الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

كيف يتصدى " صنع الصين " للتسونامي المالي؟


افتتحت المرحلة الثالثة من المعرض التجاري الصيني الـ 104 للصادرات والواردات ( معرض قوانغتشو التجاري للصادرات والواردات ) يوم 2 نوفمبر الجاري في مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين، حيث ينهمك رجال الشراء من مختلف البلدان للبحث عما يناسبهم من سلع في شتى أجنحة المعرض. وبتشجيع من ارتفاع نسبة اعادة ضريبة سلع الصادرات، عادت ترتفع ثقة رجال الأعمال الصينيين المشاركين في المعرض، فيبذلون كل جهودهم لترويج منتجاتهم، آملين في كسب المزيد من الطلبات على السلع.

وافتتحت المرحلة الحالية من المعرض في حالة التسونامي المالي العالمي. أما في مرحلتيه الأولى والثانية، فبلغ عدد رجال الشراء الوافدين 140.5 ألف شخص، وقيمة الصفقات المعقودة 24.76 مليار دولار أمريكي، علما بأن قيمة الصفقات المعقودة فيما يتعلق بالمنتجات الكهرميكانيكية والأثاث وألعاب الطفل انخفضت، مما أظهر أن التسونامي المالي قد شكل صدمات تجاه " صنع الصين ".

الى أي حد سيصل برد الشتاء القاسي الذي تواجهه التجارة الخارجية الصينية؟

أخذت الأزمة المالية العالمية تؤثر تدريجيا في الاقتصاد الواقعي، وخاصة تشكل صدمة أكبر تجاه الصادرات السلعية الصينية. وأظهر معرض قوانغتشو التجاري للصادرات والواردات بصفته " دوارة " و" بارومترا " للتجارة الخارجية الصينية، أن عدد رجال الاعمال الوافدين من أمريكا وأوربا الى المعرض الحالي انخفض كثيرا قياسا الى السنوات السابقة، وأن التجار الأجانب حذرون من توقيع العقود لشراء السلع. وبالنسبة الى التجار الأجانب الذين قابلهم مندوب صحيفة الشعب اليومية، انخفض معدل طلباتهم على الصادرات السلعية الصينية بنسبة 30%. والى جانب ذلك، طلب التجار الأجانب خفض أسعار الصادرات السلعية الصينية. وتماشيا مع ارتفاع أجر العمال وأسعار المواد الخام والأولية، تصاعدت تكاليف نقل الصادرات والواردات السلعية، بحيث تشعر المؤسسات التصديرية الصينية بضعوط عليها.

منذ يوليو 2005 حتى الآن، ارتفعت قيمة العملة الصينية ( رنمينبي ) 20.6% مقابل الدولار الأمريكي، الأمر الذي أدى الى إبطال كافة الأرباح بسبب تغير سعر الصرف بالنسبة الى المنتجات النسجية الصينية التي وصلت نسبة ربحها غير الصافي في التصدير الى 5% فقط.

قال ساي قاو شنغ رئيس مجلس الإدارة لمجموعة قوانغتشو للأقمشة الحريرية :" إن التجارة الخارجية لمؤسسات المجموعة دخلت الى أصعب مرحلة منذ انطلاق عملية الاصلاح والانفتاح في البلاد."

كما أن مؤسسات التجارة الخارجية الصينية تشعر بضغوط أشد من منافسات دول جنوب شرق آسيا.

وأضاف ساى قاو شنغ :" في هذه الحالة، فإن شركتنا لم تجرأ على رفض الطلبات منخفضة القيمة بنزق. اذا رفضت ذلك، فلا تجد وسائل عيش، أي أنك تقدم الى غيرك الأسواق التي طورتها بجد واجتهاد في الماضي "، مشيرا الى " ان التنافس من جنوب شرق آسيا والهند وتركيا على الطلبات المذكورة آنفا شديد."

ما هي المؤسسات التي تقدر على اجتياز الأزمة بسلامة؟

في وجه وضع التغير الحاد للظروف الاقتصادية الداخلية والخارجية، يعتبره بعض المؤسسات الصينية " ريحا تئن ومطرا ينوح"، بينما يعتبره بعضها الآخر " موسم ربيع " لاعادة هيكلتها، فتتمسك هذه المؤسسات بهذه الفرصة لتحويل آليتها الادارية والارتقاء بمستواها والسعي وراء التغيير والابداع لشق طريق من خلال الابداع للتخلص من المأزق.

قال محللون إن تلك المؤسسات التي تتطابق مع الاتجاه المرشد للسياسات الوطنية ستشكل " قوة صينية " لاجتياز الأزمة بسلامة.

وحول هذه النقطة، فقد ظهرت بوادر في معرض قوانغتشو التجاري للصادرات والواردات، حيث توصل عدد ليس بالقليل من المؤسسات الى توافق يتمثل في تعزيز قوة تعميم الماركات المشهورة وتسريع عملية الابداع الفني ورفع القيمة المضافة للمنتجات.

قال وانغ يونغ لي نائب المدير العام لشركة ( مجموعة ) قوانغتشو لإستيراد وتصدير الأقمشة الحريرية :" إن تكتيكنا الأساسي الحالي هو الحفاظ على الأسواق والزبائن مع تغيير نمط النمو. وذلك يعني أننا لم نعد نسعى وراء كسب الأرباح من حجم المنتجات، بل من الماركات المشهورة والتقنيات." وأضاف :" إن المنتجات ذات الماركات الذاتية المشهورة وحقوق الملكية الفكرية المستقلة لها أرباح أعلى من أرباح نظيراتها الملصقة بالماركات غير الذاتية بنسبة 50%."

وعلاوة على ذلك، فإن لعب ورق الخدمات وسلوك خط ممارسة الصنع حسب الطلبات وتجنب مخاطر سعر الصرف بوسائل مالية وغيرها والبحث عن أسواق ناشئة، كلها هي أيضا سبل لوقاية المؤسسات من " البرد ".

تعرض شركة ( مجموعة ) صناعة الماكينات الصينية منتجات للطاقة الشمسية من طراز Solarland تلفت أنظار عدد لا يحصى من الزوار في معرض قوانغتشو التجاري للصادرات والواردات. وقال تشو دان تسه مدير قسم البيع السوقي للشركة :" إننا نبيع منتجات الطاقة الشمسية الى الزبائن مع مجموعة كاملة من الحلول، لجعلهم يشعرون بأن منتجاتنا صنعت خصيصا لخدمتهم. وفي اليومين الأولين من افتتاح المعرض، فإن قيمة الطلبات على منتجاتنا قد تجاوزت مليوني دولار أمريكي ."

أين أسواق ناشئة للتجارة الخارجية الصينية؟

أين تفوق " صنع الصين " في عصر التكاليف العالية؟ وفي أي إتجاه تسير الصادرات السلعية الصينية؟ قد تجد بعض أجوبة هذه الأسئلة في معرض قوانغتشو التجاري للصادرات والواردات.

المعروف أن مزايا الصفقات المعقودة في المرحلة الثانية من هذا المعرض تتجسد رئيسيا فيما يلي: أولا، بروز تأثيرات الماركات المشهورة للمؤسسات، وكون المؤسسات مفعمة بالثقة؛ ثانيا، تدفق كميات كبيرة من المنتجات الجديدة والمميزة عالية القيمة المضافة، ونشاط عقد الصفقات؛ ثالثا، أن المنتجات الموفرة للطاقة والصديقة للبيئة قوبلت بترحيب واسع؛ رابعا، أن الأسواق الناشئة أظهرت فرصا جديدة. وتدل هذه المزايا الى حد كبير على أن الصناعة التصديرية الصينية قد شهدت تفوقا تنافسيا قويا نسبيا، وأن قدرة المؤسسات التصديرية على مواجهة تغيرات الظروف الخارجية ترتفع باستمرار.

قال تشو هونغ رن رئيس مكتب مراقبة وتنسيق الأداء لوزارة الصناعة والمعلومات الصينية إن " صنع الصين " له قدرة قوية للتنسيق الشامل، وأن الصناعة الإنتاجية الصينية له مجال واسع للتحول الدرجي داخل البلاد، وأن موارد العمالة الصينية مازالت وفيرة. لذا فإن التفوق النسبي للصناعة الانتاجية الصينية لم يفقد، وسوف يستمر لفترة طويلة، على الرغم من أن التكاليف ترتفع باستمرار.

وتجدر الاشارة الى أنه تماشيا مع إتجاه الأسواق في أمريكا وأوربا نحو الإنحطاط، فإن الأسواق الناشئة التي تمثلها أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وروسيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا أخذت تتحول تدريجيا الى إتجاه جديد لسير " صنع الصين " الى العالم. وفي فترة يناير ـ سبتمبر 2008، ازدادت قيمة الصادرات الصينية الى الولايات المتحدة 11.2% بانخفاض 4.6 نقطة مئوية قياسا الى الفترة المناظرة من العام الماضي، بينما ارتفعت الصادرات الصينية الى رابطة دول جنوب شرق آسيا 28.9%./ صحيفة الشعب اليومية أونلاين /

 

شبكة الصين / 6 نوفمبر 2008 /





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :