أهم الموضوعات/الصين (مقالة خاصة ): أوضاع الشرق الأوسط تشغل قلوب المشاركين في المؤتمرين الوطنيين بالصين

بقلم سامي تساو يي

بكين 14 مارس 2011 (شينخوا) نعيمة أحمد، صاحبة محل لبيع الزهور تعيش في ضاحية بجنوب القاهرة و ترجو اعادة فتح محلها الذي يعمل منذ 13 سنة لتستأنف مزاولة تجارتها بأسرع وقت ممكن، إذ أغلق لأكثر من أسبوعين في فترة التظاهرات والاحتجاجات التي حدثت في مصر منذ 25 يناير.

لي مو فتاة صينية في مدينة ينتشوان بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة تأمل في عودة مصر إلى الأوضاع السلمية والمستقرة، إذ تزوجت في ربيع العام الجاري، وقد اتمت كافة الاستعدادات لحفل زفافها إلا انها كانت تتمنى ان تلتقط صور زواجها أمام الأهرامات في مصر.

أما في العاصمة الصينية بكين فقد اولى المشاركون في المؤتمرين الوطنيين(المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمجلس الاستشاري السياسي للشعب الصيني) اهتماما بالغا بالأوضاع في دول الشرق الأوسط .

برغم ان مشاهد إجلاء الصينيين من ليبيا التي استمرت بضعة عشر يوما قد اختفت تدريجيا من على الشاشات التلفزيونية في قاعة ومطعم فندق سكك الحديد ببكين الذي ينزل فيه بعض أعضاء المجلس الاستشاري السياسي ، لكنهم لا يزالون يتحدثون عن هذا الموضوع ويعبرون عن حزنهم لما وقع من كوارث جراء أوضاع الاضطرابات وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط , بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على المجتمع المحلي والتبادلات بين الصين والدول الاجنبية.

"كل المسلمين إخوة ، فأوضاع الشرق الأوسط تهمني كثيرا وقد تم إجلاء كل الصينيين من ليبيا وأنا آمل أيضا في ان تعود حياة الجماهير في هذه الدول إلى الوضع الطبيعي في أسرع وقت ممكن"، قال يانغ فا مينغ رئيس الجمعية الاسلامية الصينية.

أما جيانغ مينغ لين عضو المجلس الاستشاري السياسي , فكان قد عمل في صناعة مواد البناء طوال حياته , واشترك في مشاريع مساعدة البلدان الأجنبية مثل باكستان و بعض دول الشرق الأوسط منذ عام 1978 , وانسحب من العراق بسبب نشوب الحرب العراقية والايرانية ، وهو قلق الآن بأن الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط ستؤدي إلى زيادة عدد العاطلين اثر توقف بعض المشروعات المحلية.

واستعرض يانغ شيويه ليانغ مدير مشروع شركة(مجموعة) الماء والكهرباء الصينية في ليبيا قائلا انه انسحب من ليبيا في 25 فبراير الماضي وهو لم ينس انه هناك مواطنون محليون جلبوا اليهم الألبان والفواكه خلال إجلا ئهم من ليبيا حيث قام احدهم برفع لوحة صغيرة كتب عليها " لا تغادروا من فضلكم ,نرجو ان تبقوا في ليبيا".

قال قوه شيانغ دونغ رئيس مجلس إدارة شركة(مجموعة) تشونغتشينغ المعمارية، وهو نائب المجلس الوطني لنواب الشعب، ان شركته تقوم بالمشروعات الإنشائية خارج الصين على الدوام، علما بان 200 عامل صيني يعملون حاليا في مشروع لدى انغولا حيث تتأثر الأوضاع المحلية من الاضطرابات في تونس ومصر وليبيا وغيرها ، ما يجعله قلقا بخصوصهم للغاية.

"قد ساهمت الشركة في العديد من المشاريع الدولية في السنوات الأخيرة فإذا حدثت اضطرابات في أية دولة، تأثرت منها الدول الأخرى ، اذ لا تتحقق التطورات الكبيرة إلا في ظل السلامة والاستقرار، فأتمنى ان تصير كل دول العالم مزدهرة وان تنعم الشعوب بالسلام "، أضاف قوه.

قال السفير المصري السابق لدى الصين محمود علام ان السياحة تساهم مساهمة كبيرة في اقتصاد مصر، لكن عدد الزوار الأجانب إلى مصر يتراجع بسرعة في الوقت الراهن، علاوة على ذلك، تقلص حجم الاستثمارات الدولية في مصر بسبب الأوضاع غير المستقرة.