إنشاء قاعدة احتياطي نفطي غربي البلاد لضمان أمن الطاقة الوطني (صورة)

الصين دولة تمتلك كمية قليلة من موارد النفط . ومنذ تسعينات القرن العشرين، ظل طلب الصين على النفط يزداد بسرعة كبيرة، وتتوسع الفجوة بين العرض والطلب باستمرار. وفي ظل هذه الخلفية، أصبح إنشاء احتياطي نفطي استراتيجي وطني وسيلة ضرورية لضمان أمن الطاقة الوطني. وبشأن هذه المسألة، قدم لي جيان هوا، النائب بالمجلس الوطني لنواب الشعب من مقاطعة قانسو وهو أمين حزب مدينة جيوتشيوان اقتراحا حول الإسراع بإنشاء قاعدة احتياطي نفطي غربي البلاد خلال مناقشة وفود مشاركة في دورة المجلس الوطني لنواب الشعب.

وحلل أولا وضع الطلب علي النفط واحتياطيه بالصين قائلا: أصبحت الصين ثاني دولة مستهلكة للبترول بالعالم متجاوزة اليابان. وحسب تقرير أصدره المركز الوطني للمعلومات في ديسمبر 2008، ارتفعت نسبة اعتماد الصين على النفط المستورد إلى 55%. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أنه بحلول عام 2020، سيصل نقص البترول بالصين إلي 400 مليون طن. وأنشأت الصين حاليا قواعد احتياطي نفطي قدرة كل منها توفير احتياطي لنحو 10 أيام فقط في بعض المناطق الساحلية، وظلت الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان التي وصلت قدرة احتياطيهما النفطي 3-6 أشهرا كبيرة جدا.

وتعتمد الصين في أسلوب استيراد النفط على الشحن البحري وقنوات نقل النفط البرية رئيسيا، وأشار النائب لي جيان هوا إلى وجود عوامل عدم استقرار في هذين الأسلوبين من الجنوب والشمال. في الجنوب، تمر معظم سفن النفط بخليج ملقا، ويبلغ عرض هذا الخليج أقل من 40 كيلومترا ، مما يحعل حصاره عسكريا سهلا جدا. وإلى جانب ذلك تتعرض السفن في المجال البحري بهذا الخليج لهجوم القراصنة دائما. الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا للسفن الصينية الناقلة للنفط . وفي الشمال، رغم أن الصين قد اتفقت مع روسيا علي نقل النفط، بل تسرع ببناء قناة نقل مباشرة، فإن "الخلافات" بين روسيا وأوكرانيا التي تحدث بين حين وآخر، تجبرنا علي التفكير في إمكانية قطع هذه القناة بسبب سياسي بعد تشغيلها.

وبالنسبة لهذه المشاكل، طرح لي جيان هوا أن تشرع الصين فورا في إنشاء قاعدة بغرب البلاد لاحتياطي النفط ، ومقاطعة قانسو خيار مثالي لتلك القاعدة. لأن قانسو تقع، من حيث الموقع الجغرافي، في منطقة غربي الصين الداخلية، وتتيح مجال مناورة استراتيجية واسعا، وممر خشي أول خيار لإنشاء احتياطي نفطي. ومن حيث الخصائص السياسية والاجتماعية، تتميز قانسو بالاستقرار الاجتماعي والوئام في العلاقات بين مختلف القوميات، الأمر الذي يفيد في الدفاع عن أمن الإنشاءات الاستراتيجية الهامة. والأهم، قرب قانسو من نقطة بداية الطرف الصيني لقناة النفط الشمالية الصينية الروسية، فيمكن انشاء احتياطي نفطي هنا أولا، ثم شحنه إلى مناطق الصين الداخلية، للضمان الفعلي ألا يقطع الطرف الروسي كليا امدادات النفط التي تحتاجها المناطق الصينية الداخلية المتقدمة اقتصاديا عندما تحدث مشاكل سياسية، أي يُترك مجال للمناورة، لكسب وقت معين حتي حدوث انفراج ولمواجهة الطوارئ. ودعا لي جيان هوا في النهاية قائلا: "من الضروري أن تنشئ الصين قاعدة لاحتياطي نفطي في شمال غربي البلاد وفي قانسو بالأخص. واقترح أن تدرج الحكومة المركزية هذا المشروع في برنامج عملها في أسرع وقت ممكن."

 

شبكة الصين / 11 مارس 2009 /