إن صناعة الطاقة الكهربائية أسرع قطاع تطورا بين جميع قطاعات الصناعة الصينية. وفي نهاية عام 2005، وصلت سعة المولدات المركبة في البلاد كلها إلى 510 ملايين كيلوواط، وبلغت الطاقة الكهربائية المولدة 2475 مليار كيلوواط / ساعة، محتلة المركز الثانى في العالم. إن قوام صناعة الطاقة الكهربائية الصينية هو قطاع الطاقة الكهرحرارية؛ وفاقت سعة المولدات المركبة بمحطات الطاقة الكهرمائية 100 مليون كيلوواط، محتلة المركز الأول في العالم؛ وإلى جانب محطات الطاقة الكهرنووية القائمة أو الجارى بناؤها حاليا والتي قدرتها الإجمالية 7ر8 مليون كيلوواط، سيتم إنشاء محطات كهرنووية أخرى قدرتها 36 مليون كيلوواط قبل عام 2020.
كما دخل بناء الشبكات الكهربائية إلى مرحلة أسرع تطورا في تاريخ الصين. فغطت مختلف الشبكات الكهربائية الكبيرة جميع المدن ومعظم الأرياف في البلاد. وبدأ هيكل الشبكة الكهربائية الرئيسية بجهد 500 كيلوفلط يحل محل الشبكة الكهربائية بجهد 220 كيلوفلط تدريجيا، لتتحمل مهمة نقل وتحويل الطاقة الكهربائية العابرة للمقاطعات والمناطق؛ وقد استخدم نظام التحكم الآلي المتقدم الدولى باتخاذ الكمبيوتر قواما على العموم ووصل إلى مدى التطبيق الفعلى. وحتى الآن دخلت صناعة الطاقة الكهربائية الصينية إلى مرحلة جديدة تتسم رئيسيا بمجموعات المولدات الضخمة ومحطات الكهرباء الكبيرة والشبكات الكهربائية الكبيرة والضغط فوق العالى والأتمتة.
إبتداء من ثمانينات القرن العشرين، استثمرت الصين أموالا ضخمة لإنشاء مجموعة من مناجم الفحم الحديثة والكبيرة الحجم، الأمر الذي جعل إنتاج الفحم الحجرى يزداد تدريجيا. فظل إنتاجه يحافظ على أكثر من مليار طن سنويا بعد عام 1989. وبالنسبة إلى المستوى الفني أصبحت صناعة الفحم الصينية الآن قادرة على تصميم وبناء وتجهيز وإدارة مناجم فحم مكشوفة من درجة 10 ملايين طن ومناطق منجمية كبيرة ومتوسطة الحجم. كما ارتفعت التقنيات والقدرة على غسل وفرز الفحم الحجرى ارتفاعا مستمرا. وتجرى حاليا أعمال تسييل الفحم وتغويزه تحت الأرض.
النفط والغاز الطبيعى مصدر هام للطاقة في الصين. وتجاوز حجم إنتاج النفط الخام الصيني 160 مليون طن سنويا لمدة تسع سنوات من 1997 — 2005، محتلا المركز الخامس في العالم. وأدى تطور صناعة النفط إلى حفز تنمية الاقتصاد المحلي والصناعات المعنية مثل صناعة الماكينات والحديد والصلب والنقل والمواصلات. وتجاوز حجم إنتاج الغاز الطبيعي الصيني حاجز الـ30 مليار متر مكعب عام 2001، وبلغ 50 مليار متر مكعب عام 2005.
من أجل تخليص التنمية الاقتصادية من قيود الطاقة غير الكافية، تسرع الصين حاليا في تطوير مصادر طاقة جديدة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والحرارة الجوفية وطاقة المد والجزر حسب الخصائص الإقليمية المختلفة. إن الصين غنية بموارد طاقة الرياح، وتتحلى بإمكانية تنميتها على نطاق واسع. واستثمرت حكومة الصين 5ر1 مليار يوان في صناعة توليد الكهرباء بطاقة الرياح في فترة 2001 ـ 2005. لقد تم تركيب أكثر من 200 ألف طاحونة هوائية صغيرة الحجم لتوليد الكهرباء في الصين، حيث لعب ذلك دورا هاما في حل مشكلة نقص الكهرباء في المناطق الزراعية والرعوية. وعلى ضوء هدف تنمية صناعة توليد الكهرباء بطاقة الرياح الذي طرحته الحكومة، ستزداد سعة المولدات العاملة بالطواحين الهوائية في عموم الصين أكثر من مليون كيلوواط سنويا، حتى تصل إلى 20 مليون كيلوواط بحلول عام 2020. لقد صارت صناعة توليد الكهرباء بطاقة الرياح في المناطق الشمالية الغنية بهذه الطاقة نقطة ساخنة تركض وراءها الرساميل المحلية والأجنبية؛ وقبل عام 2008، سيتم تشييد أكبر محطة لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح في آسيا بمنطقة منغوليا الداخلية باستثمار 2ر1 مليار دولار أمريكي، وسعة مولداتها المركبة الإجمالية مليون كيلوواط. وفي نفس الوقت، فإن المناطق الغربية التي يتجاوز معدل طاقة الإشعاع اليومى فيها 3 كيلوواط / ساعة تستخدم الطاقة الشمسية على نطاق واسع. ففي محافظة يويتشونغ بمقاطعة قانسو أكبر قاعدة نموذجية لتكنولوجيا التدفئة وخفض الحرارة بالطاقة الشمسية في آسيا، صارت مركزا للتدريب الفني على استخدام الطاقة الشمسية للدول النامية.
في فبراير 2005، نظرت وأجازت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ((قانون الطاقة المتجددة)) الذي ينص على مسؤوليات وإلتزامات الحكومة والمؤسسة والمستهلك في تنمية واستخدام الطاقة المتجددة، وعلى سلسلة من السياسات والإجراءات المتعلقة بنظام أهداف الحجم الإجمالي، ونظام المخصصات المالية، ونظام المعاملة الضريبية التفضيلية في هذا الصدد. وستعمل الحكومة الصينية على رفع نسبة الطاقة المتجددة الممتازة الجودة والنظيفة في إستهلاك الطاقة الأولية تدريجيا، لتصل هذه النسبة من 7٪ عام 2005 إلى 13٪ عام 2020.