الصين والأمم المتحدة
الصين عضو مؤسس للأمم المتحدة ودولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. ترى الصين أن الأمم المتحدة تلعب دورا لا غنى عنه في الشؤون الدولية. ستظل الصين تأييدها المتواصل لإصلاحات الأمم المتحدة المقترحة والمشاورات، كما أكدت الصين على مواقفها، مرات عديدة، إزاء مبدأ واتجاه اصلاح الأمم المتحدة.
في يونيو 2005، نشرت الحكومة الصينية، لأول مرة، ((ورقة موقف الصين إزاء إصلاح الأمم المتحدة))، بحيث قد شرحت، بصورة شاملة ومنظمة، آراء ووجهات نظر الصين إزاء إصلاح الأمم المتحدة في مختلف مجالاتها. تتدرج هذه الوثيقة في أربعة أقسام، وقد أوضحت بصورة شاملة مواقف الصين حول التنمية والأمن وحكم القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية وتعزيز الأمم المتحدة.
قالت الصين إن إصلاح الأمم المتحدة يجب أن يخدم مصالح المجموعة الدولية كاملة؛ ووضع مسألة تطوير البلدان النامية وخاصة البلدان الفقيرة في المركز الأول، وطرحت اقتراحات متعلقة بذلك. تدعو الصين إلى صيانة مكانة مجلس الأمن القيادية وحماية أمن سيادة البلدان النامية. وفي مسألة حقوق الأنسان، أن الصين تؤكد على صيانة سيادة الدولة من جهة، ومن جهة أخرى، تدعو إلى قيام مجلس الأمن بتسوية الأزمات الإنسانية الكبرى، وتوافق على إصلاح هيئات حقوق الإنسان للأمم المتحدة وتدعم ذلك.
في يوم 15 سبتمبر 2005، طرح الرئيس الصيني هو جين تاو، في قمة الذكرى السنوية الستين لتأسيس الأمم المتحدة، كلمة هامة تحت عنوان ((المثابرة على المشاورات الديمقراطية ودفع مسيرة الإصلاح)). أشار فيها إلى أن مواقف الصين في تأييد إصلاح الأمم المتحدة ثابتة. وأن الصين، مع مختلف البلدان الأعضاء، ترغب في بذل الجهود لدفع خطوات الإصلاح السليمة، هادفة إلى أن تقدم الأمم المتحدة مساهمات أعظم لقضية السلام والتنمية البشرية العظيمة.
المشاركة في نشاطات الأمم المتحدة لحفظ السلام تظل الصين تؤيد وتشارك بنشاط في نشاطات حفظ السلام المتماشية مع روح ((ميثاق الأمم المتحدة))، وتدعو إلى ضرورة أن تلتزم نشاطات الأمم المتحدة لحفظ السلام عمليا، بأهداف ((ميثاق الأمم المتحدة)) ومبادئ حفظ السلام المعترف بها عالميا. إن الصين تؤيد إصلاح نشاطات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وتدعو إلى تعزيز قدرة الأمم المتحدة على حفظ السلام.
في سبتمبر 1988، قدمت الصين طلبات رسميا للإنضمام إلى اللجنة الخاصة لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وفي إبريل 1990، أرسلت الصين 5 مراقبين عسكريين إلى منظمة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة ذات التاريخ الأعرق بالأمم المتحدة. وهذه أول مرة أرسل فيها الجيش الصيني مراقبين للمشاركة في نشاطات الأمم المتحدة لحفظ السلام. بين عامي 1992 و1993، أرسلت الصين إلى هيئة السلطة الانتقالية للأمم المتحدة في كمبوديا (UNTAC) دفعتين من فرقة سلاح الهندسة من 800 جندي. وهذه أول مرة أرسل فيها الجيش الصيني قوات غير قتالية تنظم دوريا للمشاركة في نشاطات الأمم المتحدة لحفظ السلام. حتى الآن، بلغ مجمل عدد العسكريين الصينيين المشتركين في حفظ السلام الدولي أكثر من 4100 عسكري/ مرة إلى 14 مهمة لحفظ السلام، منهم أكثر من 3000 عسكري/ مرة من فروع الفرق لحفظ السلام، و900 مراقب عسكري ومستشار وضابط/ مرة. حتى نهاية أغسطس 2005، كان ما زال 853 عسكريا صينيا لحفظ السلام يعملون في 9 مهمات لحفظ السلام مثل الشرق الأوسط وسيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية (كنشاسا) وأثيوبيا واريتريا وليبيريا وغيرها. لذلك، أصبحت الصين دولة ترسل أكثر جنود من البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وخلال الـ16 عاما الماضية، وفي خلال تنفيذ المهمات، أستشهد ضابطان و4 جنود صينيين وأصيب عشرات من العسكريين الصينيين بجروح.
بالإضافة إلى ذلك، منذ وصول أول دفعة من الشرطة الصينية لحفظ السلام إلى مهمة تيمور الشرقية يوم 12 يناير 2000، أرسلت الصين، بصورة متتالية، 589 رجل شرطة/ مرة لحفظ السلام إلى 7 بلدان ومناطق مثل جمهورية البوسنة والهرسك وليبيريا وأفغانستان وكوسوفو وهايتي والسودان. وحتى الآن، لا يزال 197 رجل شرطة صينيا لحفظ السلام يعملون في 6 مهمات.
نشاطات الصين لحفظ السلام للأمم المتحدة، تواصل المثابرة على ثلاثة مبادئ معترف بها عالميا في الخمسين عاما الماضية: 1- لابد لنشاطات حفظ السلام من موافقة الدولة المعنية أو الطرف المعني. 2- التزام الحياد. 3 – لايمكن استخدام القوة إلا في حالة الدفاع عن النفس.
|