بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 7 فبراير 2017 (شينخوا) جذب جناح الصين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أنظار المصريين والعرب إليه بقوة بما تضمنه من أنشطة ثقافية وفكرية فضلا عن المعروضات المتميزة من الكتب باللغتين العربية والصينية.
واحتل جناح الصين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب مكانا ومكانة بارزين من خلال تصدره مقدمة أرض المعارض بشكل مميز للغاية، فضلا عما حظى به من اهتمام كبير من جانب المسئولين المصريين والعرب الذين حرصوا على زيارة المعرض.
وحرصت مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والاعلام بالصين ومصر القائمة على جناح الصين على أن يجمع التصميم الخارجي للجناح الذي أقيم على طراز المنازل الصينية التقليدية، أن يغطي بالكامل بعلمي مصر والصين، وكتب على سطحه العلوي باللغتين العربية والانجليزية "قاعة الكتاب الصيني".
كما كتب في صدارة جناح الكتاب الصيني باللغتين العربية والصينية "قاعة الكتاب الصيني"، وشعار مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والاعلام بالصين ومصر، فيما تزين بالفوانيس والتمائم الصينية.
يقول الدكتور أحمد السعيد مدير مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والمسئول عن جناح الصين بالمعرض، أن جناح الكتاب الصيني خلال الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب أقيم على مساحة 180 مترا مربعا، وضم أكثر من 27 ألف كتاب في نحو 340 عنوانا.
وأضاف السعيد لوكالة أنباء (شينخوا) أن معروضات جناح الكتاب الصيني تغطي مختلف المجالات الثقافية والأدبية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وأدب الأطفال، وتعليم اللغة الصينية وغيرها من المجالات.
وأشار إلى الإقبال الكبير الذي يحظى به الجناح من المصريين والعرب، سواء للتعرف على الكتاب الصيني واقتناؤه، أو للمشاركة في الفعاليات التي ينظمها ضمن البرنامج الرسمي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب أو داخل جناح الصين.
ونوه إلى أن الكتب الثقافية والتعليمية تعد أكثر أقسام الكتب إقبالا من جانب رواد المعرض، وهو ما يعكس رغبة المواطنين المصريين والعرب في التعرف أكثر على الصين من مختلف المجالات وخاصة الثقافية.
وأكد الدكتور أحمد السعيد، أن جناح الكتاب الصيني في معرض القاهرة الدولي للكتاب يسعى إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الصين ومصر، ونشر الثقافة الصينية، بالاضافة إلى الانفتاح على العالم، وتعميق الوعي لدى المصريين بالصين.
وأردف أن المشاركة تستهدف أيضا التأكيد على أن الصين لا تمتلك قوة اقتصادية فحسب، وانما تمتلك أيضا قوة ناعمة هائلة وفي مقدمتها القوة الثقافية.
ويشارك في الدورة الـ 48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام 35 دولة، منها 16 دولة عربية، و6 دول إفريقية، و13 دولة أجنبية من بينها الصين، واختيرت المغرب ضيف شرف الدورة الحالية.
ويبلغ عدد الناشرين 670 ناشرا، منهم 200 ناشر عربي، و6 ناشرين أفارقة، و13 ناشرا أجنبيا، و451 ناشرا مصريا، منهم 7 مؤسسات صحفية، و31 مؤسسة حكومية، و119 كشكا بسور الأزبكية.
وتنظم مؤسسسة بيت الحكمة للثقافة والاعلام خلال المعرض نحو 50 فاعلية، بمشاركة 25 أديبا وشاعرا ومثقفا صينيا، بالاضافة إلى عدد كبير من الخبراء المصريين المعنيين بالشأن الصيني والتقارب الثقافي والحضاري بين الجانبين.
وتضمنت الفاعليات الثقافية الصينية العديد من اللقاءات الفكرية مع الأديب شوي تسي تشين، وآشة (عائشة)، وأمسيات شعرية للشاعر شان يونغ تشن، بالاضافة إلى عدد من اللقاءات الأدبية.
وعقد العديد من الندوات الثقافية حول الصحاقة والنشر ومجالات التعاون المصري – الصيني، الفن الصيني والحفاظ على الفنون الشعبية، ترجمة اللغة الصينية للعربية، الثقافة الصينية والعلاقات الثقافية مع مصر، الترجمة التقليدية والالكترونية، التقارب بين الحضارتين الكونفوشيوسية والاسلامية، دور الشباب في نهضة الدول - التجربة الصينية.
كما عقدت ندوات حول العلاقات المصرية – الصينية ودور الشباب في تعزيزها، والصناعات الثقافية في الصين والحفاظ على فنون الأقليات، التعاون المصري الصيني في مجال النشر، دور الأدب في التعرف على الثقافات، الترجمة عن الصينية نموذجا، التقارب التاريخي بين الحضارتين المصرية والصينية ومنجزات الحضارتين في تاريخ البشرية، الارشاد السياحي باللغة الصينية.
ويحرص جناح الصين طوال أيام المعرض على عرض فيلما صينيا حديثا، وفيلم تسجيلي عن الصين وحلقة من مسلسل صيني حديث، وتنظيم لقاء يومي لشباب مصر والصين للتقريب بين الثقافتين.
من جانبه، أشاد الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، رئيس معرض القاهرة الدولي للكتاب، بالمشاركة المتميزة للصين، بالدورة الـ 48 للمعرض.
وأكد الحاج علي، لوكالة أنباء (شينخوا) أن المشاركة الصينية المتميزة ترتقي إلى مستوى ضيف الشرف فعليا.
وثمن غاليا النشاط الثقافي والفكري لجناح بيت الحكمة للكتاب الصيني، سواء على مستوى الفعاليات التي يتضمنها البرنامج الرسمي للمعرض، أو الفعاليات والأنشطة الموجودة بالجناح الصيني.
وأثنى عدد من رواد على الجناح على الجهود الكبيرة والفعاليات المتعددة التي يجري تنظيمها ببيت الكتاب الصيني، وكذلك المعروض من الكتب المتنوعة والثرية.
قال حسام إبراهيم مهندس 46 سنة، أنه حرص على زيارة جناح الكتاب الصيني بصحبة زوجته وأولاده لتعريفهم بحضارة وثقافة الصين، وأنه حرص على اقتناء عدد من الكتب الثقافية لشخصه، وعدد من كتب الاطفال لأبنائه.
وأضاف إبراهيم لوكالة أنباء (شينخوا) أن بيت الكتاب الصيني يعبر عن التراث الحضاري والثقافي للصين، مؤكدا أن العالم يترقب بشدة تبوأ الصين للمكانة اللائقة بها، وقيادتها للعالم.
وأوضح أن الصين بما تمتلكة من تراث إنساني ومنجزات حضارية هائلة، قادرة على قيادة العالم نحو واقع أفضل للانسانية، يدعم قدرات الدول النامية، لتوسيع الاستفادة والشراكة الدولية
فيما أكدت سهى محمود 19 سنة، دارسة للغة الصينية، على أهمية مشاركة الصين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في توعية المصريين بالثقافة الصينية، واتاحة الكتب باللغة الصينية للدارسين لها.
وأوضحت سهى محمود لوكالة أنباء (شينخوا) على الدور الكبير الذي يلعبه جناح الكتاب الصيني في تحقيق التفاعل بين الصينيين والمصريين الدارسين للغة الصينية، من خلال الملتقيات التي يعقدها طوال المعرض.
واشارت إلى أن تلك الملتقيات من شأنها أن تساهم بشكل كبير في الارتقاء بمستوى المصريين الدارسين للغة الصينية، وتوثيق علاقاتهم بالصين بشكل أكبر.
وتستمر فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي افتتحه رئيس الوزراء المصري شريف أسماعيل في 26 يناير الماضي حتى العاشر من شهر فبراير الجاري، ويشتمل على مئات الندوات الثقافية وورش العمل والفعاليات الفنية والابداعية في مختلف المجالات.
ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، والثاني عالميا بعد معرض فرانكفورت بألمانيا.