دعا فنغ جي تساي، نائب رئيس الجمعية الصينية لنشر الديمقراطية، إلى بذل مزيد من الجهود لحماية ثقافة القرية مع دخول البلاد عملية "بناء ريف اشتراكي جديد" وهي إحدى المهمات الرئيسية للخطوط الإرشادية للخطة الخمسية الحادية عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية (2006-2010)، التي يناقشها حاليا المشرعون الصينيون. فنغ، وهو كاتب ورسام معروف بسعيه من أجل حماية وحفظ الثقافة الشعبية الصينية، أدلى بهذه التصريحات خلال الدورة الرابعة للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي الصيني، الهيئة الاستشارية العليا في الصين، المنعقدة حاليا في بكين. وفي مقابلة مع شبكة الصين يوم الاثنين قال فنغ: "إن جذور ثقافتنا موجودة في المناطق الريفية لأن الصين في الأساس دولة زراعية. ويمثل سكان الريف أكثر من ثلثي سكان الصين. إن التراث الثقافي غير الملموس والتنوع الثقافي الذي نتحدث عنه موجود في المناطق الريفية، وأكثر من هذا بالنسبة لثقافة المجموعات العرقية، حيث يعيش معظم الأقليات العرقية في المناطق الريفية. إذا ضاعت ثقافتها، فإنه سيضيعون أيضا". وقال: "إن ما يقلقني هو بدون تنفيذ إجراءات حماية فعالة، سنكون في وضع لا يوجد فيه اختلافات ثقافية. إن المدن تبدو متشابهة بسبب حملة التحديث فيها، وإذا فعلت المناطق الريفية مثلها ستكون خسارة كبيرة لبلادنا". وقال فنغ إن ثقافة القرية تشمل العادات الشعبية والأدب الشعبي والتقاليد التي تمارس في مناطق مختلفة. وأضاف فنغ: "أنا أجرى تحقيقا حول الثقافات الشعبية المختلفة. زرت أماكن عديدة واكتشفت العديد من الثقافات والتقاليد لم أعرف بوجودها مطلقا من قبل. وإنني أشعر بأنه في المناطق الريفية، ما تعرفه يكون دائما أقل بكثير مما لا تعرفه". وأقر فنغ بأن الحكومة تحاول تعزيز الحماية للثقافة الشعبية خلال العامين الماضيين. وعلى سبيل المثال أعلن مجلس الدولة أن يوم السبت الثاني من يونيو كل عام هو يوم التراث الثقافي،وذلك من أجل تعزيز أهمية حماية التراث الثقافي. ولكن، وكما قال فنغ: "هذا بعيد كل البعد عن أن يكون كافيا. فالقرى تختفي ونحن نتكلم الآن. والقرية التي رأيتها ذات يوم يمكن أن تتحول في اليوم التالي إلى حديقة على الطراز الروماني. العديد من القرى في مقاطعتي جيانغسو وتشجيانغ بشرقي الصين تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة. وفقدت العديد من القرى تاريخها وذاكرتها. إضافة إلى هذا، عدد كبير من التراث الثقافي على وشك الانقراض لأنه لا يتم نقله إلى الأجيال اللاحقة. "مع تحول المجتمع، يبدو أنه من الحتمي ضياع بعض من الثقافة، ودعم الحكومة لحماية الثقافة الشعبية أمر جوهري،وبخاصة الدعم من الحكومات المحلية". خلال بحثه في الثقافات الشعبية بسبع مقاطعات العام الماضي، اكتشف فنغ أن محافظة وويو ان، الواقعة في مقاطعة جيانغشي في شمال شرقي الصين، نموذج جيد لكيفية الحفاظ الفعال على الثقافة الشعبية، فهي موطن بعض من أفضل البنايات القديمة حفظا في الصين. البنايات القديمة على طراز هوي ذات الحوائط الوردية اللون والبلاط الأسود تبزغ من بين الجبال الخضراء والأنهار الصافية والأشجار والدروب الخضراء التي تتقاطع عبر الحقول وترسم لوحة بالغة الجمال. وقد وصفها بعض المصورين بأنها أجمل مكان في الصين. قال فنغ: "الأكثر أهمية، أنه تم الاتفاق مع مهندسي العمارة لتطوير تصميمات بناء تقوم على التصميمات القديمة، وعلى أي فرد يريد أن يبني بيتا أن يلتزم بهذه التصميمات. وعندما يلقي الزائر نظرة من بعيد على وويوان، يكون أول شيء يلاحظه هو جمالها المتناغم. لقد وجد أبناء وويوان توازنا بين حماية ثقافاتهم الشعبية ومسايرة ركب التحديث". وقال فنغ إن ندوة حول القرى القديمة سوف تعقد في شهر إبريل في جياشينغ بمقاطعة تشجيانغ، وقال: "وجهنا الدعوة إلى رؤساء القرى والعلماء لحضور الندوة. نريد أن نعمم تجربة وويوان". نبذة عن فنغ جي تساي من مواليد عام 1942، انضم للجمعية الصينية لنشر الديمقراطية عام 1981. بدأ ممارسة الرسم في أستوديو تيانجين لفن الخط والرسم في أواخر سبعينات القرن الماضي. ودرس في مدرسة تيانجين للفنون والمشغولات اليدوية. منذ عام 1986 أصبح منخرطا في جمعيات الكتاب. وعمل أيضا في فرعي تيانجين للجمعية الصينية لدراسة الآداب والفنون الشعبية،وجمعية الكتاب الصينيين. ويشغل حاليا منصب رئيس اتحاد تيانجين للدوائر الأدبية والفنية، ونائب رئيس اللجنة الوطنية الحادية عشرة للجمعية الصينية لنشر الديمقراطية، نائب رئيس الاتحاد الصيني للدوائر الأدبية والفنية، وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصين. شبكة الصين / 14 مارس 2006 /
|