضافة إلى ذلك، زار الصين وزراء الخارجية والدفاع والخزانة والتجارة والزراعة الأمريكيون. كما فعل رئيس الاحتياطي الفيدرالي ورئيس السندات ولجنة الصرف الأمريكية والمندوب التجاري الأمريكي. لقد عزز الحوار المتبادل والتبادلات على مختلف المستويات وتغطية سلسلة من المسائل، التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين.

لقد عادت العلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة إلى طبيعتها تدريجيا باعتبارها جزءا هاما للعلاقات الثنائية. أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رأمسفيلد لبكين في أكتوبر 2005، قد رمزت إلى أن الاتصالات العسكرية الصينية – الأمريكية قد عادت إلى طبيعتها بصورة جوهرية، وستساعد على زيادة فهم الطرف العسكري الأمريكي للصين بشكل أفضل، وتبديد الشكوك الأمريكية بالصين.

في الوقت الراهن، تجاوزت العلاقات الصينية – الأمريكية الحدود الوطنية، وتتحلى بمغزى دولي تدريجيا. ولأن للطرفين الصيني والأمريكي مصالح مشتركة واسعة في مسائل هامة مثل دفع إصلاح الأمم المتحدة وحل المشاكل الإقليمية الساخنة والوقاية ومكافحة الإرهاب والحيلولة دون انتشار أسلحة الدمار الشامل والوقاية من الكوارث الطبيعية والوقاية والسيطرة على الأمراض الوبائية، فقد أقاما تعاونا فعالا وأحرزا منجزات إيجابية.

في عام 2005، وصلت القيمة التجارية الصينية – الأمريكية إلى 6ر211 مليار دولار أمريكي بزيادة 8ر24% عن العام السابق. وبذلك، أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة وأسرع سوق لصادراتها. أما الولايات المتحدة فقد أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للصين. وبرغم حدوث بعض الاحتكاكات ومسألة الفائض التجاري، ترغب الصين في أن تتخذ أو تستمر في اتخاذ إجراءات إيجابية لحل النزاعات التجارية والحل التدريجي للمسألة التجارية غير المتساوية. لقد برهنت الحقائق على أن العلاقات الاقتصادية والتجارية المتبادلة المنفعة وسيناريو الكل رابح بين البلدين قد جلبت وستستمر في جلب فوائد مادية حقيقية أكثر لشعبي البلدين.

لا داعي للتحفظ، إذ بين الصين والولايات المتحدة خلافات وتناقضات في بعض المسائل، مثل مسألة تايوان والغلو في "نظرية تهديد الصين" وانتقاد سياسة الصين الدينية بلا مبرر، وفرض ضغوط على نسبة صرف عملة الرنمينبي ومسألة حقوق الملكية الفكرية وغيرها. لذلك، لابد من تعزيز الحوار وزيادة المعرفة وتوسيع التفاهم المشترك وتعزيز الثقة المتبادلة بين الطرفين الصيني – الأمريكي. ومادام الطرفان يتبادلان الاحترام والمعاملة المتساوية والسعي وراء النقاط المشتركة ونبذ نقاط الخلاف جانبا، ستتقدم العلاقات الصينية – الأمريكية إلى الأمام بلا انقطاع ويسعد شعبا البلدين وشعوب العالم.