الخلود لجنكيزخان (صور)

جنكيزخان

في أواخر مارس 2007، سافرت إلى هضة منغوليا الداخلية لتقديم القرابين لضريح رجل تاريخي عظيم هو جنكيزخان. قبل أكثر من 700 سنة، نجح الزعيم المنغولي جنكيزخان في توحيد بلاد الصين التي بدأت تنقسم بعد حكم أسرة تانغ ( 618 ـ 907 ). ومن ثم نجح هو وأبناؤه في تأسيس إمبراطورية منغولية تتسع أرضها حتى 32 مليون كيلومتر مربع، وتمتد من آسيا إلى أوروبا، وأصبح يسمى (( مدلل السماء )) .

يقع ضريح جنكيزخان، بمثابة قصر منغولي الطراز، على تلة ناتئة في مرعى أوردوس بجنوب غربي منغوليا الداخلية.

أسطورة تاريخية

تروي أسطورة أن جنكيزخان رأى في طريقه إلى الفتوحات نحو مملكة شيشيا، قطعة من الأرض الواسعة المعشوشبة في مرعى أوردوس عليها قطعان من الحيوانات، فتعجب بالمنظر الجميل. وحينئذ، سقط سوطه فجأة إلى الأرض، وأراد أحد أتباعه التقاطه لسيده من الأرض، قال جنكيزخان : " لا تلتقطه، فهذا المكان هو مأواي الأخير، سوف تدفن جثتي فيه. " حفر أتباعه حفرة في المكان، ودفنوا السوط فيها، وكدسوا التراب فوقها ليكون تلة صغيرة. مات جنكيزخان عام 1227 في جبل ليوبان, ونقل أتباعه تابوته وخيمته وملابسه إلى الأرض المغولية للدفن. قيل إن ناقلة جثته هوت في الطريق في حفرة داخل مرعى أوردوس، ولم تعد تتحرك أبدا. وحينئذ، تذكر الجميع ما قاله جنكيزخان في حياته، واتخذوا مكان الحفرة مقرا لضريحه، كما أبقوا 500 عائلة من بني (( دارهوت )) عند الضريح للخدمة والحراسة.

يعتنق النبلاء المغول الشامانية، يدفن جثمان الموتى سرا دون إبقاء كومة قبر. ومن أجل تقديم القرابين، بنيت في عهد أسرة تشينغ ( 1644 ـ 1911 ) في الضريح 8 خيام بيضاء فيها تقديس لوحة روح جنكيزخان ومخلفاته الأخرى. كانت اللوحة تنتقل مع القبائل البدوية المنغولية هنا وهناك. في بداية عهد أسرة تشينغ، نقلت إلى إيجينهول ( ضريح الملك ) في محافظة جيون وانغ، وأقيمت فيها نشاطات تذكارية ضخمة كل عام. وشيئا فشيئا تكون نظام متكامل للنشاطات. خلال حرب المقاومة ضد الغزاة اليابانيين، نقلت لوحة الضريح في يوليو 1939 من إيجينهول إلى يوتشونغ في مقاطعة قانسو، وحفظت في قاعة بوذية لمدة عشرة أعوام. ثم نقلت إلى معبد كومبوم في مقاطعة تشينغهاي في صيف 1949، وعادت نهائيا إلى إيجينهول في أبريل 1954.

الضريح

يغطي ضريح إيجينهول 55 ألف متر مربع، ضخم وعظيم، محاط بأشجار الصنوبر والسرو بعد الترميم الشامل عام 2006.

ينتصبأمام الضريح قوس تذكاري كلاسيكي الطراز. قام في مركزه تمثال جنكيزخان نحاسي وهو على متن فرس أصيل ارتفاعه 6.6 متر، وحوله سلم من 99 درجة حجرية. ومن أهم بناياته : بوابة ضخمة، 3 قاعات متصلة على شكل قبة منغولية ( الرئيسية بارتفاع 26م والشرقية بارتفاع 23م والجنوبية بارتفاع 26م )وقاعة خلفية ( ارتفاع 20م ) وممر طيل ( ارتفاع 230م ).

يجلس تمثال جنكيزخان الرخامي في مركز القاعة الرئيسية، ارتفاعه 5 أمتار، وأمامه طاولة مستطيلة ذات لآلئ مخرمة منقوشة برسومات تنانين، وضعت فوقها قرابين وقناديل. تمتد وراء التمثال خريطة توضح فتوحات جنكيزخان بين آسيا وأوروبا. يعرض في جانبي التمثال ما استعمله جنكيزخان من السيف والخوذة والسلاح. وكل القاعة تحملها 8 أعمدة غليظة مزينة برسومات تنانين مجنحة.

ومن المقدسات في القاعة الخلفية توابيت للفقيد جنكيزخان وثلاث من زوجاته في الوسط وتابوت لكل من شقيقيه في الجانبين. يقدس في القاعة الشرقية تابوت ابن جنكيزخان الرابع وزوجته. أما في القاعة الغربية فوضع سيف جنكيزخان وسوطه و9 رماح ترمز إلى 9 جنرالات لجنكيزخان.

 

1   2    


China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000