مقالة خاصة: قادة جدد يديرون دفة الصين arabic.china.org.cn / 22:44:44 2012-11-15
بكين 15 نوفمبر 2012 (شينخوا) اعتلى جيل جديد من كبار الزعماء الصينيين، المنصة اليوم (الخميس) في احد اهم انتقالات السلطة في العالم، ليتولوا إدارة دفة الحزب الحاكم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة من حيث عدد السكان. وقد أدى شي جين بينغ اليمين أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ليقود اللجنة الدائمة للمكتب السياسي التى تضم 7 أعضاء . والاعضاء الستة الآخرون من كبار القادة فى هيئة القيادة المركزية للحزب هم لي كه تشيانغ وتشانغ ده جيانغ ويو تشنغ شنغ وليو يون شان ووانغ تشى شان وتشانغ قاو لي. وقد تم انتخابهم في الجلسة الكاملة الاولى للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني بعد انعقاد المؤتمر الوطني ال18 للحزب. ويمثل انتخابهم انتقالا سلسا للقيادة العليا بعد المؤتمر الوطني ال16 للحزب في 2002. ويشير الانتقال السلس الى ان الحزب يمضي بثبات نحو قاعدة راسخة تتعلق بتسليم السلطة، ستكون حاسمة بالنسبة لمواصلة الاستقرار والتنمية في البلاد، حسبما يرى المراقبون. وقال شيه تشون تاو الاستاذ بمدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى "ان القادة الجدد ليسوا متصلبين أو محافظين. وسيضمن انتخابهم استمرار الصين في الاصلاحات والمضى على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، التي شهدوها وشاركوا فيها واستفادوا من الاصلاح والانفتاح". ظهر القادة لاول مرة بعد انتخابهم في قاعة الشعب الكبرى على مرأى من مئات الصحفيين من كل انحاء العالم. وقال شي انهم سيأخذون "عصا التتابع التي نقلها الينا التاريخ "وسيبذلون جهودا مستمرة لتحقيق تجديد الأمة الصينية". وأضاف شي "سنحشد وسنقود كل الحزب والمواطنين للقيام بجهود مستمرة لتحرير عقولنا وتنفيذ الاصلاح والانفتاح". واشار الى ان الحزب يواجه تحديات خطيرة وان هناك العديد من المشكلات الملحة داخل الحزب، مستشهدا بالفساد والانفصال عن المواطنين والبيروقراطية. ووسط الشكوك الاقتصادية العالمية والشكاوي المحلية من الفجوة بين الثروات والفساد والمشكلات البيئية مع تصاعد دعوات لتعميق الاصلاح، يقول محللون ان الصين ستواجه المزيد من التحديات في السنوات المقبلة. من الشعب شهد الاعضاء السبعة فى اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وتحملوا التقلبات والمصاعب خلال العقود الستة الماضية، ومنها الثورة الثقافية (1976-1966). وقد ولد شي ولي في الخمسينيات من القرن الماضي، بينما ولد الأعضاء الخمسة الاخرون بين وسط وأواخر الاربعينيات. وقد كدح شي ولي وتشانغ ده جيانغ في الكومونات والقرى خلال الثورة الثقافية، حين أرسل ملايين من خريجي المدارس الثانوية الى المناطق الريفية لتلقي "التعليم مجددا" من الفلاحين وللمساعدة في التنمية الريفية. واثناء اعادة تعليمهم، حصل شي ولي على القابهما الرسمية الاولى. وبعملهما كسكرتيرين لفرع الحزب كل في فرقة الانتاج التابعة له، حصلا على الفرصة لتعلم الادارة على مستوى القاعدة. وعمل يو كعامل فني في مصنع للاسلكي في مدينة تشانغجياكوه في مقاطعة خبي بشمال الصين لعدة سنوات، بينما عمل ليو معلما قبل ان يصبح مراسلا لوكالة انباء (شينخوا). وكان تشانغ قاو لى عاملا على رافعة وعامل تحميل في شركة نفط في مقاطعة قوانغدونغ في جنوب الصين بعد تخرجه من الجامعة. ويقول محللون، ان تلك الخبرات اعطتهم رؤية ثاقبة لوضع الصين وساعدتهم في فهم مشاكل وتوقعات المواطنين. وقال شى في السابق انه تلقى كما كبيرا من التوجيه من مجموعتين من الناس هما :الجيل القديم من الثوريين والقرويين في شنشي، منزل عائلته الذي تلقى فيه سبع سنوات من "اعادة التعليم". الخبرة في شؤون الحكم كما يرى الاستاذ شيه، فإن الجيل الجديد من الزعماء اظهر "القدرة على السيطرة على المواقف الشاملة ومواجهة الطوارئ المعقدة"، و "هم مستعدون جيدا للتحديات وجاهزون لاغتنام الفرص". ولدى كل منهم خبرة واسعة في شؤون الحكم والترقى في سلم الكادر الحزبي تدريجيا. وخلال عمله الذي استمر 40 عاما، ترك شي اثرا في كلا من المناطق الريفية والداخلية المتخلفة نسبيا، مثل كومونة في مقاطعة شنشي ومحافظة تشنغدينغ في مقاطعة خبي، بالاضافة لمقاطعتى فوجيان وتشجيانغ الساحليتين الاكثر ازدهارا وشانغهاي المحور المالي والاقتصادي للبلاد. ولدى معظم القادة الجدد خبرة في ادارة المناطق الحدودية من اجل الاصلاح، بينما يعرف الاخرون الوضع في المناطقة الوسطى والغربية المتخلفة . ويقول محللون ان التشكيل الجديد سيساعد القيادة الجماعية على دراسة الامور من منظور كلي اثناء اتخاذ القرارات. وبالاضافة لذلك، ونتيجة لسنوات طويلة من الخبرة كحكام محليين، فقد تعلموا أسلوب العمل الواقعي. ان شعار شي هو "قم بالامر الآن"، وينبه دائما المسؤولين إلى أداء الخدمات وهم يضعون في اذهانهم ان مناصبهم الرسمية في ايدي المواطنين، وليس فى قبضتهم ". |