مقابلة: مسؤول رفيع المستوى من جنوب افريقيا: علاقات الصين مع افريقيا متكافئة ومتبادلة النفع
جوهانسبرج 5 فبراير /شينخوا/ اكد مسؤول رفيع المستوى من جنوب افريقيا ان مشاركة الصين المتزايدة في تنمية الدول الافريقية قد تؤثر على طبيعة العلاقات الدولية مع الدول الافريقية بطريقة متكافئة ومتبادلة النفع.
وقال نائب وزير الخارجية في جنوب افريقيا عزيز باهاد فى مقابلة اجرتها معه وكالة انباء الصين الجديدة /شينخوا/ مؤخرا, انه مع دخول الصين الى افريقيا," بدأنا العمل على افهام كل شخص مبادئ السيادة والمساواة وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الاخرى والمنفعة المتبادلة."
واضاف ان هذا " يمكنه حتى تغيير الطبيعة الكلية لكيفية تعامل الدول الاخرى مع افريقيا فيما يتعلق بعلاقاتنا" و" يمكننا ان نخلق بيئة التي من خلالها نستطيع التعامل مع الدول الاخرى على مزيد من اسس المساواة."
وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية عشية زيارة الرئيس الصينى هو جين تاو لجنوب افريقيا, التى وصفها بانها تأتى فى وقت هام جدا.
وقال باهاد ان زيارة الرئيس الصينى هو جين تاو هى "مؤشر متزايد انه نظرا لان الصين بازغة كقوة اقتصادية قوية فى العالم وكعضو دائم فى مجلس الامن الدولى, فإن عليها دروا رئيسيا لتلعبه."
واضاف ان الصين لا تؤثرعلى الوضع السياسى والاقتصادى للعالم فحسب, بل بصورة اكثر تحديدا على معالجة التحديات التى تواجهها الدول الاخرى, ولا سيما فى افريقيا.
وتعد جنوب افريقيا جزءا من جولة الرئيس هو فى ثمانى دول افريقية والتى بدأت يوم الثلاثاء الماضى, بعد ثلاثة اشهر من قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى ـ الافريقى, التى اقيمت فى نوفمبر الماضى, حيث تعهد فيها القادة من كل الصين واكثر من40 دولة افريقية بتعزيز التعاون بينهما بشأن التنمية الثنائية.
وخلال زيارة الرئيس هو جين تاو, قال باهاد ان الصين وافريقيا بحاجة الى بحث كيفية متابعة تنفيذ القرارت التى تم تبنيها فى قمة بكين, والتى تتضمن زيادة الصين لمساعداتها لافريقيا, وتدريب المهارات وتوسيع التجارة والاستثمارات الثنائية بصورة اكبر, مشيرا الى ان "هذه الزيارة هامة على الصعيد الاقتصادى".
واكد باهاد ان حكومة جنوب افريقيا لا تعتقد ان الصين تأتى الى افريقيا كقوة استعمارية جديدة, كما زعم بعض الاشخاص وبعض وسائل الاعلام مؤخرا .
وتابع "نرفض هذا القول", مضيفا ان الصين الغت معظم الديون عن افريقيا وابرمت شراكة مع الدول الافريقية لمساعدة التنمية في القارة, التي لا تزال تعد الافقر في العالم.
ومضى يقول" ان القيادة الصينية اوضحت بانها ترى العلاقات مع افريقيا كنفع متبادل, ونحن سعداء جدا بذلك".
وذكر باهاد ان القرار الصيني بتحديد صادراتها من المنتجات النسيجية الى جنوب افريقيا لمدة سنتين هو مثال جيد. يذكر ان اتحادات الصناعة والتجارة في جنوب افريقيا تتهم دائما المنتجات الصينية المنخفضة الاسعار باغراق السوق المحلية والتي على خلفيتها لم تتمكن من المنافسة من اجل البقاء.
واكد باهاد" اعتقد ان هذه اشارة سياسية جيدة بان الصين راغبة في الاستماع, حتى اذا لم يكن من الضروري انها متفقة, من اجل ان ترى اين يمكنها مساعدة الدول النامية".
وافاد انه يعتقد بان تصوير الصين في وسائل الاعلام الغربية وبعض وسائل الاعلام في افريقيا الجنوبية بانها" قوة استعمار جديدة لاستغلال افريقيا" هو انعكاس لرأى بعض القوى التي" تحاول اظهار صورة سلبية للصين بدلا من تصوير دخول الصين الى افريقيا على انه مفيد".
واضاف "بالطبع افريقيا لديها الموارد التى تحتاجها الصين. لكنه فى الوقت ذاته, دخول الصين الى افريقيا مفيد ايضا للقارة الافريقية" .
واوضح "من السهل جدا على هذه القارة ان يتعرض الناس لكثير من الدعايا السلبية التى بدأ يصدقها الناس او يميلوا الى تصديقها", مضيفا "لابد ان نناضل لمواجهة ذلك" .
وقال باهاد انه من المهم للغاية بالنسبة للصين وجنوب افريقيا, اقوى اقتصاد بالقارة وعضو مجلس الامن الدولى حاليا, الحفاظ على علاقات استراتيجية .
وتوقع الا تركز المحادثات بين الرئيس هو جين تاو ونظيره الجنوب افريقى ثابو مبيكى على التعاون الثنائى فحسب, وانما ايضا على القضايا الدولية الهامة, مثل اصلاح الامم المتحدة ومحادثات منظمة التجارة العالمية, "التى لا تمضى بأى اتجاه فى الوقت الحالى" والقضايا النووية على شبه الجزيرة الكورية وفى ايران .
وسيتم التوقيع على مجموعة من الاتفاقات المتعلقة بصادرات جنوب افريقيا من الفاكهة الى الصين وكذلك التعاون فى مجال المعادن والطاقة, خلال زيارة الرئيس هو جين تاو المرتقبة فى الفترة 6ـ8 فبراير .
كما تشمل جولة الرئيس هو جين تاو كلا من الكاميرون وليبيريا والسودان وزامبيا وناميبيا وموزمبيق وسيشيل .
شبكة الصين / 5 فبراير 2007 /
|