تقرير اللجنة المركزية الخامسة عشرة للحزب الشيوعى الصينى


فيما يلى النص الكامل للتقرير بعنوان " بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وخلق وضع جديد للقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية " والذى قدمه جيانغ تسه مين الى المؤتمر الوطنى 16 للحزب الشيوعى الصينى نيابة عن اللجنة المركزية الخامسة عشرة للحزب يوم 8 نوفمبر 2002: أيها الرفاق:

أقدم الآن نيابة عن اللجنة المركزية الخامسة عشرة للحزب الشيوعي الصيني تقريرا إلى المؤتمر.

المؤتمر الوطني السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني هو أول مؤتمر يعقده حزبنا في القرن الجديد, كما هو مؤتمر بالغ الأهمية, يعقده حزبنا في ظل الوضع الجديد الذي بدأ حزبنا على ضوئه تنفيذ الخطوة الثالثة للتخطيطات الاستراتيجية الرامية لبناء التحديث الاشتراكي.

موضوع هذا المؤتمر: الرفع العالى للراية العظيمة لنظرية دنغ شياو بينغ, والتطبيق الشامل لأفكار" التمثيلات الثلاثة" * الهامة وشق طريق للأعمال المستقبلية مع متابعة الأعمال الماضية والتقدم فى مواكبة العصر وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتسريع بناء التحديث الاشتراكي والكفاح في سبيل خلق وضع جديد للقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

عند دخول المجتمع البشرى عتبة القرن الحادي والعشرين, دخلت بلادنا مرحلة جديدة من التطور, تتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل, وتسريع دفع التحديث الاشتراكي. يشهد الوضع الدولي حاليــا تغيرات عميقة. شرعت تعددية الأقطاب العالمية والعولمة الاقتصادية تتطور بشكل متعرج, ويشهد التقدم العلمي والتكنولوجي تغيرات جديدة مع مرور الأيام, بينما تشتد المنافسة في القوة الوطنية الشاملة يوما فيوما. في ظل هذا الوضع, فإن المراوحة في المكان الأصلي يعني التراجع. هذا يتطلب من حزبنا بالضرورة أن يتقدم مع تيار العصر, ليتحد ويقود أبناء شعب البلاد بمختلف قومياته في سبيل تحقيق ثلاث مهمات تاريخية, هي دفع بناء التحديثات, وإنجاز توحيد الوطن الأم, وصيانة السلم العالمي وحفز التنمية المشتركة, وتحقيق نهوض عظيم للأمة الصينية على طول الطريق الاشتراكي ذي الخصائص الصينية. هذه هي الرسالة المهيبة عهد بها التاريخ والعصر الى حزبنا.

أولا: الأعمال في الخمس سنوات الماضية والخبرات الأساسية في الثلاث عشرة سنة الماضية

الخمس سنوات منذ انعقاد المؤتمر الوطني الخامس عشر للحزب, هي خمس سنوات نجحنا فيها في تحقيق إبداعات وتجديدات متلاحقة رافعين عاليا الراية العظيمة لنظرية دنغ شياو بينغ, وتقدمنا فيها باطراد منتصرين على طول الطريق الاشتراكي ذي الخصائص الصينية, صامدين أمام اختبارات الصعوبات والمخاطر بشتى أنواعها.

لقد حدد المؤتمر الوطني الخامس عشر للحزب نظرية دنغ شياو بينغ على أنها أفكار مرشدة للحزب, وطرح المنهاج الأساسي للحزب في المرحلة الأولى من الاشتراكية, وأوضح الأهداف والمهمات التي تكافح بلادنا في سبيل تحقيقها في مجال التنمية عابرة القرن. لأجل تطبيق روح المؤتمر الوطني الخامس عشر للحزب, عقدت لجنة الحزب المركزية سبع دورات كاملة متتالية, اتخذت خلالها قرارات ووضعت تخطيطات بشأن الزراعة وأعمال الريف وإصلاح وتطوير المؤسسات المملوكة للدولة, ووضع "الخطة الخمسية العاشرة" وتعزيز وتحسين بناء أسلوب الحزب وغيرها من المسائل الهامة. وفى الخمس سنوات الماضية, قطعنا مسيرة غير عادية, حققنا خلالها منجزات جبارة في مجالات الإصلاح والتنمية والاستقرار والشؤون الداخلية والخارجية والدفاع الوطني وفى تعزيز بناء الحزب وادارة الدولة والجيش وغيرها من المجالات.

النمو المتواصل والمتسارع والسليم للاقتصاد الوطني. حافظت الصين على نمو اقتصادي متسارع نسبيا, نتيجة تذليل التأثيرات السلبية الناتجة عن الأزمة المالية الآسيوية والتقلبات الاقتصادية العالمية, وبفضل تنفيذ مبدأ توسيع الطلب المحلي واتخاذ السياسة المالية الإيجابية وسياسة النقد السليمة المستقرة في حينه. وحققت الصين منجزات في تعديل استراتيجي للهيكل الاقتصادي, وعززت باطراد المكانة القاعدية للزراعة, وأتمت ترقية الصناعات التقليدية, بينما شهدت نموا فائق السرعة في صناعة التكنولوجيا العالية والجديدة وصناعة الخدمات الحديثة. وتم بناء مجموعة من مشروعات البنية الأساسية, بما في ذلك مشروعات الري والمواصلات والاتصالات والطاقة وحماية البيئة. وشهدت أعمال تنمية مناطق غرب البلاد تقدما هاما. وارتفعت العوائد الاقتصادية إلى أبعد حد, بينما ازدادت بلا انقطاع الإيرادات المالية. وحققنا "الخطة الخمسية التاسعة" بكل النجاح, بينما شهدت "الخطة الخمسية العاشرة" بداية طيبة.

الثمار اليانعة لسياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي. لقد أنشئ نظام اقتصاد السوق الاشتراكي بصورة أولية, وتعاظم اقتصاد القطاع العام إلى أبعد حد, وأخذت تتقدم عملية إصلاح المؤسسات المملوكة للدولة بخطوات ثابتة, وشهدت قطاعات الاقتصاد غير الحكومي, بما في ذلك الاقتصاد الفردي والخاص, نموا متسارعا نسبيا, وشرع يجري بناء منظومة السوق على نحو شامل وأخذت منظومة السيطرة الكلية تستكمل بلا انقطاع, بينما تسارعت الوظائف الحكومية في التحول. وتعمقت باطراد أعمال إصلاح المالية والضريبة والنقد والتداول والإسكان والدوائر الحكومية. وأخذ ينمو الاقتصاد المنفتح بسرعة فائقة, بينما ازداد حجم السلع وتجارة الخدمات وتداول الرساميل اتساعا ونطاقا وعلى نحو ملحوظ. وازداد رصيد خزانة الدولة من النقد الاجنبى بنسبة كبيرة. ودخلت الصين مرحلة جديدة في الانفتاح على العالم الخارجي بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية.

المنجزات الملموسة في بناء السياسة الديمقراطية الاشتراكية والحضارة الروحية. واصل بناء النظام القانوني الديمقراطي تقدمه, بينما قطع إصلاح البنية السياسية شوطا جديدا. وتعاظمت الجبهة المتحدة الوطنية, بينما حققت أعمال القوميات والأديان وشؤون المغتربين تقدما جديدا. وحققت المعالجة الشاملة للأمن الاجتماعي منجزات جديدة. وحققت العلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والصحة العامة والرياضة البدنية وتنظيم الأسرة وغيرها من الأعمال تقدما شاملا. وشهدت أعمال الدعاية والرأي العام والبناء الأيديولوجي والأخلاقي تعززا متواصلا, بينما شهدت أنواع الحياة الروحية والثقافية وفرة متزايدة لدى جماهير الشعب.

الخطوات الجديدة لبناء الدفاع الوطني والجيش. شهدت أعمال بناء ثورية وتحديث ونظامية جيش التحرير الشعبي تعززا متواصلا, بينما ارتفعت قدرة الدفاع الوطني وقدرة الجيش على الدفاع والقتال إلى حد كبير. ولعب الجيش والشرطة المسلحة ورجال الميليشيا دورا هاما في الدفاع عن الوطن وبنائه.

وصول مستوى معيشة الشعب إلى مستوى الحياة الرغيدة من حيث الكل. شهدت ايرادات السكان في المدن والأرياف زيادة مستقرة. وشهدت الأسواق الحضرية والريفية ازدهارا, حيث السلع متوفرة, وشهدت جودة معيشة السكان ارتفاعا, يتمثل في التحسن الملموس فى الكساء والغذاء والسكن والنقل واللوازم اليومية. وحقق بناء منظومة الضمان الاجتماعي منجزات ملحوظة. وأنجزت خطة "87" لدعم الفقراء من حيث الأساس.

تقدم جديد في القضية العظيمة لتوحيد الوطن الأم. لقد استأنفت الحكومة الصينية ممارسة سيادتها على ماكاو. وتطبق الحكومة الصينية بحزم وعزم مبدأ "دولة واحدة ونظامان", وتنفذ بدقة وصرامة القانون الأساسي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة والقانون الأساسي لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة, وظلت تتمتع هونغ كونغ وماكاو بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وشهد جانبا مضيق تايوان تعززا متواصلا في تبادل الزيارات والتبادلات الاقتصادية والثقافية. ويزداد النضال ضد كافة المحاولات الانفصالية, بما في ذلك "استقلال تايوان" نطاقا واتساعا.

وضع جديد للأعمال الموجهة للخارج. انطلاقا من التطورات والتغيرات في الوضع الدولي, وتمسكا بالمبادئ والسياسات الخارجية السديدة, نجحت بلادنا في تطوير الدبلوماسية الثنائية ومتعددة الاطراف على نطاق واسع, ونشطت في المشاركة الإيجابية فى نشاطات التبادل والتعاون الدولية, مما رفع المكانة الدولية للصين إلى حد كبير.

التعزيز الشامل لبناء الحزب. أخذت تتعمق دراسة نظرية دنغ شياو بينغ بلا انقطاع وسط كل الحزب. وطرحنا وأوضحنا بجلاء أفكار"التمثيلات الثلاثة" الهامة. وشهدت نشاطات التثقيف المركز حول "التأكيدات الثلاثة" ودراسة "التمثيلات الثلاثة" منجزات مرضية ملموسة. وعليه فإن أعمال البناء الإيديولوجي والتنظيمي والأسلوبي للحزب تتقدم على نحو شامل, مما أدى إلى تعزيز الأعمال الأيديولوجية والسياسية. وخطت أعمال إصلاح نظام الكوادر خطوات جديدة. وأخذ يجري بناء حكومة نزيهة والنضال ضد الفساد على نحو عميق, وحققا منجزات جديدة ملموسة.

لقد برهنت الممارسات على أن المؤتمر الوطني الخامس عشر للحزب وجميع القرارات الهامة التي اتخذتها لجنة الحزب المركزية بعد اختتام المؤتمر الوطني الخامس عشر هي صحيحة, وتتطابق مع المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من أبناء الشعب, وأن المنجزات التي حققناها هي نتائج للنضال المشترك الذي خاضه كل الحزب وشعب البلاد بكافة قومياته, من شأنها إرساء أرضية أكثر متانة لتطوير قضايا الحزب والدولة في المستقبل.

يجب علينا أن نكون صافيي الأذهان بأن أعمالنا ما زالت تواجهها صعوبات ومشاكل عديدة. فالدخل لدى الفلاحين وبعض السكان في المدن والبلدات يزداد على نحو بطئ, والعاطلون يزداد عددهم, وبعض أبناء الشعب ما زالوا يشكون من صعوبات في المعيشة; والعلاقة بين الإيرادات والتوزيع ما زالت قيد التعديل والتنسيق; ونظام اقتصاد السوق يحتاج إلى مزيد من المعالجة والمعايرة; وحالة الأمن الاجتماعي ليست جيدة في بعض الأماكن; وأسلوب العمل لدى بعض الكوادر القيادية الحزبية والمتمثل في الشكلية والبيروقراطية والخداع والغش والتبديد والإسراف ما زال في غاية الخطورة, وبعض ظواهر الفساد ما زالت شديدة دون ردع, وأسلوب الحزب في القيادة والحكم ما زال غير متطابق تماما مع متطلبات الوضع الجديد والمهمات الجديدة, وبعض المنظمات الحزبية لا يزال ضعيفا ومتراخيا. لذا علينا أن نولى بالغ الاهتمام لهذه المشاكل القائمة ونواصل اتخاذ إجراءات شديدة لحلها.

المنجزات في الخمس سنوات الماضية تحققت على أساس الممارسات خلال فترة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي, وخاصة بعد الدورة الكاملة الرابعة للجنة الحزب المركزية الثالثة عشرة عام 1989. فى خلال هذه الفترة التي دامت ثلاث عشرة سنة, طرأت تغيرات كبرى على الوضع الدولي, بينما شهدت أعمال الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي وعملية بناء التحديثات بالصين تدفقات مثل تيارات عارمة. ففي أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن العشرين, هبت عواصف سياسية هوجاء في داخل الصين وطرأت تحولات هائلة على أوربا الشرقية وتفكك الاتحاد السوفياتى, وشهدت الاشتراكية بالعالم تعرجات شديدة في تطورها, مما جعل قضية الاشتراكية الصينية تواجه صعوبات وضغوطا غير مسبوقة في طريق التطور. في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة المتعلقة بمستقبل ومصير الحزب والدولة, نجحت لجنة الحزب المركزية, بالمساندة من جميع الرفاق الأعضاء في الحزب وأبناء الشعب في البلاد بجميع قومياته, وبالتمسك الثابت بالخط المحدد في الدورة الكاملة الثالثة للجنة الحزب المركزية الحادية عشرة, نجحت في الحفاظ على الوضع العام للإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي, وفى صيانة قضية الاشتراكية العظيمة ذات الخصائص الصينية. وبعد أحاديث الرفيق دنغ شياو بينغ في جولته في جنوب البلاد, حدد المؤتمر الوطني الرابع عشر للحزب أهداف الإصلاح الرامية لإنشاء نظام اقتصاد السوق الاشتراكي, فدخلت عملية الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي وبناء التحديثات إلى مرحلة جديدة من التطور. إن تطوير اقتصاد السوق في ظل الاشتراكية يعد بمثابة إبداع عظيم غير مسبوق, ومساهمة تاريخية للشيوعيين الصينيين في تطوير الماركسية, كما يعد بمثابة تعبير عن شجاعة جبارة يتحلى بها حزبنا في التمسك بالإبداعات النظرية والتقدم لمواكبة العصر. إن التحول من نظام الاقتصاد المخطط إلى نظام اقتصاد السوق الاشتراكي, من شأنه تحقيق اختراق تاريخي جديد في مجال الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي, واكتساء ملامح جديدة لمجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة الصينية في تطورها. بعد وفاة الرفيق دنغ شياو بينغ, نجحنا في دفع قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى القرن الحادي والعشرين, رافعين عاليا الراية العظيمة لنظرية دنغ شياو بينغ, وفاتحين مجالات جديدة لمواصلة التقدم.

خلال الثلاث عشرة سنة الماضية, أحرزنا منجزات تاريخية عظيمة عن طريق توحيد الأفكار وتحديد الأهداف والتفاني في العمل. ففي عام 2001, وصل إجمالي الناتج الوطنى لبلادنا إلى 3ر9593 مليار يوان, بزيادة تقارب ضعفى هذا الرقم في عام 1989, ومعدلها السنوي 3ر9%, واحتلت القدرة الاقتصادية الإجمالية المركز السادس في العالم, وحققت معيشة الشعب قفزة تاريخية من حل مشكلة الغذاء والكساء إلى الحياة الرغيدة من حيث الأساس. واتفق الناس بالإجماع على أن فترة الثلاث عشرة سنة السالفة الذكر هي فترة ازدادت فيها القوة الوطنية الشاملة بنسبة كبيرة, واستفاد فيها الشعب من المصالح الواقعية أكثر من أي فترة مضت, وهي فترة حافظت فيها الصين على الاستقرار والوحدة لفترة زمنية طويلة, ونفذت فيها الحكومة سياساتها بسلاسة, بينما عاش أبناء الشعب في انسجام ووئام, وهي فترة اتسع فيها النفوذ الصيني بشكل ملموس على الصعيد الدولي, وازدادت فيها القوة الحاشدة للقوميات بصورة لا مثيل لها من قبل. إن الجهود الكدودة التي بذلها حزبنا وشعبنا والمنجزات العظيمة التي أحرزاها قد لفتت أنظار العالم, وستدون بلا شك في السجلات التاريخية للنهوض العظيم للأمة الصينية.

عند استعراض الأعمال في الثلاث عشرة سنة الماضية, وجدنا أن الطريق الذي سلكناه في الماضي كان غير ممهد, والمنجزات التي أحرزناها كانت صعبة المنال. فقد واجهنا وعالجنا بكل سهولة وسلاسة سلسلة من الأحداث الطارئة الدولية المتعلقة بسيادة الصين وأمنها, وتغلبنا على الصعوبات والمخاطر التى حدثت في المجالات السياسية والاقتصادية إلى جانب الكوارث الطبيعية, وصمدنا مرارا وتكرارا أمام الاختبارات, واستبعدنا التشويشات بشتى أنواعها, مما أدى إلى ضمان أن تتقدم سفينة الإصلاح والانفتاح والتحديث بلا انقطاع, صوب الاتجاه الصحيح على الدوام, متحدية عباب الأمواج الهوجاء. انتصاراتنا هذه يرجع فضلها إلى الإرشاد السديد لنظريات الحزب الأساسية وخطه الأساسي ومنهاجه الأساسي, وكذلك إلى وحدة الحزب وتضامنه من الدرجة العالية, وإلى النضالات الدؤوبة التي خاض غمارها كل الحزب والشعب في كل البلاد بمختلف قومياته.

هنا أعبر نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني, عن امتناني القلبي لشعب البلاد بجميع قومياته, وجميع الأحزاب الديمقراطية, والمنظمات الشعبية والشخصيات الوطنية في كافة الأوساط, ولجميع المواطنين في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ومنطقة ماكاو الإدارية الخاصة ومقاطعة تايوان ولجميع المغتربين الصينيين, وكذلك للأصدقاء في مختلف البلدان الذين يهتمون ويؤيدون بناء التحديث الصيني.

إن الممارسات في الثلاث عشرة سنة الماضية, قد مكنتنا من تعميق إدراك ماهية الاشتراكية, وكيفية بنائها, وأي حزب نبنيه, وكيفية بنائه وتوفير خبرات قيمة بالغة الأهمية في هذا المجال.

(1) مواصلة دفع التجديد النظري مع التمسك بنظرية دنغ شياو بينغ باعتبارها مرشدا. نظرية دنغ شياو بينغ هى راية لنا, بينما الخط الأساسي والمنهاج الأساسي للحزب بمثابة مبادئ مرشدة أساسية لكافة أعمالنا. لذا, علينا أن نتمسك بالنظريات الأساسية والخط الأساسي والمنهاج الأساسي للحزب دون تردد, مهما كانت الصعوبات والمخاطر. وعلينا أن نثابر على تسليح كل الحزب وتثقيف أبناء الشعب بالماركسية اللينينية وأفكار ماو تسى تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ. وعلينا أن نواصل تحرير العقول, والبحث عن الحقيقة من الواقع, والتقدم لمواكبة العصر, والإبداع والتجديد, واحترام روح المبادرة لدى جماهير الشعب. وعلينا أن نفحص ونطور نظريات الحزب وخطه ومبادئه وسياساته من خلال الممارسات.

(2) التمسك باتخاذ البناء الاقتصادي كالمركز ومعالجة المشاكل التي تظهر في عملية التقدم بأساليب التنمية. التنمية هي المبدأ الأساسي. لذا يجب اغتنام كل الفرص للتعجيل بالتنمية. ويجب أن تكون للتنمية تفكير جديد. ومن الضروري التمسك بمبدأ توسيع الطلب المحلي, وتطبيق الاستراتيجية الرامية للنهوض بالبلاد بالاعتماد على العلوم والتعليم والتنمية المستدامة, وتحقيق الجمع بين السرعة والهيكل والنوعية والجدوى, والتنيسق بين التنمية الاقتصادية والسكان والموارد والبيئة. ويجب دفع التقدم الاجتماعي الشامل ورفع مستوى معيشة الشعب باطراد وضمان أن يتمتع الشعب بثمار التنمية وذلك علي أساس التنمية الاقتصادية.

(3) التمسك بالإصلاح والانفتاح وإكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي باستمرار. الإصلاح والانفتاح يمهدان طريقا يؤدي إلي تقوية البلاد. فيجب دفع عجلة الإصلاح في مختلف المجالات إلي الأمام بثبات لا يتزعزع. وعلى الإصلاح أن ينطلق من الواقع, ويتطور كاملا مع التركيز على حل النقاط الرئيسية, ويتقدم بالتدريج مع الاهتمام ببناء النظام والإبداع. يجب التمسك باتجاه إصلاح اقتصاد السوق الاشتراكي, ليلعب السوق دورا أساسيا في توزيع الموارد تحت السيطرة الكلية للدولة, والتمسك بالجمع بين "الدخول" و"الخروج", والمشاركة بنشاط في التعاون الاقتصادي والتكنولوجي الدولي والمنافسة الدولية ورفع مستوى الانفتاح على العالم الخارجي باستمرار.

(4) التمسك بالمبادئ الرئيسية الأربعة وتطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية. المبادئ الرئيسية الأربعة هي الأساس لبناء البلاد. لذا من الضروري المثابرة على قيادة الحزب الشيوعي الصيني, وتوطيد وإكمال نظام الدولة المتمثل في دكتاتورية الشعب الديمقراطية والنظام السياسي المتمثل في نظام مجالس نواب الشعب والتمسك وإكمال نظام التعاون متعدد الأحزاب والمشاورات السياسية بقيادة الحزب الشيوعي ونظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي. ويجب العمل على دفع إصلاح البنية السياسية, وتطوير الديمقراطية, وإكمال النظام القانوني وحكم الدولة بالقانون لبناء دولة اشتراكية يحكمها القانون, وضمان أن يمارس الشعب حقوقه بصفته سيدا للدولة.

(5) المثابرة على التمسك بالحضارتين المادية والروحية في آن واحد, والجمع بين حكم الدولة بالقانون و حكم الدولة بالفضيلة. إن الحضارة الروحية الاشتراكية هى ميزة هامة تتحلى بها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. فيجب بناء الحضارة الروحية الاشتراكية بناء على الواقع الصيني مع ورث التقاليد الحميدة لثقافة الأمة الصينية والاستفادة من الثمار النافعة للثقافات الأجنبية, ورفع النوعية الأيديولوجية والأخلاقية والنوعية العلمية والثقافية لكل الأمة باستمرار بهدف تقديم قوة دافعة معنوية ودعم عقلي كبيرين لبناء التحديث .

(6) التمسك بمبدأ الاستقرار فوق كل شيء, والمعالجة الصحيحة للعلاقات بين الإصلاح والتنمية والاستقرار. إن الاستقرار يشكل شرطا مسبقا للإصلاح والتنمية. فيجب الجمع بين قوة الإصلاح وسرعة التنمية ومدى قابلية المجتمع, واتخاذ التحسين المستمر لمعيشة الشعب كنقطة التقاء هامة في معالجة العلاقات بين الإصلاح والتنمية والاستقرار, لدفع عجلة الإصلاح والتنمية في ظل الاستقرار الاجتماعي, وتعزيز الاستقرار الاجتماعي من خلال الإصلاح والتنمية.

(7) التمسك بقيادة الحزب المطلقة للجيش, وسلوك طريق القوات المنتخبة المتميز بالخصائص الصينية. إن جيش الشعب هو الدعامة الراسخة لدكتاتورية الشعب الديمقراطية. وفقا للمتطلبات العامة الداعية إلى التأهيل سياسيا والكفاءة عسكريا وأسلوب العمل الحميد والانضباط الصارم والدعم اللوجيستي الكافي, وانطلاقا من التأكد من كسب النصر وعدم التفسخ, يجب إيلاء الاهتمام بتقوية الجيش اعتمادا على العلوم والتكنولوجيا والعمل على دفع شامل لبناء جيش ثوري نظامي حديث لضمان أن يكون الجيش مخلصا للحزب والاشتراكية والوطن والشعب إلى الأبد.

(8) التمسك بالاتحاد مع كل القوى التي يمكن الاتحاد معها, وتعزيز القوة الحاشدة للأمة الصينية باستمرار. يجب الرفع عاليا للراية العظيمة للوطنية والاشتراكية, وتعزيز التضامن العظيم بين أبناء شعب البلاد بمختلف قومياته, وتوطيد وتطوير الجبهة المتحدة الوطنية الأوسع. ويجب تعزيز التضامن مع الأحزاب الديمقراطية والشخصيات اللاحزبية, وإتقان الأعمال المتعلقة بالقوميات والأديان والمغتربين, والتمسك بمبدأ "دولة واحدة ونظامان", وتعبئة كل العوامل الإيجابية للمشاركة في الكفاح المشترك من أجل إنجاز القضية العظيمة لتوحيد الوطن الأم وتحقيق النهوض العظيم للأمة الصينية.

(9) التمسك بالسياسة الخارجية المستقلة والسلمية, وحماية السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة. يجب وضع سيادة الدولة وأمنها في المركز الأول دوما, وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع البلدان المختلفة ومعارضة الهيمنة وسياسة القوة ودفع عملية إقامة نظام دولي سياسي واقتصادي عادل ومعقول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السامي. ويجب معالجة الشؤون الدولية, واحترام التنوع العالمي ودفع ديمقراطية العلاقات الدولية سعيا وراء تهيئة بيئة دولية سلمية وبيئة مجاورة ممتازة وذلك علي ضوء مبدأ المتابعة بهدوء والتعامل باتزان, واسترشادا بروح الاحترام المتبادل وإيجاد الأرضية المشتركة مع احتواء الخلافات.

(10) التمسك بتعزيز وتحسين قيادة الحزب, والدفع الشامل للمشروع العظيم الجديد لبناء الحزب. يجب تعزيز بناء الحزب أولا من أجل ادارة الدولة, ولابد من الانضباط الحزبي الصارم عند تعزيز بناء الحزب. ويجب التمسك بطبيعة الحزب وهدفه, والعمل على تعزيز وتحسين بناء الحزب بروح الإصلاح, والرفع المطرد لمستوى قيادة الحزب وممارسة السلطة, والزيادة المستمرة لقدرة الحزب على مكافحة الفساد والاحتراس من التفسخ والصمود أمام الأخطار, والمثابرة على شن النضالات ضد الفساد بلا ككل ولا ملل, والمحافظة على الارتباط بالجماهير ارتباط الدم باللحم, والمحافظة على تقدمية الحزب ونقاوته ووحدته وتضامنه.

إن النقاط العشر الآنفة الذكر هي الخبرات الأساسية التي يجب أن يتمسك بها الحزب لقيادة الشعب في بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وخلاصة القول إن هذه الخبرات, ومع الخبرات التاريخية التي تم استخلاصها من قبل الحزب منذ تأسيسه, تؤكد على ضرورة أن يمثل حزبنا دائما مطالب تنمية القوى المنتجة المتقدمة الصينية واتجاه التقدم للثقافة المتقدمة الصينية والمصالح الأساسية للغالبية الساحقة من أبناء الشعب في الصين. هذه هي الطلبات الحتمية التي يقتضيها التمسك بالاشتراكية وتطويرها وكذلك الاستنتاجات الحتمية التي استخلصها حزبنا عبر الاستكشاف الشاق والممارسة العظيمة.ثانيا: التطبيق الشامل لأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة

من أجل خلق وضع جديد لقضية بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية, يجب رفع الراية العظيمة لنظرية دنغ شياو بينغ عاليا والمثابرة علي تطبيق أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة. إن أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة تعتبر ورثا وتطويرا للماركسية ـ اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ, وتعكس المتطلبات الجديدة المطروحة لأعمال الحزب والدولة من جراء التطورات والتغيرات التي طرأت علي عالم اليوم والصين المعاصرة, وتشكل سلاحا نظريا قويا لتعزيز وتحسين بناء الحزب ولدفع الاكتمال الذاتي والتطور للاشتراكية في بلادنا, وهى خلاصة الحكمة الجماعية للحزب بأسره, وبالتالي هي الأفكار المرشدة التي لا بد للحزب أن يتمسك بها لفترة طويلة. إن إنجاز طلبات "التمثيلات الثلاثة" على الدوام هو الأساس لبناء الحزب وحجر الزاوية لممارسة السلطة السياسية ومصدر القوة لحزبنا.

لقد طرحت أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة على أساس التقييم العلمي للموقع التاريخي للحزب. وقد تحول حزبنا, بعد اجتيازه لكل من الثورة والبناء والإصلاح, من حزب يقود الشعب في الكفاح من أجل الاستيلاء على السلطة السياسية في كافة أرجاء البلاد إلى حزب يقود الشعب في تولي السلطة السياسية وممارستها لمدة طويلة في البلاد بأسرها, ومن حزب يقود البناء الوطني في ظل الحصار الخارجي وانتهاج الاقتصاد المخطط إلى حزب يقود البناء الوطني في ظل الانفتاح على العالم الخارجي وتطوير اقتصاد السوق الاشتراكي. يجب علينا أن نمسك بميزات العصر ومهام الحزب بشكل جاد, ونرسم رسما علميا وننفذ تنفيذا صحيحا خط الحزب ومبادئه وسياساته, ونبحث ونعالج بصورة جدية موضوع دفع عجلة التقدم الاجتماعي الصيني وتعزيز بناء الحزب, آخذين بعين الاعتبار تاريخ كل من الصين والعالم وأوضاعهما الراهنة ومستقبلهما, ومتأكدين من عدم اقتطاع التاريخ ولا ضلال الاتجاه, وعدم التخلف عن العصر ولا تجاوز المرحلة في آن واحد, الأمر الذي يؤدي بقضيتنا من نصر إلي نصر باستمرار.

والمفتاح لتطبيق أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة يكمن في المثابرة على التقدم لمواكبة العصر, ونواته التمسك بتقدمية الحزب وجوهره الإصرار على ممارسة السلطة السياسية لخدمة الشعب. على جميع الرفاق الحزبيين أن يتمسكوا بشدة بهذا المطلب الأساسي ويرفعوا مستوى الوعي ويعززوا الثبات في تطبيق أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة بصورة متواصلة.

(1) تطبيق أفكار "التمثيلات الثلاثة "الهامة يتطلب من كل الحزب بالضرورة أن يبقي دوما في حالة تقدم لمواكبة العصر معنويا ويشق باستمرار آفاقا جديدة لتطوير النظرية الماركسية. ان التمسك بخط الحزب الأيديولوجي وتحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع والتقدم لمواكبة العصر تشكل عاملا حاسما لتشبث حزبنا بتقدميته وتقوية قدرته الإبداعية. إن التقدم لمواكبة العصر يقصد به ضرورة أن تجسد نظريات الحزب وأعماله طبيعة العصر, وتستوعب النظامية وتزخر بروح الإبداع. فيتقرر مستقبل الحزب والدولة ومصيرهما فيما إذا كنا نستطيع أن ننجز ما ذكر أعلاه دوما أم لا.

إن الإبداع هو الروح لتقدم أمة, والقوة المحركة التى لا تنضب لنمو بلد وازدهاره, كما أنه المصدر لحفاظ حزب سياسي على نشاطه وحيويته إلي الأبد. يتغير العالم ويتقدم الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث في بلادنا وتتطور الممارسة العظيمة لجماهير الشعب, الأمر الذي يتطلب من حزبنا بإلحاح أن يلخص بشجاعة النظرية الماركسية الخبرات الجديدة للممارسة ويقتبس الثمار النافعة للحضارات البشرية المعاصرة لكي يوسع باطراد آفاقا جديدة للرؤية وصولا إلي استخلاص جديد فى مجال النظرية. وبهذا فقط, يمكن أن ترشد وتشجع نظرية الحزب الأيديولوجية كل الحزب وأبناء شعب البلاد على أن يعملوا باستمرار على دفع قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى الأمام. إن الإبداع النظري القائم على أساس الممارسة هو رائد للتطور والتحول الاجتماعيين. العمل على دفع الإبداع في النظام والعلوم والتكنولوجيا والثقافة وغيرها من المجالات بواسطة الإبداع في النظرية, والتقدم من خلال الاستكشاف في الممارسة باطراد, هذه كلها هي الطريقة التي نتمسك بها لفترة طويلة في تعزيز بناء الحزب وادارة الدولة.

ومن أجل الإبداع, يجب الاستمرار في تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع, والتقدم لمواكبة العصر. الممارسة ليست لها حدود وكذلك الإبداع. علينا أن نخترق ما وصل إليه الأسلاف, ومن المحتم أيضا أن تخترق الأجيال القادمة ما نتوصل نحن إليه. هذا هو القانون الحتمي للتقدم الاجتماعي. علينا أن نتكيف مع تطور الممارسة ونتخذ الممارسة كالمعيار لاختبار كل شيء, ونحرر بوعي عقولنا ومعارفنا من قيود المفاهيم والأساليب والأنظمة التي عفاها الزمن, ومن التفسيرات الخاطئة والجامدة للماركسية, ومن أغلال الذاتية والميتافيزيقية. يجب التمسك بمبادئ الماركسية الأساسية والإسهام بصفحات جديدة في سجل النظرية معا, ويجب أن يتم تطوير التقاليد الثورية وخلق خبرات جديدة في آن واحد, والعمل ببراعة على توحيد الأفكار من خلال تحرير العقول وإرشاد الممارسات الجديدة بالماركسية المستمرة في التطور.

(2) تطبيق أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة يتطلب بضرورة اتخاذ التنمية كالمهمة الرئيسية الأولى للحزب في ممارسة السلطة السياسية والنهوض بالبلاد وخلق وضع جديد لبناء التحديث بشكل مطرد. علي الحزب الماركسي الحاكم أن يولي اهتماما بالغا لتحرير وتطوير القوى المنتجة. لولا التنمية, لما كان الحديث عن التمسك بتقدمية الحزب وإظهار تفوق النظام الاشتراكي وتحقيق إثراء الشعب وتقوية البلاد . تتسم تقدمية الحزب بصفة ملموسة وترتبط بالتاريخ, فلا بد أن يتم اختبارها في عملية دفع عجلة التطور للقوى المنتجة المتقدمة والثقافة المتقدمة في الصين المعاصرة, وفي غضون الكفاح من أجل حماية وتحقيق المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من أبناء الشعب, وفي التحليل النهائى, يرتهن كل ذلك بالدور الذي يلعبه الحزب في دفع عجلة التاريخ إلى الأمام.

بما أن حزبنا يقود الشعب في بناء تحديث دولة نامية كبيرة ومتخلفة اقتصاديا وثقافيا مثل الصين, فان مدى تأييد الشعب ونجاح القضية سيتأثر مباشرة ما إذا كان حزبنا يستطيع أن يعالج موضوع التنمية بشكل سليم أم لا. يجب على الحزب, بغية تحمل المسؤولية التاريخية لدفع عجلة التقدم الاجتماعي الصيني, أن يتمسك بالتنمية بشدة دوما والتي هي المهمة الرئيسية الأولي في ممارسة السلطة السياسية والنهوض بالبلاد ويضع التشبث بتقدمية الحزب وإظهار تفوق النظام الاشتراكي , في موضع التنفيذ لتطوير القوى المنتجة المتقدمة والثقافة المتقدمة وتحقيق المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من أبناء الشعب ودفع التقدم الاجتماعي الشامل, والعمل لدفع تنمية الإنسان. طالما تمسك الحزب بهذه النقطة بشدة, فيتمسك من حيث الأساس بإرادة الشعب وجوهر بناء التحديث الاشتراكي وبالتالي يمكن أن توضع أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة موضع التنفيذ وتتوطد باطراد مكانة الحزب الحاكمة, وتتحقق بلا انقطاع متطلبات تقوية الدولة و إثراء الشعب.

يجب على التنمية أن تتخذ البناء الاقتصادي كالمركز وتشق باستمرار طرقا جديدة لدفع تطور القوى المنتجة المتقدمة والثقافة المتقدمة انطلاقا من ظروف الصين الخاصة وتماشيا مع تيار العصر. ومن أجل التنمية, يجب المثابرة على الإصلاح وتعميقه. ولابد من تحطيم كافة المفاهيم الأيديولوجية التي تحول دون التنمية تحطيما حازما, وتغيير كافة الأساليب والأحكام التي تقيد التنمية تغييرا قاطعا, واستئصال كافة السلبيات الهيكلية التي تؤثر على التنمية بلا هوادة. إن التنمية تتطلب بالضرورة الثقة بالشعب والاعتماد عليه. لأن الشعب هو القوة المحركة لدفع التاريخ إلي الأمام. يجب حشد حكمة الشعب وقوته والانكباب على البناء والسعي وراء التنمية قلبا وقالبا.

(3) يجب تعبئة كل العوامل الإيجابية على أوسع نطاق وبصورة مستفيضة وإضافة قوة جديدة للنهوض العظيم للأمة الصينية بلا انقطاع في تنفيذ أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة. لقد ظلت مصالح الغالبية الساحقة من الشعب والمبادرة والقدرة الإبداعية للمجتمع كله والأمة كلها أكبر عامل حاسم في تطوير قضايا الحزب والبلاد. وفى خلال عمليات التغيرات الاجتماعية العميقة لبلادنا والتطور السريع لقضايا الحزب والدولة, تصبح المعالجة الصحيحة لعلاقات مصالح مختلف الأطراف والتجنيد التام والحشد المستفيض لكل العوامل الإيجابية , مهمة للغاية.

وتماشيا مع تعميق الإصلاح والانفتاح والتنمية الاقتصادية والثقافية, تتعاظم صفوف الطبقة العاملة في بلادنا بلا انقطاع وترتفع نوعيتها باستمرار. ظلت الطبقة العاملة بما فيها المثقفون وجماهير الفلاحين الغفيرة تشكل قوة أساسية لدفع تطور القوى المنتجة المتقدمة والتقدم الاجتماعي الشامل في بلادنا. في خلال التغيرات الاجتماعية ظهر إلى حيز الوجود مؤسسون وفنيون يعملون في المؤسسات العلمية والفنية غير الحكومية وإداريون وفنيون يعملون في المؤسسات الأجنبية التمويل وتجار أفراد وأصحاب مؤسسات بالقطاع الخاص وعاملون في هيئات الوساطة وأشخاص ذوو مهن حرة وغيرهم من الفئات الاجتماعية, هم جميعا من بناة القضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. يجب الاتحاد مع الأشخاص في مختلف الفئات الاجتماعية الذين يساهمون في إثراء الوطن الأم, كما يجب تشجيع روحهم الإبداعية وحماية حقوقهم ومصالحهم المشروعة, وتقدير واستحسان الممتازين منهم, وذلك للعمل على تشكيل وضع انسجام يعمل فيه الشعب حسب قدرته ويحصل على ما يأمله.

يجب احترام العمل والمعارف والأكفاء والإبداعات, ويجب تطبيق ذلك جديا في المجتمع كله باعتباره مبدأ هاما للحزب والدولة. يجب احترام وحماية كل الأعمال المفيدة للشعب والمجتمع. ان كل عمل يقدم مساهمات لبناء التحديث الاشتراكي في بلادنا لهو شرف سواء أ كان العمل جسمانيا أم عقليا, بسيطا أم معقدا, ويجب الاعتراف به واحترامه. يجب تشجيع جميع المستثمرين بشتى أنواعهم من داخل البلاد وخارجها على نشاطاتهم التأسيسية في بناء بلادنا. ينبغي حماية كل الإيرادات المشروعة عن طريق العمل أو غير العمل, وينبغي ألا يحدد معيار الحكم بين المتقدمين والمتخلفين سياسيا حسب ما يمتلكون من ممتلكات وكميتها أو لا يمتلكون منها, بل ينبغي الاهتمام بحالتهم الأيديولوجية والسياسية وسلوكهم الواقعي بصورة رئيسية, والاهتمام بكيفية حصولهم على الممتلكات وكيفية التصرف بها واستخدامها, والاهتمام بمساهماتهم في قضية بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بواسطة أعمالهم. يجب تشكيل المفاهيم الأيديولوجية وآلية التأسيس المنسجمة مع النظام الاقتصادي الأساسي في المرحلة الأولى من الاشتراكية, وخلق مناخ اجتماعي يشجع الناس على العمل, ويؤيدهم في إنجاز الأعمال, وإطلاق العنان لأن تتبارى القوة الحيوية لكل الأعمال والمعارف والتكنولوجيا والإدارة والرساميل في الانبثاق, وتتاح لكافة المصادر المؤاتية لخلق الثروات الاجتماعية أن تتدفق بصورة تامة, وذلك لخدمة الشعب.

في عمليات بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية, فإن المصالح الأساسية لجميع أبناء الشعب في البلاد موحدة. وعلى هذا الأساس يمكن تعديل وتنسيق علاقات مختلف المصالح الملموسة والتناقضات الداخلية. ونقطة الانطلاق الأساسية لوضع وتنفيذ المبادئ والسياسات للحزب هي تمثيل المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من الشعب, والإبداء الصحيح والمراعاة لمصالح الجماهير في مختلف الجهات, لضمان أن يتقدم الشعب كله بخطوات ثابتة نحو الرخاء المشترك. علينا أن نحمي قوة التنمية الحيوية للمناطق المتطورة والصناعات المتفوقة ومن حققوا الاغتناء أولا عن طريق العمل المجتهد والإدارة المشروعة, ونشجعهم على خلق الثروات الاجتماعية بنشاط, وأكثر من ذلك علينا أن نهتم اهتماما بالغا ونعتني بالمناطق غير المتطورة نسبيا والمهن والجماهير التي تعاني من الصعوبات بعض الشيء, وعلي وجه الخصوص يجب أن نعمل لضمان الحياة الأساسية للجماهير الفقيرة, ونساعدهم بكل حماسة في حل مشكلة التوظيف وتحسين ظروف الحياة لإشعارهم بدفء المجتمع الاشتراكي فعلا.

(4) يجب دفع بناء الحزب بروح الإصلاح وحقن قوة حيوية جديدة لنمو الحزب باستمرار في تنفيذ أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة. إن الاهتمام البالغ وتعزيز البناء الذاتي بلا انقطاع سلاح سحري لحزبنا الذي ينمو من صغير إلى كبير ومن ضعيف إلى قوي وينهض من خلال النكسات وينضج في التغلب على الصعوبات بالتدريج. ولدى تلخيص الخبرات التاريخية لحزبنا خلال أكثر من الثمانين عاما الماضية, تبين أن النقطة الأساسية هي ضرورة أن يجري بناء الحزب وفقا لخط الحزب السياسي, ويتمحور حول مهامه, ويتعزز في سبيل تحقيق هدفه العام, الأمر الذي يرفع القوة الإبداعية والقوة الحاشدة والقدرة الكفاحية للحزب.

المثابرة على الفحص الذاتي بطلبات تطور العصر والتعزيز والتحسين الذاتي بروح الإصلاح هي الضمانة الأساسية لحزبنا في الحفاظ الدائم على طبيعته الأصيلة كحزب سياسي ماركسي وفي عدم الانفصال عن الجماهير أبدا والزخر بالقوة والحيوية. ومن الضروري أن يتصف حزبنا بالمهارات في الجمع بين تلخيص خبرات النجاح والاستفادة من دروس الأخطاء, وبين قيادة الجماهير للتقدم عن طريق طرح وتطبيق النظريات والخطوط الصحيحة والحصول على قوة تقدم دافعة من إبداعات وممارسات الجماهير ومتطلبات التطور, وبين معرفة وإصلاح العالم الموضوعي, وتنظيم وإرشاد الكوادر وأعضاء الحزب لتعزيز إصلاح العالم الذاتي من خلال الممارسات, مما يؤدى, حسب هذه الطلبات المذكورة آنفا, إلى تحقيق الوحدة بين المثابرة على المبادئ الماركسية الأساسية ودفع التجديد النظري, والوحدة بين المثابرة على تقاليد الحزب المجيدة وإظهار الروح العصرية, والوحدة بين المثابرة على تعزيز القاعدة الطبقية للحزب وتوسيع أساسه الجماهيري, لجعل حزبنا نواة قيادية قوية وطيدة تامة من حيث الأيديولوجية والسياسة والتنظيم, اننا يتقدم دائما مع العصر لقيادة الشعب في التضامن والتقدم.

باختصار, أن أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة هي أفكار تتطور وتتقدم. وعلى كل الحزب أن يحقق تحررا جديدا متواصلا من حيث الأيديولوجية وتطورا جديدا غير منقطع من حيث النظرية وإبداعا جديدا مستمرا من حيث الممارسة, وأن ينفذ أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة في مختلف المجالات لبناء التحديث الاشتراكي, ويجسدها في كل جهات بناء الحزب المختلفة, ليواكب حزبنا خطوات تطور العصر ويشارك جماهير الشعب في مصيرها.

ثالثا, أهداف الكفاح للبناء الشامل للمجتمع الرغيد الحياة

عبر الجهود المشتركة التي بذلها كل الحزب وشعب كل البلاد بمختلف قومياته, حققنا بنجاح أهداف الخطوة الأولى والخطوة الثانية لإستراتيجية "الخطوات الثلاث" لبناء التحديثات, وبلغت حياة الشعب مستوى الحياة الرغيدة على وجه العموم, الأمر الذي يعتبر نصرا عظيما للنظام الاشتراكي ومعلما جديدا في تاريخ تطور الأمة الصينية.

يجب علينا أن نرى أن بلادنا باقية وستبقى لمدة زمنية طويلة في المرحلة الأولى من الاشتراكية, وأن مستوى الحياة الرغيدة الحالي منخفض وغير شامل وغير متوازن في التطور, ولا تزال التناقضات بين حاجات الشعب المادية والثقافية المتزايدة وبين الإنتاج الاجتماعي المتخلف هي التناقضات الرئيسية في مجتمع بلادنا. ولا تزال القوى المنتجة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم متخلفة نسبيا, وأمامنا طريق طويل جدا لتحقيق التصنيع والتحديث. ولم يتغير الهيكل الاقتصادي الثنائي للمدن والأرياف, ولم يتغير بعد توجه توسع الفجوة بين المناطق المختلفة, وما زال عدد الفقراء غير قليل. ويزداد مجموع عدد السكان باستمرار, وترتفع نسبة عدد المسنين, ويزداد ضغط التوظيف والضمان الاجتماعي. وتبرز التناقضات بين البيئة الايكولوجية والموارد الطبيعية وبين التنمية الاقتصادية والاجتماعية يوما فيوما. وما زلنا نواجه ضغطا يتمثل في تفوق الدول المتطورة في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا وما إلى ذلك. ولم يكتمل نظام الاقتصاد وأنظمة الإدارة في المجالات الأخرى. وما زالت بعض المشاكل التي لا يستهان بها موجودة في بناء الديمقراطية والنظام القانوني والأيديولوجية والأخلاق والمجالات الأخرى. ويحتاج توطيد ورفع مستوى الحياة الرغيدة الذي بلغناه في الوقت الراهن إلى نضال شاق طويل الأمد. لو ألقينا نظرة عامة على الوضع العام, وجدنا أن العشرين سنة الأولى من القرن الحادي والعشرين, بالنسبة لبلادنا, فرصة استراتيجية هامة يجب التمسك بها, يمكن تحقيق منجزات هامة فيها. وطبقا لما طرح في المؤتمر الوطني الخامس عشر للحزب الشيوعي الصيني من أهداف التنمية لعام 2010 والذكرى المئوية لتأسيس الحزب والذكري المئوية لتأسيس الصين الجديدة, يجب ان نركز قوانا على بناء المجتمع الرغيد الحياة ذي المستوى الأعلى على نحو شامل لصالح أكثر من مليار نسمة خلال العشرين سنة الأولى من القرن الحالي, ونجعل الاقتصاد يتطور بصورة أكثر, والديمقراطية تكتمل بشكل أفضل, والعلوم والتعليم يتقدمان بصورة أكبر, والثقافة تزدهر بشكل أكثر, والمجتمع يصبح أكثر انسجاما, وحياة الشعب تصبح اكثر سعادة. وهذه الفترة هى مرحلة همزة وصل للتنمية لا بد من عبورها لتحقيق أهداف الخطوة الثالثة الاستراتيجية لبناء التحديثات, كما هي مرحلة حاسمة لاكتمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي وتوسيع الانفتاح على العالم الخارجي. اننا سنواصل الكفاح لمدة عشرات السنين بعد هذه المرحلة من البناء حتى نحقق التحديثات من حيث الأساس في أواسط القرن الحالي, ونبني بلادنا دولة اشتراكية غنية قوية ديمقراطية ومتحضرة.

أهداف البناء الشامل للمجتمع الرغيد الحياة :

ـ على أساس تحسين الهيكل الاقتصادى ورفع الفعالية, اننا نحاول زيادة إجمالي قيمة الناتج الوطني في عام 2020 أربعة أضعاف عما كان عليه في عام 2000, فتزداد القوة الوطنية الشاملة والقوة التنافسية الدولية بشكل واضح. وسيتحقق حينئذ التصنيع من حيث الأساس, ويتم إنشاء نظام اقتصاد السوق الاشتراكي المتكامل والنظام الاقتصادي الأكثر حيوية وانفتاحا. ستزداد نسبة سكان المدن والبلدات بصورة كبيرة نسبيا, وسيتحول تدريجيا توجه توسع الفجوة بين الصناعة والزراعة والفجوة بين المدن والأرياف والفرق بين المناطق المختلفة. وسيستكمل نظام الضمان الاجتماعي نسبيا, وستزداد فرص التوظيف الاجتماعي بصورة كافية نسبيا, وستزداد ممتلكات الأسر عموما, وستصبح حياة الشعب أكثر سعادة ويسرا.

ـ ستكتمل الديمقراطية الاشتراكية أكثر, كما سيكتمل نظام القانون الاشتراكي أفضل, وسيتحقق التطبيق الشامل للمبدأ الأساسي لحكم البلاد بالقانون, وستلقى حقوق ومصالح الشعب في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية الاحترام والضمان الفعليين. وستكتمل الديمقراطية القاعدية بصورة أكثر, وسيكون النظام العام جيدا, وسيعيش الشعب ويعمل في سلام واطمئنان.

ـ سترتفع النوعيات الأيديولوجية والأخلاقية والعلمية والثقافية والصحية للأمة كلها بشكل واضح, وسيتشكل نظام التعليم الوطني الحديث المتكامل نسبيا ونظام الإبداع العلمي والتكنولوجي والثقافي ونظام تقوية الجسم لكل الشعب ونظام الطب والعلاج والصحة. وسيتمتع الشعب بفرصة تلقي التعليم الجيد, وسيعمم تعليم المرحلة الثانوية من حيث الأساس, وسيتم محو الأمية ليتشكل مجتمع دراسي يتعلم فيه كل الشعب طول الحياة, مما يدفع تنمية الإنسان في كافة المجالات.

ـ ستتعزز قدرة التنمية المستديمة بلا انقطاع, وستتحسن البيئة الايكولوجية, وسترتفع فعالية الاستفادة من الموارد ارتفاعا واضحا, وسيتم دفع الانسجام بين الإنسان والطبيعة ودفع المجتمع كله ليسير على طريق التنمية المتحضرة المتمثل في الإنتاج المتطور والحياة الميسورة والايكولوجية الجيدة.

إن أهداف البناء الشامل للمجتمع الرغيد الحياة التي يحددها هذا المؤتمر هي أهداف للتنمية الشاملة للاقتصاد والسياسة والثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية, وهى أهداف تتطابق مع الإسراع في دفع التحديث, وتتفق مع ظروف بلادنا الخاصة ووقائع بناء التحديثات ورغبة الشعب, فهي تتحلى بأهمية بالغة. ومن أجل إنجاز هذه الأهداف للحزب في المرحلة الجديدة من القرن الجديد, يجب أن كون للتنمية افكار جديدة, وأن يكون للإصلاح اختراق جديد, وأن يكون للانفتاح وضع جديد, وأن يكون لمختلف الأعمال إجراءات جديدة. وعلى كل المناطق والدوائر أن تتخذ, انطلاقا من ظروفها الخاصة, إجراءات عملية وفعالة, وتبذل جهودا لتحقيق هذه الأهداف. ويمكن للمناطق ذات الظروف المؤاتية أن تتطور بسرعة أسرع, لتحقق التحديثات من حيث الأساس قبل المناطق الأخرى وذلك على أساس البناء الشامل للمجتمع الرغيد الحياة. ويمكن التأكد أنه بفضل تحقيق أهداف البناء الشامل للمجتمع الرغيد الحياة, سيصبح وطننا الأم حتما أكثر ازدهارا وقوة, وستصبح حياة الشعب أكثر سعادة ورفاهية, وستظهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تفوقها العظيم بصورة أكثر.

رابعا, البناء الاقتصادى وإصلاح النظام الاقتصادي إن التمسك باتخاذ البناء الاقتصادي كالمحور وتحرير وتطوير القوى المنتجة الاجتماعية بلا انقطاع هو أهم شيء بالنسبة للبناء الشامل للمجتمع الرغيد الحياة. ووفقا للتوجه الجديد لتطور الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا في العالم وطلبات المرحلة الجديدة للتنمية الاقتصادية في بلادنا, تشتمل المهام الرئيسية للبناء الاقتصادي والإصلاح في العشرين سنة الأولى من القرن الحالي على إكمال نظام اقتصاد السوق الاشتراكي, ودفع التعديل الاستراتيجي للهيكل الاقتصادي, وتحقيق التصنيع من حيث الأساس, ودفع المعلوماتية بقوة, وتسريع بناء التحديثات, والمحافظة على النمو المتواصل والمتسارع والسليم للاقتصاد الوطني, ورفع مستوى حياة الشعب باطراد. فى خلال العشر سنوات الأولى من القرن الحالي, يجب تحقيق " الخطة الخمسية العاشرة" وأهداف الكفاح لعام 2010 على نحو شامل, ورفع الحجم الاقتصادي الإجمالي والقوة الوطنية الشاملة ومستوى حياة الشعب إلى مستوى أعلى لإرساء أساس متين للتنمية الكبرى في العشر سنوات التالية.

(1) سلوك طريق التصنيع الجديد النمط وبذل الجهود القصوى لتطبيق استراتيجية النهوض بالبلاد بالاعتماد على العلوم والتعليم واستراتيجية التنمية المستديمة. ما زال تحقيق التصنيع مهمة تاريخية شاقة في مجرى تحقيق التحديثات في بلادنا. إن المعلوماتية اختيار حتمي للإسراع بتحقيق التصنيع والتحديثات في بلادنا. علينا أن نتمسك بالعمل على تحريك التصنيع بالمعلوماتية وتسريع المعلوماتية بالتصنيع وفتح طريق تصنيع جديد النمط, يتميز بارتفاع النسبة العلمية والتكنولوجية وكثرة المنافع الاقتصادية وانخفاض استهلاك الموارد وقلة تلوث البيئة وتمام إظهار تفوق الموارد البشرية.

علينا أن نعجل بتحسين وترقية الهيكل الصناعي, لتشكيل التوزيع الصناعي الذي يتخذ صناعة التكنولوجيا العالية والحديثة كرائد والصناعات الأساسية والتصنيع كركائز مع التطوير الشامل لصناعة الخدمات, ونمنح الأسبقية لتطوير صناعة المعلومات ونستخدم على نطاق واسع تكنولوجيا المعلومات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية, ونطور بنشاط صناعة التكنولوجيا العالية والحديثة التي تلعب دورا دافعا هاما وخارقا في النمو الاقتصادي. وعلينا أن نصلح الصناعات التقليدية باستخدام التكنولوجيا العالية والحديثة والتكنولوجيا المتقدمة الملائمة, وننهض بصناعة إنتاج التجهيزات بقوة, ونواصل تعزيز بناء الإنشاءات الأساسية, ونعجل بتطوير صناعة الخدمات الحديثة ونرفع نسبة الصناعة الثالثة في الاقتصاد الوطني, ونعالج بصورة صحيحة العلاقات بين تطوير صناعة التكنولوجيا العالية والحديثة والصناعات التقليدية, وبين الصناعات الكثيفة الأموال والتكنولوجيا والصناعات الكثيرة الأيدي العاملة, وبين الاقتصاد الافتراضي والاقتصاد الحقيقي.

في مجرى سلوك طريق التصنيع الجديد النمط, يجب إظهار الدور الهام للعلوم والتكنولوجيا بصفتهما القوى المنتجة الأولى, والاهتمام بالاعتماد على التقدم العلمي والتكنولوجي ورفع نوعية الكادحين, وتحسين جودة النمو الاقتصادي وفعاليته. يجب تعزيز البحوث الأساسية وبحوث التكنولوجيا العالية, ودفع اختراع التقنيات المفتاحية وتكامل أنظمتها, وتحقيق التنمية التكنولوجية بخطوات حثيثة. ويجب تشجيع إبداع العلوم والتكنولوجيا, لاستيعاب التكنولوجيا المحورية وامتلاك مجموعة من حقوق الملكية الفكرية المستقلة في المجالات المفتاحية وبعض الجبهات الأمامية لتطوير العلوم والتكنولوجيا. يجب تعميق إصلاح أنظمة العلوم والتكنولوجيا والتعليم, وتعزيز اندماج العلوم والتكنولوجيا والتعليم مع الاقتصاد, وتحسين وإكمال نظام الخدمات العلمية والتكنولوجية, والإسراع بتحويل نتائج العلوم والتكنولوجيا إلى قوى منتجة واقعية. ويجب دفع بناء النظام الوطني للإبداعات, وإظهار دور استثمارات المخاطر, لإنشاء آلية دفع تداول الرساميل للتأسيس والإبداع العلمي والتكنولوجي وحشد الأكفاء. ويجب إكمال نظام حماية حقوق الملكية الفكرية. ويجب وضع التنمية المستديمة في مركز بارز جدا, والتمسك بسياسة الدولة الأساسية في تنظيم الأسرة وحماية البيئة والموارد الطبيعية, والحفاظ على مستوى الإنجاب المنخفض, والاستغلال المعقول للموارد الطبيعية المتنوعة واستخدامها اقتصاديا. ويجب العمل على تسوية مشكلة شح الموارد المائية في بعض المناطق وتنفيذ مشروع نقل المياه من الجنوب إلى الشمال. ويجب تنفيذ ما يتعلق باستثمار البحار وإتقان المعالجة الشاملة لموارد أراضي الوطن. ويجب العمل على ترسيخ وعي حماية البيئة في أذهان الشعب كله, وتحسين حماية وبناء البيئة الايكولوجية.

(2) تحقيق الازدهار الاقتصادي الشامل الريفي والتعجيل بمسيرة التمدين. إن التخطيط الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المدن والأرياف, وبناء الزراعة الحديثة, وتطوير الاقتصاد الريفي, وزيادة دخل الفلاحين هي مهمة كبيرة لبناء المجتمع الرغيد الحياة بصورة شاملة. لذا علينا أن ندعم مكانة الزراعة الأساسية, وندفع عمل تعديل الزراعة وهيكل الاقتصاد الريفي, ونحمي ونرفع قدرة الإنتاج الشاملة للحبوب الغذائية, وإكمال نظام الأمن للمنتجات الزراعية, ونزيد قوة الزراعة التنافسية في السوق. علينا أن ندفع بنشاط التصنيع الزراعي, ونرفع مستوى النظامية لدخول الفلاحين إلى السوق ورفع المنافع الزراعية الشاملة. وعلينا أن نطور صناعة معالجة المنتجات الزراعية ونقوي الاقتصاد الإقليمي على مستوى المحافظة, ونفتح الأسواق الريفية ونعمل لزيادة تداول المنتجات الزراعية, ونكمل نظام سوق المنتجات الزراعية.

يعتبر انتقال الأيدي العاملة الفائضة في الأرياف إلى القطاعات غير الزراعية والمدن والبلدات اتجاها حتميا للتصنيع والتحديث. لذا علينا أن نرفع مستوى التمدين تدريجيا ونثابر على التطور المتناسق بين المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والبلدات, ونسلك طريق التمدين المتصف بالخصائص الصينية. وعند تطوير المدن الصغيرة والبلدات, يجب اعتبار مراكز المحافظات القائمة والبلدات الناضجة الظروف كأساس وإجراء التخطيط العلمي والتوزيع المعقول, مع مراعاة الاندماج مع تطوير المؤسسات الريفية والخدمات الريفية. ويجب إزالة الأنظمة غير الصالحة والعقبات السياسية أمام تطوير التمدين وتوجيه انتقال الأيدي العاملة الريفية بصورة منتظمة ومعقولة.

علينا أن نتمسك بسياسات الحزب الأساسية المعنية بالريف, حتى يكون النظام الإداري المزدوج القائم على أساس مقاولة العائلة التعاقدية والجمع بين التوحيد والتفريق, مستقرا طويلا ومتواصلا في التحسن والاستكمال. ويسمح لتلك المناطق المتوفرة الظروف بالتنازل عن حق الانتفاع بالأراضي بأسلوب المقاولة التعاقدية وفقا لمبدأ الالتزام بالقانون وبطواعية وبالمقابل, ليتشكل الانتفاع بالأراضي أحجاما معينة تدريجيا. وعلينا أن نحترم بمكان العائلات الفلاحية كقوام السوق وندفع الإبداع في نظام الإدارة الريفية, ونعزز قوة الاقتصاد الجماعي, وننشئ ونكمل منظومة الخدمات الاجتماعية الزراعية, ونزيد وندعم التمويل في الزراعة, ونعجل بخطوات التقدم العلمي والتكنولوجي الزراعي وبناء المنشآت الزراعية الأساسية الريفية. وعلينا أن نحسن الخدمات المصرفية ونواصل دفع إصلاح الضريبة والرسوم في الريف ونخفف الأعباء عن كواهل الفلاحين ونحمي مصالحهم.

(3) تسيير التنمية الكبرى للمناطق الغربية بنشاط ودفع التطور المتناسق للاقتصاد الإقليمي. يتعلق تنفيذ استراتيجية التنمية الكبرى للمناطق الغربية بالوضع العام لتنمية البلاد كلها والتضامن بين القوميات والاستقرار في المناطق الحدودية. لذا, يجب إرساء الأساس المتين وتسيير العمل بخطوات ثابتة, وإيلاء الاهتمام لبناء الإنشاءات الأساسية والبيئة الايكولوجية باتخاذ ذلك مركز ثقل الأعمال سعيا وراء تحقيق تقدم اختراقي في غضون عشر سنوات. علينا أن نطور بقوة الصناعات المتفوقة المتميزة وندفع عجلة التنمية في المناطق الرئيسية. وعلينا أن نعمل على تطوير التوعية حول العلوم والتكنولوجيا, وإعداد الأكفاء في مختلف التخصصات واستخدامهم على خير وجه. يجب على الدولة أن تعزز دعمها للمناطق الغربية في مشاريع الاستثمار وسياسة الضريبة والتحويل والدفع الماليين وغيرها من المجالات , وتعمل بالتدريج على تشكيل قنوات الأموال الثابتة والطويلة الأمد اللازمة لتنمية المناطق الغربية وعلينا أن نبذل الجهد لتحسين المناخ الاستثماري, وتوجه الاستثمارات الأجنبية والمحلية للمشاركة في تنمية المناطق الغربية. أما المناطق الغربية نفسها فعليها أن تزيد من تحرير العقول وتعزز قدرتها على التنمية الذاتية وتفتح طريقا جديدا لتعجيل التنمية في خضم الإصلاح والانفتاح.

يجب على المناطق الوسطى أن تعزز قوتها في تعديل الهيكل الاقتصادي وتدفع التصنيع الزراعي وتعيد تكوين الصناعات التقليدية, وتربي نقاطا جديدة للنمو الاقتصادي, وتعجل بعملية التصنيع والتمدين. أما المناطق الشرقية فعليها أن تعجل بترقية هيكلها الصناعي وتطور زراعتها الحديثة وصناعة التكنولوجيا العالية والحديثة وصناعة المعالجة ذات القيمة المضافة العالية وتزيد من تطوير الاقتصاد الموجه إلى الخارج. وعلى الدولة أن تشجع المناطق الاقتصادية الخاصة وحي بو دونغ الجديد في شانغهاي على أن تتصدر غيرها في إبداع النظام وتوسيع الانفتاح وغيرهما من المجالات, وعليها أن تساعد مناطق الشمال الشرقي وغيرها من القواعد الصناعية القديمة على تسريع أعمالها في التعديل والإصلاح, وتساعد المدن والمناطق التي تتخذ استخراج الموارد كقوام اقتصادها على تنمية الصناعات التابعة, وعليها أن تدعم المناطق الثورية القديمة ومناطق الأقليات القومية للتعجيل بخطوات التنمية, كما عليها أن تعزز دعمها للمناطق الرئيسية المنتجة للحبوب الغذائية. ويجب تعزيز التبادل والتعاون الاقتصادي بين المناطق الشرقية والوسطى والغربية وتحقيق تكميل التفوقات من بعضها لبعض والتنمية المشتركة, لإنشاء عدة مناطق وأحزمة اقتصادية يتصف كل منها بخصائصه الذاتية.

(4) التمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي وتحسينه وتعميق إصلاح نظام إدارة الأصول الحكومية. وفقا لمطالب تحرير القوى المنتجة وتطويرها, يجب أن نتمسك ونكمل النظام الاقتصادي الأساسي الذي يتصف بأن تكون الملكية العامة في مركز السيطرة ويتطور اقتصاد الملكيات المتنوعة سوية. أولا, من الضروري أن نوطد ونطور اقتصاد الملكية العامة بلا تردد. إن تطوير وتقوية الاقتصاد الحكومي وسيطرة الاقتصاد الحكومي على شريان الاقتصاد الوطني , هذه كلها تلعب دورا حاسما في إظهار تفوق النظام الاشتراكي وتعزيز القوة الاقتصادية والدفاعية في بلادنا والقوة الحاشدة للأمة الصينية. وإن الاقتصاد الجماعي هو جزء هام من اقتصاد الملكية العامة, ويلعب دورا هاما في تحقيق الرخاء المشترك. ثانيا, لا بد من التشجيع والدعم والتوجيه الحازم لتطوير اقتصاد الملكيات غير الحكومية. إن اقتصاد الملكيات المتنوعة غير الحكومية, بما فيها الاقتصاد الفردي والخاص جزء هام من اقتصاد السوق الاشتراكي, يلعب دورا هاما في الإظهار التام لحماسة مختلف الأوجه الاجتماعية والإسراع بتطوير القوى المنتجة. ثالثا, يجب التمسك بكون الملكية العامة في مركز السيطرة ودفع تنمية اقتصاد الملكيات غير الحكومية وتوحيدها في عملية بناء التحديث الاشتراكي,لا يمكن جعل أحدهما يتضاد مع الآخر ويمكن لاقتصاد كل من الملكيات أن يظهر تفوقاته تماما أثناء المنافسات السوقية ويدفع بعضها بعضا ويتطور تطورا مشتركا.

تعتبر مواصلة تعديل التوزيع والهيكل للاقتصاد الحكومي وإصلاح نظام إدارة الأصول الحكومية مهمة كبيرة لتعميق إصلاح النظام الاقتصادي. ويجب الإظهار التام للحماستين المركزية والمحلية على أن تكون هذه الأصول ملكا للدولة. يجب على الدولة أن تعمل على وضع القوانين واللوائح المعنية وإنشاء نظام إدارة الأصول الحكومية الذي يتصف بأن الحكومة المركزية والحكومات المحلية تؤديان مسؤوليات الممول, نيابة عن الدولة بمفردها, ويتمتع كل منها بمصالح وحقوق المالك, كما يتصف بالوحدة بين المصالح والحقوق والواجبات والمسؤوليات, والجمع بين إدارة الأصول وإدارة العاملين وتصريف الأمور. أما المؤسسات المملوكة للدولة الكبيرة والمنشآت الأساسية والموارد الطبيعية الهامة التي تتعلق بشريان الحياة للاقتصاد الوطني وأمن الدولة فإن الحكومة المركزية هي التي تؤدي مسؤوليات الممول, نيابة عن الدولة. وبالنسبة إلى الأصول الحكومية الأخرى فإن الحكومات المحلية تؤدي مسؤوليات الممول, نيابة عن الدولة. وتقيم الحكومة المركزية والحكومات المحلية على مستوى المقاطعة والمدينة (الإقليم) هيئة خاصة لإدارة الأصول الحكومية. علينا أن نواصل البحث عن نظام وأساليب فعالة لإدارة الأصول الحكومية. ويجب على الحكومات على مختلف المستويات أن تنفذ القوانين واللوائح المتعلقة بإدارة الأصول الحكومية تنفيذا صارما, وتثابر على فصل وظائف الحكومة عن المؤسسات الاقتصادية وفصل حق الملكية عن حق الإدارة, وجعل المؤسسات تقوم بالإدارة اعتمادا على نفسها وتتحمل بنفسها المسؤولية عن الربح والخسارة , وعلى هذا الأساس, يتم تحقيق الهدف في الحفاظ على قيمة الأصول الحكومية وزيادتها.

إن المؤسسات المملوكة للدولة دعامة للاقتصاد الوطني في بلادنا. يجب تعميق إصلاح هذه المؤسسات, وبذل مزيد من الجهود لإيجاد أشكال فعالة متنوعة لتطبيق الملكية العامة وخاصة الملكية الحكومية, وبذل جهود كبيرة لتشجيع الإبداع النظامي والتكنولوجي والإداري للمؤسسات. يجب تطبيق نظام المساهمة بقوة وتطوير اقتصاد الملكيات المختلطة ما عدا عددا قليلا جدا من المؤسسات التي لا بد من إدارتها على يد الدولة بأموالها وحدها. ويجب تطبيق تعددية الاستثمار على أن تكون الدولة قابضة على الأسهم في المؤسسات الهامة. وبمقتضى نظام المؤسسات الحديثة, تواصل المؤسسات المملوكة للدولة الكبيرة والمتوسطة إصلاحها على ضوء نظام الشركات المعياري, وتحسين هيكل إدارة الشخصيات الاعتبارية. ويجب دفع إصلاح القطاعات الاحتكارية, وإدخال آلية المنافسة بنشاط. وبواسطة السوق وتوجيه السياسة, علينا أن نطور شركات كبرى ومجموعات عملاقة تتحلى بالقدرة التنافسية على الصعيد الدولي. ونطلق العنان لتنمية المؤسسات المملوكة للدولة المتوسطة والصغيرة وننشطها بصورة أكثر, ونعمق إصلاح المؤسسات الجماعية ونواصل دعم ومساعدة الاقتصاد الجماعي متعدد الأشكال في تطوره.

علينا أن نترك اقتصاد الملكيات غير الحكومية بما فى ذلك الاقتصاد الفردي والخاص يظهر دوره الهام تماما في دفع نمو الاقتصاد وتوفير فرص العمل وتنشيط السوق وما إلى ذلك. وعلينا أن نوسع مجالات السوق المفتوحة للرساميل الشعبية ونتخذ الإجراءات اللازمة في مجالات الاستثمار وتدبير الأموال, والضريبة والانتفاع بالأراضي, والتجارة الخارجية وغيرها لتحقيق المنافسة المتكافئة. وعلينا أن نشدد الرقابة والإدارة وفقا للقانون, وندفع التطور السليم لاقتصاد الملكيات غير الحكومية, ونكمل القوانين والأنظمة التي تحمي الممتلكات الخاصة.

(5) إكمال نظام السوق الحديث وتعزيز وتحسين السيطرة الكلية. علينا أن نظهر إلى ابعد حد دور السوق الأساسي في توزيع الموارد, ونكمل نظام السوق الحديثة الموحدة والمفتوحة والتنافسية والمنتظمة. وعلينا أن ندفع إصلاح سوق رأس المال وانفتاحها وتطويرها المستقر. وعلينا أن نطور أسواق حق الملكية والأراضي والأيدي العاملة والتكنولوجيا وغيرها, ونوفر الظروف لتمكين قوام الأسواق بشتى أنواعها من استخدام عوامل الإنتاج على قدم المساواة, ونعمق إصلاح نظام التداول, ونطور أساليب التداول الحديثة, ونعمل على تعزيز ومعايرة نظام السوق الاقتصادي, ونكمل نظام الائتمان الاجتماعي لاقتصاد السوق الحديث, ونحطم الاحتكار المهني والحصار الإقليمي, ونجعل السلع وعوامل الإنتاج تتنقل بحرية في أسواق البلاد.

علينا أن نحسن وظائف الحكومة في تنسيق الاقتصاد ورقابة السوق والإدارة الاجتماعية والخدمات العامة, ونقلل ونعاير الإجراءات الروتينية في المراجعة والموافقة. ويجب اتخاذ دفع النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل واستقرار الأسعار والحفاظ على التوازن بين الإيرادات والنفقات على الصعيد الدولي كأهداف رئيسية للسيطرة الكلية, بينما يكون توسيع الطلب المحلي ركيزة أساسية طويلة الأمد للتنمية الاقتصادية في بلادنا. وعلينا أن نتمسك بسياسة توسيع الطلب المحلي, وننفذ سياسات الاقتصاد الكلي المناسبة حسب متطلبات الوضع, ونعدل العلاقات بين الاستثمار والاستهلاك, ونرفع تدريجيا نسبة الاستهلاك في إجمالي قيمة الناتج الوطنى , ونكمل نظام السيطرة الكلية المتعلقة بخطط الدولة والسياسة المالية والنقدية وغيرها, ونظهر دور ميزان الاقتصاد في أعمال التنسيق, ونعمق إصلاح أنظمة المالية والضريبة والأعمال المصرفية والاستثمار وتدبير الأموال, ونحسن سياسة الميزانية لنظام الإدارة المعني, ونعزز الرقابة على الإيرادات والنفقات, ونشدد العمل في جباية الضريبة والإشراف عليها. وندفع بخطوات ثابتة إصلاح سوقية الفائدة البنكية, ونحسن توزيع الموارد المالية, ونشدد الرقابة على الأعمال المصرفية, ونعمل على الوقاية من مخاطر المالية وإزالتها لتخدم هذه الأعمال التنمية الاقتصادية والاجتماعية بصورة أفضل.

(6) تعميق إصلاح نظام التوزيع وإكمال نظام الضمان الاجتماعي. إن تنظيم علاقات التوزيع على خير وجه يتعلق بمصالح جماهير الشعب الغفيرة وإظهار حماستها. ويجب تعديل ومعايرة علاقات التوزيع بين الدولة والمؤسسات والأفراد. ويجب وضع مبدأ مشاركة العمل ورأس المال والتكنولوجيا والإدارة وغيرها من عوامل الإنتاج الرئيسية في التوزيع وفقا لمساهماتها, وينبغي تحسين نظام التوزيع الذي يتخذ "لكل حسب عمله" ككيان رئيسي مع وجود عدة أساليب للتوزيع في آن وحد. وعلينا أن نثابر على منح الأسبقية للفعالية مع مراعاة العدالة, ويجب الجمع بين تشجيع روح العطاء وتطبيق سياسة التوزيع, وبين معارضة نزعة المساواتية والحيلولة دون تفاوت كبير في الدخل. وعند توزيع الدخل في البداية, علينا أن نولي الاهتمام للفعالية, ونظهر دور السوق, ونشجع بعض الناس على الاغتناء من جراء عملهم الكدود قبل الآخرين ومزاولة الأعمال المشروعة. وعند إعادة توزيع الدخل علينا أن نولي الاهتمام بالعدالة, ونعزز وظائف الحكومة في تنسيق توزيع الدخل, حيث نعدل الدخل الضخم المتجاوز الحد. وعلينا أن نحدد المقاييس الموحدة لنظام التوزيع وننسق الدخل العالي المفرط لعدد قليل من المهن الاحتكارية على نحو معقول, ونقطع دابر الدخل غير المشروع. والهدف من ذلك تحقيق الرخاء المشترك, عن طريق زيادة نسبة ذوي الدخل المتوسط ورفع مستوى الدخل لذوي الدخل المحدود.

ان إقامة وإكمال نظام الضمان الاجتماعي المتناسب مع مستوى التطور الاقتصادي هما ضمانة هامة للاستقرار الاجتماعي والحفاظ على النظام والأمن الدائم في البلاد. علينا أن نثابر على دمج التخطيط الاجتماعي مع الحسابات الفردية, ونحسن نظام التأمين ضد الشيخوخة للعمال والموظفين في المدن والبلدات, ونظام التأمين الطبي الأساسي لهم. وعلينا أن نكمل نظام التأمين ضد البطالة ونظام الضمان للحد الأدني لمستوى معيشة سكان المدن. وعلينا أن نعمل لجمع وتدبير الأموال اللازمة للضمان الاجتماعي عبر قنوات متعددة. ويجب على مختلف المناطق أن تحدد مقياس ومستوى الضمان الاجتماعي بصورة معقولة وفقا لظروفها الخاصة. وعلينا أن نطور الإغاثة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية في المدن والأرياف. وفي المناطق متوفرة الظروف, يمكن إنشاء نظام رعاية المسنين الريفي ونظام التأمين الطبي الريفي ونظام الضمان الريفي للحد الأدني لمستوى المعيشة على سبيل التجربة.

(7) التشبث بالجمع بين "الدخول" و"الخروج", ورفع مستوى الانفتاح على الخارج بصورة شاملة. للتكيف مع الوضع الجديد للعولمة الاقتصادية والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية, من الضروري المشاركة في التعاون والمنافسة الاقتصاديين والتكنولوجيين الدوليين على نطاق أكبر وفي مجالات أوسع وعلى مستوى أعلى, والاستخدام المستفيض للسوقين الدولية والمحلية, وتحسين توزيع الموارد, وتوسيع مجالات التنمية, وحفز الإصلاح ودفع التطور بالانفتاح.

يجب زيادة توسيع تجارة البضائع والخدمات. وتطبيق استراتيجية تعددية السوق, وإظهار التفوق النسبي لبلادنا, وتوطيد الأسواق التقليدية, واكتشاف أسواق جديدة, والعمل على زيادة التصدير. ومن الضروري التشبث بتحقيق التفوق بالنوعية, وتعزيز القوة التنافسية للصادرات والخدمات. ويجب تحسين مكونات الواردات, والتركيز على استقدام تكنولوجيا متقدمة وأجهزة محورية, وتعميق إصلاح نظام الاقتصاد الموجه للخارج والتجارة الخارجية, ودفع تعددية قوام التجارة الخارجية, وتحسين وإكمال نظام الضريبة المعني وآلية تدبير التمويل التجاري.

يجب زيادة جذب الاستثمار المباشر لرجال الأعمال الأجانب, ورفع نوعية ومستوى استخدام الاستثمارات الأجنبية. ويجب دفع انفتاح مجال الخدمات تدريجيا, واستخدام الاستثمارات المتوسطة والطويلة الأجل من خارج البلاد بأساليب متنوعة, والجمع بين استخدام الاستثمارات الأجنبية وبين تعديل الهياكل الاقتصادية المحلية وإعادة تشكيل المؤسسات المملوكة للدولة وإصلاحها, وتشجيع الشركات المتعددة الجنسية على الاستثمار في الزراعة وقطاع التصنيع وصناعة التكنولوجيا العالية والحديثة, والعمل على استقدام أنواع مختلفة من الأكفاء المتخصصين والعقول من وراء البحار, وتحسين بيئة الاستثمار, ومعاملة المستثمرين الأجانب معاملة المواطن الصيني, ورفع شفافية القوانين واللوائح والسياسات. ويجب تطبيق استراتيجية "الخروج" باعتباره إجراء هاما في المرحلة الجديدة من الانفتاح على الخارج, وتشجيع ودعم المؤسسات مختلفة الملكيات ذات التفوق النسبي للاستثمار خارج البلاد, لتحريك تصدير البضائع والعمالة, وتشكيل مجموعة من المؤسسات القوية المتعددة الجنسية ومنتجات مشهورة العلامات التجارية. ويجب المشاركة إيجابيا في التبادل والتعاون الاقتصادي الإقليمي, والاهتمام البالغ بحماية أمن الدولة الاقتصادي أثناء توسيع الانفتاح على الخارج.

(8) توسيع التوظيف بكل وسيلة من الوسائل, وتحسين معيشة أبناء الشعب باستمرار. التوظيف هو أساس حياة أبناء الشعب. و توفير فرص العمل هو مهمة هامة وشاقة لبلادنا حاليا وفي فترة زمنية طويلة. تطبق الدولة استراتيجية وسياسة طويلة الأمد لحفز التوظيف. يجب على لجان الحزب والحكومات على مختلف المستويات أن تعتبر تحسين بيئة تأسيس المشروعات وزيادة فرص العمل مسئولية هامة لها. يجب استكشاف مجالات أوسع للتوظيف, وتطوير الصناعات الكثيفة العمل بنشاط, وتقديم الدعم من حيث السياسات للمؤسسات التي تقدم فرص العمل الجديدة وتستوعب العاطلين المسرحين من أعمالهم لإعادة توظيفهم من جديد. ويجب توجيه كل المجتمع إلى تغيير مفهومه للتوظيف, وتعميم أساليب التوظيف المرنة والمتنوعة, والتشجيع على تدبير الأعمال ذاتيا وتأسيس المشروعات ذاتيا. ويجب تحسين وإكمال نظام التأهيل للتوظيف والخدمات, ورفع مهارات الكادحين في إيجاد فرص العمل, وتعزيز إدارة العمل واستخدام العاملين طبقا للقانون, وضمان الحقوق والمصالح الشرعية للعاملين, والاهتمام البالغ بسلامة الإنتاج, وحماية ممتلكات الدولة وسلامة أرواح الشعب.

الهدف الجوهري للتنمية الاقتصادية رفع مستوى ونوعية معيشة أبناء شعب البلاد كلها. يجب زيادة دخل سكان المدن والأرياف بلا انقطاع تماشيا مع التنمية الاقتصادية, وتوسيع مجالات الاستهلاك, وتحسين الهيكل الاستهلاكي, وسد طلبات الناس المادية والثقافية المتنوعة. ويجب تعزيز بناء إنشاءات الخدمات العامة, وتحسين بيئة المعيشة, وتطوير خدمات المجمعات السكنية, وتسهيل معيشة الجماهير. ويجب إنشاء نظام الخدمات الصحية ونظام الرعاية الطبية لمسايرة تطورات الوضع, ويجب بذل الجهود لتحسين وضع العلاج الطبي والصحة في الأرياف, ورفع مستوى العلاج والرعاية الطبية لسكان المدن والأرياف. ويجب تطوير أعمال المعاقين, ومواصلة بذل الجهود لدفع التنمية لدعم الفقراء, والحفاظ على ثمار مساعدة الفقراء, وحل مشكلة الغذاء والكساء لسكان الريف الذين لم يتخلصوا من الفقر بعد بأسرع وقت ممكن, ليعيشوا حياة رغيدة تدريجيا.

إن إنجاز المهمات المختلفة للبناء الاقتصادي وإصلاح النظام الاقتصادي بنجاح ذو أهمية حيوية حاسمة للإسراع بدفع التحديث الاشتراكي. ما دام يعمل كل الحزب وكل أبناء شعب البلاد بمختلف قومياته بقلب واحد وإرادة واحدة, ويكافحون كفاحا مريرا, فمن المحتم أن نقيم نظاما كاملا لاقتصاد السوق الاشتراكي, ونواصل الحفاظ على النمو المتواصل والمتسارع والسليم للاقتصاد الوطني في المرحلة الجديدة من القرن الجديد.

خامسا, البناء السياسي وإصلاح البنية السياسية

تطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية وبناء الحضارة السياسية الاشتراكية هو أحد الأهداف الهامة لبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. ومن الضروري وبشرط التمسك بالمبادئ الأساسية الأربعة, مواصلة دفع إصلاح البنية السياسية إيجابيا وسليما, وتوسيع الديمقراطية الاشتراكية, وإكمال النظام القانوني الاشتراكي, وبناء دولة اشتراكية يحكمها القانون, وترسيخ وتطوير الوضع السياسي المتمثل في الديمقراطية والتضامن والنشاط والحيوية والاستقرار والانسجام.

كان حزبنا ولا يزال يعتبر تحقيق وتطوير الديمقراطية الشعبية مهمة له. ومنذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح, دفعنا بحزم وعزم إصلاح البنية السياسة, الأمر الذي دفع بناء السياسة الديمقراطية الاشتراكية بقوة. وأهم شيء في تطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية هو التوحيد العضوي بين التمسك بقيادة الحزب وكون أبناء الشعب أسياد الدولة وحكم البلاد بالقانون. إن قيادة الحزب هو الضمانة الأساسية لممارسة أبناء الشعب حقوقهم كأسياد الدولة وحكم الدولة بالقانون, وممارسة أبناء الشعب حقهم بصفتهم أسياد الدولة هو المتطلب الجوهري للسياسة الديمقراطية الاشتراكية, وحكم البلاد بالقانون هو المبدأ الأساسي للحزب لقيادة الشعب في إدارة البلاد. الحزب الشيوعي الصيني نواة القيادة للقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وكون الحزب الشيوعي الصيني في الحكم يعني قيادة ودعم أبناء الشعب ليكونوا أسياد البلاد, وتجنيد وتنظيم جماهير الشعب على أوسع نطاق ليديروا البلاد والشؤون الاجتماعية طبقا للقانون, ويديروا الأعمال الاقتصادية والثقافية, وحماية وتحقيق المصالح الأساسية لجماهير الشعب. والدستور والقانون تجسيد للتوحيد بين دعوة الحزب وإرادة الشعب. ومن الضروري أداء الأعمال وفقا للقانون بدقة, ولن يسمح أبدا لأي منظمة وشخص بأن يتمتع بامتيازات غير منصوص عليها في الدستور والقانون.

إصلاح البنية السياسية هو الإكمال والتطوير الذاتي للنظام السياسي الاشتراكي. ومن الضروري أن يفيد دفع إصلاح البنية السياسية تعزيز حيوية الحزب والدولة, ويظهر الخصائص والتفوق للنظام الاشتراكي, ويجند مبادرة وإبداعية جماهير الشعب كاملا, ويحمي وحدة البلاد والتضامن بين القوميات والاستقرار الاجتماعي, ويحفز التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي الشامل. ويجب التشبث بالانطلاق من وضع بلادنا الخاص, وتلخيص تجاربنا في الممارسة, والاستفادة من الثمار المفيدة للحضارة السياسية البشرية في نفس الوقت, وعدم تقليد طرز الأنظمة السياسية الغربية أبدا. ويجب التركيز على تعزيز بناء النظام, لتحقيق نظامية ومعيارية وبرمجة السياسة الديمقراطية الاشتراكية.

(1) التشبث بنظام الديمقراطية الاشتراكية وإكماله. يجب إكمال نظام الديمقراطية, وتنويع أشكال الديمقراطية, وتوسيع المشاركة السياسية المنتظمة للمواطنين, وضمان أن يمارس الشعب الانتخابات الديمقراطية ويشارك في صنع القرارات الديمقراطية والإدارة الديمقراطية والمراقبة الديمقراطية طبقا للقانون, وأن يتمتع بالحقوق والحريات الواسعة, واحترام وضمان حقوق الإنسان. ويجب التشبث بنظام مجالس نواب الشعب وإكماله, وضمان أن تنفذ مجالس نواب الشعب ولجانها الدائمة وظائفها طبقا للقانون, وضمان أن يجسد التشريع وصنع القرارات إرادة الشعب بصورة أفضل. ويجب تعديل وتحسين تكوين أعضاء اللجان الدائمة لمجالس نواب الشعب, والتشبث بنظام التعاون بين الأحزاب المتعددة والمشاورات السياسية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني وإكماله, والتمسك بمبدأ "التعايش طويل الأمد, والرقابة المتبادلة, والمعاملة بصدق وإخلاص, والمشاركة في السراء والضراء", وتعزيز التعاون والعمل مع الأحزاب الديمقراطية, وإظهار خصائص وتفوق نظام الأحزاب السياسية الاشتراكي لبلادنا بصورة أفضل. ويجب ضمان أن يلعب المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني دور المشاورات السياسية والرقابة الديمقراطية والمشاركة في الشؤون السياسية والمناقشة حولها, وترسيخ وتطوير الجبهة المتحدة الوطنية الأوسع, وتطبيق سياسة الحزب حول القوميات بصورة شاملة, والتمسك بنظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي وإكماله, وتوطيد وتطوير العلاقات الاشتراكية بين القوميات المتمثلة في المساواة والتضامن والمساعدة المتبادلة, وحفز الازدهار والتقدم المشترك لمختلف القوميات. يجب تطبيق سياسة الحزب حول حرية الاعتقاد الديني بصورة شاملة, وإدارة الشؤون الدينية طبقا للقانون, وتوجيه الأديان إيجابيا لتتناسب مع المجتمع الاشتراكي, والتمسك بمبدأ الاستقلال والإدارة الذاتية. ويجب تطبيق سياسة الحزب حول شؤون المغتربين الصينيين تطبيقا جادا.

توسيع ديمقراطية المستويات القاعدية هو من الأعمال القاعدية لتطوير الديمقراطية الاشتراكية. ويجب إكمال المنظمات القاعدية للحكم الذاتي ونظام الإدارة الديمقراطية, وتحسين وإكمال نظام أداء الأعمال العلني, وضمان أن تمارس جماهير الشعب الحقوق الديمقراطية مباشرة وفقا للقانون وتدير الأعمال العامة وأعمال المصالح العامة القاعدية, وتطبق المراقبة الديمقراطية للكوادر. ويجب تحسين وإكمال الحكم الذاتي لسكان القرى, وإكمال آلية الحكم الذاتي لسكان القرى المفعمة بالقوة والحيوية تحت قيادة المنظمات الحزبية في القرى. ويجب تحسين وإكمال الحكم الذاتي لسكان المدن, وبناء مجمعات سكنية جديدة الطراز منظمة إداريا ومتحضرة ومنسجمة. ويجب التمسك بنظام مؤتمرات ممثلي العمال والموظفين وأشكال أخرى من نظام الإدارة الديمقراطية للمؤسسات الاقتصادية وغير الاقتصادية وإكماله, وضمان الحقوق والمصالح الشرعية للعمال والموظفين.

(2) تعزيز البناء القانوني الاشتراكي. يجب التمسك بسن قانون يمكن الاعتماد عليه, وضرورة الاعتماد على القوانين القائمة والتنفيذ الصارم للقانون ومساءلة جميع المخالفين قانونيا. ويجب التكيف مع الوضع الجديد الناتج عن تطور اقتصاد السوق الاشتراكي والتقدم الاجتماعي الشامل والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية, وتعزيز أعمال التشريع, ورفع نوعيتها, ليتشكل نظام قانوني اشتراكي ذو خصائص صينية في عام 2010. ويجب التشبث بمساواة كل الأشخاص أمام القانون, وتشديد مراقبة فعاليات تنفيذ القانون, ودفع الإدارة استنادا إلى القانون, وحماية عدالة القضاء, ورفع مستوى تنفيذ القانون, والضمان الحقيقي لتنفيذ القانون بدقة, وحماية وحدة وكرامة النظام القانوني, الوقاية من حمائية الأقاليم والدوائر والتغلب عليها, وتوسيع ومعايرة الخدمات القانونية, والقيام بالمساعدة القانونية إيجابيا, وتعزيز الدعاية والتوعية القانونية, ورفع النوعية القانونية لكل أبناء الشعب, وعلى الخصوص تعزيز مفهوم الموظفين العموميين حول النظام القانوني وقدرتهم على أداء الأعمال طبقا للقانون. وعلى أعضاء وكوادر الحزب والكوادر القياديين خاصة أن يكونوا قدوة للالتزام بالدستور والقانون.

(3) إصلاح وإكمال أسلوب قيادة الحزب وأسلوب ممارسة السلطة. إن ذلك يتعلق بالوضع الكلي في دفع بناء السياسة الديمقراطية الاشتراكية. يقصد بقيادة الحزب قيادته سياسيا وأيديولوجيا وتنظيميا بصورة رئيسية, حيث تنفذ قيادة الحزب للدولة والمجتمع بواسطة وضع السياسات والمبادئ الرئيسية, وطرح الاقتراحات حول التشريع, وتزكية الكوادر الرئيسيين, والقيام بالدعاية الأيديولوجية, وإظهار دور المنظمات الحزبية وأعضاء الحزب, والتشبث بممارسة السلطة وفقا للقانون. وتلعب لجان الحزب دور نواة القيادة من بين مختلف المنظمات على نفس المستوى, وتركز قواها على الاهتمام بالأمور الهامة, وتدعم مختلف الجهات لتقوم بأعمالها متحملة المسؤولة مستقلة وبخطوات متناسقة. وتعمل على زيادة إصلاح وإكمال أجهزة أعمال الحزب وآلية أعمالها. كما تعمل على معايرة العلاقات بين لجنة الحزب ومجلس نواب الشعب والحكومة والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والمنظمات الشعبية وفقا لمبدأ سيطرة الحزب على الوضع الكلي والتنسيق بين مختلف الجهات, وتدعم مجلس نواب الشعب لينفذ صلاحياته كهيئة سلطة للدولة, وتعمل على تحويل دعوات الحزب إلى إرادة الدولة وتحويل المرشحين الذين تزكيهم المنظمات الحزبية إلى قياديين في دوائر سلطة الدولة ومراقبتهم وذلك عن طريق الإجراءات القانونية المحددة, وتدعم الحكومة لتنفذ صلاحياتها المحددة قانونيا, وتطبق الإدارة بالقانون, وتدعم المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني لينفذ صلاحياته حول موضوعين كبيرين هما التضامن والديمقراطية. وتعزز قيادة نقابات العمال وعصبة الشبيبة الشيوعية واتحاد النساء وغيرها من المنظمات الشعبية, وتدعمها لتقوم بالأعمال طبقا للقانون ولائحة كل منها, لتكون جسرا ورابطة يرتبط الحزب بواسطتهما بجماهير الشعب الغفيرة بصورة أفضل.

(4) إصلاح وإكمال آلية صنع القرارات. صنع القرارات الصحيحة هو مقدمة هامة لنجاح مختلف الأعمال. يجب إكمال آلية لصنع القرارات تتمثل في معرفة أحوال الشعب على نحو عميق وعكس إرادة الشعب بصورة كاملة وجمع ذكاء الشعب بصورة واسعة والحرص الحقيقي على قوة الشعب, ودفع علمية وديمقراطية صنع القرارات. على أجهزة صنع القرارات على مختلف المستويات أن تكمل لوائح وبرامج صنع القرارات الهامة, وإقامة نظام يعكس الوضع الاجتماعي وآراء الشعب, وإقامة نظام الإعلان العلني الاجتماعي ونظام الاستماع الاجتماعي للأمور الهامة ذات علاقة وثيقة بمصالح الجماهير, وإكمال نظام استشارة الخبراء, وتطبيق نظام التجاوب ونظام المسؤولية لصنع القرارات, للوقاية من إرادية صنع القرارات.

(5) تعميق إصلاح نظام الإدارة التنفيذية. يجب تحقيق المزيد من تغيير وظائف الحكومة, وتحسين أسلوب الإدارة, وتعميم إدارة الحكومة الإلكترونية, ورفع فعالية الإدارة, وخفض تكاليف الإدارة, وتشكيل نظام إدارة معيارية ومتناسقة وعادلة وشفافة ونزيهة وعالية الفعالية. ويجب معايرة وظائف وصلاحيات السلطات المركزية والمستويات المحلية وفق القانون, والمعالجة الصحيحة للعلاقات بين الدوائر التي تديرها الحكومة المركزية مباشرة والحكومات المحلية. وفقا لمبدأ التبسيط والتوحيد والفعالية وطلب التنسيق بين صنع القرارات والتنفيذ والمراقبة, يجب دفع إصلاح الدوائر الحكومية باستمرار, ومعايرة وظائف الدوائر علميا, وإقامة الأجهزة بصورة معقولة, وتعديل وتحسين تكوين العاملين, وتحقيق قانونية الأجهزة وملاك الموظفين, والحل الفعلي لكثرة المستويات الفائقة الحد وتشابك الوظائف وتضخم صفوف العاملين وانفصال الصلاحيات عن المسؤوليات وتنفيذ القانون متكررا من مختلف المستويات والجهات وغيرها من المشاكل. ويجب إصلاح نظام إدارة المؤسسات غير الاقتصادية وفقا لمبدأ فصل الشؤون السياسية عن الشؤون الإدارية.

(6) حفز إصلاح النظام القضائي. من الضروري أن يضمن النظام القضائي الاشتراكي تحقيق التكافؤ والعدالة في كل المجتمع. وفقا لطلب القضاء العادل وتنفيذ القانون الصارم, يجب تحسين وإكمال إقامة الأجهزة القضائية, وتوزيع الصلاحيات ونظام الإدارة, وزيادة إكمال النظام القضائي المتميز بوضوح الصلاحيات والمسؤوليات, والتعاون المتبادل, والتقييد المتبادل, والأداء العالي الفعالية, وضمان أن تمارس أجهزة القضاء والنيابة العامة سلطة المحاكمة وسلطة التحقيق وفقا للقانون وبصورة مستقلة وعادلة من حيث النظام. ويجب تحسين وإكمال إجراءات الدعوى القضائية, وضمان الحقوق والمصالح الشرعية للمواطنين والشخصيات الاعتبارية, وحل مشكلة صعوبة تنفيذ القانون حقيقيا, وإصلاح آلية عمل الأجهزة القضائية ونظام إدارة العاملين والمال والمواد, وتحقيق انفصال المحاكمة والتحقيق عن الشؤون الإدارية القضائية تدريجيا. ويجب تعزيز مراقبة الأعمال القضائية, ومعاقبة الفساد في مجال القضاء لبناء صفوف رجال قضاء موثوق بهم سياسيا ومهرة في الأعمال وممتازين في الأسلوب ومتصفين بالعدالة في تنفيذ القانون.

(7) تعميق إصلاح نظام شؤون الكوادر. يجب العمل على تشكيل آلية لاستخدام العاملين متميزة باستيعاب الأكفاء على نطاق واسع وإظهار كفاءات كل شخص والاستعداد للعمل في المستويات العليا أو في المستويات الدنيا ومفعمة بالقوة والحيوية, لحشد الأكفاء الممتازين في مختلف قضايا الحزب والدولة. باتخاذ إقامة وإكمال آلية للاختيار والتعيين والإدارة والمراقبة كمركز الثقل, وتحقيق العلمية والديمقراطية والنظامية كالهدف يجري إصلاح وإكمال نظام شؤون الكوادر, وإكمال نظام الموظفين العموميين. ويجب زيادة حق أعضاء الحزب والجماهير لمعرفة أحوال اختيار الكوادر وتعيينهم, وحقهم في المشاركة وحقهم في الاختيار وحقهم في المراقبة, وتطبيق نظام مدة العمل ونظام الاستقالة ونظام تحميل المسؤولية عن القصور والأخطاء في استخدام العاملين للكوادر القياديين للحزب والحكومة. ويجب إكمال نظام الجمع بين مناصب الكوادر ودرجات المناصب, وإقامة آلية حفز وضمان الكوادر, واستكشاف وإكمال نظام إدارة شؤون الكوادر عن طريق التصنيف للدوائر الحزبية والحكومية والمؤسسات غير الاقتصادية والاقتصادية, وإصلاح وإكمال نظام الإدارة المزدوجة للكوادر, وتحطيم مفهوم وأسلوب الاعتماد على الأقدمية في اختيار العاملين واستخدامهم, وحفز الانتقال المعقول للأكفاء, وتهيئة بيئة ممتازة إيجابيا لبزوغ الأكفاء الممتازين في مختلف المجالات.

(8) تعزيز تقييد السلطة ومراقبتها. يجب إقامة آلية لممارسة السلطة ذات تركيب معقول وتوزيع علمي وبرنامج دقيق وتقييد فعال, وتعزيز مراقبة السلطة من حيث صنع القرارات والتنفيذ وغيرهما من الحلقات, وضمان استخدام السلطة الممنوحة من الشعب في تحقيق المصالح والخيرات للشعب فعليا, والتركيز على تعزيز مراقبة الكوادر القياديين وخصوصا الكوادر القياديين الرئيسيين, وتعزيز مراقبة إدارة واستخدام العاملين والمال والمواد, وتشديد المراقبة بداخل الجماعة القيادية, وتحسين وإكمال إجراءات القرار حول الأمور الهامة وتعيين الكوادر الرئيسيين وعزلهم من المناصب, وإصلاح وإكمال نظام فحص انضباط الحزب, وإقامة وإكمال نظام التفتيش والتفقد, وإظهار أدوار أجهزة القضاء والمراقبة الإدارية وتدقيق الحسابات وغيرها من الوحدات الوظيفية, وتطبيق نظام تقديم الكوادر القياديين تقارير عن أعمالهم ونزاهتهم بأشكال متنوعة, وإكمال نظام الإبلاغ عن الأمور الهامة ونظام الاستفسار ونظام التقييم الديمقراطي, والتعميم الجاد لنظام العلنية للشؤون الحكومية, وتعزيز المراقبة التنظيمية والديمقراطية, وإظهار دور مراقبة الرأي العام.

(9) حماية الاستقرار الاجتماعي. يجب المحافظة على البيئة الاجتماعية المنسجمة والمستقرة امدا طويلا في سبيل إنجاز المهمات الثقيلة للإصلاح والتنمية. ينبغي على لجان الحزب والحكومات على مختلف المستويات أن تحل بكل حماسة المشاكل الفعلية التي تواجهها جماهير الشعب في أعمالها وحياتها. ويجب تعميق التحقيقات والدراسات, والتمييز بين الأحوال المختلفة وتعزيز الأعمال الأيديولوجية والسياسية, ومعالجة التناقضات داخل صفوف الشعب على نحو صحيح وخاصة التناقضات المرتبطة بالمصالح الفعلية للجماهير باستخدام الوسائل الاقتصادية والإدارية والقانونية وغيرها استخداما صحيحا, والمحافظة على الوضع المتسم بالاستقرار والوحدة. يجب تقوية الأعمال السياسية والقانونية وإنزال الضربات الشديدة على مختلف الأنشطة الإجرامية وفق القانون, والاحتراس ومعاقبة الأنشطة الإجرامية للطوائف المهرطقة, واكتساح الظواهر القبيحة في المجتمع بحزم, وضمان سلامة أرواح جماهير الشعب وممتلكاتها بالفعل. يجب التمسك بالاندماج بين الضرب والاحتراس باعتبار الأخير كحلقة رئيسية, وتطبيق مختلف الإجراءات المتعلقة بالمعالجة الشاملة للأمن الاجتماعي, وتحسين الإدارة الاجتماعية للحفاظ على النظام الاجتماعي الجيد. يجب تقوية أعمال أمن الدولة والحذر من أنشطة التسرب والتخريب والانقسام التي تمارسها القوى العدائية داخل البلاد وخارجها.

إن السياسة الديمقراطية الاشتراكية تتحلى بالحيوية العظيمة والتفوق الواضح. وان الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني مفعمان بثقة تامة بطريق التطور السياسي التي اختاراها بنفسيهما, وسيدفعان بثبات وبلا تردد البناء السياسي الاشتراكي ذا الخصائص الصينية إلى الأمام.

سادسا, البناء الثقافي و إصلاح النظام الثقافي

بهدف بناء المجتمع الرغيد الحياة على نحو شامل يجب بذل أقصى الجهود لتطوير الثقافة الاشتراكية, وبناء الحضارة الروحية الاشتراكية. في عالم اليوم, تتمازج الثقافة مع الاقتصاد والسياسة, وتبرز مكانة الثقافة ودورها أكثر فأكثر في تنافس القوة الوطنية الشاملة. قد تأصلت قوة الثقافة بعمق في الحيوية والإبداع والقوة الحاشدة لأمتنا, فعلى الرفاق في كل الحزب أن يدركوا بعمق المغزى الاستراتيجي للبناء الثقافي ويدفعوا تطور وازدهار الثقافة الاشتراكية.

(1) التشبث الشديد باتجاه تقدم الثقافة المتقدمة. إن تطوير الثقافة المتقدمة في الصين المعاصرة يعنى بالضبط تطوير الثقافة الاشتراكية الوطنية العلمية والجماهيرية الموجهة نحو التحديث والعالم والمستقبل, وإغناء العالم الروحي للناس وتقوية قوتهم الروحية باستمرار. يجب التمسك بالمكانة المرشدة للماركسية - اللينينية وأفكار ماو تسى تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ في المجال الأيديولوجي, وتوحيد وقيادة بناء الثقافة الاشتراكية بأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة, والتمسك باتجاه خدمة الشعب والاشتراكية, والمبدأ الداعي إلى "دع مائة زهرة تتفتح ومائة مدرسة فكرية تتبارى", وإبراز نغمة العصر الأساسية, والدعوة إلى التنويع. ويجب التمسك بتسليح الإنسان بالنظريات العلمية وإرشاده بالرأي العام السديد وتكوينه بالروح السامية وإلهامه بالأعمال الممتازة. ويجب بذل الجهود القصوى لتطوير الثقافة المتقدمة ودعم الثقافة السليمة والمفيدة, والعمل الجاد على إصلاح الثقافة المتخلفة, ومقاومة الثقافة المتعفنة بحزم. علي العاملين في ميدان الأدب والفن أن يتغلغلوا في صفوف الجماهير وواقع الحياة لكي يقدموا للشعب أعمالا معاصرة جديرة أكثر. وعلى أوساط الصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون أن تتمسك بالاتجاه المرشد الصحيح, وعلى المواقع على الإنترنت أن تكون موقعا هاما لنشر الثقافة المتقدمة. واعتمادا على الممارسات للإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات وأخذ مقدمة تطور الثقافة العالمية في عين الاعتبار, يجب إظهار التقاليد الممتازة للثقافة الوطنية والاستفادة من ميزات مختلف القوميات في العالم, وتنشيط الإبداعات من حيث المضامين والأشكال, ومواصلة تعزيز الجاذبية والقوة الملهمة للثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

(2) التمسك بإظهار وتربية الروح القومية. إن الروح القومية تعتبر دعامة روحية تعتمد عليها قومية في بقائها ونموها. من المستحيل أن تبقى أية أمة بين أمم العالم بدون معنوية عالية وأخلاق سامية. ففى خلال أكثر من خمسة آلاف سنة من التطور, تشكلت الروح القومية العظيمة للأمة الصينية التي تتجسد في التضامن والوحدة وحب السلام والكد والجرأة وتقوية النفس بلا توقف في سبيل التقدم مع اتخاذ الوطنية كنواة لها. في الممارسات الطويلة الأمد ظل حزبنا يقود الشعب في إثراء وتطوير هذه الروح القومية دون انقطاع بالاقتران مع طلبات تطور العصر والمجتمع. في مواجهة التفاعل لمختلف الثقافات والأيديولوجيات على نطاق العالم, يجب اتخاذ إظهار وتربية الروح القومية كمهمة هامة للغاية في بناء الثقافة, وإدخالها في كل عمليات التعليم الوطني, وفي كل عمليات بناء الحضارة الروحية, مما يجعل كل الشعب أن يحافظ دائما على الحالة المعنوية العالية.

(3) التعزيز الفعلي للبناء الأيديولوجي والأخلاقي. ان اجارة الدولة بالقانون وادارة الدولة بالفضيلة تكملان بعضهما بعضا. يجب بناء النظام الأخلاقي والأيديولوجي الاشتراكي المتلائم مع اقتصاد السوق الاشتراكي والمتناسق مع معايير القانون الاشتراكي والمتواصل للفضيلة التقليدية للأمة الصينية. يجب تعميق الدعاية والتثقيف حول النظرية الأساسية والخط الأساسي والمنهاج الأساسي للحزب وأفكار "التمثيلات الثلاث" الهامة لإرشاد الناس في تبنى المثل المشتركة الخاصة بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية والنظرة الصحيحة إلى العالم والحياة والقيم. ويجب تطبيق المنهاج التنفيذي للبناء الأخلاقي للمواطنين بشكل جدي, وإظهار الروح الوطنية. ويجب تعزيز التعليم المتعلق بالأخلاق الاجتماعية العامة والأخلاق المهنية والأخلاق الحميدة العائلية, وخاصة تعزيز البناء الأخلاقي والأيديولوجي للأحداث والشبان, باعتبار خدمة الشعب كنواة, والجماعية كمبدأ, والأمانة والوفاء كحلقة أساسية, لإرشاد الناس في السعي وراء الهدف الأخلاقي والأيديولوجي الأعلى على أساس الالتزام بمبادئ السلوك الأساسية. ويجب تعزيز وتحسين الأعمال الأيديولوجية والسياسية وشن الحملة الجماهيرية لبناء الحضارة الروحية على نطاق واسع.

(4) بذل أقصى الجهود لتطوير قضايا التعليم والعلوم . لما كان التعليم هو الأساس لتطوير العلوم والتكنولوجيا وإعداد الأكفاء, فانه يلعب دور الرائد والدافع للوضع العام في بناء التحديثات, يجب وضعه في المكانة الإستراتيجية ذات أسبقية التطور. ويجب التطبيق الشامل للسياسة التعليمية للحزب, والمثابرة على التعليم لخدمة بناء التحديثات الاشتراكية وخدمة الشعب, واندماجه مع العمل الإنتاجي والممارسة الاجتماعية لإعداد بناة وخلف ذوي نمو شامل أخلاقيا وعقليا وجسمانيا وإحساسا بالجمال. ويجب التمسك بالإبداع التعليمي, وتعميق إصلاح التعليم, وتحسين الهيكل التعليمي, والتوزيع المعقول للموارد التعليمية, ورفع جودة التعليم ومستوى الإدارة, والدفع الشامل للتعليم النوعي حتى إعداد مئات الملايين من الكادحين ذوي النوعية العالية, وعشرات الملايين من الاختصاصيين ومجموعة كبيرة من نخبة الأكفاء المبدعين. ويجب تعزيز بناء صفوف المعلمين ورفع مستواهم في الأخلاق والتخصصات, ومواصلة تعميم التعليم الإلزامي لتسع سنوات, وتعزيز التعليم والتدريب المهنيين, وتطوير التعليم المتواصل, وإنشاء نظام التعليم مدى الحياة, وزيادة الاستثمار في التعليم ودعم التعليم في الريف, وتشجيع القوى الاجتماعية على إدارة المدارس, وإكمال السياسات والأنظمة للدولة المتعلقة بدعم الطلاب الفقراء. ويجب وضع الخطة الطويلة الأجل لتطوير العلوم والتكنولوجيا, وتقوية بناء المنشآت العلمية القاعدية وتعميم المعارف العلمية وإظهار الروح العلمية, والإصرار على الجمع بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية, وإظهار الدور الهام للفلسفة والعلوم الاجتماعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بصورة كافية. يجب تشكيل بيئة جيدة يسودها جو من الإيمان بالعلوم, والتشجيع على الإبداع, ومكافحة الخرافات والعلوم المزيفة في المجتمع بأسره.

(5) تطوير الأعمال الثقافية وصناعة الثقافة بنشاط. يجب علينا لدى تطوير مختلف الأعمال الثقافية وصناعة الثقافة أن نطبق طلبات تطوير الثقافة المتقدمة, ونضع المنافع الاجتماعية موضع المقام الأول على الدوام. ويجب على الدولة أن تدعم المرافق الثقافية العامة وتضمنها, كما تشجعها على تقوية حيويتها الذاتية في التطور. يجب التمسك بالإجراءات والسياسات الهادفة إلى دعم تطور المرافق الثقافية العامة وإكمالها, ودعم وسائل الإعلام الهامة التابعة للحزب والدولة وهيئات بحوث العلوم الاجتماعية, ومساعدة المشاريع الثقافية الكبيرة الهامة والمعاهد والفرق الفنية التي تجسد الميزات القومية ومستوى الدولة, ومساندة أعمال حماية التراث الثقافي القيم والفنون الشعبية الممتازة, ومؤازرة التطور الثقافي في المناطق الثورية القديمة ومناطق الأقليات القومية والمناطق الحدودية والمناطق الفقيرة والمناطق الوسطى والغربية. ويجب تعزيز بناء المنشآت الثقافية القاعدية, وتطوير الأعمال الثقافية الجماهيرية, ودفع إصلاح وتطوير الأعمال الصحية والرياضة البدنية بنشاط, وشن حملة تقوية الجسم لكل أبناء الشعب لرفع مستواهم الصحي. ويجب بذل الجهود لإنجاح استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2008. إن تطوير صناعة الثقافة يعد بمثابة وسيلة هامة لازدهار الثقافة الاشتراكية وسد الحاجات الروحية والثقافية لجماهير الشعب في ظل ظروف اقتصاد السوق. يجب إكمال وتحسين السياسات حول صناعة الثقافة, وزيادة القوة الشاملة ودعم تطور صناعة الثقافة والقدرة التنافسية لصناعة الثقافة ببلادنا.

(6) مواصلة تعميق إصلاح البنية الثقافية. بناء على الخصائص والقانون لبناء الحضارة الروحية الاشتراكية, يجب دفع إصلاح البنية الثقافية استجابة لطلبات تطور اقتصاد السوق الاشتراكي, والتعجيل بوضع مشروع عام لإصلاح البنية الثقافية. ويجب الدمج بين تعميق الإصلاح وتعديل التركيبات وحفز التطور, وتنسيق العلاقات بين الحكومة والوحدات الثقافية الاقتصادية وغير الاقتصادية, وتعزيز البناء القانوني حول الثقافة, وتعزيز الإدارة الكلية, وتعميق الإصلاح داخل الوحدات الثقافية الاقتصادية وغير الاقتصادية لإنشاء بنية الإدارة الثقافية وآلية التسيير الثقافية تدريجيا اللتين تساعدان على تعبئة مبادرة العاملين الثقافيين ودفع الإبداع الثقافي ونشر الأعمال الممتازة الجودة وإعداد المزيد من الأكفاء. يجب إكمال نظام سوق الثقافة, وتحسين آلية إدارة سوق الثقافة وفقا لمبدأ التمسك بالازدهار بيد وبالإدارة بيد أخرى سعيا وراء خلق بيئة اجتماعية جيدة لازدهار الثقافة الاشتراكية.

حضارة الصين ذات المعارف الواسعة والعلوم العميقة والتاريخ الطويل, وهي قدمت مساهمات جبارة في تقدم الحضارة البشرية. إن الشعب الصيني في العصر الحاضر, سيستقبل حتما مدا جديدا لبناء الثقافة الاشتراكية ويخلق ثقافة متقدمة أكثر بهاء في غضون نضالاته العظيمة.

سابعا, بناء الدفاع الوطني والجيش

إن إنشاء الدفاع الوطني الوطيد مهمة استراتيجية لبناء التحديثات في بلادنا, وضمانة هامة لحماية أمن الدولة ووحدتها والبناء الشامل للمجتمع الرغيد الحياة. يجب التمسك بمبدأ التنمية المتناسقة بين بناء الدفاع الوطني والبناء الاقتصادي, ودفع تحديث الدفاع الوطني والجيش على أساس التنمية الاقتصادية .

التمسك باسترشاد أفكار ماو تسي تونغ العسكرية وأفكار دنغ شياو بينغ حول بناء الجيش في الفترة الجديدة, والتطبيق الشامل لأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة. وبمقتضى المتطلبات العامة الداعية إلى التأهيل سياسيا والكفاءة عسكريا وأسلوب العمل الحميد والانضباط الصارم والدعم اللوجيستي الكافي, والتفافا وثيقا حول الموضوعين التاريخيين وهما كسب المعركة وعدم الانحطاط, يجب سلك الطريق ذي الخصائص الصينية لبناء القوات الأفضل كفاءة والأبسط إدارة بثبات, وتقوية بناء الجيش ثوريا وتحديثيا ونظاميا.

يجب وضع البناء السياسي والأيديولوجي في المقام الأول في مختلف أعمال الجيش, والحفاظ على طبيعة وأسلوب جيش الشعب وصفته الأصلية. إن قيادة الحزب المطلقة للجيش هي روح جيشنا التي لن تتغير إلى الأبد, فيجب التمسك بالمبدأ والنظام الأساسيين الخاصين بقيادة الحزب لجيش الشعب بثبات وبلا تردد.

يجب تطبيق المبدأ الاستراتيجي العسكري الرامي إلى الدفاع الإيجابي, ورفع قدرة القتال الدفاعي فى ظل ظروف التكنولوجيا العالية. وللتكيف مع اتجاه التغيرات العسكرية العالمية, يجب تنفيذ استراتيجية تقوية الجيش بالعلوم والتكنولوجيا, وتعزيز بناء النوعية. ويجب وضع التعليم والتدريب في المكانة الاستراتيجية, وتعميق إجراء التدريب العسكري باستخدام العلوم والتكنولوجيا, وتعزيز بناء المعاهد والمدارس التابعة للجيش لإعداد مجموعة كبيرة من الأكفاء العسكريين الجدد ذوي النوعية العالية. ويجب العمل على إبداع تطوير النظريات العسكرية, وبذل الجهود لإنجاز المهمة التاريخية المزدوجة المتمثلة في بناء الميكانيكية والمعلوماتية وتطوير تحديث جيشنا تطويرا قفزة بعد قفزة.

يجب اكتشاف خصائص وقانون إدارة الجيش في ظل الظروف التاريخية الجديدة, وحفز شتى الإصلاحات للدفاع الوطني وبناء الجيش. يجب تحسين تشكيلات الجيش وتركيباته, وتعديل وإكمال السياسات والأنظمة المعنية, والمثابرة علي إدارة الجيش بشكل صارم, وإكمال نظام القوانين العسكرية, ورفع مستوى إدارة الجيش بالقانون, والتمسك ببناء الجيش بجد وتقشف, وإقامة وإكمال نظام ضمان الخدمات اللوجستية المشتركة المتمثل في تكامل مختلف الأسلحة واللوازم العسكرية والمدنية الثنائية للاستخدام والاندماج بين أيام السلام والحرب, وتعميق إصلاح بنية صناعة العلوم والتكنولوجيا للدفاع الوطني, والمثابرة على خدمة بحوث العلوم العسكرية والإنتاج العسكري للاقتصاد الوطني, وإقامة وإكمال آلية المنافسة والتقييم والمراقبة والتحفيز, وتقوية قدرة الإبداع الذاتي, وتسريع تطوير العلوم والتكنولوجيا والأسلحة والتجهيزات للدفاع الوطني, وتحسين وإكمال بنية تعبئة الدفاع الوطني, وتعزيز بناء الميليشيا والقوات الاحتياطية, وتطوير الاستراتيجية والتكتيك حول الحرب الشعبية في ظل التكنولوجيا العالية. وعلى قوات الشرطة المسلحة أن تعزز بناءها الشامل لكي تكون حارسا مخلصا دوما للحزب والشعب.

على منظمات الحزب والحكومات على مختلف المستويات وجماهير الشعب الغفيرة أن تعتني وتؤيد الدفاع الوطني وبناء الجيش. على الجيش أن يبادر إلى الدعم والمشاركة في بناء الدولة. يجب تعزيز التثقيف حول الدفاع الوطني, وتقوية مفهوم الدفاع الوطني لكل الشعب. ويجب دعم الجيش وتقديم المعاملات التفضيلية لعائلات العسكريين والشهداء, ودعم الحكومة ومحبة الشعب لتوطيد الوحدة بين الجيش والحكومة والتضامن بين الجيش والشعب.

ثامنا, " دولة واحدة ونظامان" وتحقيق التوحيد الكامل للوطن الأم

إن تحقيق التوحيد الكامل للوطن الأم لهو الرغبة المشتركة لدى أبناء الأمة الصينية في داخل البلاد وخارجها. وقد نجحنا في تسوية مسألتي هونغ كونغ وماكاو, ونكافح باطراد في سبيل حل مبكر لمسألة تايوان وإنجاز القضية العظيمة لإعادة توحيد الوطن الأم.

لقد أثرت عودة هونغ كونغ وماكاو إلى أحضان الوطن الأم نظرية وممارسة "دولة واحدة و نظامان". وبرهنت الحقائق أن مبدأ "دولة واحدة ونظامان" صحيح ومفعم بالحيوية الجبارة. وسنطبق هذا المبدأ بثبات وبلا تردد, ونعمل بدقة طبقا للقانون الأساسي لكل من هونغ كونغ وماكاو ونؤيد تمام التأييد أعمال الرئيسين التنفيذيين والحكومتين لمنطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين, ونتحد مع الشخصيات من مختلف الأوساط في هاتين المنطقتين على نطاق واسع للعمل سويا على حماية وحفز ازدهارهما واستقرارهما وتطورهما.

اننا نتمسك بالمبدأ الأساسي لـ"التوحيد السلمي, دولة واحدة و نظامان" والاقتراحات الثمانية حول تطوير العلاقات بين جانبي المضيق ودفع مسيرة التوحيد السلمي للوطن الأم في المرحلة الحالية, ونعزز الزيارات المتبادلة بين أهالي جانبي المضيق والتبادلات الثنائية في مجالي الاقتصاد والثقافة ومجالات أخري, ونقاوم بحزم وعزم القوى الانفصالية في تايوان. ان الوضعية الأساسية للعلاقات بين جانبي المضيق واتجاه تطورها لم تتغيرا. وقد أخذت تزداد رغبة مواطني تايوان في السعي وراء تحقيق السلام والاستقرار والتنمية مع مرور الأيام. وان النشاطات الانفصالية التي تقوم بها القوى الانفصالية في تايوان غير مرغوب فيها.

إن التمسك بمبدأ صين واحدة هو الأساس لتطوير العلاقات بين جانبي المضيق وتحقيق التوحيد السلمي. ولا يوجد في العالم سوى صين واحدة, ينتمي إليها كل من البر الصيني الرئيسي وتايوان, وسيادتها وسلامة أراضيها لا يسمح بتجزئتهما. وإننا نعارض بعزم وحزم أية أقوال وأفعال تهدف إلى خلق "استقلال تايوان" و"صينين" و"صين واحدة وتايوان واحدة". ومستقبل تايوان يكمن في توحيد الوطن الأم. وندعو على الدوام لإجراء الحوار والمفاوضات بشأن التوحيد السلمي. ونناشد مرة أخرى استئناف الحوار والمفاوضات بين جانبي المضيق في أسرع وقت ممكن على أساس مبدأ صين واحدة ووضع بعض النزاعات السياسية بصورة مؤقتة على الرفوف. ويمكن إجراء المفاوضات حول أية مسألة على شرط مسبق وهو صين واحدة, فيمكن إجراء المفاوضات بشأن الإنهاء الرسمي لمسألة وضع العداء بين جانبي المضيق, وبشأن مسألة الحيز لمنطقة تايوان في النشاطات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تتناسب مع هويتها على الصعيد الدولي, وكذلك مسألة المكانة السياسية لسلطات تايوان والخ. وإننا نرغب في تبادل الآراء مع مختلف الأحزاب والشخصيات في مختلف الأوساط في تايوان حول تطوير العلاقات بين جانبي المضيق ودفع التوحيد السلمي.

إننا نعلق الآمال على أبناء الشعب التايوانى في تسوية مسألة تايوان وتحقيق التوحيد الكامل للوطن الأم. وإن مواطني تايوان يتحلون بالتقاليد الوطنية المجيدة, وهم قوة هامة لتطوير العلاقات بين جانبي المضيق. ونحترم تماما نمط حياتهم ورغبتهم في كونهم أسياد الدولة. وينبغي للجانبين أن يوسعا التبادلات والاتصالات وأن يطورا التقاليد الممتازة للثقافة الصينية. وإن التبادل المباشر للخدمات البريدية والجوية والتجارية بين جانبي المضيق تكمن فيه المصالح المشتركة للمواطنين على جانبي المضيق, لذا يجب التشجيع على ذلك باتخاذ إجراءات عملية نشطة, وخلق وضع جديد للتعاون الاقتصادي بين الجانبين.

"دولة واحدة ونظامان" هو أفضل وسيلة لتوحيد جانبي المضيق. وبعد تحقيق هذا التوحيد, يمكن لتايوان أن تحافظ على النظام الاجتماعي الأصلي دون تغيير, وتتمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي. وسيبقى نمط حياة مواطني تايوان دون تغيير, ويمكن ضمان مصالحهم الحيوية تماما وهم يستمتعون بالأمان والسلام دائما وأبدا. وسيحصل الاقتصاد التايواني على مجالات فسيحة للتنمية بالاعتماد على بر الوطن الأم كمناطق داخلية له. ويمكن لمواطني تايوان, مثلهم مثل مواطني البر الصيني , أن يشاركوا سويا في ممارسة حقوقهم في إدارة شؤون الدولة, وفي التمتع بالكرامة والشرف للوطن الأم العظيم على الصعيد الدولي.

إن مواطني تايوان البالغ عددهم 23 مليونا هم أشقاؤنا, ولا أحد يأمل أكثر منا في تسوية مسألة تايوان بالطريقة السلمية. وسنواصل التمسك بالمبدأ الأساسي لـ"التوحيد السلمي, دولة واحدة ونظامان", وتطبيق الاقتراحات الثمانية, وسنعمل بأقصى جهودنا وإرادتنا الصادقة في سبيل بلوغ غاية التوحيد السلمي. وإننا لن نتعهد بالتخلي عن استخدام القوة, هذا ليس موجها ضد مواطني تايوان, ولكنه ضد تدخل القوى الأجنبية في توحيد الصين وضد محاولات القوى الانفصالية التايوانية الرامية إلى صنع "استقلال تايوان". إن صيانة وحدة الوطن الأم تتعلق بالمصالح الأساسية للأمة الصينية, وسيدافع الشعب الصيني بلا تردد عن سيادة الدولة وسلامة أراضيها, ولن يسمح لأي شخص بفصل تايوان عن الصين بأية وسيلة من الوسائل.لا بد من توحيد الدولة, ولا بد من إنعاش الأمة, فلا يمكن أن تتماطل مسألة تايوان إلى أجل غير مسمى. ونحن على يقين راسخ بأن التوحيد الكامل للوطن الأم سيتحقق بالتأكيد في وقت مكبر عبر الجهود المشتركة من قبل جميع أبناء الشعب الصيني.

تاسعا, الوضع الدولي والأعمال الخارجية

السلام والتنمية لا يزالان موضوعين رئيسيين في عصر اليوم. وحماية السلام وحفز التنمية يتعلقان بسعادة شعوب مختلف البلدان, ويعبران عن رغبتها المشتركة. كما أنهما بمثابة تيار تاريخي لا يقهر. وقد أتاح تعدد الأقطاب العالمي والعولمة الاقتصادية بتطورهما فرصة وشروطا مؤاتية للسلام والتنمية في العالم. ويمكن القول إن حربا عالمية جديدة يستحيل اندلاعها في فترة متوقعة. ولذا يمكن تحقيق تهيئة بيئة دولية سلمية وبيئة إقليمية مؤاتية تدوم فترة زمنية طويلة نسبيا.لكن النظام السياسي والاقتصادي الدولي القديم غير العادل واللامعقول لم يتغير جوهريا. وإن العوامل غير المحددة التي تؤثر سلبيا على السلام والتنمية في الازدياد. فتتداخل وتتشابك عوامل التهديدات التقليدية وغير التقليدية للسلامة والأمن مع بعضها بعضا, بينما تتصاعد أضرار الإرهاب. وللهيمنة وسياسة القوة تصرفات جديدة. وتحدث نزاعات جزئية ناجمة عن تناقضات قومية ودينية ومنازعات حدودية وأرضية من وقت لآخر. وتتسع الفجوة بين الشمال والجنوب اتساعا أكثر. ولا يزال العالم بعيدا عن الهدوء والاستقرار وتواجه البشرية تحديات خطيرة كثيرة.

إننا ننتهج سياسة خارجية سلمية ومستقلة بصورة ثابتة ودؤوبة مهما كان الوضع الدولي. وإن هدف السياسة الخارجية الصينية هو حماية السلم العالمي ودفع التنمية المشتركة. إننا نرغب سويا مع شعوب مختلف البلدان في دفع القضية السامية للسلام والتنمية العالميين إلى الأمام.

إننا ندعو إلي حماية المصالح المشتركة للبشرية برمتها مع مسايرة التيار التاريخي. ونرغب في أن نشارك المجتمع الدولي في بذل الجهود لحفز تعدد الأقطاب العالمي بنشاط, ولدفع تعايش القوى المتعددة في وئام, وللمحافظة على استقرار المجتمع الدولي, وللحفز النشط لتطور العولمة الاقتصادية صوب اتجاه مؤات لتحقيق الازدهار المشترك وتنمية المصالح مع تجنب الإضرار, ولتمكين مختلف الدول وخاصة الدول النامية من الاستفادة من ذلك.

ندعو إلى تأسيس نظام سياسي واقتصادي دولي جديد عادل ومعقول. ويجب أن تحترم كافة الدول بعضها بعضا وتتشاور مع بعضها بعضا سياسيا, ولا ينبغي فرض الإرادة الذاتية على الآخرين. ويجب أن تحفز الدول بعضها بعضا اقتصاديا للتنمية المشتركة دون حدوث فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء. ويجب أن تستفيد الدول من بعضها بعضا في الخبرات والدروس ثقافيا لتحقيق الازدهار المشترك, ولا ينبغي استبعاد ثقافات الأمم الأخرى. ويجب أن تتبادل الدول الثقة أمنيا للحماية المشتركة وإنشاء مفهوم أمن جديد يقوم على أساس الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتنسيق, ويجب تسوية النزاعات بين الدول عن طريق الحوار والتعاون دون اللجوء إلى القوة والتهديد بها. وإن الصين تعارض الهيمنة وسياسة القوة بشتى أشكالها, ولن تسعى إلى الهيمنة ولا إلى التوسع أبدا.

اننا ندعو إلى الحفاظ على التنوع العالمي. كما ندعو إلى الديمقراطية في العلاقات الدولية وتنوع أنماط التنمية. العالم غنى ونابض بالحيوية. ويجب أن تتبادل الاحترام كل الحضارات والأنظمة الاجتماعية وطرق التنمية المختلفة في العالم , وأن تستفيد من بعضها بعضا في عملية المنافسة والمقارنة, وأن تحقق التنمية المشتركة من خلال السعي وراء إيجاد نقاط مشتركة وترك الخلافات جانبا. ويجب أن تقرر مختلف الشعوب شؤون دولها الخاصة, وأن تتشاور مختلف البلدان على قدم المساواة بشأن أمور العالم.

ندعو إلي مقاومة الإرهاب بشتى أشكالها. ويجب تعزيز التعاون الدولي للحذر من الأعمال الإرهابية ومحاربتها عن طريق الجمع بين المعالجة المؤقتة والمعالجة النهائية, وبذل الجهود لاجتثاث مصدر الإرهاب.سنواصل تحسين وتطوير علاقاتنا مع الدول المتطورة, وتوسيع نقاط الالتقاء للمصالح المشتركة وتسوية الخلافات بطريقة ملائمة, وذلك انطلاقا من المصالح الأساسية لمختلف الشعوب وبغض النظر عن الاختلافات في الأنظمة الاجتماعية والمذاهب الأيديولوجية وعلى أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.اننا سنواصل تعزيز علاقات حسن الجوار, ونتمسك بمبدأ حسن معاملة الدول المجاورة واعتبارها دولا شريكة, وسنعزز التعاون الإقليمي وسندفع التبادل والتعاون مع الدول المحيطة بنا إلى مستوى جديد.اننا سنواصل تقوية التضامن والتعاون مع العالم الثالث, وتعزيز التفاهم والثقة المتبادلة والمساعدة والدعم المتبادلين, وتوسيع مجالات التعاون لرفع فاعلية التعاون. اننا سنواصل المشاركة النشطة في النشاطات الدبلوماسية المتعددة الجوانب, وسنلعب دورنا الأكثر في الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية والإقليمية, ونؤيد الدول النامية في حماية حقوقها ومصالحها العادلة. اننا سنواصل التمسك بمبادئ الاستقلال وزمام المبادرة والمساواة التامة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين الداخلية, وسنطور نشاطات التبادل والتعاون مع جميع الأحزاب والمنظمات السياسية في مختلف الدول والمناطق. وسنواصل القيام بالشؤون الخارجية الشعبية الواسعة النطاق, وسنوسع التبادلات الثقافية مع الدول الأجنبية, وسنعزز الصداقة بين الشعوب ودفع تطوير العلاقات بين الدول. والعالم يخطو خطواته صوب هدف مشرق تقدمي. والطريق متعرج, لكن المستقبل مشرق, إذ أن القوى السلمية العادلة والتقدمية لا تقهر في نهاية المطاف.عاشرا, تعزيز وتحسين بناء الحزب لأجل حشد إرادة وقوى جميع أبناء الشعب في دولة نامية كبيرة متعددة القوميات مثل بلادنا لبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وللإسراع في دفع عملية التحديث الاشتراكي, لا بد من تعزيز وتحسين قيادة الحزب بصورة لا تتراخى والحفز الشامل لمشروع جديد وعظيم لبناء الحزب. ولأجل تعزيز وتحسين بناء الحزب, لا بد من رفع الراية العظيمة لنظرية دنغ شياو بينغ عاليا, والتنفيذ الشامل لأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة, وضمان أن يعكس خط ومبادئ وسياسات الحزب مصالح الشعب الأساسية ومتطلبات تطور العصر في جميع النواحي. ولا بد من التمسك بالمبدأ الداعي إلى أن الحزب يعالج الشؤون الحزبية ويشدد من تعزيزه انضباطيا, و لا بد من التمسك بالموضوعين التاريخيين الكبيرين المتمثلين في تسوية مسألة رفع المستوى القيادي للحزب ومستوى ممارسة السلطة ومسألة رفع قدرته على مقاومة الفساد والاحتراس ضد الانحطاط وصد المخاطر بصورة متزايدة. ولا بد من الإمساك الدقيق بشريان تقدم المجتمع الصيني المعاصر, وإصلاح وتحسين أسلوب قيادة الحزب وأسلوبه في ممارسة السلطة وبنيته القيادية ونظام العمل, وجعل عمل الحزب متدفقا بالحيوية. ولا بد من الدمج بين البناء الأيديولوجي والتنظيمي وبناء أسلوب العمل بصورة عضوية مع أن بناء النظام يتخلل ذلك كله, ولا بد من التسوية الحثيثة للمشاكل البارزة القائمة إلى جانب إتقان الأعمال الروتينية رئيسيا. ويجب بذل الجهود الدؤوبة لضمان أن يكون حزبنا على الدوام طليعة الطبقة العاملة الصينية, وفى نفس الوقت يكون حزبنا طليعة الشعب الصيني والأمة الصينية والنواة القيادية للقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى الأبد, وأن يمثل متطلبات تطور القوى المنتجة المتقدمة الصينية واتجاه تقدم الثقافة المتقدمة الصينية والمصالح الأساسية للغالبية الساحقة من الشعب الصيني.

(1) تعميق دراسة وتنفيذ أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ورفع المستوى النظري الماركسي لكل الحزب. إن ارتفاع المستوي الأيديولوجي والنظري للحزب يعد بمثابة ضمانة أيديولوجية للتطور المطرد لقضايا الحزب والدولة. ولذا ينبغي وضع البناء الأيديولوجي والنظري للحزب في موضع بارز أكثر. وينبغي المثابرة على تسليح كافة أعضاء الحزب بالماركسية / اللينينية وأفكار ماو تسى تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ, وإثارة مد عال جديد لدراسة وتنفيذ أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة داخل كل الحزب. وعلى الكوادر من أعضاء الحزب وخاصة الكوادر من المستويات المتوسطة والعالية أن يبادروا إلى دراسة وتنفيذ هذه الأفكار الهامة, وأن يكونوا نموذجيين في الدراسة الجدية وفى حسن التفكير, ونموذجيين في تحرير العقول والتقدم لمواكبة العصر, ونموذجيين في الجرأة على الممارسات والإقدام على الإبداعات. ويجب تعميق تثقيف كل الحزب بتاريخ تطور الماركسية, وتكثيف الجهود لإظهار الروح المتمثلة في البحث عن الحقيقة من الوقائع وشق طريق التقدم, والتعميق المطرد لمعرفة قانون ممارسة السلطة للحزب الشيوعي وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشرى, وإثراء وتطوير الماركسية بصورة مطردة.(2) تعزيز بناء قدرة الحزب الحاكم ورفع مستوى الحزب للقيادة وممارسة السلطة. يجب على لجان الحزب والكوادر القياديين على مختلف المستويات في ظل التغيرات العميقة الحاصلة في ظروف ممارسة السلطة والظروف الاجتماعية, أن يتطابقوا مع متطلبات الوضع الجديد والمهام الجديدة, ويستوعبوا معارف جديدة ويكسبوا تجارب جديدة لزيادة قدراتهم ومهاراتهم الجديدة لكي لا يقصروا عن أداء رسالتهم ومهماتهم الكبيرة, كما يجب عليهم أن يتتبعوا أحوال العالم برؤيتهم الواسعة, ويدركوا متطلبات تطور العصر على نحو صحيح, ويتقنوا تفكيرهم النظري والاستراتيجي لرفع قدراتهم باستمرار على الحكم العلمي في تطورات الوضع. يجب أن يثابروا على تصريف الأمور وفقا للقوانين الموضوعية والعلمية, ويعملوا في الوقت نفسه على دراسة ومعالجة الأحوال والمسائل الجديدة التي تنتج عن عمليات الإصلاح والبناء, ويتقنوا انتهاز الفرص لتسريع التنمية, من أجل رفع قدراتهم في السيطرة بلا انقطاع على اقتصاد السوق. يجب أن يدركوا ويعالجوا التناقضات الاجتماعية المختلفة بصورة صحيحة, ويتقنوا تنسيق علاقات المصالح المختلفة ويتغلبوا على المصاعب والمشقات المتنوعة, لرفع قدراتهم باطراد على مواجهة الأوضاع المعقدة. يجب أن يعززوا مفهومهم حول النظام القانوني ويجيدوا دمج التمسك بقيادة الحزب وجعل الشعب سيدا للدولة مع حكم الدولة وفقا للقانون, من أجل رفع قدراتهم باستمرار على ممارسة السلطة بالقانون. يجب أن ينفذوا خط الحزب ومبادئه وسياساته بحزم وثبات, انطلاقا من الوضع العام لأعمال كل الحزب والدولة, ويباشروا أعمالهم بقوة خلاقة مع الاندماج مع الوقائع, من أجل رفع قدراتهم باستمرار على السيطرة الكلية على الوضع ككل.

(3) التمسك بنظام المركزية الديمقراطية واستكماله, وتعزيز حيوية الحزب وتضامنه ووحدته. إن نظام المركزية الديمقراطية نظام يجمع بين المركزية القائمة على أساس الديمقراطية والديمقراطية تحت إرشاد المركزية. فالديمقراطية داخل الحزب هي بمثابة حياة الحزب, وتلعب دورا نموذجيا ودافعا هاما للديمقراطية الشعبية. ينبغي اتخاذ ضمان الحقوق الديمقراطية لأعضاء الحزب كالأساس, وتركيز العمل على تحسين نظام مؤتمرات الحزب ونظام لجان الحزب, وانطلاقا من إصلاح هيكل الحزب التنظيمي وآليته يتم إنشاء واستكمال نظام الديمقراطية داخل الحزب والذي يعكس أماني أعضاء الحزب ومنظماته على نحو تام. يجب توسيع نطاق التجربة لتطبيق نظام اللجان الدائمة لمؤتمرات الحزب على مستويات المدن والمحافظات. كما يجب العمل بنشاط على البحث عن طريقة وشكل لإبراز دور المندوبين في فترة اختتام مؤتمرات الحزب. ويجب تحسين آلية المناقشات وصنع القرارات داخل لجان الحزب وفقا لمبادئ القيادة الجماعية والمركزية الديمقراطية واستطلاع الآراء الشخصية, واتخاذ القرارات في الاجتماعات, وذلك في سبيل إظهار دور الاجتماعات الكاملة للجان الحزب بصورة أكثر. ويجب إصلاح وتحسين نظام الانتخابات داخل الحزب. يجب إنشاء وتحسين نظام الإبلاغ داخل الحزب, ونظام رفع الأحوال إلى منظمات الحزب ونظام استطلاع الآراء قبل اتخاذ القرارات الهامة. إن التركيز والوحدة للحزب والدولة تكمن فيهما المصالح الأساسية لشعب كل البلاد بمختلف قومياته. فيجب على كل الحزب وكل الدولة أن يحافظا على درجة عالية من الاتفاق فيما يتعلق بالأفكار المرشدة والخط والمبادئ والسياسات والمسائل المبدئية الهامة. كما يجب على رفاق كل الحزب أن يتمسكوا بوعي بمبادئ خضوع الفرد للمنظمة وخضوع الأقلية للأكثرية وخضوع المنظمات الدنيا للمنظمات العليا وخضوع كل الحزب لمؤتمره الوطني ولجنته المركزية, وحماية ثقة اللجنة المركزية بحزم لضمان تنفيذ سياسات اللجنة المركزية وأوامرها بسلاسة. ويجب على منظمات الحزب على مختلف المستويات وجميع أعضاء الحزب وخاصة الكوادر القياديين أن يلتزموا بانضباط الحزب بصرامة, ولن يسمح لأحد بعدم تنفيذ الأوامر وعدم وضع حد للأعمال الممنوعة والسير في طريقه على هواه.

(4) بناء صفوف عالية النوعية من الكوادر القياديين لتكوين مجموعات قيادية زاخرة بالنشاط والحيوية والروح الكفاحية والقدرة العالية. طبقا لمبدأ جعل كوادرنا أكثر ثورية وشبابا وأفضل معرفة وأكثر كفاءة مهنية, ينبغي بناء صفوف عالية النوعية من الكوادر القياديين وقادرة على تحمل المسؤوليات الهامة وصامدة أمام اختبارات العواصف والأمواج, ولاسيما إعداد وتكوين أعداد كبيرة من الأكفاء القياديين الممتازين القادرين على تعزيز بناء الحزب وادارة الدولة وإدارة الجيش, هذا هو المبدأ الأساسي للحزب والدولة لتحقيق الأمن والاستقرار الدائم. وينبغي تنفيذ لوائح اختيار وتعيين الكوادر القياديين بجد, والاهتمام باختيار ومعرفة الكوادر من خلال ممارسات الإصلاح والبناء, واختيار وترقية من يتحلى بالجمع بين الأخلاق السامية والكفاءة العملية وحقق نتائج عملية بارزة واعترفت بقدراتهم الجماهير, إلى مراكز القيادة في حينه. يجب تعزيز العمل على إعداد واختيار الكوادر الشبان البارزين وتركيز العمل على مساعدتهم في تقوية التثقيف الحزبي ودراسة النظريات وتدريبهم في الممارسات لرفع نوعيتهم الذاتية في مختلف المجالات. وينبغي تحسين إعداد واختيار الكوادر من النساء والأقليات القومية وغير الشيوعيين أكثر فأكثر, ومواصلة إتقان شؤون الكوادر المتقاعدين, كما ينبغي تركيز العمل على رفع النوعية وتحسين بنية الحزب وتصحيح أساليب العمل وتعزيز التضامن, لتحويل الهيئات القيادية على مختلف المستويات إلى جماعات قيادية قوية تتمسك بتطبيق أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة. ومن الضروري إعداد وتكوين خلف قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية باستمرار من أجل ضمان مواصلة قضية الحزب والشعب.(5) إتقان أعمال بناء منظمات الحزب القاعدية فعلا, وتعزيز أساس الحزب الطبقي وتوسيع أساس الحزب الجماهيري. تشكل منظمات الحزب القاعدية أساسا لكل أعمال الحزب وقوته الكفاحية, ويجب أن تكون منظمة ودافعة ومطبقة لتنفيذ أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة. ينبغي المثابرة على اتخاذ البناء الاقتصادي مركزا وخدمة الوضع العام, وتوسيع مجالات العمل وتقوية وظائف الحزب وتوسيع نطاق أعماله لرفع القوة الحاشدة والكفاحية لمنظمات الحزب القاعدية بصورة مطردة. كما ينبغي تعزيز البناء المتكامل للمنظمات القروية باعتبار منظمة الحزب في القرية كنواة, للبحث عن طريقة فعالة لتثقيف الكوادر دائما وتمكين الفلاحين من الحصول على منافع حقيقية دوما. ومن أجل إتقان المؤسسات المملوكة للدولة والمؤسسات الجماعية, يجب الاعتماد على الطبقة العاملة بكل أمانة وإخلاص. وعلى منظمات الحزب في المؤسسات أن تشارك بنشاط هذه المؤسسات في صنع القرارات بشأن المسائل الهامة. كما ينبغي تعزيز بناء الحزب في المؤسسات الاقتصادية غير الحكومية, وعلى منظمات الحزب فيها أن تطبق مبادئ وسياسات الحزب, وترشد تلك المؤسسات وتراقبها للالتزام بقوانين الدولة ولوائحها, وتقود المنظمات الجماهيرية مثل نقابات العمال وعصبة الشبيبة الشيوعية في توحيد وحشد جماهير العمال والموظفين وحماية الحقوق والمصالح المشروعة لمختلف الجهات لدفع التطور السليم للمؤسسات. ينبغي إيلاء الاهتمام البالغ لأعمال بناء الحزب في المجمعات السكنية وتركيز العمل على خدمة الجماهير لتشكيل توزيع جديد لأعمال بناء الحزب في المجمعات السكنية بالمدن. وينبغي تكثيف الجهود لإنشاء منظمات الحزب في المنظمات الاجتماعية وهيئات الوساطة الاجتماعية, وإتقان أعمال بناء الحزب بصورة شاملة في الدوائر والمدارس وأكاديميات ومعاهد الأبحاث العلمية والهيئات الثقافية وسائر المؤسسات غير الاقتصادية.

يجب على أعضاء الحزب أن يلعبوا دورا طليعيا ونموذجيا ويتمسكوا بالمثل العليا – الشيوعية بصورة راسخة والإيمان الحازم بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية, ويكافحوا بخطوات ثابتة في سبيل تحقيق منهاج الحزب الأساسي للمرحلة الراهنة. وتجري على نطاق كل الحزب حملة تثقيفية للحفاظ على طابع الشيوعيين التقدمي باعتبار تطبيق أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة مضمونا رئيسيا لها. وينبغي تركيز العمل على إتقان أعمال قبول أعضاء الحزب الجدد من العمال والفلاحين والمثقفين والعسكريين والكوادر لتقوية وزيادة نسبة التركيبات الأساسية وقوة العمود الفقري في صفوف الحزب. كما ينبغي الاهتمام بقبول أعضاء الحزب في الجبهات الأمامية للإنتاج والعمل ومن بين صفوف ذوي العلوم والمعارف العالية والشبان. وينبغي أيضا قبول التقدميين إلى الحزب من بين الفئات الاجتماعية الأخرى والذين تبنوا منهاج الحزب ودستوره وكافحوا بوعي في سبيل خط الحزب ومنهاجه وصمدوا أمام الاختبارات الطويلة الأمد وتوفرت لهم شروط عضوية الحزب, ذلك لتقوية تأثيرات الحزب وقوته الحاشدة في المجتمع كله. وكما ينبغي, للتكيف مع الوضع الجديد, البحث عن آلية جديدة وأسلوب جديد للإشراف على أعضاء الحزب.(6) تعزيز وتحسين بناء أساليب عمل الحزب وتعميق الكفاح ضد الفساد. إن جوهر دفع بناء أساليب عمل الحزب هو الحفاظ على علاقة اللحم والدم للحزب مع جماهير الشعب. إن أكبر تفوق سياسي لحزبنا هو ارتباطه الوثيق بالجماهير, بينما أن أكبر خطر يواجهه الحزب منذ توليه السلطة هو الانعزال عن الجماهير. ففي كل وقت وفي كل حالة, يجب عليه التمسك بخط الحزب الجماهيري, والتمسك بهدف خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص, واتخاذ تحقيق مصالح جماهير الشعب كنقطة انطلاق وهدف لكل الأعمال. يجب اتخاذ إنشاء الحزب من أجل المصلحة العامة وتولي السلطة من أجل الشعب كهدف أساسي لإظهار تقاليد الحزب المجيدة وأساليب عمله الحميدة, وطبقا لـ"المثابرات الثماني والمعارضات الثماني"* التي طرحتها اللجنة المركزية للحزب يتم بجهد جهيد حل المسائل البارزة في مجالات أسلوب الحزب الأيديولوجي وأسلوب الدراسة وأسلوب العمل وأسلوب القيادة وأسلوب حياة الكوادر والقيام الصحيح بالنقد والنقد الذاتي, بالاستناد إلى التثقيف أولا وإلى اللوائح ثانيا, وعلى وجه الخصوص الحيلولة دون الشكلية والبيروقراطية وتذليلهما. ينبغي الدراسة الجدية للتغيرات الجديدة في حياة مجتمع بلادنا والخصائص الجديدة في العمل الجماهيري لتنفيذ تقوية وتحسين العمل الجماهيري في مختلف أعمال بناء الحزب وبناء السلطة. يجب على أعضاء الحزب جميعا وفي مقدمتهم الكوادر القياديون على مختلف المستويات, أن يعملوا بجد معتمدين على أساليب الإقناع والتثقيف, والإرشاد بالعمل النموذجي, وتقديم الخدمات وغيرها, لإتقان العمل الجماهيري في ظل الوضع الجديد والاتحاد مع الجماهير وقيادتها للتقدم إلى الأمام باستمرار. إن معارضة والحيلولة دون الفساد بحزم هي إحدى المهمات السياسية الكبرى للحزب. ولولا تتم معاقبة الفساد بحزم لتعرضت علاقة اللحم والدم للحزب مع جماهير الشعب لأضرار خطيرة, وسيواجه الحزب خطر فقدان مكانة الحزب الحاكم ويحتمل أن يسير الحزب نحو الفناء الذاتي. ففي ظل ظروف تولي السلطة وقتا طويلا, وفي ظل ظروف الانفتاح على الخارج وتطوير اقتصاد السوق الاشتراكي, يجب على الحزب الاهتمـــــام البالغ بالوقاية من تأثير الافكار المتفسخة المختلفة وحماية نقاوة صفوف الحزب .

كما يجب على لجان الحزب على مختلف المستويات أن تدرك تماما الضرورة الملحة للكفاح ضد الفساد, كما عليها أن تدرك بصورة مستفيضة طول هذا الكفاح, فعليها أن ترسخ في أذهانها الثقة وتعمل بتفان وتتخذ موقفا واضحا لمواصلة وتعميق الكفاح ضد الفساد بلا تزعزع. وينبغي تحسين العمل إلى حد أكبر على تحقيق نزاهة الكوادر القياديين وانضباطهم الذاتي وعلى فحص ومعالجة القضايا الكبيرة والخطيرة, وتصحيح السلوك غير الحميد في الدوائر والمهن. وينبغي التمسك بمبدأ المعالجة الفرعية والمعالجة الجذرية في آن واحد والمعالجة الشاملة, للتوصل تدريجيا إلى تشديد المعالجة الجذرية. وينبغي تعزيز التثقيف وتطوير الديمقراطية وإكمال النظام القانوني وتشديد المراقبة وتجديد البنية وإدخال معارضة الفساد في مضمون مختلف السياسات والتدابير الهامة, وذلك للوقاية من ظهور مشكلة الفساد ومعالجتها من مصدرها. ويجب التمسك بنظام القيادة وآلية العمل لمعارضة الفساد وتحسينهما, وتطبيق نظام المسؤولية بجد لبناء أساليب عمل الحزب النزيهة, حتى تتشكل قوة موحدة لمنع ومعاقبة الفساد. وعلى الكوادر القياديين وخاصة كبار الكوادر أن يلعبوا دورا نموذجيا في ممارسة السلطة في أيديهم على وجه سليم, وفي المثابرة دوما على النزاهة والاستقامة ومعارضة مختلف ظواهر الفساد بوعي وحزم. وعلينا أن نحقق بصورة جذرية عن جميع العناصر الفاسدة ونعالجهم مهما كانوا, ونعاقبهم بشدة وبلا هوادة.يجب على جميع رفاق الحزب أن يحافظوا دوما على حماسة وحيوية الشيوعيين وعزيمتهم القوية واستقامتهم النبيلة, وأن يربطوا قلوبهم بقلوب جماهير الشعب إلى الأبد, فسيكون أساس حكم حزبنا راسخا كصخرة صلبة.أيها الرفاق! إن بناء مجتمع رغيد الحياة علي نحو شامل وخلق وضع جديد لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية يتطلبان منا أن نطور, تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني القوية, اقتصاد السوق الاشتراكي والسياسة الديمقراطية الاشتراكية والثقافة الاشتراكية المتقدمة, وندفع باستمرار التنمية المتناسقة للحضارة المادية والحضارة السياسية والحضارة الروحية للاشتراكية لتسريع النهوض العظيم للأمة الصينية.لقد تأصلت جذور الحزب الشيوعي الصيني بعمق في الأمة الصينية. إن الحزب هو طليعة الطبقة العاملة في الصين منذ ميلاده, وكذلك طليعة الشعب الصيني والأمة الصينية, ويحمل على كاهله رسالة مهيبة, ألا وهي تحقيق النهوض العظيم للأمة الصينية. ففي فترة الثورة الديمقراطية الجديدة, تضامن حزبنا مع الشعب بمختلف قومياته في عموم الصين وقاده في إنجاز المهمة التاريخية للاستقلال الوطني وتحرير الشعب, الأمر الذي وضع أساسا لتحقيق النهوض العظيم للأمة الصينية. وبعد تأسيس الصين الجديدة, أنجز حزبنا بصورة خلاقة الانتقال من الديمقراطية الجديدة إلى الاشتراكية, وبذلك حقق أعظم وأعمق تحول اجتماعي في تاريخ الصين, وبدأ مسيرته التاريخية نحو تحقيق النهوض العظيم للأمة الصينية على طريق الاشتراكية. ومنذ الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب, اكتشف حزبنا طريقا سديدا لبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية, وقدم فرصة عظيمة وجديدة لنهوض الأمة. فبرز في الآفاق مستقبل زاهي الألوان لهذا النهوض العظيم للأمة الصينية.إن بناء المجتمع الرغيد الحياة على نحو شامل ودفع التحديث الاشتراكي بخطوات أسرع, وجعل الصين الاشتراكية متطورة مزدهرة قوية لتقديم مساهمات أعظم إلى قضية التقدم البشري, كل ذلك مهام تاريخية يجب على حزبنا أن يحملها على أكتافه بجرأة. ولإنجاز هذه المهام, يجب الاعتماد الوثيق على وحدة وتضامن كل الحزب وشعب كل البلاد بمختلف قومياته. إن الوحدة هي قوة, إن الوحدة هي انتصار. لقد مر حزبنا وأبناء شعبنا بالمشقات والنكسات, ووفروا التجارب الغنية, فأصبحوا ناضجين أكثر فأكثر. وتجاه العالم الحافل بالاضطرابات الخطيرة, وأمام المهام الشاقة والثقيلة, يجب على رفاق كل الحزب أن يعززوا وعيهم للاستعداد لمواجهة الشدائد والأهوال, ويتوقعوا الخطر في أيام السلام, ويدركوا بوضوح تام تحديات عنيفة تنتج عن المنافسات الدولية الحادة يوما بعد يوم, وكذلك مصاعب ومخاطر تحدث على طريق التقدم, ويجب عليهم أن يضاعفوا جهودهم في مراعاة الوضع العام والحرص على حماية التضامن والوحدة والاستقرار.يجب على رفاق الحزب وأبناء الشعب في كل البلاد بمختلف قومياته, أن يلتفوا التفافا وثيقا حول لجنة الحزب المركزية ويتحدوا كرجل واحد ويبذلوا جهودا قصوى ليدفعوا قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى الأمام بلا انقطاع ويخلقوا لنا حياة سعيدة ومستقبلا مشرقا سوية!

وكالة أنباء شينخوا/17 نوفمبر 2002/

Copyright © 2001 China Internet Information Center All Rights Reserved