حققت الأمة الصينية الانتصار في حرب المقاومة ضد اليابان من خلال القتال الدامي، وواجهت المهمة الكفاحية لتحديد ماهية الدولة التي يجب بناؤها. إن الحزب الشيوعي الصيني الذي يمثّل المصالح الأساسية للشعب في كل البلاد، حاول بناء الصين الديمقراطية الجديدة دولة مستقلة وديمقراطية وقوية بطريقة سلمية، غير أن المجموعة الحاكمة لحزب الكومينتانغ التي مثّلت مصالح طبقة ملاك الأراضي الكبار وطبقة البرجوازية الكبيرة، حاولت خطف ثمار انتصار المقاومة ضد الغزاة اليابانيين، وحرمت الشعب من الحقوق والمصالح التي اكتسبها، عن طريق الحرب الأهلية.
في داخل الصين، ومع انتهاء حرب المقاومة ضد اليابان، كان السعي إلى السلام هو التيار السائد، ولم يكن هناك قبول شعبي لشن الحرب؛ أما في المجتمع الدولي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي وبريطانيا لم توافق على الحرب الأهلية في الصين. نظرا للأوضاع المحلية والدولية، استعد تشيانغ كاي شيك للحرب الأهلية بنشاط، بينما أعرب عن رغبته في إجراء المفاوضات السلمية مع الحزب الشيوعي الصيني. في أغسطس عام 1945، أرسل تشيانغ كاي شيك إلى ماو تسي تونغ برقية لدعوته لمناقشة "مختلف القضايا الهامة المحلية والدولية" معه في تشونغتشينغ ثلاث مرات.
كان الحزب الشيوعي الصيني يدرك الأوضاع المحلية والدولية حينذاك ويعي بوضوح مؤامرة حزب الكومينتانغ للحرب الأهلية، ويرى أنه ينبغي الاستفادة من الوضع الراهن للتعبير عن الرغبة الشديدة للشعب في التعافي واستعادة القوة بعد الفوضى الناجمة عن الحرب لمدة طويلة، والسعي إلى تحقيق تقدم وتطور الصين بالطريق السلمي؛ بينما كشف من خلال المحادثات النوايا الحقيقية لحزب الكومينتانغ المتمثلة في السلام المزيّف والحرب الأهلية، والاستفادة من فترة التفاوض للتحضير لأية تغييرات محتملة. بعد بحث وتفكير متكرر، قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني طرح ثلاثة شعارات سياسية، هي: السلام والديمقراطية والتضامن، وسافر ماو تسي تونغ إلى تشونغتشينغ للمفاوضات تلبية للدعوة، بينما استعد الجيش الشعبي لحرب الدفاع عن النفس. في 29 أغسطس عام 1945، بدأ ماو تسي تونغ وتشو أن لاي ووانغ روه في المفاوضات مع حزب الكومينتانغ. بعد 43 يوما من المفاوضات، وقّع ممثلا حزب الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني موجز محضر المحادثات رسميا في 10 أكتوبر، أي ((اتفاقية 10 أكتوبر)). وأعربت سلطة حزب الكومينتانغ عن الاعتراف بـ"السياسة الأساسية لبناء الدولة بالطريق السلمي"؛ والموافقة على "التعاون الطويل المدى وتجنب الحرب الأهلية بحزم وبناء الصين الجديدة المستقلة الحرة الغنية القوية"، وعقد المؤتمر الاستشاري السياسي، وغير ذلك. ولكن الجانبين لم يصلا إلى اتفاق بشأن الموضوعين الأساسيين المتمثلين في الجيش الشعبي وسلطة المنطقة المحررة. تُعتبر ((اتفاقية 10 أكتوبر)) وثيقة رسمية أنجزت عن طريق التشاور بين حزب الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، وأدى توقيعها إلى تأجيل اندلاع الحرب الأهلية على نحو شامل، وجلب أملا في التنمية السلمية للصين بعد الحرب.
أوضحت مفاوضات تشونغتشينغ وتوقيع ((اتفاقية 10 أكتوبر)) أن حزب الكومينتانغ اعترف بمكانة الحزب الشيوعي الصيني، واعترف باجتماعات الأحزاب المختلفة، وجعلت الدعوة السياسية للحزب الشيوعي الصيني إلى بناء الصين الجديدة بالطريق السلمي معروفة لأبناء البلاد، ودفعت تطور الحركة الديمقراطية السلمية في كل الصين، كما تركت تجارب تاريخية ثمينة لتطور العلاقة بين حزب الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني.
重庆谈判
中华民族经过浴血奋战赢得抗日战争胜利后,又面临着建什么国的斗争。中国共产党代表全国广大人民的根本利益,力图通过和平的途径来建设一个独立、民主、富强的新民主主义中国。代表大地主大资产阶级利益的国民党统治集团,企图抢夺抗战胜利果实,用内战的方式来剥夺人民已经取得的权利。
在国内,抗日战争刚刚结束,要求和平是大势所趋,发动内战不得人心;在国际上,美、苏、英三国也不赞成中国内战。蒋介石鉴于国内外形势,在积极准备内战的同时,表示愿意同中国共产党进行和平谈判。1945年8月中下旬,他连续三次电邀毛泽东去重庆,共同商讨“国际国内各种重要问题”。
中国共产党对当时国内外局势和国民党的内战阴谋都有比较清醒的认识,认为应当因势利导,首先反映人民在长期战乱后休养生息的强烈意愿,争取通过和平的途径来实现中国的进步和发展;同时通过谈判揭露国民党假和平真内战的面目,争取时间作好应变准备。经过反复研究,中共中央决定提出和平、民主、团结三大政治口号,毛泽东接受邀请赴重庆谈判,同时人民军队作好进行自卫战争的各种准备。1945年8月29日,毛泽东、周恩来、王若飞与国民党当局开始谈判。经过43天谈判,国共双方代表于10月10日正式签署会谈纪要,即《双十协定》。国民党当局表示承认“和平建国的基本方针”;同意“长期合作,坚决避免内战,建设独立、自由和富强的新中国”,召开政治协商会议等。但在人民军队和解放区政权两个根本问题上,双方未能达成协议。《双十协定》是以国共两党协商的方式产生的一个正式文件,其签订延缓了全面内战的爆发,为战后国内和平发展带来了希望。
重庆谈判及《双十协定》的签订,表明国民党方面承认了中国共产党的地位,承认了各党派的会议,促使中国共产党关于和平建设新中国的政治主张被全国人民所了解,促进了民主统一战线的形成,推动了全国和平民主运动的发展,也为国共两党关系的发展留下了宝贵的历史经验。