الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الانفتاح في الصين.. أرباح وخسائر


زار الإعلامي المصري أحمد حسن الصين مرتين، المرة الأولى عام 2001، الثانية في عام 2008، فوجد في المرة الثانية أن مدينة بكين تغيرت تماما وتحولت إلى مدينة أخرى غير التي رأها في المرة الأولى، وحاول في مقال له رصد ما اكتشفه من آثار إيجابية وسلبية للانفتاح الصيني.

 

فرصة ثرية لمشاهدة عملية بناء بكين:

ويرى الكاتب أن السفر إلى الصين فرصة ثرية لمشاهدة عملية بناء بكين حيث قال: الطريق إلى الصين طويل جدا.. وإذا لم يحالفك الحظ في السفر إلى بكين في رحلة مباشرة فإن الرحلة تستغرق نحو 24 ساعة على الأقل ما بين سفر وعبور (ترانزيت). ورغم ذلك فإن السفر إلى الصين فرصة ثرية من جميع الجوانب خاصة في هذه الأيام بالذات التي يشهد فيها المجتمع الصيني مرحلة تحول واسعة النطاق بعد 30 عاما من مسيرة الإصلاح والانفتاح التي بدأها الزعيم الصيني البارز دنغ شياو بينغ عام 1978. وبقدر ما كان لهذا الانفتاح من آثار إيجابية هائلة في جميع المجالات.. إلا أن عملية الانفتاح كانت لها أيضا آثار جانبية تحتاج إلى مجهود كبير للحد منها وثمن باهظ لا يمكن تجاهله. وكانت هذه المرة هي الثانية التي أزور فيها بكين بعد سبع سنوات من الزيارة الأولى وخلال تلك السنوات السبع تغيرت بكين تماما وتحولت إلى مدينة أخرى غير التي رأيتها في المرة الأولى.. ولا أبالغ إن قلت إن الصينيين أعاداوا بناء بكين من جديد..

 

مطار بكين الدولي :

وقال الكاتب إنه يمكن للزائر أن يرى ذلك فور هبوط طائرته علي مدرج مطار بكين الدولي.. حيث سيجد نفسه أمام تحفة معمارية هائلة بحجم مدينة صغيرة. ومما يخفف من معاناة السفر ذلك النظام الدقيق والسلس في إجراءات خروج المسافرين من منافذ الجوازات والجمارك دون أي معاناة أو تزاحم رغم الإعداد الضخمة من القادمية إلى المدينة كل ساعة.

 

جني ثمار 30 عاما من الإصلاح والانفتاح:

ومضي الكاتب يقول : ما تراه في هذا المطار هو المدخل الحقيقي لدولة بدأت تجني بالفعل ثمار 30 عاما من الإصلاح والانفتاح حيث قفز إجمالي الناتج المحلي عام 2007 إلى 3ر5 تريليون دولار لتصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم وتحقق الاكتفاء من الغذاء وتصدر الفائض رغم أنها تضم ربع سكان العالم 3ر1 مليار إنسان.. كما أنها أصبحت من أكثر بلدان العالم جذبا للاستثمارات الخارجية وتحقق معدلات نمو مستمرة تزيد عن عشرة في المئة سنويا وهو ما أدى إلى حدوث طفرة اقتصادية في أقاليم الشرق والجنوب.. وإن كانت الفجوة في التطور والازدهار ما زالت كبيرة بين هذه الأقاليم التي استفادت كثيرا من الانفتاح ومناطق الوسط والغرب التي لم تستفد بنفس القدر والتي تذكرك بأن الصين ما زالت أكبر دولة نامية في العالم وأن أمامها طريقاً طويلاً وشاقاً قبل أن تتحول إلى قوة عظمى.

 

أمطار عزيرة تحيل شوارع المدينة إلى أجمل لوحة طبيعية:

واستطرد الكاتب قائلا: خلال أول يومين في الزيارة كانت الأمطار تهطل على بكين باستمرار تقريبا وتوقعت أن يؤثر ذلك على برنامج الزيارة.. ولكن فوجئت أن الحياة تسير كالمعتاد وبدون توقف في شوارع المدينة ومصالحها ومؤسساتها لأن الجميع هناك مستعدون للتعامل مع مثل هذه الظروف المناخية بشكل طبيعي للغاية. خرجنا بالسيارة إلى عدة أماكن خلال هذين اليومين وتجولنا في الكثير من شوارع بكين.. لم نجد أي أثر للأمطار أو برك المياه في أي مكان بل على العكس تحولت الشوارع إلى أجمل لوحة طبيعية أبدعها فنان.. فالأشجار غسلتها الأمطار وازدادت خضرة وأسطح المباني الوردية اللون ازدادت بريقا أما الشوارع والأرصفة فأصبحت أنظف من الصيني بعد غسله، وهو ما يعني ببساطة وجود بنية أساسية قوية قادرة على استيعاب أي ظروف مناخية غير عادية حتى لو استمرت الأمطار أياما أو أسابيع.

 

شبكة الصين / 7 يوليو 2008 /





تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :