الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
ليس هناك شيء غير ممكن في الصين
"إن كنت تعتقد أن الصينيين ما زالوا يرتدون الزي الموحد الشهير ببدلة ماو، ويسيرون بوجوه صارمة في خطوات قصيرة سريعة منظمة.. ويعيشون على ثلاثة أطباق صغيرة من الأرز يوميا.. فأنت في حاجة لتغيير هذه الصورة.. التي أصبحت شيئا من الماضي ولم يعد لها وجود."
هكذا بدأ أحمد حسن نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار المصرية المسؤول عن الشؤون الدولية مقالا بعنوان "حصاد 30 عاما من الإصلاح والانفتاح في الصين" .
أكد المقال أن:
• المارد الأصفر يمر بمرحلة تحول خطيرة ويعيش صراعا قويا بين تقاليد الصين العريقة ومتطلبات العولمة التي تفرض عليه خلع بدلة ماو من أجل الاندماج في نسيج العالم الحديث
• شانغهاي تحولت إلى مدينة معلبة، في ظل السباق الرهيب على بناء عشرات بل مئات من ناطحات السحاب وخاصة في منطقة بودونغ الواقعة شمال نهر هوانغبو
• ليس هناك شيء غير ممكن في الصين
• من المتوقع أن تستقبل شانغهاي أكثر من 70 مليون زائر أجنبي خلال مدة أكسبو 2010
قال أحمد حسن: صحيح أن ماو تسي تونغ ما زال هو الزعيم الأكثر تأثيرا في تاريخ الصين الحديث، وأنه ما زال يحظي بالتبجيل والاحترام بدليل جثمانه الذي ما زال مجسي في النصب الخاص به في ميدان السلام السماوي، وصورته المهيبة التي ما زالت تتصدر مدخل المدينة أهم معالم بكين السياحية، وأيضا صورته التي تطالعك على كل أوراق النقد الصينية "يوان".. كل هذه صحيح.. ولكن كل المؤشرات والمظاهر التي شاهدتها في شوارع بكين وشانغهاي طوال عشرة أيام تؤكد أن المارد الأصفر يمر بمرحلة تحول خطيرة ويعيش صراعا قويا بين تقاليد الصين العريقة ومتطلبات العولمة التي تفرض عليه خلع بدلة ماو من أجل الاندماج في نسيج العالم الحديث.. وإن كان ذلك يتم بسرعة محفوفة بالمخاطر.
ورغم وجود الكثير من المظاهر التي ما زالت تحمل روح وطابع الصين مثل شعبها ملامحها المميزة، وبعض المباني القديمة ذات الأسطح المشيدة على الطراز المغولي والعبارات الصينية على المباني الحكومية والمحال التجارية، فضلا عن الدراجات التي تجري في الحارة المخصصة لها في كل الطرق الصينية، رغم كل ذلك.. ستكون في حاجة إلى من يذكرك بين الحين والآخر أنك تزور الصين وليس إحدى العواصم الأوروبية الحديثة، نظرا للشوارع الواسعة التي اصطفت على جانبيها الأشجار والزهور، والأبراج السكنية والإدارية الشاهقة المبنية في معظمها من الحديد والزجاج الأخضر، إضافة إلى السيارات الحديثة والفاخرة وإشارات المرور الضوئية التي لا يراقبها أي ضابط شرطة أو رجل مرور ويحترمها الجميع بلا استثناء.
وهكذا أصبحت بكين لا تقل عن أي مدينة أوروبية حديثة وأن كانت فقدت الكثير من روحها الشرقية الدافئة، أما شانغهاي فقد تحولت إلى مدينة معلبة، في ظل السباق الرهيب على بناء عشرات بل مئات من ناطحات السحاب وخاصة في منطقة بودونغ الواقعة شمال نهر هوانغبو.. وعندما تتجول في هذه المنطقة التي تمثل شانغهاي الجديدة تصدمك غابة من ناطحاتت السحاب التي تتضاءل إلى جانبها إبراج مانهاتن في نيويورك، ومن أشهر هذه الأبراج في شانغهاي برج مركز التجارة العالمي الذي يرتفع طوله 421 مترا، وتخطط حكومة شانغهاي لبناء أعلى برج في الصين كلها- وربما في العالم- وهو مركز شانغهاي حيث سيرتفع إلى 580 مترا ليصبح أهم معالم المدينة على الإطلاق وسوف يكون شكله الخارجي عبارة عن تنين ينطلق إلى السماء.. وهو ما يجسد بحق انطلاقة الصين إل سماء العالمية بعد 30 عاما من الإصلاح والانفتاح.
وإذا كان الجزء الغربي من شانغهاي يمثل المدينة القديمة بمساكنها الفقيرة وشوارعها الضيقة، فإن منطقة بودونغ ترتفع فيها أسعار المساكن بشكل لا يصدقه عقل. وقد زرت مجمعا سكنيا راقيا وعندما سألت أن أسعار الوحدات السكنية عرفت أن ثمن المتر المربع في هذا الحي يساوي 38 ألف يوان، الدولار الواحد يساوي 7 يوان تقريبا، وهناك أحياء سكنية أخرى أرقى مثل حي سايفوهاي حيث يصل سعر المتر المربع فيها 70 ألف يوان، أما أعلى حي سكني في شانغهاي فهي حي تانج تشاي أيبين، حيث يبلغ سعر المتر المربع به 140 ألف يوان، أي حوالي 20 ألف دولار!!
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |