وثائق تقدم صورة لماضٍ وحشي (صورة)
(يسار): عبيد ينقلون بضائع الى قصر بوتالا.
(يمين): راعٍ قدمه اليسري قُطعت بواسطة زعيم قبيلته "صورة أرشيفية".
توجد من بين الوثائق في محفوظات القصر الثقافي للقوميات في بكين بعض الوثائق التي تُلمِح الي أن مؤسسة عبودية اقطاعية كانت موجودة فى التبت قبل الاصلاح الديمقراطى فى عام 1959، وكانت أكثر وحشية من نظام القرون الوسطى في أوروبا.
ووفقاً للقوانين الثالث عشر والسادس عشر - المدونات القانونية التبتية الاقطاعية التي جُمعت في القرنين السابع عشر والثامن عشر وطُبقت حتى عام 1959- فإن التبتيين قسموا الى ثلاث طبقات اجتماعية داخل تسع درجات :
وفي الطبقة العليا، ينتمي الملك تسانغ وغيره من الحكام الى الدرجة العليا في هذه الطبقة، بينما القضاة، معلمو الأخلاق، رؤساء الأديرة، والمسؤولون الرفيعو المستوى، أو الوجهاء "الذين يملكون أكثر من 300 وصيف وخادم" في الدرجة المتوسطة منها، فيما تم انزال "العزاب المستقلون، والعاملون الذين يؤدون وظائف فردية في المكاتب الحكومية" تم انزالهم الى الدرجة الأعلى من الطبقة الدنيا "أما الحدادون، والجزارون والمتسولون الذين لديهم إقامة دائمة ويدفعون الضرائب "فارسلوا الي الدرجة المتوسطة من الطبقة الدنيا، و"المرأة، والمتسولون، والجزارون والحدادون" فارسلوا الي أدنى درجة من الطبقة الدنيا" وكان ثمن حياتهم حبل قش".
وأظهرت الوثائق التي احتفظ بها في أرشيف منطقة التبت الذاتية الحكم أن الأديرة، والمسؤولين الارستقراطيين امتلكوا وحكموا وورثوا جميع الأراضي الصالحة للزراعة والمراعي. وأُتبع نظام الطبقات الاجتماعية بدقة.
وتنص جملة واحدة في المادة الثالثة من القانون الثالث عشر، وقُيدت نسخة منه تحت الرقم MB101 في محفوظات القصر الثقافي للقوميات، تنص على ما يلي: "الأشخاص الذين ينتمون الي طبقة اجتماعية متدنية ويتشاجرون مع مَنْ ينتمون الي طبقة رفيعة سيعتقلون".
والمادة الثامنة عشرة من القوانين تقول: " قطرة من دماء الناس من الطبقة العليا تساوي واحد تشيان (0.16 وقية) من الفضة، في حين أن قطرة من دماء الناس من طبقة متدنية تساوي واحد لي ( عُشر تشيان) من الفضة.
وأظهرت الاحصائيات القديمة لحكومة التبت المحلية من يونيو 1959، التي احتفظ بها فى أرشيفات منطقة التبت الذاتية الحكم، أظهرت أن هناك 3.3 مليون "خال" (مقياس فى التبت يساوي حوالى 541200 فدان) من الأراضي المزروعة فى التبت القديمة، ويملك مسئولو الحكومات المحلية 1.2 مليون منها، أو حوالى 39% ويمتلك الارستقراطيون 790000، أو 24%، ويمتلك كبار رجال الدين 1.2 مليون منها، أو 37%. ويشكل هؤلاء "اللوردات الاقطاعيون" 5% فقط من السكان. .
والعبيد الفلاحون وعبيد المنازل الذين يمثلون 95% من السكان هم من ممتلكات مُلاك العبيد. وحتى ذريتهم أصبحت ملكاً لمُلاك العبيد من لحظة الميلاد.
ووفقاً للعديد من العقود الأصلية المحفوظة في أرشيف القصر الثقافي للقوميات ومحفوظات منطقة التبت الذاتية الحكم، فإن اللوردات الاقطاعيين كانوا يتمتعون بحرية تبادل العبيد أو تقديمهم لبعضهم البعض كهدايا.
وكان علي العبيد دفع فوائد باهظة على ديونهم بأداء أعمال سُخرة (عمل بدون أجر) أو عن طريق بيع أطفالهم.
وتنص شهادة كُتبت بالشكل القديم من اللغة التبتية الذي استخدم قبل 1959 وحفظت بملف بالرقم MC 1015 في محفوظات القصر الثقافي للقوميات، تنص على ما يلي: "لعدم تمكننا من تسديد الأموال والحبوب المَدِينين بها لنيدونغ ديخانغ، نحن تسوانغ رابتين، وزوجتي، عبيد عَزْبَة دوسونغ، يجب أن نتخلي عن ابنتنا قنسونغ تونتن والأبن الأصغر باداما تنزين الي ديخانغ لسداد الديون. وسيكون أخلاف ابنهم وبنتهم عبيداً لديخانغ".
وجزء من عقد آخر، يُحتفظ به أيضاً في أرشيف القصر الثقافي للقوميات بملف بالرقم MC 10144 وُقِع في عام 1947 بواسطة دارشي شودا لسداد دينه عن طريق تأجير أخته تسيرينغ لهامو للعمل مع لهارانغ بدون أجر لمدة 10 سنوات.
وينص العقد على ما يلي: "أنا دارشي شودا، انتمي الى دير ناري من عَزْبَة ناري. اقترضت 34 "خالاً" (حوالي 1047 رطل) و3 شينغ (0.085 بوشل) من الحبوب من مخزن قمح لهارانغ في سنة الخشب- القرد، وتبلغ فوائد الدين حوالي 6 "خالات" (184 رطلاً) و14.5 شينغ (0.41 بوشل). ويبلغ اجمالي أصل الدين والفوائد 40 "خالاً" (1,232 رطلاً) و19.3 شينغ (0.49 رطل) من الحبوب".
"نسبة لأنني غير قادر على تسديد المبلغ سنوياً، فاطلب من أختي الصغرى تسيرينغ لهامو، التي تشاركني السراء والضرّاء، سداد ديوني بالعمل 10 سنوات دون أجر لخدمة لهارانغ تبدأ في اليوم الأول من شهر 12 من سنة النار - الكلب".
واشترط العقد أيضاً: "فى حالة انتهاك العقد، فإن دراشي شودا يُعاقب طبقا للقانون المحلي."
ووفقاً لسجلات الإدارة التبتية القديمة لعام 1950، التي احتفظ بها في أرشيف منطقة التبت الذاتية الحكم فإن 90% من سكان التبت البالغ عددهم مليون شخص كانوا بلا مأوى. ومن سكان مدينة لاسا البالغ عددهم 20000 في ذلك الوقت، أكثر من 1000 أسرة كان أفرادها يعيشون كمتسولين.
وكان بعض مُلاك العبيد يعذبون عبيدهم ببتر أقدامهم وأيديهم، وقلع مقل أعينهم، وقطع ألسنتهم أو دفعهم من المنحدرات.
ويستطيعون فعل كل هذا من الناحية القانونية، لأنهم كانوا مَحمِين بواسطة القوانين الثالث عشر والسادس عشر.
واشترطت المادة الرابعة من القوانين الثالثة عشر: "أولئك الذين يسلبون، ويخطفون، ويسرقون ويقتلون، ويرتكبون عمليات السطو المسلح أو التمرد على السلطات يُعاقبون بدنياً عن طريق قلع أعينهم، قطع القدم، اللسان أو اليد، أو يتم دفعهم من منحدر، أو إغراقهم، أو إعدامهم. "
شبكة الصين / 11 ابريل 2008 /
|