لماذا لا تصنع الصين مكوكا فضائيا بدلا من مركبة فضائية مأهولة؟

أغسطس 2011 / شبكة الصين / أنواع الآليات الفضائية المأهولة التي تستخدمها البشرية حاليا ثلاثة: المركبة الفضائية المأهولة، المركز الفضائي (أو المحطة الفضائية)، والمكوك الفضائي. ويجسد المكوك الفضائي بلورة الذكاء البشري، لأنه يستخدم تكنولوجيات صواريخ النقل، والمركبة الفضائية المأهولة والطائرة. إذن لماذا بدأ البرنامج الفضائي المأهول الصيني الذي ينفذ بطفرة من المركبة الفضائية المأهولة؟

أولا، الصين تمتلك الأساس والظروف التكنولوجية لصنع وإطلاق المركبة، ولا تملك تفوق تطوير وصنع المكوك الفضائي. مثلا، بإصلاح قدرة التكيف للصواريخ الحاملة "تشانغتشنغ رقم 2"، يمكن للصين أن تطلق المركبة الفضائية، وللصين تجارب وافرة في تكنولوجيا استعادة الأقمار الصناعية والمواد المقاومة للحرارة، وأرست تكنولوجيا الأقمار الصناعية الصينية للاتصالات والسيطرة على القذائف الموجهة قاعدة لاختراق تكنولوجيا تشغيل المركبة الفضائية والتحكم في عودتها.

ثانيا، مقارنة مع المركبة الفضائية المأهولة، يعتبر تجميع المكوك الفضائي معقدا، وذا مخاطر تكنولوجية كبيرة، ودورة تطويره وصنعه الزمنية طويلة. ويعتمد تطوير وصنع المكوك الفضائي على تفوق التكنولوجيا الفضائية وتفوق الطيران الجوي معا، ولا تملك الصين هذه القدرة التكنولوجية المعقدة في مجال صنع الطائرات.

ثالثا، كلفة تطوير وصنع وتشغيل المركبة الفضائية المأهولة منخفضة، الأمر الذي يتفق مع وضع الصين. وتستطيع المركبة الفضائية المأهولة المتعددة الوظائف التي طورتها وصنعتها الصين نقل رواد الفضاء، ونقل المواد إلى مركز فضائي سيقام في المستقبل، ويمكن أيضا استخدامها كقارب نجاة على مدار المركز الفضائي، ويمكن لعنبرها الذي يبقى في المدار تحمل مهام التجارب العلمية. أما المكوك الفضائي فتكلفة صنعه وإطلاقه وبناء مدرج عودته إلى الكرة الأرضية وتشغيله وصيانته باهظة.

رابعا، يعتبر تطوير المركبة الفضائية المأهولة مفيدا للتنمية الفضائية المستدامة في مراحل مختلفة. ويعد استيعاب تكنولوجيا المركبة الفضائية المأهولة مفيد جدا أيضا لتطوير وبناء مختبر فضائي، بل يمكن استخدامها كعنبر بعد تحقيق الالتحام بين المركبة والمختبر أو المركز الفضائي. ولا يمكن تنفيذ الخطوتين الأخيرتين للمشروع الفضائي المأهول الصيني- إقامة المختبر الفضائي والمركز الفضائي- إلا على أساس المركبة الفضائية المأهولة.