ظهور نظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات القومية
الصين كدولة متعددة القوميات، ظلت معالجة مسألة الأقليات القومية بصورة جيدة فيها موضوعا مهما يواجه كل السلطات الصينية عبر الحقب التاريخية المختلفة. واهتم الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيسه بمسألة الأقليات القومية اهتماما كبيرا، وظل يواصل بحثه عن سبل لحل مسألة الأقليات القومية بجد واجتهاد، وبعد بحوث شملت وسائل مختلفة، حدد أخيرا سياسة الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات القومية التي تتفق مع واقع أوضاع الدولة.
وبعد انتصار حرب المقاومة ضد اليابان (1937م – 1945م) ، أنشأ الحزب الشيوعي الصيني /إتحاد حركة الحكم الذاتي لمنغوليا الداخلية/ استجابة لمطالب مواطني منغوليا الداخلية في نوفمبر عام 1945، مما أنهى وضع انفصال الجزأين الشرقي والغربي للقومية المنغولية الذي ساد على مدى عدة قرون . وفي الفترة من 23 إبريل الى 3 مايو عام 1947، عقد مندوبو القوميات المختلفة بمنغوليا الداخلية مؤتمراً شعبياً في مدينة أولانهوت، وأجازوا "المنهج الإداري لحكومة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم"، وانتخبوا رئيس الحكومة ومسؤوليها الآخرين ، إيذانا بتأسيس حكومة الحكم الذاتي رسميا ، الأمر الذي يدل على ميلاد أول منطقة حكم ذاتي إقليمي للأقليات القومية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني،وهي منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم. وأعلن تأسيس حكومة منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم بمدينة أولانهوت رسميا في الأول من مايو عام 1947، وبعد أكثر من عامين من ذلك ، أي في أول اكتوبر من عام 1949 ، تأسست جمهورية الصين الشعبية ، فأصبحت منطقة منغوليا الداخلية جزءا هاما لا يتجزأ من الصين الجديدة.
وعلى ضوء سياسة الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات القومية، تأسست في منغوليا الداخلية ثلاث ولايات ذاتية الحكم للأقليات القومية على التوالي وهى داهانآر وأونك وألونتشون و19 محافظة للأقليات القومية وساهمت في تأسيس نظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقلياتالقومية وتشكيله وتحسينه في بلادنا، وقامت بالبحث المستمر في عملية الإدارة القانونية لمناطق الأقليات القومية.
ووفقا لرئيس لجنة شؤون القوميات بالمنطقة السيد أديا ، فإن المنطقة الذاتية الحكم بالإضافة الى ممارسة الصلاحيات الإدارية العادية، تمارس أيضاً سلطات الحكم الذاتي بجدية من حيث التشريع والتعديل واللغة وتربية الكوادر وفي مجالات الإقتصاد والمال والثقافة والتربية والتعليم وغيرها منذ سنوات. مثلا وضعت وأجازت المنطقة 449 لائحة محلية على التوالي، وبينها 72 لائحة أدخلت بعض التغييرات للتكيف مع الظروف الفعلية لممارسة صلاحيات إجراء التعديلات الصحيحة في المناطق القومية الذاتية الحكم. ويشكل عدد السكان من الأقليات القومية 21.6% من اجمالي عدد السكان في منغوليا الداخلية، وتشكل الكوادر من أبناء الأقليات القومية 30.59% في الحكومة والحزب والهيئات الحكومية، وهي أعلى من نسبة عدد السكان من الأقليات القوميات في المنطقة.