标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

بكين .. السحر القادم من الشرق(خاص)

arabic.china.org.cn / 14:50:36 2015-02-04

 

لقد شكلت لقاءت الوفد العربي بأهم صانعي السياسة والاقتصاد الصيني في العاصمة السياسية ((بيجين )) رؤية أولية عن الحلم الصيني في الثروة ورغد العيش، والمستقبل المنظور، والمفأجاة التي تحضرها الصين للعالم عند اكتمال حلمها في 2020 والتي بلا شك أنها تسعى إلى غزو العالم اقتصادياً وإعادة ماضيها التليد مع جيرانها في آسيا والدول العربية التي تربطها بهم علاقات تاريخية تعود إلى ماقبل الإسلام ، إضافة إلى زيارة بعض الأماكن والمواقع التي ساهمت في بلورة هذه الرؤية وإيصال رسالة أولية مفادها، اننا امة صينية موحدة تستخدم لغة واحدة وهوية واحدة وتاريخ مشترك.

وشملت الزيارة عقد عدد من جلسات الحوار بين الجانب العربي- والصيني حيث قدم كل من مدير إدارة غرب آسيا وشمال افريقيا بوزارة الخارجية الصينية السفير تشن شياودونغ، و الخبير المتخصص في الأبحاث الاقتصادية والسياسية ومسئول إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الصينية السفير شين سـونـق ، ومسئول إدارة غرب آسيا وشمال افريقيا بوزارة التجارة الصينية لي ييوبينق ، شروحات موجزة عن مراحل تطور العلاقات التاريخية بين البلدان العربية والصين منذ ما قبل الإسلام عن طريق تجارة الحرير البرية والبحرية وحتى الوقت الراهن،وحجم التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والوطن العربي وخطط الصين لإستراتيجية التي جعلتها تضاعف الناتج المحلي إلى 142 بالمائة عما كان عليه في 1978م.

وأكدوا أن الصعود الصيني ليس خصماً او خطراً على مصالح أي قوة، فبعكس الصعود الغربى الذي أدى إلى نشؤ ظاهرة الاستعمار في المنطقة، فإن الصعود الصينى هو صعود اقتصادي وثقافي وسياسي لا يتضمن استعمال الأدوات العسكرية، او السعي وراء الهيمنة والسيطرة على المنطقة، بل هناك مصالح مشتركة وفي مقدمتها القضايا التنموية الداخلية ذات الأولوية المطلقة يليها قضايا تحقيق الاستقرار والتكامل مع دول شرق اسيا وفيما يتعلق بالعالم العربي فهم يرون ان هناك قيم وتاريخ مشترك مع العالم العربي في مواجهة الهيمنة الغربية والتسلط ، وذلك واضح من وقوف الصين الى جانب الدول العربية خصوصا القضية الفلسطينية ورؤية الصين لحل القضية الفلسطينية من خلال القرارات الدولية، إضافة إلى وقوفها مع حق الشعوب في عملية التغيير في دول الربيع العربي ووقوفها المبدئي ضد أي تدخل في الشئون الداخلية لأي دولة في العالم وخصوصاً في العالم العربي.

وعند زيارتنا للصين لفت انتباهنا مع زملائي من الوفد اليمني رغم حجم السكان والمباني والأبراج الشاهقة في العاصمة بكين إلا إننا شاهدنا الجميع يعمل كقلب رجل واحد وكعقارب الساعة بانتظام ودقة، وعند الساعة التاسعة والنصف مساءً تغلق الصين بكافة محلاتها وأسواقها ومولاتها الصغيرة والكبيرة ومطاعمها،وعند استفسارنا لماذا، تمت الإجابة بأن الصينين يعملون طوال النهار ليرتاحوا طوال الليل، فأمامهم يوماً جديداً يحتاج إلى نشاط وحيوية لإنجاز كل المهام وعدم تأجيلها، لو قلدها العالم العربي واستفاد منها لأصبحت البلاد العربية بفعل حضارتها تضاهي أوروبا وأمريكا، كما أننا لم نشهد أي حركة ازدحام للسير او حوادث مرورية وذلك يرجع لحسن التنظيم وفعل التخطيط المدني الذي كرسته الدولة لبناء العاصمة وفق أسس ومعايير دولية لاسيما وأن التشييد والبناء مازال مستمراً ،كما أننا لم نشاهد أي رجل شرطة او أمن في الشوارع كما يحدث في الوطن العربي، ، كما أثار إعجابي جمال ونظافة المباني والشوارع رغم الكم الهائل من المصانع الموجودة إلإ إننا لم نرى أي مخلفات للقامة ولا ترى القطط والكلاب الضالة والأهم من ذلك حركة البناء للجسور والكباري التي تشييد في عدد من الأماكن لم يتم قفال وقطع الشوارع مثلما يحدث عندنا، ولكن يتم تجهيز كل قطعة وتركيبها خصوصاً مكان التقاطعات، وبدون إزعاج الساكنين او السائقين كما هو حاصل عندنا، كما شد انتباهي أيضاً إغلاق بعض مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، ومنع استخدام صحون التقاط القنوات الفضائية"الدوش" وعند سؤالنا عن السبب كانت الإجابة ان الصينيون حريصون على المحافظة على النظام والقانون للمجتمع الصيني وكنت أأيدهم في ذلك للحفاظ على الدولة بشكل موحد وقطع الطريق عن من يريد ايجاد ثغرات وإثارة الاضطرابات السياسية داخل المجتمع الصيني.

ورغم كثافة وازدحام البرنامج الرسمي الذي طغى على الزيارة وحرمنا من متعة التسوق مقارنة في الفترة القصيرة التي قضيناها في رحاب الصين العظيمة إلا أن الجهة المنظمة للملتقى كانت موفقة في اختيار القصر الإمبراطوري المحطة الأولى للزيارة وذلك للاطلاع على جذور التاريخ لصيني العظيم الذي ظل لقرون طويلة قوة عالمية وإمبراطورية عظمى تهيمن على كل جيرانها الآسيويين وتخشاها كل دول العالم، وذلك لربط الماضي التليد بالحاضرالمعاصر، واستطاعت الجهة المنظمة أن توفر لنا طاقم رائع وفريق صيني تميز بالجدية وروح الفريق الواحد والعمل والانضباط وحسن التنظيم والتخطيط للوفد العربي وتسهيل حركته وتنظيم وتحديد الأماكن والمناطق التي زرناها بدقة متناهية وحسن في التعامل والتفاهم والاحترام ترك أثراً جيداً وانطباعاً جميلاً لدى أعضاء الوفد وساهم بشكل كبير على نجاح فعاليات الملتقى الثاني للشباب العربي.

 

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
     1   2   3   4    



 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号