الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
المفتش كرومبو آخر صيحة صينية في فانوس رمضان (صور)
الطفلة رزان تحمل الفانوس العربي المزود بتكنولوجيا صينية
وداعا أيها الملل
يذكر مصطفي عيسى، مدير الإعلام بشركة بدر الدين للبترول بالقاهرة، أن الفانوس الحديث أصاب الأطفال بالملل، مؤكدا أن انتشار ألعاب الكمبيوتر بين الأطفال جعلهم يبحثون عن جذورهم ويتجهون من جديد إلى الفانوس الذي يضاء بالشموع. ويؤكد أن الشباب بدأ العودة إلى زمن الأبيض والأسود والكلاسيكية، مبررا شراءه لفانوس مصنوع من الزجاج والخشب المعشق "الأركيد" لتعليقه على باب إدارته بشركة البترول. ويوضح أن التنافس بين الفانوس الصيني والعربي في مصلحة المستهلك، خاصة أن أسعار البيع متقاربة وبدأ المشترون يبحثون عن مميزات كل نوع للفوز بالأفضل منهما.
ستظل قصص فانوس رمضان حكايات وروايات، يرتبط تاريخها الطويل بفرحة الأطفال برمضان، وإن بدأ فاطمياً وانتهى صينياً. وستظل الفوانيس شاهدة على أن ظهورها كان البداية لخروج النساء ليلا على ضوئها مع الأطفال حتى وقت متأخر من الليل، حيث يتجمعن حول إحدى النساء المسنات يستمعن إلى القصص والحكايات الطريفة، وفي طريق عودتهن إلى بيوتهن كان التابع يتقدمهن بحمل فانوس كبير من النحاس، يضيء الطريق، ولم تكن الشموع قد استخدمت بعد، فقد كان الزيت هو الوقود المستخدم في إضاءة الفانوس.
وتعد الفوانيس من أشهر مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم في مصر، حيث نراها في أيدي الأطفال في أمسيات رمضان، وهم يجوبون الشوارع، وينشدون الأناشيد الرمضانية المميزة، أو نرى الأحجام الكبيرة منها معلقة على واجهات المحلات التجارية والمنازل والفنادق.
ورغم أن الفانوس لا يظهر إلا في شهر رمضان، إلا أن صناعة الفوانيس مستمرة طوال العام، حيث يتفنن صنَّاعها في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة وتخزينها ليتم عرضها للبيع في رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة.
وقد شهدت صناعة الفانوس رواجا كبيرا في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، الذي أمر بأن لا تخرج النساء من بيوتهن ليلا إلا إذا تقدمهن صبي يحمل فانوسا، كما أمر بتعليق الفوانيس على مداخل الحارات، وأبواب المنازل، وفرض غرامات على من يخالف ذلك، وهو ما أدى إلى تطور أشكال الفوانيس واختلاف أحجامها طبقا لاستخداماتها المختلفة.
كما بدأ ظهور الفوانيس في أيدي رجال الشرطة في جولاتهم الليلية لتأمين الشوارع. وارتبط الفانوس كذلك بالمسحراتي الذي يجوب الشوارع لإيقاظ الناس في ليالي رمضان للسحور. وتعد القاهرة من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها هذه الصناعة، وهناك مناطق معينة مثل منطقة "تحت الربع" القريبة من حي الأزهر والغورية، ومنطقة "بركة الفيل" بالسيدة زينب التي تخصصت في تصنيع فوانيس رمضان وبيعها بالجملة.
(العدد 9 عام 2009، مجلة الصين اليوم)
شبكة الصين / 16 سبتمبر 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |