وفي الوقت نفسه، يجب أن نكون صافي الأذهان، إذ أن أعمالنا يشوبها الكثير من القصور، وأن صعوبات ومشكلات ليست بالقليل لا تزال تعترض في طريق تقدمنا. وهي في الأساس: لا تزال المشكلات المتمثلة في عدم التوازن وعدم التنسيق وعدم الاستدامة بارزة في عملية التنمية، وقدرة الإبداع العلمي والتكنولوجي غير قوية، وهيكلة الصناعات غير معقولة، وما زال أساس الزراعة ضعيفا، وتفاقم الوضع المقيد بالموارد والبيئة، وكثرت عقبات الهياكل والآليات المقيدة للتنمية العلمية نسبيا، وما زالت المهمات لتعميق الإصلاح والانفتاح وتحويل نمط النمو الاقتصادي شاقة؛ ولا تزال فوارق التنمية بين مناطق الحضر والريف وبين الأقاليم المختلفة وفوارق توزيع الدخول لدى السكان كبيرة نسبيا؛ وازدادت التناقضات الاجتماعية بصورة ملموسة، وكثرت نسبيا المشاكل التي تهم المصالح الحيوية لجماهير الشعب فيما يتعلق بالتعليم والتوظيف والتشغيل والضمان الاجتماعي والعلاج والطب والإسكان والبيئة الإيكولوجية وسلامة الأغذية والأدوية وسلامة الإنتاج والأمن الاجتماعي وتنفيذ القانون والقضاء، وما تزال بعض جماهير الشعب تعاني من الصعوبات المعيشية؛ وتوجد في بعض المجالات ظواهر فقدان المعايير الأخلاقية ونقصان التعهدات؛ وما زال بعض الكوادر ضعفاء في قدرتهم على قيادة التنمية العلمية، ولا تزال بعض منظمات الحزب القاعدية ضعيفة ومتراخية، وأصبح قلة من الكوادر الحزبيين مترددين في المثل العليا والإيمانات وضعفاء في الحس بالأهداف، بينما برزت لديهم مشكلات السطحية والبيروقراطية، وتفاقمت عندهم ظاهرة البذخ والتبذير؛ وكثيرا ما تظهر ظاهرة السلبيات والفساد في بعض المجالات، وعليه، فإن الوضع لمكافحة الفساد ما يزال خطيرا. وعلينا أن نهتم بالغ الاهتمام بهذه الصعوبات والمشاكل ونزيد من العمل لمعالجتها معالجة جدية.
إن الأعمال المحددة للخمس سنوات الماضية هي جزء هام من الممارسات التي دامت عشر سنوات لبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل بعد اختتام المؤتمر الوطني السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني.
وخلال العشر سنوات الماضية هذه، أمسكنا إمساكا وثيقا بالفرصة الإستراتيجية الهامة للتنمية في بلادنا واستفدنا منها كثيرا، وانتصرنا على سلسلة من التحديات الخطيرة، وخضنا نضالا شاقا لدفع الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى مرحلة تطور جديدة. وبعد دخول المرحلة الجديدة من القرن الجديد، وفي ظل الأوضاع الدولية المتغيرة، أصبحت التنافسات على القوة الوطنية الشاملة حادة غير مسبوقة، ومن خلال تعميق الإصلاح والانفتاح والإسراع بخطوات التنمية، وباعتبار انضمامنا إلى منظمة التجارة العالمية كفرصة، عملنا لتحويل الضغوط إلى قوة دافعة وتحويل التحديات إلى فرص، وعملنا بثبات وبلا تردد على دفع عملية بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. في مسيرة التقدم، نجحنا في التغلب على وباء السارس المفاجئ، ولخصنا بجدية الممارسات التنموية في بلادنا، وتمسكنا بدقة بخصائص التنمية المرحلية في الصين، وطرحنا في الوقت المناسب وطبقنا على نحو شامل مفهوم التنمية العلمية وغيره من الأفكار الإستراتيجية الهامة، وفتحنا آفاقا رحبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبعد عام 2008، شهدت الصين صعوبات جسيمة في التنمية جراء الأزمة المالية على الصعيد الدولي، ولكننا من خلال التقديرات العلمية وصنع القرارات القاطعة وتبني سلسلة من الإجراءات الهامة، نجحنا قبل الآخرين في العالم في تحقيق استقرار في النمو الاقتصادي وتصاعده من جديد، وفي توفير الخبرات الهامة المتعلقة بضمان التنمية الاقتصادية المستقرة والسريعة نسبيا مع المواجهة الفعالة للتأثيرات الناجمة عن المخاطر الاقتصادية الخارجية. لقد نجحنا في استضافة دورة بكين للألعاب الأولمبية ودورة بكين الأولمبية للمعاقين والمعرض العالمي في شانغهاي، وأحرزنا انتصارا عظيما في مكافحة زلزال ونتشوان المدمر وغيره من الكوارث الطبيعية الجسيمة وفي إعادة الإعمار بعد وقوع الكوارث، إلى جانب نجاحنا في المعالجة المناسبة لسلسلة من الأحداث المفاجئة الخطيرة. في ظل الأوضاع المحلية والعالمية المعقدة جدا، كان الحزب والشعب صامدين أمام الاختبارات القاسية، وبذلك تم توطيد وتطوير الوضع العام للإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية، ورفع المكانة الدولية للصين، وإظهار التفوق العظيم والقوة الحيوية الجبارة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتعزيز الاعتزاز والقوة الحاشدة للشعب الصيني والأمة الصينية.
خلال العقد الماضي، حققنا سلسلة من المنجزات التاريخية الجديدة، مما أرسى أساسا متينا لإكمال بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. فقد ارتقت الصين من المركز السادس إلى المركز الثاني في العالم من حيث إجمالي الحجم الاقتصادي، وقطعت شوطا كبيرا في رفع القوى المنتجة الاجتماعية والقوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية، وفي رفع مستويات معيشة الشعب ودخل السكان والضمان الاجتماعي، وفي زيادة القوة الوطنية الشاملة والقدرة التنافسية الدولية والنفوذ الدولي، فقد طرأت تغيرات تاريخية جديدة على ملامح الدولة. ويعترف الناس بأن العقد الماضي كان فترة تم فيها تحقيق التنمية المتواصلة للاقتصاد والإكمال المستمر للديمقراطية والإزدهار المتزايد للثقافة والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي في بلادنا، كما تم فيها أيضا تركيز القوى على ضمان وتحسين معشية الشعب وإكساب الشعب مزيدا من المنافع الملموسة. إن هذه المنجزات التاريخية أحرزناها بالاعتماد على الإرشاد الصحيح من النظرية الأساسية للحزب وخطه الأساسي ومنهاجه الأساسي وخبراته الأساسية، وبالاتكال على الأساس الراسخ الذي تم إرساؤه منذ قيام الصين الجديدة وخاصة منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي، وكذلك على التضامن والكفاح لكل الحزب وشعب البلاد بمختلف قومياته.
إنني هنا، نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أعبر عن الشكر القلبي لأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد ومختلف الأحزاب الديمقراطية والمنظمات الشعبية والشخصيات الوطنية في شتى الأوساط، وللمواطنين في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة والمواطنين في منطقة ماكاو الإدارية الخاصة والمواطنين في تايوان وللجم الغفير من المغتربين الصينيين، وكذلك لجميع الأصدقاء في مختلف البلدان الذين يهتمون ببناء التحديثات الصينية ويدعمونه!