Home |
arabic.china.org.cn | 22. 02. 2015 |
بقلم هان سونغ
بكين 22 فبراير 2015 (شينخوا) في الوقت الذي تستعد فيه الصين لاستقبال العام الثلاثين لبعثاتها العلمية القطبية وطرح مشروع إقامة محطة دائمة جديدة في القطب الجنوبي, لا تلوح في الأفق أي خطط للتراجع على المدى القصير.
ففي يوم 20 فبراير عام 1985, تم افتتاح محطة سور الصين العظيم, وهي أول محطة قطبية للصين, بجزيرة الملك جورج شمال القارة القطبية الجنوبية.
ومقارنة بالمستكشفين الغربيين الذين نزلوا للمرة الأولى بالقارة القطبية الجنوبية في عام 1820, يعتبر الصينيون من القادمين الجدد نسبيا, حيث وصلوا إليها بعد 75 سنة من وصول اليابان التي تعد أول بلد آسيوي ينظم بعثة علمية إلى "آخر الدنيا" في عام 1910.
ومع ذلك, وفقا لجوان إن بوث من جامعة ستانفورد ومؤلف كتاب "الجليد ذو الطوابق", من المحتمل أن يصل أسطول صيني للمنطقة 1421 أو 1422 تقريبا, ويزورون في بادئ الأمر جزر فولكلاند (المعروفة أيضا باسم جزر المالفيناس) قبل إبحارهم جنوبا إلى شبه جزيرة القطب الجنوبي.
ويمكن أن تعتبر البعثة العلمية القطبية الـ 31 للصين, والتي يتكون فريقها من 281 عضوا, واحدة من أكبر المهام الجارية في القارة.
ومن المتوقع أن يحقق الفريق انجازات غير مسبوقة, بما فيها بناء قاعدة لنظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية , واختيار موقع لمهبط طائرات مخصص للطائرات الثابتة الجناح على الصفيحة الجليدية, وتركيب تلسكوب فلكي جديد, ومسح المزيد من المناطق لرسم خرائط لها.
وكهدية بمناسبة الذكرى الثلاثين للبعثات العلمية القطبية الصينية, قد قام الفريق ببناء بيت دفيئة فريد تم فيه زراعة 20 نوعا مختلفا من الخضروات.
كما أكمل الفريق مسحا لموقع مخصص للمحطة القطبية الخامسة للبلاد.
وقال وانغ هاي لانغ, نائب قائد الفريق, "لقد كانت تعليمات الرئيس الصيني شي جين بينغ ملهمة لنا".
فقد صعد الرئيس الصيني على متن كسارة الجليد "شويه لونغ" (وتعني بالصينية تنين الجليد) في هوربارت خلال زيارته لأستراليا في نوفمبر العام الماضي. حيث كان شي أول زعيم صيني يركب سفينة بحوث قطبية ليتحدث مع الطاقم ويتمنى لهم التوفيق في مهمتهم.
وقد تحدث شي جين بينغ في مكالمة مرئية مباشرة إلى العلماء المتمركزين في القطب الجنوبي, وأشاد بمنجزاتهم في البحث العلمي, قائلا إن البعثات العلمية للصين ساهمت في الاستغلال السلمي لموارد القارة القطبية الجنوبية.
وتذكر العلماء أن قبل ثلاثة عقود كان الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ من أرسل أول فريق للقطب الجنوبي.
وذكر جين تاو, كاتب علمي وعضو بالبعثة العلمية الأولى, أن الصين لم تكن لتستطيع لعب دور في شؤون القارة القطبية ما لم تقيم محطة عليها.
وبعد فترة وجيزة من تأسيس محطة سور الصين العظيم, نالت المحطة مركزا استشاريا تحت إطار معاهدة القطب الجنوبي, ما يعني انها كسبت الحق للتصويت في شؤون القطب الجنوبي.
وأشار قوه كوين, أول رئيس لمحطة قطبية للصين, إلى أن فريقه شعر بفرحة غامرة وهم يرون العلم الوطني الصيني يرفرف في جزيرة الملك جورج في يوم 30 ديسمبر عام 1984، قائلا : " لقد أثبت ذلك أن الصين دخلت المجتمع الدولي للقطب الجنوبي, ما فتح صفحة جديدة لمساهمة الصينيين في الاستغلال السلمي للقارة القطبية الجنوبية".
وخلال عملية بناء المحطة, أسس الفريق لجنة مؤقتة للحزب الشيوعي الصيني, حيث ربما هي الثانية من نوعها بعد تلك الخاصة الاتحاد السوفيتي في القارة.
وقال قوه إن عددا من الدول, منها استراليا ونيوزيلاندا والبيرو وتشيلي والأرجنتين واليابان والاتحاد السوفيتي سابقا, ساعدت في أعمال الفريق الصيني.
ومنذ ذلك الحين, أقامت الصين 4 محطات في القطب الجنوبي, وهي محطة سور الصين العظيم في عام 1985, ومحطة تشونغشان في عام 1989, ومحطة كونلون في عام 2009, ومحطة تايشان في عام 2014.
ويوجد لدى حوالي 30 دولة, منها الولايات المتحدة وروسيا وأستراليا وبريطانيا وفرنسا والأرجنتين, محطات بحثية دائمة في القارة القطبية الجنوبية حاليا.
وقد ذكر ليو شياو هان, عالم الجيولوجيا القطبية الذي قاد فريقا لاستكشاف جبال غروف الداخلية في عام 1998, "لدينا بحوث علمية رائعة في علم الجليديات والهيدرولوجيا وعلم الأرصاد الجوية والجيولوجيا البحرية وعلم الأحياء البحرية وعلم الكونيات وغيرها من المجالات، مضيفا "أحيانا يكون علينا أن نخاطر بحياتنا, ولكن الأمر يستحق ذلك, لأننا نحب العلم ومعرفة خبايا العالم المجهول".
وإلى جانب إجراء البحوث العلمية, أطلقت البلاد بحلول عام 2011 على 359 موقعا جيولوجيا أسماء صينية. ومن بين ما إجماليه 37 ألف مكان مسمى في القطب الجنوبي, سمت الولايات المتحدة 13 ألف منها بالإنكليزية.
بثت المكونات الصينية الحياة في القارة البيضاء وأضفت عليها ألوانا مميزة. فخلال عملية تشييد محطة كونلون في منطقة دوم-ايه التي تبعد 1200 كيلومتر عن الساحل, تم جلب تمثال لبوذا وسفينة قربانية برونزية تقليدية صينية إلى المنطقة المرتفعة لتمنحهم الحظ السعيد.
ويوجد الكثير من المواطنين الصينيين العاديين المولعين بالقارة القطبية. فقد أظهرت البيانات التي جمعتها وكالات سفريات محلية بأمريكا الجنوبية أن أكثر من ألفي صيني يذهبون إلى القطب الجنوبي سنويا.
ومع زيادة عدد الزوار, فتحت وكالات السياحة الغربية مكاتب لها في الصين لتلبية الطلبات المستجدة. وقال شيوي تشي, رئيس مكتب هورتيغروتن النرويجي في بكين, إن شركته نظمت العديد من السفن المستأجرة لتلبية طلبات الأثرياء الجدد على القيام برحلات بحرية للقطب الجنوبي.
وتكلف الرحلة إلى القارة القطبية الجنوبية ما بين 100 ألف إلى 300 ألف يوان (نحو 15 ألف إلى 45 ألف دولار أمريكي) , حسب خط الرحلة.
وفتحت مواقع الإنترنت الرئيسية في الصين صفحات خاصة للناس لاقتسام مواضيعهم وصورهم المتعلقة بتجاربهم في القطب الجنوبي.
كما يوجد العديد من الكتيبات والمذكرات العلمية والروايات وقصص البعثات العلمية الغربية مثل مغامرة إرنست شاكلتون في العقد الثاني من القرن الماضي.
ويخطط فانغ لي, وهو عالم محيطات ومنتج أفلام مشهور, لإطلاق فيلم اسمه "القطب الجنوبي عام 2049" والذي يتحدث عن بعثة علمية صينية مستقبلية في القارة في العام الذي ستحتفل فيه الصين بالذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وصرح فانغ: "سيركز الفيلم على الوطنية وكذا الأممية, ما يشجع الشباب على الاهتمام بالقارة الأخيرة غير الملوثة وحماية كوكبنا".
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |