مقالة خاصة: ون جيا باو ينحني مودعا تاركا دولة واعدة

بكين 5 مارس 2013 (شينخوا) في التاسعة صباح اليوم، بدأ رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو البالغ من العمر 70 عاما في القاء تقرير عمل حكومته الأخير امام اكبر هيئة تشريعية، التي افتتحت اعمال دورتها السنوية اليوم (الثلاثاء)، واستغرق الأمر منه مائة دقيقة.

شغل ون منصبه لفترتين وفقا للدستور وسيغادر منصبه عندما تقرر الدورة السنوية للمجلس التشريعي خليفته في وقت لاحق من هذا الشهر.

وبعد مرور عشرة أعوام على توليه رئاسة مجلس الدولة، أعلن ون في آخر تقرير عمل لحكومته "إننا نتصور مستقبلا أكثر اشراقا عن ذي قبل لبلادنا العظيمة".

في 18 مارس 2003، أصبح ون سادس رئيس لمجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية، وتعهد في مؤتمره الصحفي الأول ذلك اليوم "بتكريس حياته للعمل وحتى مماته وأن يرقى الى مستوى التوقعات". وتولى المنصب مجددا فى 2008.

وبعد خمسة أعوام، أكد ون على التنمية في تقرير الحكومة الذي قدمه اليوم.

وقال ان الاعوام الخمسة الماضية كانت "فترة غير عادية في مسيرة نمو الصين"، وتابع "ما زالت التنمية هي مفتاح حل كافة مشكلاتنا".

كما قال "بدون التنمية الاقتصادية، لا يمكن فعل أي شيء."

وخلال السنوات العشر الماضية، تجاوزت الصين بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتقف الآن خلف الولايات المتحدة فقط. وهى أكبر جهة تصدير فى العالم ولديها أكبر كمية من الاحتياطي الأجنبي.

وبالنسبة لون، فقد مرت عشرة أعوام يعقد فيها اجتماع تنفيذي لمجلس الدولة كل فترة اقل من 10 ايام. وفي تلك الاجتماعات، اتخذت قرارات لإلغاء الضرائب الزراعية المفروضة منذ وقت طويل والتي رفعت عن المزارعين الصينيين الثقل الذي استمر آلاف السنين، ولإقامة شبكة تأمين طبي في المناطق الريفية.

ومن ناحية اخرى، حققت الصين إنجازات في بعثات الفضاء المأهولة وبرامج استكشاف القمر والحواسب الفائقة والسكك الحديدية فائقة السرعة واستضافت البلاد الالعاب الاولمبية والمعرض (إكسبو) العالمي.

ومع ذلك أشار ون بصراحة الى المشكلات التي تواجهها الصين في تقرير العمل قائلا "ان التنمية غير المتوازنة وغير المنسقة وغير المستدامة ما زالت احدى المشكلات البارزة".

وقال "ما زالت الصين تمر بفترة هامة من الفرص الاستراتيجية التي يمكن انجازها خلالها".

كما وضع التقرير عددا من الاهداف الاقتصادية وهي 7.5 في المائة لمعدل نمو اجمالي الناتج المحلي، ومستهدف التضخم ب 3.5 في المائة واضافة 9 مليون فرصة جديدة وزيادة العجز ب1.2 تريليون يوان (191 مليار دولار امريكي تقريبا).

وبعد ان غادر المنصة متوجها لمقعده بعد إلقائه التقرير، انحنى ون ثلاث مرات لقرابة 3 الاف مشرع وطني في اكبر قاعة للاجتماعات فى قاعة الشعب الكبرى، والذين ردوا بتصفيق حار.

ونشر مدون اسمه (لوه يي ون) "في عيون العديد من المواطنين، فإن الجد ون رئيس مجلس دولة مسؤول ومحبوب، وكرس نفسه دائما لأداء عمله. ولأنه سيتقاعد بعد أيام، يمكنه الاستمتاع بحياته مثل أي رجل عادي".