لقد ظلت مسألة ماهية النظام السياسي الذي ينبغي للصين أن تقيمه موضوعا تاريخيا للشعب الصيني في العصر الحديث. من أجل تسوية هذا الموضوع التاريخي، نهض الشعب الصيني باستكشافات مضنية. بعد حرب الأفيون التي اندلعت سنة 1840، أصبحت الصين مجتمعا شبه مستعمر وشبه إقطاعي تدريجيا. من أجل إنقاذ الأمة من الخطر وتحقيق نهضتها، واصل الشعب الصيني وعدد لا يحصى من أصحاب المثل السامية البحث بلا كلل ولا ملل عن نطام سياسي يناسب ظروف الدولة. قبل ثورة 1911، لم تنجح حركة مملكة تايبينغ السماوية وحركة التغريب والحركة الإصلاحية 1898 وحركة ييهتوان (انتفاضة الملاكمين) في عام 1900 والإصلاح في أواخر أسرة تشينغ وغيرها. بعد ثورة 1911، جربت الصين نظام الملكية الدستورية، وإعادة النظام الإمبراطوري، والنظام البرلماني، ونظام الأحزاب المتعددة، والنظام الرئاسي وغيرها من مختلف الأنماط، وظهرت مختلف القوى السياسية وممثلوها بالتتابع، ولم تجد الحل الصائب. وأثبتت الوقائع أن حركات النضال بجلد في سبيل التقدم التي لا تهز أساس المجتمع القديم، والنزعة الإصلاحية على مختلف الأشكال وحروب الفلاحين التقليدية والثورة الديمقراطية تحت قيادة الطبقة البرجوزية ومختلف الحلول لتقليد النظام السياسي للدول الغربية، كل ذلك لم يتمكن من إنجاز المهمة التاريخية لإنقاذ الأمة الصينية من العبودية وضمان بقائها ومناهضة الإمبريالية والإقطاعية، ولم يحقق استقرار الوضع السياسي والاجتماعي في الصين، بل لم يوفر ضمانا نظاميا لتحقيق ازدهار وقوة البلاد وسعادة الشعب.
منذ اليوم الأول لتأسيسه، خاض الحزب الشيوعي الصيني، النضال الشاق متخذا تحقيق سيادة الشعب الصيني والنهضة العظيمة للأمة الصينية واجبا ذاتيا، حتى أسقط الجبال الكبرى الثلاثة (الإمبريالية والإقطاعية والبيروقراطية الرأسمالية) نهائيا، وأسس الصين الجديدة التي يسوسها الشعب، وأصبح مئات الملايين من الصينيين سادة البلاد والمجتمع. إن الديمقراطية الشعبية هي الراية التي يرفعها دوما الحزب الشيوعي الصيني عاليا. إن احترام مكانة سيادة الشعب وضمان سيادة الشعب هما الموقف الثابت للحزب الشيوعي الصيني. في سبتمبر عام 1949، أعلن ((البرنامج المشترك للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني)) الذي كان بمثابة الدستور المؤقت، أن الصين الجديدة تطبق نظام مجلس نواب الشعب. وفي سبتمبر عام 1954، نص ((دستور جمهورية الصين الشعبية)) الذي أجازته الدورة الأولى للمجلس الوطني لنواب الشعب بوضوح، على أن كل السلطة في جمهورية الصين الشعبية ملك للشعب. والأجهزة التي يمارس الشعب سلطة الدولة من خلالها هي المجلس الوطني لنواب الشعب ومجالس نواب الشعب المحلية على مختلف المستويات. فتأسس النظام السياسي الأساسي لجمهورية الصين الشعبية وهو نظام مجلس نواب الشعب.
نظام مجلس نواب الشعب هو الترتيب المؤسسي السياسي الأساسي الذي يتسم بالتمسك بالوحدة العضوية بين قيادة الحزب وسيادة الشعب وحوكمة الدولة وفقا للقانون، ونظام المركزية الديمقراطية هو المبدأ الأساسي للنمط التنظيمي الوطني ونشاطات الدولة. في الصين، تمارس مجالس نواب الشعب سلطة الدولة بشكل موحد، والمجلس الوطني لنواب الشعب هو أعلى جهاز لسلطة الدولة، ومجالس نواب الشعب المحلية على مختلف المستويات هي أجهزة سلطة الدولة المحلية. يمارس الشعب سلطة الدولة من خلال مجالس نواب الشعب؛ وتنتخب مجالس نواب الشعب على مختلف المستويات بطريقة ديمقراطية، وتكون مسؤولة تجاه الشعب وتخضع لإشراف الشعب؛ ويتم انتخاب أجهزة الدولة الأخرى مثل الأجهزة الإدارية والأجهزة القضائية وأجهزة النيابة العامة على مختلف المستويات من قبل مجالس نواب الشعب، وتكون مسؤولة عنها، وتتبعها وتشرف عليها؛ تمارس أجهزة الدولة حقوق الإقرار والتنفيذ والمراقبة من خلال تقسيم العمل بشكل معقول والتنسيق؛ وإفساح المجال كاملا لمبادرة وحماسة الحكومات المحلية تحت القيادة الموحدة للحكومة المركزية، لضمان تنظيم ودفع الدولة لمختلف القضايا بشكل موحد وفعال.
نظام مجلس نواب الشعب جزء هام من نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، كما أنه النظام السياسي الأساسي لدعم منظومة الحوكمة وقدرة الحوكمة للدولة في الصين. نظام مجلس نواب الشعب في الصين إبداع عظيم للشعب الصيني في تاريخ النظم السياسي للبشرية، وهو ما تم الوصول إليه بعد التلخيص العميق للدروس القاسية للحياة السياسية الصينية في العصر الحديث، والنتيجة التاريخية للاضطرابات والتطورات الكبيرة للمجتمع الصيني خلال أكثر من مائة سنة، والاختيار الحتمي لنهضة الشعب الصيني ليكون سيد مصيره. ومنذ أكثر من ستين سنة، تم توطيد وتطوير نظام مجلس نواب الشعب بشكل مطرد، فيبدي هذا النظام نشاطا وحيوية. وأثبتت الممارسات بشكل مستفيض أن هذا النمط الجديد من النظام السياسي نظام جيد يتفق مع ظروف ووقائع الصين ويجسد طبيعة الدولة الاشتراكية ويضمن سيادة الشعب ويضمن تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
人民代表大会制度
在中国建立什么样的政治制度,是近代以后中国人民面临的一个历史性课题。为解决这一历史性课题,中国人民进行了艰辛探索。1840年鸦片战争后,中国逐步成为半殖民地半封建社会。为了挽救民族危亡、实现民族振兴,中国人民和无数仁人志士孜孜不倦寻找着适合国情的政治制度模式。辛亥革命之前,太平天国运动、洋务运动、戊戌变法、义和团运动、清末新政等都未能取得成功。辛亥革命之后,中国尝试过君主立宪制、帝制复辟、议会制、多党制、总统制等各种形式,各种政治势力及其代表人物纷纷登场,都没能找到正确答案。事实证明,不触动旧的社会根基的自强运动,各种名目的改良主义,旧式农民战争,资产阶级革命派领导的民主主义革命,照搬西方政治制度模式的各种方案,都不能完成中华民族救亡图存和反帝反封建的历史任务,都不能让中国的政局和社会稳定下来,也都谈不上为中国实现国家富强、人民幸福提供制度保障。
中国共产党自成立之日起,就以实现中国人民当家作主和中华民族伟大复兴为己任,进行艰苦卓绝的革命斗争,终于彻底推翻了帝国主义、封建主义、官僚资本主义三座大山,建立了人民当家作主的新中国,亿万中国人民从此成为国家和社会的主人。人民民主是中国共产党始终高举的旗帜。尊重人民主体地位,保证人民当家作主,是中国共产党的一贯主张。1949年9月,具有临时宪法地位的《中国人民政治协商会议共同纲领》庄严宣告,新中国实行人民代表大会制度。1954年9月,第一届全国人民代表大会通过的《中华人民共和国宪法》明确规定:中华人民共和国的一切权力属于人民。人民行使权力的机关是全国人民代表大会和地方各级人民代表大会。从此建立起中华人民共和国的根本政治制度——人民代表大会制度。
人民代表大会制度是坚持中国共产党的领导、人民当家作主、依法治国有机统一的根本政治制度安排。民主集中制是中国国家组织形式和活动方式的基本原则。在中国,人民代表大会统一行使国家权力,全国人民代表大会是最高国家权力机关,地方各级人民代表大会是地方国家权力机关。人民通过人民代表大会行使国家权力;各级人民代表大会都由民主选举产生,对人民负责、受人民监督;各级国家行政机关、审判机关、检察机关都由人民代表大会产生,对人大负责、受人大监督;国家机关实行决策权、执行权、监督权既有合理分工又有相互协调;在中央统一领导下,充分发挥地方主动性和积极性,保证国家统一高效组织推进各项事业。
人民代表大会制度是中国特色社会主义制度的重要组成部分,也是支撑中国国家治理体系和治理能力的根本政治制度。在中国实行人民代表大会制度,是中国人民在人类政治制度史上的伟大创造,是深刻总结近代以后中国政治生活惨痛教训得出的基本结论,是中国社会100多年激越变革、激荡发展的历史结果,是中国人民翻身作主、掌握自己命运的必然选择。60多年来,人民代表大会制度不断得到巩固和发展,展现出蓬勃生机活力。实践充分证明,这一新型政治制度是符合中国国情和实际、体现社会主义国家性质、保证人民当家作主、保障实现中华民族伟大复兴的好制度。