نينغشيا تودع الفقر في 2018

قرية نانيوان الجديدة في بلدة ماهواتشي بمحافظة يانغتشي في نينغشيا

 

بقلم تاو كه تو ولو رو تساي

3 مارس 2016 /شبكة الصين/ "بعد إعادة توطيننا صارت الحياة أفضل كثيرا." بهذه الكلمات عبر وان تشي جيون عن أحوال كثير من المواطنين الذين تم تهجيرهم من قراهم ذات الظروف الصعبة إلى أماكن أفضل حالا في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي. في مايو عام 2002، انتقل وان تشي جيون وعائلته من قرية هوانغهوا الجبلية بمحافظة جينغيوان في جنوبي نينغشيا إلى قرية ينغده في بلدة ماهواتشي بمحافظة يانغتشي في نينغشيا. السيد وان، وهو فلاح، يزرع في قريته الجديدة حقولا مساحتها 10 مو (الهكتار الواحد يساوي 15 مو) تنتج له نحو خمسة أطنان أو أكثر من الحبوب سنويا، قال أيضا: "لم نعد نقلق على مأكلنا وملبسنا. ستكون حياتنا أفضل من ذي قبل."

تفتقر المنطقة الجبلية في جنوبي نينغشيا للأراضي الصالحة للزراعة، وهذا جعلها ضمن المناطق الأربع عشرة الأكثر فقرا في الصين. سكان هذه المنطقة الواقعة في حزام الفقر المدقع والطويل الأمد اغتنموا فرصة إعادة توطينهم في مكان آخر ليبدأوا حياة جديدة. بعد إعادة توطينهم، فتحت الحكومة المحلية ملفا لكل أسرة فقيرة يشتمل على المعلومات الضرورية عن أوضاعهم من أجل تقديم المساعدات اللازمة وفقا لاحتياجات كل أسرة.

 

الفقر حافز

وان تشي جيون، وهو رئيس قرية ينغده، انتقل مع غيره من أبناء قرية هوانغوا إلى موطنهم الجديد في الثالث والعشرين من أبريل سنة 2002، بعد أن وقع الاختيار على هوانغوا لتكون منطقة تجريبية لمشروع إعادة التوطين بهدف مكافحة الفقر واستعادة البيئة الطبيعية للمنطقة. من أجل تشجيع أبناء هوانغوا على الانتقال إلى القرية الجديدة، قام وان بهدم منزله القديم ونقل كل متعلقات أسرته بجرار زراعي صغير إلى بيته في الموطن الجديد.

حاليا، يبلغ عدد سكان قرية ينغده 1854 شخصا ينتمون إلى 454 أسرة، أتوا جميعا من مناطق قاحلة. تبلغ مساحة الأرض الصالحة للزراعة في ينغده 4205 مو، تتميز بالتربة الخصبة ومزودة بنظام حديث للري، مما يضمن إنتاجا وافرا من المحاصيل الزراعية. وتتميز ينغده بقربها من المدينة، وهذا يتيح لسكانها فرصة العمل في موسم الفراغ الزراعي فيحققون مزيدا من الدخل.

وان تشي جيون، وهو أيضا نائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في القرية، استطاع تطوير نفسه، فتعلم استخدام جهاز الحاسوب، ويستطيع حاليا إنشاء جداول البيانات بمفرده. عندما التقيت به في مكتب لجنة الحزب بالقرية، قدم لي مقالين انتهى من كتابتهما منذ قليل، ووصف فيهما أحوال الانتقال من القرية القديمة إلى قريته الجديدة.

بعد إعادة التوطين تحسنت حياته كثيرا، فقد كبر ابناه ويعملان حاليا في مدينة شيآن حاضرة مقاطعة شنشي. بمساعدة زوجته، أقام صوبات زراعية (دفيئات) لزراعة أنواع من الفطر تدر عليه دخلا كافيا لشراء احتياجات أسرته. يهدف السيد وان في كتابة المقالين لتسجيل تفاصيل الانتقال الذي أقدم عليه هو وعشرات الآلاف من القرويين الآخرين. قال: "ينبغي أن نتذكر هذه الفترة التي لا يمكن أن ينساها أحد. مشروع إعادة التوطين أتاح لي ولغيري الفرصة لنتخلص من الفقر ونعيش حياة أفضل".

بحلول نهاية عام 2015، انتشلت منطقة نينغشيا مليونين وتسعمائة ألف من سكانها من هوة الفقر. وارتفع متوسط الدخل السنوي الصافي للفلاحين في وسط وجنوبي المنطقة من 3964 يوانا (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات) في عام 2011 إلى 6500 يوان في عام 2015. وخلال هذه الفترة بلغ عدد السكان الذين تمت إعادة توطينهم 350 ألف شخص، تم نقلهم من قراهم القديمة القاحلة إلى مناطق جديدة ذات ظروف أفضل. وبلغ عدد الذين انتقلوا إلى منطقة شيتان التابعة لبلدة يانتشي حيث يعيش السيد وان، أكثر من عشرين ألف شخص.

في حديثه عن التأثير الملحوظ لمشروع إعادة توطين السكان المحليين، قال يوان جين لين، مدير لجنة التنمية والإصلاح بمنطقة نينغشيا: "عملية إعادة التوطين أسهمت إلى حد كبير في تحسين نوعية حياة المزارعين وتخفيف الضغوط البيئية في المناطق الجبلية، وحققت الفائدة في الناحيتين."

 

تخفيف الفقر

قال لي جيان هوا، أمين لجنة الحزب الشيوعي لمنطقة نينغشيا: "بعد ثلاثين عاماً من الجهود المتواصلة، تخلص أكثر من مليونين وتسعمائة ألف مليون شخص في منطقة نينغشيا من الفقر، ولكن المنطقة مازال بها سبعمائة ألف فرد يعيشون تحت خط الفقر. نحن في مرحلة حاسمة للحد من الفقر. عندما نتحدث عن التعقيدات والعقبات التي تعترض هذه المهمة، فنحن نعني الحاجة إلى تدابير هادفة إلى اجتثاث الفقر من جذوره."

بدأت الصين منذ نهاية عام 2013 في تنفيذ برنامج لتحديد السكان الذين يعانون من الفقر على مستوى البلاد. وتم ترتيب سجل يضم تسعة وثمانين مليونا من الفلاحين الفقراء، هذا البرنامج يشكل الآلية الأساسية لمتابعة أعمال المساعدات.

إن تعديل معلومات الأسر الفقيرة حسب أحوالها المتغيرة، واحدة من المهام الرئيسية لمسؤول قرية قاوتونغ السيد يوان، الذي قال: "إن جدول البيانات الالكتروني للأسرة الواحدة يبلغ سبعة أو ثمانية صفحة، تشمل عشرات الأصناف من بيانات الدخل والقروض وبدل السكن، ومعاشات التقاعد." قبل عام، تم تحديد 300 أسرة في قريته تحتاج إلى مساعدة، وقد تخلصت الكثير منها من الفقر حاليا. فقام السيد يوان بزيارات منتظمة لتلك الأسر للتحقق من حالتها وتتبع أوضاعها، حتى تم تحديد حوالي مائتي أسرة منها لمواصلة مساعدتها.

كما هو الحال في أي مكان آخر في الصين، وضعت منطقة نينغشيا عددا من المعايير لقياس وتحديد نسب الفقر والمحتاجين. ينبغي لمن تنطبق عليه شروط الحصول على الدعم أن يتقدم بطلب أولا، قبل إدراجه في قائمة الأشخاص المؤهلين للحصول على الدعم. ثم يتم تحديد الأسر في هذه القائمة من خلال عمليات التقييم الأولية والمراجعة والموافقة عليها. بعد ذلك يتم إدراج أسمائهم في القائمة النهائية، مع إمكانية حذفها في أي وقت وفقا لتحسن الحالة الاقتصادية للأسرة.

قالت دونغ لينغ، مديرة مصلحة تخفيف الفقر في حكومة نينغشيا، إن نوعية المساعدات تختلف وفقا لحالة واحتياجات كل أسرة. وقد وضعت الحكومة سلسلة من السياسات لمساعدة سكان ألف ومائة قرية تم تحديدها كمناطق فقيرة في عام 2014. تشمل المعونات، تخصيص أموال لبناء المنازل، ودعم الزراعة، وتمويل مصادر جديدة للدخل، وتقديم الدعم لمستفيدي الضمان الاجتماعي لحد أدنى من مستوي المعيشة.

تشجع الحكومة أيضا الفلاحين الفقراء على ممارسة أعمال تجارية خاصة بهم. تم إنشاء صندوق تمويل على مستوى القرية في بلدة يانتشي لتمويل الفلاحين الفقراء في مجالات تربية الحيوانات وزراعة الفواكه. والقرويون يمكنهم أيضا إنشاء المحافظ الائتمانية التي تُستخدم للحصول على القروض وسدادها. في عام 2014، بدأت الحكومة المحلية في إدراج المحافظ الائتمانية للأسر في سجلات حصر الفقر. استناداً إلى هذه السجلات، يمكن للفقراء الحصول على قروض تنموية خاصة.

من عملية إعادة التوطين إلى تخفيف حدة الفقر، استكشفت نينغشيا تجارب عملية ثمينة. في بداية إعادة التوطين، حددت الحكومة أهدافها في مساعدة الفقراء على "الانتقال من المناطق غير الصالحة للسكن، والاستقرار في مواقع ملائمة والعيش في منازل جديدة". وقد أنجزت الحكومة هذه الأهداف الثلاثة. في أوائل عام 2015، تعهدت الحكومات المحلية بمختلف مستوياتها، أنه بحلول عام 2018 ستتخلص منطقة نيغشيا من الفقر كاملا. (المصدر: الصين اليوم)

 

---------------------------

* تاو كه تو، نائب الأمين العام لاتحاد الصين للمجلات المصورة.