مقالة خاصة: سيشل تنشد نموا مستداما فى السياحة
فيكتوريا 8 فبراير /شينخوا/ بدلا من تعزيز السياحة بصورة قوية للحصول على العملة الاجنبية التى تشتد الحاجة اليها تنشد دولة سيشل الجزرية الصغيرة الواقعة فى المحيط الهندى نموا بطيئا فقط لتلك الصناعة حماية لبيئتها من أجل نمو مستدام لاقتصادها.
تجذب سيشل المئات من الزوار كل يوم ، بشواطئها من الرمال البيضاء وسمائها الزرقاء ومشاهدها الاستوائية الجميلة ، لتأتى بعشرات الآلاف من العملات الصعبة للبلاد.
تظهر الارقام الرسمية الاخيرة أن سيشل، بمساحة ارض تبلغ 445 كيلومترا مربعا فقط مبعثرة على أكثر من 115 جزيرة ، استقبلت عددا قياسيا من السائحين يقدر بنحو 140627 سائحا، مما جلب 200 مليون دولار امريكى للبلاد فى 2006 على الرغم من تهديد وباء تشيكونجونيا (نوع من الحمى شبيه بحمى الدنج يتسبب فيه فيروس ينقله البعوض) واسعار الفنادق المرتفعة ووسائل الراحة والتسلية الاخرى.
يعكس ازدهار السياحة انفتاح السوق المحلية لشركات الطيران الاخرى مثل خطوط طيران الامارات وقطر فى 2005 ، والاستقرار النسبى لسعر الصرف بين اليورو والروبية السيشلية، وتشيد مؤسسات جديدة وفخمة، ساعدت سيشل للخلاص من سمعتها السابقة بأنها توفر خدمات من مستوى ثلاثة نجوم باسعار خمسة نجوم.
اعتادت الدولة الجزية على استقبال زوار أكثر من عدد سكانها البالغ 82 ألف نسمة، تختلط فيهم الدماء الفرنسية والافريقية والهندية.
يغطى أرخبيل سيشل امتدادا كبيرا فى غربى المحيط الهندى فى منطقة اقتصادية خاصة تمتد لأكثر من 1.3 كم.
وفى مقابلة خاصة مع وكالة أنباء /شينخوا/ صرح وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولى لسيشل باتريك بيلاى ان رقم عام 2006 يقترب من الذروة التى يمكن أن تقدمها الدولة الصغيرة للزوار الاجانب بسبب القلق بشأن التآكل البيئى.
وسيشل معروفة بسياساتها الجيدة فى الحماية البيئية وتبلغ اراضيها المحمية أكثر من 50 بالمئة من إجمالى مساحتها، وهى أعلى نسبة اراض محمية فى العالم.
السياح رفيعو المستوى
مع تقييد المزيد من تنمية السياحة ، تعمل سياسة الحكومة على جذب ما يسمى بالسياح رفيعى المستوى ، بمعنى السياح الاغنياء أو الزوار الأكثر ثراء من أنحاء العالم ، كما ذكر بيلاى.
قال رئيس سيشل جيمس ميشيل ذات مرة، مدافعا عن السياحة البيئية ، ان البيئة الطبيعية هى كالزبد والخبز للسيشلين وتأكل البيئة يعنى زوارا أقل وعملة صعبة أقل.
وعلى الرغم من ان سمك التونة قد حل محل السياحة كأكبر مصدر للعملة الاجنبية فى سيشل فى عام 2000 ، إلا أن التنمية فى قطاع السياحة لها مردود أكبر على الاقتصاد الأوسع بسبب روابطها المباشرة بسلسلة من انشطة الخدمات.
أرسى افتتاح المطار الدولى فى 1971 اساسا لتوسع مستقبلى فى صناعة السياحة ووصل عدد الزائرين الى 130865 فى عام 1996 ، مقارنة بنحو 771 فقط فى 1967.
تأمل الحكومة الان فى تعزيز استراتيجيتها القائمة على عدد قليل من السياح مع تحقيق عائد أعلى من خلال تشجيع الاستثمار الجديد فى قطاع المنشآت الفاخرة مع إدخال تغييرات معتدلة على الاطار المؤسسى للقطاع.
ومع السياحة والصناعات المتكاملة التى تشمل النقل، والخدمات والاتصالات التى تمثل حوالى 20 بالمائة من دخل الحكومة ، لا تدخر الحكومة جهدا لحماية البيئة على الرغم من نقص العملة الصعبة بسبب نقص الصناعات الاخرى خصوصا الزراعة والتصنيع.
صرحت مديرة مكتب الاحصاء الوطنى لورا اهتيم لوسائل الاعلام يوم امس الاربعاء ان سيشل تود ان تشهد المزيد من السياح ليشاهدوا جمالها ويستمتعوا بالطبيعة فى عام 2007 ولكن ليس أكثر من 200 ألف بسبب المخاوف البيئية.
حذر أيضا نائب الرئيس جوزيف بلمونت، الذى يشغل أيضا منصب وزير السياحة، من العدد الكبير للسياح على الجزر ، قائلا ان سيشل تخطط لجذب المزيد من السياح ولكن ليس على حساب استدامة هذه الصناعة.
شبكة الصين / 11 فبراير 2007 /
|