سايهانبا، التي يعني اسمها "المكان الجميل ذو الجبال العالية ومنابع المياه" في اللغة المنغولية، تقع في منطقة باشانغ في الطرف الشمالي بمقاطعة خبي. في التاريخ، كانت غزيرة الماء وافرة الكلأ وكثيفة الغابات وكثيرة الطيور والحيوانات، وكانت جزءا من ساحة مولان للقنص في أسرة تشينغ (1644- 1911). منذ ستينات القرن التاسع عشر، بدأ تحويل الأرض السبخة هنا إلى حقول، فقُطعت الأشجار بشكل مفرط، بالإضافة إلى الحروب والحرائق وغيرهما من الأسباب، لم تبق الغابات العذراء فيها، وأصبحت في أوائل خمسينات القرن العشرين أرضا جدباء شاسعة نائية منعزلة ذات طقس سيئ وتصحر خطير.
بعد تأسيس الصين الجديدة في عام 1949، أولت الدولة اهتماما بالغا لتشجير البلاد. وفي أواسط خمسينات القرن العشرين، أطلق ماو تسي تونغ الدعوة العظيمة إلى "نشر الخضرة في البلاد". في عام 1961، قررت وزارة التشجير بناء مزرعة حرجية ميكانيكية كبيرة في شمالي مقاطعة خبي، وحددت موقعه في سايهانبا. في عام 1962، تم بناء مزرعة سايهانبا الحرجية الميكانيكية رسميا. تم تشكيل فريق لتأسيس المشروع يتكون من 369 شخصا، منهم 127 من خريجي المدارس الثانوية المهنية والجامعات والمعاهد العالية من ثماني عشرة مقاطعة ومدينة في أنحاء البلاد وكوادر وموظفون محليون، وبذلك فتحت صفحة تاريخية للتحريج في سايهانبا.
بعد أكثر من نصف قرن من النضال المستمر، نجح ثلاثة أجيال من أبناء سايهانبا في زراعة أكبر بحر من الغابات الخضراء الاصطناعية في العالم على مساحة 12ر1 مليون مو (الهكتار يساوي 15 مو) ثمانون في المائة منها مغطاة بالغابات، على هضبة تهب عليها الرياح الشديدة والباردة ولم تطأها قدم، مما يقاوم غزو منطقة هونشانداكه الرملية في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم من الجنوب بشكل فعال. من أجل معالجة العلاقة بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة بشكل جيد، ضمنت المزرعة الحرجية أمن موارد الغابات وأطلقت فوائدها الإيكولوجية إلى حد أكبر من خلال الصرامة في الإدارة والحماية والإدارة العلمية للغابات؛ وإضافة الأموال التي دبرتها بنفسها لحل المشكلات المستعصية للتحريج على الجبال الجرداء والأراضي الرملية والمناطق الجبلية المجدبة باستخدام التقنيات المتقدمة، وزيادة احتياطي الموارد؛ وتحسين هيكل الصناعات، وتقليل الحصة المحددة لقطع الأشجار بشكل كبير، وتطوير سياحة الغابات وصناعة مشاتل التحريج ومشروع تخفيض كثافة ثاني أكسيد الكربون في الهواء عبر الغابة بانتظام واعتمادا على تفوقات الموارد، لجعل هذا البحر من الغابات يصبح "البنك الأخضر" لتطوير إنتاج المزرعة الحرجية وتحسين معيشة الموظفين والعمال وتخليص الجماهير حولها من الفقر وتحقيق الرخاء لهم تدريجيا.
في أغسطس عام 2021، أشار شي جين بينغ خلال جولته التفقدية في مزرعة سايهانبا الحرجية الميكانيكية إلى أن تاريخ بناء مزرعة سايهانبا الحرجية تاريخ مؤثر للنضال الشاق. شكّل أبناء سايهانبا روح سايهانبا المتمثلة في دوام التذكر للرسالة والعمل الشاق في ريادة الأعمال والتنمية الخضراء من خلال أعمالهم العملية، وذلك له مغزى هام في بناء الحضارة الإيكولوجية في أنحاء البلاد.
نجحت سايهانبا في إنشاء بحر من الغابات الاصطناعية على مساحة مليون مو، وخلقت مثالا نموذجيا في تاريخ بناء الحضارة الإيكولوجية العالمي، وفاز بنّاءو المزرعة الحرجية بجائزة "حارس كوكب الأرض" وهي أعلى جائزة أممية للبيئة، وفازت المزرعة الحرجية الميكانيكية بلقب نموذج حل المشكلات المستعصية للتخلص من الفقر. وأثبتت ممارسات مزرعة سايهانبا الحرجية أن المنظومة الإيكولوجية الطبيعية في مناطق البيئة الإيكولوجية الهشة والمتدهورة يمكن تعافيها وإعادة بنائها وتحويل الأراضي الرملية والجبال الجرداء إلى جبال خضراء ومياه نقية، بالعمل وفق التخطيط العلمي وبذل الجهود لمدة طويلة. بالتمسك بالتنمية الخضراء، يمكن تحويل التفوقات الإيكولوجية إلى تفوقات اقتصادية، وجعل الجبال الخضراء والمياه النقية جبالا من ذهب وجبالا من فضة.
塞罕坝生态修复建设
塞罕坝，蒙古语中意为“美丽的山岭水源之地”，位于河北省最北部的坝上地区。历史上，这里水草丰美、森林茂密、鸟兽繁多，曾是清朝木兰围场的一部分。从19世纪60年代起，这里开围放垦，树木被大肆砍伐，加之战争和山火等原因，到20世纪50年代初期，原始森林荡然无存，退变为气候恶劣、沙化严重、偏远闭塞的茫茫荒原。
新中国成立后，国家十分重视国土绿化。20世纪50年代中期，毛泽东发出“绿化祖国”的伟大号召。1961年，国家林业部决定在河北北部建立大型机械林场，并选址塞罕坝。1962年，塞罕坝机械林场正式组建。来自全国18个省市的127名大中专毕业生，与当地干部职工一起组成了一支369人的创业队伍，拉开了塞罕坝造林绿化的历史帷幕。
经过半个多世纪的接力奋斗，三代塞罕坝人在这片风大寒冷、人迹罕至的塞外高原上，成功营造出总面积112万亩、森林覆盖率达到80%的世界上最大的人工林海，有效地阻滞了内蒙古浑善达克沙地南侵。为处理好经济发展与环境保护的关系，林场通过严格管护、科学营林，确保森林资源安全，并释放其最大生态红利；追加自筹资金，采用先进技术在荒山沙地、贫瘠山地开展攻坚造林，增加资源储备；优化产业结构，大幅压缩木材采伐限额，依靠资源优势有序有节地发展森林旅游观光业、绿化苗木产业及森林碳汇项目，使这片林海逐步成为林场生产发展、职工生活改善、周边群众脱贫致富的“绿色银行”。
2021年8月，习近平在塞罕坝机械林场考察时指出，塞罕坝林场建设史是一部可歌可泣的艰苦奋斗史。塞罕坝人用实际行动铸就了牢记使命、艰苦创业、绿色发展的塞罕坝精神，这对全国生态文明建设具有重要示范意义。
塞罕坝成功营造起百万亩人工林海，创造了世界生态文明建设史上的典型，林场建设者获得联合国环保最高荣誉——地球卫士奖，机械林场荣获全国脱贫攻坚楷模称号。塞罕坝林场的实践证明，对于生态脆弱、生态退化地区，只要科学定位，久久为功，自然生态系统就可以得到修复重建，让沙地荒山变成绿水青山；只要坚持绿色发展，就可以将生态优势转化为经济优势，让绿水青山成为金山银山。