الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

شانغهاي


دفعت التجارة الخارجية المزدهرة نهوض شانغهاي، وجعلتها مدينة دولية معروفة في العالم. أقام تاجر بريطاني وكالة ييخه بشانغهاي سنة 1844، وتم تشغيل خط ملاحة بحرية بين شانغهاي وهونغ كونغ. وأنشأ مبشر بريطاني أول مطبعة وعيادة للطب الغربي في شانغهاي في نفس السنة. وأقام بنك أورينتال البريطاني مكتبا له في شانغهاي سنة 1848. وفي سنة 1850، فتحت أول حلبة وصدرت أول جريدة بلغة أجنبية في شانغهاي التي بدأ أسلوب الحياة الغربية يشيع فيها. في تلك السنوات، دخل الرأسمال الأجنبي إلى الصين للاستثمار في صنع السفن وحل شرانق الحرير، وافتتح معظم البنوك وشركات السفن الأجنبية مكاتب لها في شانغهاي.

في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، كانت شانغهاي مدينة دولية مزدهرة بها شبكة مواصلات ضخمة. كانت المدينة تتكون من أربع مناطق في ذلك الوقت، هي منطقة الإمتيازات البريطانية والأمريكية ومنطقة الإمتيازات الفرنسية ومنطقة نانشي ومنطقة تشابي. في يوليو سنة 1927، أعلنت حكومة نانجينغ (حكومة الكومينتانغ) خطة لإقامة مدينة خاصة في شانغهاي، حيث تم دمج المناطق الأربع، وبلغت شانغهاي ذروة ازدهارها، فأطلق عليها التجار الأوروبيون والأمريكيون "جنة المغامرين" في ثلاثينات القرن الماضي. كانت شانغهاي لا تقل في ازدهارها عن لندن ونيويورك وباريس. وفي تلك الفترة، فر كثير من اليهود من الاضطهاد النازي إلى شانغهاي.

بعد اندلاع حرب المحيط الهادي في نهاية سنة 1941، أدارت اليابان منطقة الإمتيازات البريطانية ومنطقة الإمتيازات الأمريكية، وحاولت القضاء على التأثير الأنجلو- أمريكي والفرنسية في شانغهاي. انتهى عصر الإمتيازات في شانغهاي، واستسلمت اليابان بدون شروط في أغسطس سنة 1944، فاستعادت حكومة نانجينغ سلطتها في شانغهاي.

تحررت شانغهاي سنة 1949، ورحلت عنها الوكالات الأجنبية. عادت شانغهاي إلى حضن الوطن، ولكنها ظلت مدينة مهمة، اقتصاديا وصناعيا وثقافيا، ونافذة للتجارة الخارجية. أعلنت الحكومة الصينية تنمية وانفتاح منطقة بودونغ سنة 1990، فصارت بودونغ مستقبل شانغهاي وأملها. أرادت الصين أن تجعل بودونغ منطقة حديثة جديدة ومركزا ماليا دوليا ومركز نقل دوليا. شيدت مجموعة جديدة من المباني في بودونغ في القرن الواحد والعشرين، منها برج لؤلؤة الشرقي التلفزيوني وعمارة جينماو ومركز بودونغ الدولي للمؤتمرات ومطار بودونغ الدولي ومنطقة لوجياتسوي للمال والتجارة، وكلها ترمز لمستقبل شانغهاي المشرق. توجد في شانغهاي أسواق للسندات المالية والنقود الأجنبية والتكنولوجيا، مما يجعل شانغهاي مركز توزيع الموارد في الصين، ويدفع نموها الاقتصادي ليواكب التنمية في العالم. عقدت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (ايبك) في شانغهاي سنة 2001، فتدعمت مكانة شانغهاي كمركز دولي للاقتصاد والمال والتجارة في القرن الجديد.

كانت منطقة كورنيش وايتان جزءا من ضفة نهر هوانغبو في الماضي، بعد أن استوطن مغتربون صينيون من بريطانيا فيها، صارت وايتان المنطقة الأكثر ازدهارا في المدينة. حاليا، تقع 52 بناية ذات طراز معماري أجنبي على الضفة الغربية لنهر هوانغبو، ولهذا تحمل منطقة كورنيش وايتان اسم "قاعة الاستقبال لشانغهاي". مقر جمرك شانغهاي ومناطق المال والتجارة والثقافة تقع في وايتان التي تحكي قصة ازدهار شانغهاي في الماضي.



     1   2   3   4    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :