تقرير: تحديد مسؤولية انهيار المدارس الصينية يتركز على المسئولين
تشنغدو 29 مايو (شينخوا) تعهد المسئولون الذين يعتقد أنهم يتحملون بعض المسئولية فيما يتعلق بانهيارات المدارس التي قتلت آلاف الطلبة في زلزال 12 مايو ببذل جهود أكبر في التحقيق في سبب انهيار العديد من المدارس بينما ظلت المباني المجاورة لها قائمة.
وذكر لين تشيانغ نائب مفتش الإدارة التعليمية بمقاطعة سيتشوان "ان البحث عن الحقيقة أهم بكثير من محاولة انقاذ ماء الوجه ". وطالب اللجنة المنظمة لتتابع الشعلة الأولمبية بالمقاطعة باستبعاده من حملة الشعلة ".
وقال " اننى كمدير تعليمي أتحمل مسئولية خاصة رغم انها ليست مباشرة تجاه هؤلاء الاطفال الابرياء وابائهم واقاربهم. وادين لهم باعتذار عميق . ومن ثم يجب أن أتخلى عن شرف حمل الشعلة الأولمبية للتكفير عن ذنبي".
كان لين من أول المسئولين التعليمين الذين وصلوا إلى الموقع بعد حدوث الزلزال بقوة 8 درجات بمقياس ريختر فى محافظة ونتشوان.
وأمام أنقاض مدرسة بيتشوان الثانوية رأى الأهالي وهي تبكي وتحفر بأيديها لاخراج أطفالهم المدفونين مما هز ضميره.
وقد دمر المبنى المكون من 5 طوابق فى الحال تقريبا، ويعتقد ان حوالي 1300 طالب ومدرس لقوا مصرعهم داخل فصولهم.
وذكر لين في الصحف المحلية "لابد أن يتحمل المجتمع المسئولية عن انهيارات المدارس، وتأتي القطاعات التعليمية في المقدمة".
لماذا بقيت بعض المدارس؟
رأى لين أيضا مدرسة ابتدائية تابعة لمشروع الأمل على بعد 700 متر من مدرسة بيتشوان الثانوية باقية بعد الكارثة. كان هناك 3 اصابات ولكن لم تكن هناك حالات وفاة في المدرسة الثانية التي تبرعت بها الاكاديمية الصينية للعلوم.
وقال " ان الجهات المانحة اشرفت على جودة انشاء هذه المدارس. ولكن أغلب المدارس التي انهارت لم يكن لديها مثل هذه الآلية للاشراف".
وقال لين "إذا لم نترك نحن مسئولو التعليم ثغرات للفساد لبقيت المباني المنهارة بصلابة المدرسة الابتدائية".
ذهبت في عشر ثوان
عندما حدث الزلزال انهارت مدرسة فوشين الابتدائية رقم 2 في مدينة ميانتشو خلال 10 ثوان مما أدى إلى مقتل 127 طالبا، بينما بقيت معظم المساكن المحيطة بها، حتى التي شيدت في الستينيات.
وفي يوم الأحد سار في وسط المدينة أكثر من 100 شخص من الأهالي الذين قتل أطفالهم في انهيار المدرسة رافعين لافتات كتب عليها شعارات وصور لأطفالهم وطالبوا السلطات بالتحقيق في جودة الانشاءات.
وذكر جيانغ قوه هوا سكرتير لجنة الحزب فى مدينة ميانتشو "إنهم منكسرو القلب ويطلبون تفسيرا لما حدث. وأنا أفهم ذلك تماما. لذلك لم أتجنبهم وذهبت إليهم بنفسي".
وركع جيانغ أمام الأهالي الثكالى محاولا اقناعهم بعدم الذهاب الى أبعد من ذلك.
وقال " اننى أعدكم بايجاد حل خلال شهر. وإذا كان الانهيار حدث نتيجة مشكلات انشائية فسنتصرف معه بصرامة وفقا للقانون. وسنعاقب المسئولين عن ذلك العقاب المستحق، كما نعوض عائلات الضحايا".
وأضاف جيانغ أن الخبراء فحصوا 8 مدارس في مدينة ميانتشو " وقد دعت المقاطعة كل الخبراء من المدن الأخرى للحفاظ على العدالة".
ومن جهة أخرى، ذكر مسئول حكومي بمدينة دوجيانغيان لوكالة (شينخوا) أن الحكومة ستعاقب بشدة المسئولين عن هذه الانهيارات إذا وجدت مشكلات تتعلق بالجودة في مدرسة جويوان الاعدادية ، حيث دفن 900 طالب ومدرس تقريبا عندما انهارت فصولهم، وتأكد مقتل حوالى 240 منهم.
وشكلت حكومة المدينة فريق تحقيق، وقابلت أهالي الطلبة المتوفين.
وذكر هو شيونغ فيى المتحدث باسم حكومة سيتشوان أنه حتى 14 مايو تسبب الزلزال في انهيار 6898 مدرسة غير مدارس محافظتي ونتشوان وبيتشوان. ولم تتوفر على الفور المزيد من المعلومات عن الضحايا من الطلبة أو المدارس المدمرة.
المباني القديمة، وقلة الوقت.
بدأت مقاطعة سيتشوان يوم الأحد التحقيق في انهيارات مبانى المدارس. وأرجعت الإدارة التعليمية لمقاطعة سيتشوان سبب العديد من الانهيارات إلى عيوب التصميمات وقدم المباني. ومن الأسباب الأخرى هو أن الزلزال فاق قدرة التحمل المصممة للمباني. بالإضافة إلى أن الزلزال حدث أثناء فترة الدراسة حيث كانت المباني مكتظة مما صعب من عملية إجلاء الطلبة في الثواني القليلة التي انهارت فيها العديد من المباني.
وزار يين تشي، نائب عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة تسينغهوا في بكين، المدارس المنهارة عدة مرات وقال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من التحليلات لتحديد سبب انهيار هذه المباني، وانه "يمكن أخذ عينة من الأنقاض طالما بقيت، والحكم على جودة المبنى".
وأمرت وزارة الاسكان والتنمية الحضرية-الريفية السلطات المحلية بالتحقيق في سبب انهيار المدارس في الزلزال.
وقال يانغ رونغ مدير إدارة المقاييس والمعايير بالوزارة "لابد أن تستخدم المدارس الهياكل التي تتفق مع المعايير الهندسية والانشائية، وكذا المتطلبات المحلية لمقاومة الزلازل".
وذكر المتحدث باسم الوزارة وانغ تشومينغ في مؤتمر صحفي يوم الاثنين أن وزارة التعليم أمرت أيضا بالفحص الدقيق لمنشآت المدارس وخاصة في مناطق الكارثة والمعرضة للزلزال. وقال "سنتعاون في التحقيق مع السلطات الأخرى. وإذا أظهرت التحقيقات أن رداءة العمل كانت وراء انهيار أى مدرسة، فسوف يتم معاقبة المتهمين بشدة".
التخطيط لمعايير جديدة
كما أكد وانغ على أن الإدارات ذات الصلة تاخذ بالفعل في اعتبارها وضع معايير أشد صرامة لمقاومة مباني المدارس للزلازل. وقال انه "من القواعد الأساسية أن تتمتع المدارس بمعايير لمقاومة الزلزال أعلى من المبانى العادية".
ووفقا للمكتب الإعلامي لمجلس الدولة بلغت حصيلة وفيات زلزال 12 مايو 68516 شخصا حتى الساعة 12 ظهر اليوم. واصيب 365399 ، وفقد 19350 آخرون.
شبكة الصين /30 مايو 2008/
|