تعليق: فك شفرة المنطق السياسي الصيني arabic.china.org.cn / 18:41:50 2012-11-11
بكين 11 نوفمبر 2012 (شينخوا) بطبيعة الحال أثارت الفجوة الزمنية الضيقة بين إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية وانعقاد المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني الذي سينتخب القيادة الجديدة اهتماما عالميا. وقارن المحترفون والهواة في مجال البحث السياسي النظم الانتخابية والسياسية بين البلدين. وابدت وكالات الأنباء والجماهير اهتماما كبيرا أيضا. وكأكبر اقتصادين في العالم بأنظمة سياسية مختلفة تماما، أو كأكبر دولة متقدمة وأكبر دولة نامية، يجب أن يكون لديهما شيء خاص. ومن ناحية أخرى، فإنه من الصعب منطقيا تفسير النمو الاقتصادي السريع في الصين على مدى العقود الثلاثة الماضية والارتفاع الملحوظ في مستوى معيشة الناس والتغيرات التاريخية الأخرى من البلاد. و"المعجزة الصينية" ليست مجرد نتيجة للإصلاح والانفتاح في الاقتصاد لكنها أيضا نتيجة للتقدم في إصلاح البنية السياسية وتحسين الديمقراطية والنظام القانوني. ومن وجهة نظر الشعب الصيني لا يجب أن تنسخ الصين أنماط التنمية في البلدان الأجنبية، وهناك أكثر من نمط لانتهاج السياسات الديمقراطية. يجب على كل بلد اختيار النظام الاجتماعي ومسار السياسات الديمقراطية وفقا لظروفها الخاصة. هناك دروس للصين. نسخ عدد قليل من البلدان النظم السياسية الغربية، وانتقل البعض إلى أبعد من الولايات المتحدة إلى تطبيق الانتخابات العامة لكنها سرعان ما سقطت ضحية المواجهة العرقية والاضطرابات الاجتماعية والركود الاقتصادي. وكثيرا ما أدت النسخ المقلدة إلى نتائج غير متوقعة أوحتى عكسية. خلال استكشاف نظام الديمقراطية الشعبية، اعتمد الحزب الشيوعي الصيني طريقة "الديمقراطية الانتخابية بالإضافة إلى الديمقراطية الاستشارية." والديمقراطية الاستشارية هي بالضبط الجزء المفقود في الديمقراطية الغربية. وبإعتراف الجميع لا يزال النظام السياسي الديمقراطي يتطور ويحتاج إلى المزيد من التحسين. والقيادة العليا للحزب الشيوعي الصيني صريحة في هذا الصدد، تماما مثلما يقول تقرير مؤتمر الحزب: "علينا الا نحيد عن التقدم على هذا الطريق لضمان أن الديمقراطية الاشتراكية في الصين لديها حيوية أكبر من أي وقت مضى." والظاهرة المثيرة لإعجاب المراقبين للسياسة الصينية هي أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني تضع دائما تلبية المصالح المباشرة للسواد الأعظم من الناس كأولوية وتلتزم دائما بدفع إصلاح البنية السياسية. وفي الانتخابات على مستوى مندوبي الحزب ونواب المجالس الشعبية، يمارس الانتخاب المباشر على مستويات أعلى من ذي قبل. وأصبحت الانتخابات المتعددة أكثر قدرة على المنافسة مع هامش اكبر للاقصاء. ويقدم المؤتمر الثامن عشر الحالي للحزب الشيوعي الصيني مناخا ديمقراطيا نال تأييد الناس في الصين وبقية العالم. وبالنسبة للمجتمع الدولي فإن البناء السياسي في الصين وإنجازاتها في الاصلاح تكتسب المزيد والمزيد من الاعتراف. ونالت كفاءة النظام الصيني التي ظهرت في التعامل مع الأزمة المالية العالمية الثناء. وفي الوقت نفسه، كشف ما يسمى بالنموذج السياسي الغربي عن عيوب داخلية. ودفع أداءه في ظل الأزمة المالية العالمية الناس إلى إعادة تقييم النظام. لا يوجد نموذج مثالي للنظام السياسي يمكن تطبيقه في جميع أنحاء العالم. وعلى كل دولة استكشاف طريق التنمية السياسية المناسبة لخصائصها وكذلك منطقها السياسي الخاص. وفي التقرير إلى المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، قال الرئيس الصيني هو جين تاو إن الحزب الشيوعي الصيني ينبغي عليه الاستفادة من الإنجازات السياسية للمجتمعات الأخرى ولكن "نحن لن ننسخ النظام السياسي الغربي." هذا يظهر أن الحزب الشيوعي الصيني سيتبع مسار الاشتراكية لتحقيق التقدم السياسي بخصائص صينية. يتبع مثل هذا الطريق للتنمية السياسية التقاليد الصينية التاريخية والثقافية ويناسب ظروفها الوطنية الخاصة. من ناحية أخرى، فإنه آخذ في التحسن مع مرور الوقت، وسيكون شاملا دائما. وهذا هو المنطق السياسي الصيني. |