标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

المسافة بين الصين والشرق الأوسط لم تعد بعيدة

arabic.china.org.cn / 14:11:05 2016-03-08

بقلم وانغ تينغ يي *

8 مارس 2016 / شبكة الصين/ حافظت الصين على الاتصال الجيد والوثيق مع دول الشرق الأوسط على المدى الطويل، ويرجع التبادل الثقافي الشعبي والتعاون التجاري بين الجانبين إلى ما قبل ألفي عام، حيث ترأس تشانغ تشيان المكتشف المشهور في عهد أسرة هان الغربية وفدا مكونا من 100 شخصية بارزة في جولة إلى منطقة الدول العربية في عام 138 قبل الميلاد، ونجح في شق طريق ينطلق من وسط الصين إلى المناطق الغربية، عرف وقتها بـ"طريق الحرير البري". وفي عام 97 ميلاديا وصل قان ينغ المسؤول الحكومي الرفيع في عهد أسرة هان الشرقية إلى منطقة الخليج العربي ممهدا مسارا يصل إلى روما عبر إيران، عرف بـ"طريق الحرير البحري".

واختار الرئيس الصيني شي جين بينغ السعودية ومصر وإيران كوجهات زيارته الأولى في العام الجديد والأولى إلى الشرق الأوسط منذ توليه مهام منصبه قبل ثلاث سنوات عمل خلالها على تحقيق انجازات في التخطيط الدبلوماسي واستراتيجية الدولة الكبيرة، ولفتت سلسلة من الاجراءات والتدابير بما فيها "حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن الـ21" و"البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية" و"صندوق طريق الحرير" أنظار العالم.

وسياسيا، حافظت الصين على التمسك بمدأ احترام سيادة دول الشرق الأوسط ووحدة أراضيها ودعم تنميتها الاقتصادية على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والمساواة والمنفعة المتبادلة، واتخذت الصين موقفا متوازنا لمد جسر التواصل مع دول المنطقة والحفاظ على العلاقات الودية التي تعد الشرط المسبق لانجاح أي مفاوضات سياسية. كما عززت التعاون الثنائي بشكل ملحوظ للمساهمة في توسيع نطاقها الاستراتيجي وسط اوضاع عالمية سريعة التغير.

وتعد منطقة الشرق الأوسط محورا وجسرا يربط بين قارات العالم القديم (آسيا ـ أفريقيا ـ أوروبا)، ومنطقة مهمة لتفعيل مبادرة "حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن الـ21" الرابطة بين وسط آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، ارتفع حجم التجارة البينية بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار في عام 2004 إلى نحو 251.2 مليار دولار في عام 2014، بزيادة 9 أضعاف خلال العقد الماضي، ويشكل نفط الشرق الأوسط أكثر من نصف واردات الصين من الخام، الأمر الذي يرفع من أهمية المنطقة في تأمين مصادر الطاقة للصين.

وتعد السعودية ومصر وإيران أكبر دول المنطقة تأثيرا، وحافظت الصين على تعاون تجاري وثيق معها على مدى طويل، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية لأول مرة في عام 2013، وارتفع حجم التجارة الثنائي إلى أكثر من 69 مليار دولار في عام 2014 بزيادة أكثر من 230 ضعفا مقارنة بعام 1990. كما تجاوز حجم التجارة بين الصين وإيران 51.851 مليار دولار في عام 2014، بزيادة 31.5% على أساس سنوي، وأصبحت الصين كذلك أكبر شريك تجاري لمصر على مدى سنوات عديدة وارتفع حجم التجارة الثنائي بنسبة 10.3% خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2015 لتسجل 11.62 مليار دولار رغم ضعف انتعاش الاقتصاد العالمي. وبالإضافة إلى ذلك شاركت السعودية ومصر وإيرن في تفعيل مبادرت "الحزام والطريق" وتأسيس "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية".

وتواجه الصين حاليا تحديات كبيرة متمثلة في تباطؤ معدل نمو الاقتصاد المحلي واعادة هيكلة الصناعة وغيرها من الصعوبات، في حين تشهد دول الشرق الأوسط العديد من الاضطرابات والتحولات وضعف البنية التحتية وتباطؤ النمو وخطر الإرهاب وغيرها من المشاكل، لذلك أطلقت بعض دول المنطقة سياسة "التوجه شرقا" في وقت تبنت فيه الصين مبادرة "الحزام والطريق" والانفتاح على الغرب، الأمر الذي يساعد في توفير امكانات وفرص هائلة لتعزيز التعاون الثنائي وتحقيق الأهداف المخطط لها. ويجب الإشارة إلى أن محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار قضية لا تجذب اهتمام دول الشرق الأوسط فحسب، بل تمتد لتشمل جمع دول العالم وكذلك الصين، ما يزيد من أهمية التعاون في هذا المجال.

 

* طالب دكتوراة في كلية علوم العلاقات الدولية بجامعة تشيغهوا

--------------------------------------

 

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号