صرح الخبير الاقتصادى الصينى المرموق لين يى فو ان النمو الاقتصادى المستمر فى الصين خلال العقود القادمة سيخلق فرصا هائلة للدول الاخرى، وخاصة الدول الاسيوية، وليس خطرا عليهم، حيث ان الصين ستقدم لها سوقا اوسع، وتوفر لها ظروفا لتطوير هياكلها الثنائية. قدم لى الى بكين لحضور الدورة الاولى للجنة الوطنية العاشرة للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى التى افتتحت اليوم. وصرح لوكالة انباء شينخوا ان الحقائق اثبتت خلال السنوات الماضية ان النمو الاقتصادى للصين حفز النمو الاقتصادى فى العالم ككل، وان هذا النمو السريع سيستمر خلال العقود القادمة. وفى لقاء خاص مع شينخوا كذب الاقتصادى الصينى البارز الاكاذيب التى تقول "ان الصين تشكل تهديدا للدول الاخرى" وان "الاقتصاد الصينى على شفا الانهيار". كما حاول تهدئة المخاوف من ان زيادة صادرات المنتجات نتيجة رخص العمالة ستضيق حصة الدول الاخرى من السوق . وقال لين ان العمالة الصينية رخيصة حقا، بيد ان انتاجيتها منخفضة ايضا. ان مستوى الاجور فى الصين مجرد واحد على خمسين من نظيره فى الولايات المتحدة واليابان، بينما تبلغ نسبة الانتاجية للعمال واحد على خمسة وعشرين من نظيرتها بالولايات المتحدة وواحد على ستة وعشرين من نظيرتها فى اليابان. وهذا يعنى ان تكاليف الاجور لانتاج ماقيمته دولار فى الولايات المتحدة لايزيد الا بنسبة واحد على ثلاثة عن مثيله فى الصين. وقال لين يى فو "ان شركات التصدير تقوم اساسا بعمليات التصنيع، ومن ثم فان زيادة الصادرات تتطلب كمية مناظرة من الواردات. بمعنى ان كل 100 دولار زيادة فى التصدير تتطلب واردات تتراوح قيمتها مابين 50 و 70 دولار . اضافة الى ان المشروعات الصينية الاجنبية المشتركة تلعب دورا كبيرا فى الصادرات الصينية . وأكد " ان هذا النمط من الصادرات والواردات هو بلا شك مفيد لكافة الدول". واشار الى ان الزيادة الكبيرة فى الاستثمارات الاجنبية المباشرة عام 2002 لايعنى تحول هذه الاستثمارات المتجهة الى الدول الاسيوية الاخرى الى الصين ، بل ان ذلك نتيجة الزيادة الكبرى فى حركة رأس المال الخاص فى العالم . وفى الحقيقة فان نسبة تدفق الاستثمارات الاجنبية المباشرة على الصين الى اجمالى هذه الاستثمارات المتجهة الى اسيا ككل ظلت مستقرة منذ عام 1993. وقال انه بالاضافة الى ذلك، فان رأس المال المتدفق على الصين يأتى اساسا من هونج كونج وتايوان ، بينما يأتى رأس المال المتدفق على دول الاسيان اساسا من الولايات المتحدة واليابان ، ومازال هذا الوضع مستمرا حتى اليوم. واكد الخبير الاقتصادى لين يى فو " ان هذه الحقائق مجتمعة تظهر ان التنمية فى الصين لم تتحقق بانتزاع الاستثمارات الاجنبية المباشرة من ايدى الدول الاخرى". وكالة أنباء شينخوا / 3 مارس 2003 /
|