الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الدورتان السنويتان تتحولان إلي حدث عالمي يحظى باهتمام واسع من مراكز صنع القرار (خاص)

arabic.china.org.cn / 15:20:45 2012-03-01

*بقلم: يحيي مصطفي

أنهت العاصمة الصينية بكين استعداداتها لاستضافة الدورتين السنويتين للمؤتمر الاستشاري السياسي والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني اللتين تبدآن في يومي 3 و5 مارس الجاري وتمثلان "البرلمان" الصيني بشقية الاستشاري والنيابي وتُعرف اختصاراً "بالدورتين" وتأتي اجتماعات هذا العام وسط أوضاع دولية تكتنفها صعوبات بالغة سياسياً واقتصادياً تتصدرها الاضطرابات والتحولات الكبري التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا وغرب آسيا وتأثيرات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي والديون الأوربية على الاقتصاد العالمي. وعلى الصعيد الداخلي تواجه الصين تحديات ومهام جسام تتعلق بمواصلة ترتيب وإعادة هيكلة اقتصادها الذي بات أكثر ارتباطاً بالاقتصاد العالمي ويعد أحد المُحفزات الهامة للنمو العالمي.

وتحظى اجتماعات "الدورتين" لهذا العام باهتمام رسمي وشعبي وإعلامي محلي ودولي كبير ومن المتوقع أن ترسُم "الدورتان" السياسات الرئيسية للبلاد في السنوات الخمس المقبلة، وتجددان التأكيد على أن الصين لا تزال تسعى لتحقيق المنفعة للجميع في تعاملها مع الدول الأخرى.

وتنظر العديد من البلدان إلي "الدورتين" باعتبارهما نافذة هامة على سياسات الصين الشاملة فى الشؤون الداخلية والخارجية والدفاعية. وعلى الأرجح أن تظهر "الدورتان" للعالم أن الاقتصاد الصيني سيواصل نموه المستقر، وتجددان التأكيد على أن الصين سوف تلتزم بمسار التنمية السلمية وتواصل تكريس جهودها لبناء عالم متناغم.

ويتوقع مراقبون أن تجدد الدورتان التأكيد على تعهدات الصين ببذل كافة الجهود للحفاظ على تنمية اقتصادية مستقرة، ومواصلة تغيير نمط التنمية الاقتصادية وتعديل هيكلها الاقتصادي والحد من التضخم وتحقيق الاستقرار في أسعار العقارات وإصلاح القطاعات التعليمية والطبية وتحسين آلية توزيع الدخل. وستضمن هذه الإجراءات سير الاقتصاد الصيني قدماً على طريق التنمية العلمية.

ويرى مراقبون آخرون أن الاهتمام العالمي بالدورتين يعود إلي أن الصين باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم أصبحت مُساهماً رئيسياً في النمو الاقتصادي العالمي، ولديها ما يكفي من البرامج والمشاريع التي تعني بالضرورة إتاحة فرص تجارية للبلدان الأخرى. وأدت الصين بصفتها اقتصاداً ناشئاً رئيسياً وعضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي دوراً متزايد الأهمية في الشؤون العالمية في السنوات الأخيرة ولذلك تتطلع العواصم العالمية المهمة ومراكز صنع القرار في العالم إلي معرفة اتجاهات السياسات الاقتصادية والدبلوماسية للصين في المرحلة المقبلة.

وتتابع الدول النامية بحرص شديد مُخرجَات الدورتين المقبلتين على الصعيد الاقتصادي لأن النموذج الصيني بات المُرشد والهادي لهذه الدول للخروج من دائرة الفقر إلي رحاب التنمية والازدهار ويعلقون آمالاً كبيرة على دور الصين بعد أدائها الجيد بشكل ملحوظ في أطر متعددة الأطراف، مثل بلدان "البريكس" التي تشمل الاقتصادات الناشئة الكبرى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومجموعة العشرين التي تتألف من الاقتصادات الكبرى المتقدمة والناشئة في العالم.

وقد أصبح مستقبل الصين متداخلاً بشكل متزايد مع العالم ولا يمكن للصين أن تتطور على نحو سليم في ظل عزلة، ويصعب في الوقت نفسه تحقيق الرخاء في العالم والاستقرار بدون مشاركة الصين. ولذلك لم يعُد حدث انعقاد الدورتين نشاطاً محلياً فقط بل أصبح حدثاً عالمياً تتأثر بنتائجه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لجزء كبير من سكان العالم خاصة أن النواب والمستشارين المشاركين فيهما يمثلون أكثر من مليار و300 مليون نسمة من سكان العالم.

وفي ظل الاضطرابات الحالية التي تشهدها بعض مناطق العالم فإن الصين تبذل المزيد من الجهود للمساعدة في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين وإلى بناء عالم متناغم مع الدول الأخرى، ويتوقع مراقبون للشأن الصيني أن تجدد الدورتان للعالم التأكيد على أن الصين سوف تواصل الالتزام بسياسة وطنية دفاعية وتبددان شكوك بعض البلدان في سياسة الدفاع الوطني الصيني التي أثارها صعود نفوذ الصين الاقتصادي والدبلوماسي في السنوات الأخيرة.

ومن المتوقع أيضاً أن تؤكد "الدورتان" مرة أخرى تأييد ودعم الصين للتسوية السلمية للنزاعات الدولية، ومعارضتها لأي سباق تسلح وأنها لن تشكل تهديداً عسكرياً لأي دول أخرى.

* صحافي من أسرة " الشبكة"





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :