تعليق: الدور المشترك والمصالح المشتركة للصين والولايات المتحدة لم تتغير arabic.china.org.cn / 20:15:26 2012-11-13
بكين، 13 نوفمبر 2012 (شينخوا) لا شك ان الصين الآن محط أنظار العالم. وتمر البلاد الآن بفترة انتقالية للقيادة تأتي بعد أسبوع واحد فقط من إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ولا شك أن الأحداث السياسية بين أكبر اقتصادين اثنين في العالم ستكون لها تأثير عالمي، حيث تقوم الصين والولايات المتحدة بدور مشترك في المحافظة على السلام والازدهار الاقليمي والعالمي. كما أن لدى الطرفين مصالح مشتركة فى تحقيق النمو في الوقت الذي يساعدان فيه على اعادة توازن الاقتصاد العالمي في مواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية. وسينتخب المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني المنعقد حاليا جيلا جديدا من القادة ولد معظمهم وتربى بعد تأسيس الصين الجديدة في 1949. وفي ثمانية أعوام، من المتوقع أن يقودوا الصين لتحقيق هدف "بناء مجتمع مزدهر بشكل معتدل في كافة المجالات"، والمحافظة على النمو الاقتصادي المستقر والمستدام، وتقليل فجوة الدخل وتحسين المستويات المعيشية. وبحلول عام 2020، ستضاعف الصين انتاجها المحلي الاجمالي لعام 2010 وسترفع نصيب الفرد من الدخل للمواطنين في الحضر والريف على حد سواء. وفى الوقت نفسه ، عقدت الصين العزم على المضي قدما في نموها، والاخذ في عين الاعتبار استهلاك الطاقة والموارد، ومكافحة التغير المناخي، وتقليل الضغوط على البيئة وزيادة الانتاجية والكفاءة. وستساعد الصين، من خلال نجاحها اعادة هيكلة اقتصادها والاعتماد بشكل اكبر على الاستهلاك المحلي والتقدم التكنولوجي لتحقيق نمو اقوى، في اعادة توازن الاقتصاد العالمي. وستساعد تنميتها كذلك في تقليل تأثير تباطؤ الاقتصاد العالمي. وسيغلق نموها الاقتصادي المستدام الفجوة مع الولايات المتحدة، التي تكافح ضغوط الركود الاقتصادي المحلي والضغوط المتنامية كذلك على سوق العمل. فهل ستثير نهضة الصين المزيد من المشاعر المعادية لها في اكبر اقتصاد في العالم وتؤثر على العلاقات الثنائية؟ إن من الواضح أن العلاقات بين الصين والولايات هي اكثر العلاقات اهمية في العالم ولها تأثير بعيد المدى على النظام الدولي. وتعتقد الصين أن اعادة انتخاب اوباما ستضمن استمرار السياسة الامريكية نفسها تجاه الصين، وستتيح فرصة لتحسين العلاقات الثنائية بعد أربع سنوات من التعاون المتزايد والتبادلات والخلافات. وتصب المحافظة على التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات الصينية- الامريكية في مصلحة الشعبين الاساسية وتفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في اسيا-الباسفيك، وفي العالم اجمع، بحسب ما قال الزعيم الصيني هو جين تاو فى تهنئته لأوباما بإعادة انتخابه فى الأسبوع الماضي. وأعرب هو عن استعداد بلاده للعمل مع الولايات المتحدة ومواصلة دفع العلاقات الثنائية لتحقيق منافع أكبر للشعبين الصيني والامريكي، فضلا عن الشعوب فى أنحاء العالم. ويراقب العالم إدارة أوباما ليرى ما اذا كانت في فترتها الثانية ستتبع نهجا اكثر توازنا أم اكثر تصادمية تجاه العلاقة مع الصين، وهو ما وصفه مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون شرق آسيا والباسفيك كورت كامبل بأنه أكثر "الأمور أهمية" في العقد المقبل. وفي ظل العولمة اليوم، وفي الوقت الذي يعتمد فيه اكبر اقتصادين في العالم على بعضهما البعض بشكل كبير، بما يرسى قاعدة قوية للعلاقات الصينية-الامريكية. وعلى الرغم من النزاعات والخلافات التجارية بشأن اسعار صرف العملات، وانتهاكات حقوق الملكية الفكرية وغيرها من القضايا، فقد قرر الجانبان ايجاد حلول عبر التشاور من اجل مصالحهما المشتركة. ويمكن أن يساعد التعاون بين البلدين، المجتمع الدولي كذلك على المحافظة على النظام العالمي ومواجهة التحديات المشتركة مثل الارهاب، والتغير المناخي، والاضطرابات الاقتصادية وغيرها من القضايا. وقال السفير الامريكي لدى الصين جاري لوك "العالم يتطلع إلى القيادة الصينية والامريكية. فمنذ خمسين عاما من الان نريد ان تسطر كتب التاريخ انجازاتنا العظيمة معا وليس ما فشلنا في القيام به". ولايزال السلام والتنمية هما شعار هذا العصر. وقد تواجه الشكوك البلدين، إلا أن علاقاتهما ستظل دون تغيير. وكذلك الأمر بالنسبة للدور والمصالح المشتركة لكل منهما. |