الخبراء : الحكومة الدينية فقدت جذورها فى التبت
بكين 11 ابريل (شينخوا) ذكر علماء التبت الذين استبعدوا اية امكانية لعودة المنطقة الى الحكم الدينى برئاسة الدالاى لاما ان نظاما اداريا حديثا يؤكد على الحكم الذاتى للمنطقة وخدمات عامة مناسبة ينتعش فى التبت .
صرح الاستاذ لاقبا بونتشوقس، المدير العام لمركز ابحاث علوم التبت الصينى، لوكالة انباء (شينخوا) اليوم (الجمعة) بان الحكومة الدينية فقدت فى التبت جذورها بعد ان تعلم الناس من دروس الماضى.
قال بونتشوقس ان "التبت خضعت للحكم الدينى والقنانة الاقطاعية لقرون حتى خمسينيات القرن الماضى " واضاف ان الحكم الدينى فى التبت لم يختلف عن النظام الذى ساد اوربا وتخلت عنه منذ عصر النهضة فى القرن الخامس عشر.
وقال ان النظام السياسى القديم سمم التبت وترك الآلاف فى فقر وعبودية واضاف ان " الدالاى لاما منذ الدالاى الخامس قد جلس على قمة هذا النظام الهرمى وظل رمزه حتى الآن".
وذكر بونتشوقس ان "الناس قد ينسون من هم الذين اتبعوا الدالاى لاما فى الفرار من التبت عام 1959 ولماذا رحلوا ؟ " .
توضح الوثائق التاريخية ان اغلبية اتباع الدالاى لاما فى عام 1959 كانوا من النبلاء والرهبان الذين تمتعوا بمزايا فى ظل الحكم الدينى والاقطاعى، وذكر الخبير انهم عارضوا الصين لانهم رفضوا اى اصلاحات وتغييرات بدأتها الحكومة المركزية فى النظام القديم.
قال تانغ جيا وى ان "الحكومة التبتية فى المنفى" التى اسسها الدالاى لاما واتباعه تبنت نظاما مماثلا للحكم الدينى، واستشهد عالم التبتيات الشهير الذى يقيم فى مقاطعة سيتشوان فى جنوب غرب الصين ب" دستورهم " الذى منح الدالاى لاما اعلى سلطة فى الشئون الدينية والسياسية.
وقال تانغ ان "جماعة الدالاى ليست ديمقراطية ولا خالية من الصراعات والعنف فى داخلها كما يدعى زعيمها".
ومن اكثر الوقائع شهرة هجوم الدالاى لاما على اصحاب عقيدة المعبود البوذى التبتى، دورجى شوقدين.
بدأ القمع الدينى من الدالاى لاما ورجاله لهذه الجماعة من اصحاب العقيدة فى تسعينيات القرن الماضى حيث امر الدالاى لاما بفرض حظر على عبادة هذا المعبود وتم تدمير عدد من تماثيله بينما تعرض اصحاب العقيدة للمضايقات والتهديد.
وادى هذا الى قيام ثلثمائة شخص بمظاهرة فى لندن عندما زار الدالاى لاما العاصمة البريطانية فى صيف عام 1996.
وخلال طقوس دينية اقيمت فى الهند فى يناير من عام 2007 أمر الدالاى من جديد الناس بعدم عبادة دورجى شوقدين وشجب اصحاب هذه العقيدة باعتبارهم جواسيس للحكومة الصينية وطلب من اتباعه اتخاذ قرار حاسم بالاختيار بينه وبين دورجى شوقدين.
تم أعقب هذا البيان تدمير تماثيل المعبود فى بعض المعابد فى التبت والمناطق التبتية الاخرى المأهولة.
وذكر المراقبون ان الدالاى لاما يستخدم الدين لقمع منافسيه السياسيين وتحقيق اهداف سياسية.
وفى الوقت الذى كان فيه اهل التبت يعملون بجد لتحسين موطنهم ، قام الدالاى لاما ومؤيدوه بإنتهاك الحدود الصينية بواسطة قوات اجنبية مناوئة للصين خلال ستينيات القرن الماضى واشعلوا حوادث عنف فى ثمانينات القرن الماضى، وادى العنف خلال الشهر الماضى الى مصرع 19 من الابرياء فى لاسا.
قال بى هوا، الخبير بمركز ابحاث علوم التبت الصينى ان "التبت ليست جنة، انها تواجه تحديات وصعوبات خلال تنميتها"، واضاف "لكن الناس تعلم من هو الذى يبدى احساسا حقيقيا بالمسئولية فى التبت".
واضاف تنتسين قانبا، وهو باحث كبير آخر فى مركز ابحاث علوم التبت الصينى واحد سكان لاسا وهو فى نحو الستين من عمره ان "التبت حققت تقدما كبيرا خلال العقود الماضية " .
وقال انه تم تقديم خدمات عامة افضل للناس فى مجالات التعليم والرعاية الصحية والمعاشات والاسكان فى الوقت الذى تمتعوا فيه بمستوى معيشة اعلى.
شبكة الصين / 12 ابريل 2008 /
|