Home |
arabic.china.org.cn | 29. 02. 2016 |
29 فبراير 2016 / شبكة الصين/ قال المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط قونغ شياو شنغ، إن بلاده تولي اهتماما كبيرا لقضايا الشرق الأوسط وتدعم جهود تحقيق السلام في المنطقة ومكافحة الإرهاب، وأكد على أن الصين تسعى لتعزيز الروابط مع دول المنطقة والإرتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، في وقت يستعد فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ لإجراء أول زيارة دولة منذ توليه مهام منصبه والأولى له خلال العام الجديد، بحسب ما هو مقرر، إلى المملكة العربية السعودية وإيران ومصر في يناير الجاري.
وانتقد قونغ شياو شنغ - في حوار خاص مع "شبكة الصين"- الربط بين الإسلام والإرهاب من قبل البعض، مشيرا إلى ضرورة بذل جهد دولي لاستئصاله من خلال التوصل إلى توافق عالمي في الرأي حول مكافحة هذا الخطر. كما تطرق خلال الحوار إلى أهمية الزيارة ودلالاتها وأبعادها، والرؤية الصينية لقضايا المنطقة، مؤكدا حرص بلاده على تبني الحل السياسي.
وفيما يلي نص الحوار:
في أول جولة خارجية عام 2016 كيف ترى زيارة شي إلى السعودية وإيران ومصر؟
استعدت الصين والدول المعنية لزيارة الرئيس شي جين بينغ الشرق أوسطية منذ فترة طويلة حيث تولي أهمية كبيرة لها، ويعكس اختيار هذا التوقيت اهتمام الصين بمنطقة الشرق الأوسط وقلقها الشديد حيال الاوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة، الأمر الذي يرفع من أهمية هذه الزيارة.
ما تأثيرات الزيارة على تعزيز العلاقات مع الدول المعنية؟
من المتوقع أن يجري الرئيس شي جين بينغ خلال جولته مشاورات تتضمن بحث قضايا المنطقة الساخنة وسبل دفع وتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول المعنية. فحول الاوضاع الإقليمية فإن الصين تولي اهتماما كبيرا باستقرار المنطقة ودعم جهود تحقيق السلام ومكافحة الإرهاب، وبالنسبة للعلاقات الثنائية نتوقع بحث سبل تعزيز التبادلات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من القطاعات التي تمس حياة الشعب. ويتوقع أن تتمخض عن الزيارة نتائج إيجابية تصب في مصلحة جميع الاطراف.
فيما يتعلق بملف الإرهاب، ما الجديد في رؤية الصين للتعاون في هذا المجال؟
محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار قضية لا تجذب اهتمام دول الشرق الأوسط فحسب، بل تمتد لتشمل جمع دول العالم، كما أنها تأتي أيضا ضمن أجندة زيارة الرئيس الشي. ويتطابق مفهوم الصين ومواقفها بشأن مكافحة الإرهاب مع رؤية دول الشرق الأوسط بشكل أساسي، حيث تتفق جميعها على أن الإرهاب خطر يهدد استقرار الشرق الأوسط والأمن العالمي ويتربص لزعزعة تناغم القوميات والأقليات، وهو ما يتطلب جهدا دوليا لاستئصاله من خلال التوصل إلى توافق عالمي حول مكافحة هذا الخطر. وقد حذرت الصين من الربط بين الإرهاب وأي دين أو عرق أو دولة، وانتقدت الربط بين الإسلام والإرهاب من قبل البعض ووصفته بالحكم الظالم.
من ناحية أخرى، ترى الصين ودول الشرق الأوسط أن معالجة مشكلة الإرهاب بشكل جذري وشامل يأتي من خلال معالجة وحل جميع القضايا الساخنة في الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية جنبا إلى جنب مع قضايا سوريا والعراق واليمن وليبيا، وعدم التركيز على حل أية قضية على حساب أخرى، واعطاء الأولوية للتفاوض المباشر بين أطراف الصراع وتنفيذ مشاريع إعادة إعمار ما دمرته الصراعات ودفع عجلة التنمية الاقتصادية وتوفير المساعدات الإنسانية بهدف القضاء على البيئات الحاضنة للإرهاب بشكل جذري.
بما أننا تحدثنا عن التعاون.. كيف يمكن للصين تعزيز التعاون والتوازن التجاري والاقتصادي مع الشرق الأوسط؟
شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين ودول الشرق الأوسط زخم نمو قويا خلال السنوات الأخيرة، لكن يوجد خلل في الميزان التجاري بين الصين وبعض دول المنطقة بالتأكيد، إلا أنه يجب ملاحظة أن هذا العجز "مشكلة هيكلية" لذلك يحتاج الجانبان المتعاونان إلى إقرار تدابير إيجابية رامية إلى تحقيق أوسع تبادل تجاري واستيراد منتجات الطرف الآخر لتخفيض أو إزالة الخلل في الميزان التجاري.
من ناحية أخرى يجب توسيع مجالات التعاون الاقتصادي، فعلى سبيل المثال، يمكن لدول الشرق الأوسط فتح أسواقها بشكل أكبر لجذب المزيد من الشركات الصينية المستثمرة خاصة في قطاع البنية التحتية، اضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التصنيع والطاقة والسياحة والتكنولوجيا العالية وغيرها.
كيف يسهم الشرق الاوسط في دعم مبادرة "الحزام والطريق"؟
مبادرة حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 التي طرحها الرئيس شي جين بينغ في عام 2013، ليست "عرضية" بل تمثل علامة فارقة للمرحلة الجديدة لتنمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وجميع دول العالم كونها تتماشي مع احتياجات جميع الأطراف. وعلى الصعيد الدولي يتطلع الاقتصاد العالمي إلى دفع التعاون ودور السوق والطلبات الجديدة في ظل السعي للارتقاء إلى مرحلة جديدة.
وجوهر مبادرة "الحزام والطريق" هو اعادة احياء طريق الحرير الذي ربط قديما بين الشرق والغرب، حيث كان مسارا لتعزيز التبادلات التجارية والثقافية، الأمر الذي يضفي على هذه المبادرة أهمية كبيرة. ويمكن القول أن "الحزام والطريق" ستكون واحدة من أهم الأسهامات التي قدمتها وتقدمها الصين لتنشيط الاقتصاد العالمي وضمان استقراره لفترة طويلة.
المهم في ذلك الأمر أن المبادرة تحتل مكانة مميزة بالنسبة لدول الشرق الأوسط لما تجلبه معها من إيجابيات تساهم في دفع جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة. وفي ظل صعوبة الوصول إلى استقرار شامل بسبب الوضع الكلي الذي تشهده المنطقة وتعطل مساعي الحل السياسي، فقد تلجأ الصين إلى التدخل "دبلوماسيا واقتصاديا" جنبا إلى جنب من خلال طرح رؤية جديدة للسلام في المنطقة وفقا لمبادرة الحزام والطريق. وبالنسبة للرؤية الجديدة لكسر الجمود في ظل المأزق السياسي الراهن، اتخذت الصين إجراءات تعتمد بشكل رئيسي على مبادرة "الحزام والطريق" وبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، لخلق مسار ينبذ الصراع ويحقيق تنمية سلمية للدول الغارقة في أزمات عميقة.
وقد عبرت دول الشرق الأوسط عن ترحيبها بهذه المبادرة، ونحتاج حاليا إلى تحويل المبادرة إلى عمل ملموس لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول المعنية، ويتوقع أن تحرز زيارة الرئيس شي المتوقعة تقدما ملحوظا في عملية التفعيل.
ويجب التأكيد على أن "الحزام والطريق" لا تصلح للصين فقط بل تلائم دول الشرق الأوسط وأوروبا وجميع العالم، ولا يمكن أن تحقق المبادرة نجاحا إلا من خلال تعاون الجميع.
كيف ترى قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران؟
اسفت كثيرا لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، لما تمثله المملكة والجمهورية الإسلامية من دور مهم وتأثير كبير وثقل في منطقة الشرق الأوسط. لا نريد أن تشهد العلاقات الثنائين بين البلدين أي تدهور، حيث لا يمكن للمنطقة أن تحقق الاستقرار والنمو بدون السلام والتعاون بين السعودية وإيران، ونأمل أن يبدأ الطرفان محادثات مباشرة من أجل تجاوز الخلافات في أقرب وقت ممكن.
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |