share
arabic.china.org.cn | 20. 06. 2024

التعاون الصناعي والاستثماري بين الصين والشرق الأوسط على”المسار السريع“

arabic.china.org.cn / 10:23:55 2024-06-20

حفل وضع حجر الأساس لمشروع هواي جين أرامكو للكيماويات الدقيقة في 29 مارس 2023 في بانجين بمقاطعة لياونينغ

20 يونيو 2024 /شبكة الصين/ شهد التعاون الصناعي والاستثماري بين الصين ودول الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة تسارعا ملحوظا. وبفضل التكامل القوي بين الهياكل الاقتصادية للطرفين والتوافق الكبير في استراتيجيات التنمية، أظهر التعاون بين الجانبين حيوية وديناميكية متزايدة في عدد من المجالات. 

تعميق التعاون في مجال البتروكيماويات وزيادة الاستثمارات

مع تواصل شركات البتروكيماويات السعودية العملاقة في زيادة استثماراتها في الصين، يستمر التعاون الصيني السعودي في التوسع في مجالي التكرير والبتروكيماويات. على سبيل المثال، تم تشغيل مشروع "هواجين - أرامكو" لهندسة المواد الكيميائية الدقيقة والمواد الخام، وهو المشروع الذي ساهمت فيه شركة البترول الوطنية السعودية (أرامكو السعودية)، بالتعاون مع الشركات الصينية، باستثمار قدره 83.7 مليار يوان في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ. كما استحوذت أرامكو السعودية على حصة 10% في شركة رونغشنغ للبتروكيماويات، إضافة إلى وجود خطة يتبادل بموجبها الطرفان أسهم الشركات التابعة لهما. بالإضافة إلى ذلك، دخل مصنع البولي كربونات، الذي استثمرت فيه الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، مرحلة التشغيل التجاري بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 260 ألف طن. 

وقال محمد القحطاني، رئيس أعمال أرامكو السعودية في مجال التكرير والمعالجة والتسويق، إن الشركة مستمرة في تعزيز وجودها في السوق الصينية مستندة في ذلك إلى استراتيجيات واستثمارات جريئة وعقلانية طويلة الأجل في قطاع الطاقة. ونتيجة لذلك، أصبحت أرامكو السعودية واحدة من أكثر الشركات الأجنبية استثمارا في الصين في 2023. 

وذكر الرئيس التنفيذي لشركة سابك، عبد الرحمن الفجي، خلال مقابلة حصرية مؤخرا مع وكالة أنباء شينخوا، أن أعمال سابك في الصين ساهمت بنسبة 20 في المائة من المعاملات الإجمالية للشركة، مشيدا بالتزام الصين بالتنمية عالية الجودة، ومنوها بما لديها من سوق ضخمة وبنية تحتية ملائمة وسياسات داعمة. كما أكد عبد الرحمن أن شركة سابك عازمة على مواصلة استكشاف فرص الاستثمار في الصين. 

إلى جانب ذلك، شهد التعاون القطري الصيني نموا ملحوظا في قطاعي النفط والغاز. ففي 29 أبريل الماضي، وقعت شركة قطر للطاقة وشركاء صينيون اتفاقيتين في بكين. الاتفاقية الأولى كانت بين شركة قطر للطاقة وشركة صينية لصناعة 18 ناقلة غاز طبيعي مسال ضخمة لتلبية احتياجات النقل لحقول الغاز الشمالية الموسعة في قطر. أما الاتفاقية الثانية فتمثلت في اتفاقية استئجار طويل الأجل لتسع ناقلات غاز طبيعي مسال كبيرة بين قطر وثلاث شركات صينية مالكة لهذه الناقلات.

التنوع في أشكال التعاون يعزز ويسرع من وتيرة الشراكة وتحديثه

يشهد التعاون بين الصين وبلدان الشرق الأوسط تحولا سلسا من تجارة النفط والغاز التقليدية إلى شكل متطور من التعاون قائم على التنمية المتوازية بين قطاع الوقود الأحفوري التقليدي والطاقات الجديدة. كما لا يقتصر تطور التعاون على ذلك، بل يشمل أيضا التعاون في المجالات الناشئة التي تشهد تسارعا متواصلا ونموا مستمرا. 

وفي هذا الصدد، أوضح تشو ليانغ، رئيس قسم الشرق الأوسط في إرنست ويونغ في الصين، أن بوصلة العديد من عملاء شركته من الشرق الأوسط تتجه بقوة نحو قطاعات الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة ومركبات الطاقة الجديدة في الصين، حيث تشهد هذه المجالات في الآونة الأخيرة تدفقا كبيرا لرؤوس أموال شرق أوسطية.

من جهتها، حافظت استثمارات صناديق الثروة السيادية لبلدان الشرق الأوسط في الصين على درجة عالية من النشاط. وفقا لبيانات التقرير الفصلي الأول الصادر مؤخرا للشركات المدرجة في سوق الأسهم من الفئة "أ" ، كان كل من جهاز أبو ظبي للاستثمار وهيئة الاستثمار الحكومية الكويتية حاضرين في 27 و30 سهما على التوالي من أسهم الفئة "أ" في قائمة أكبر عشرة مساهمين بارزين، وبلغت القيمة السوقية للمركز (Position market value) 11.289 مليار يوان و4.517 مليار يوان على التوالي. وتشمل مجالات الاستثمار الطاقات الجديدة والطب والعلوم والتكنولوجيا والاستهلاك والتمويل وغيرها. 

وخلص تقرير تحليلي للصناعة، صادر في إبريل عن يو بي أس (UBS) للأبحاث العالمية، إلى أن دول الشرق الأوسط تعمل بنشاط على تعزيز التنوع الاقتصادي وتسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة مع تقليل الاعتماد على الصناعات النفطية. في ذات الوقت، تواصل الصين تعزيز مكانتها كأكبر دولة مصنعة ومصدرة في العالم، مع تبني تقنيات الجيل الخامس المتقدمة وتقنيات الطاقة الجديدة، ومن المتوقع أن يؤدي هذا التعاون الوثيق إلى نتائج مربحة للجانبين. 

ويرى شو ليانغ أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى تمتلك ما يكفي من مقومات فريدة ورؤية استراتيجية واضحة لتطوير قطاع الطاقات الجديدة. ومن جانب آخر، تواجه هذه الدول تحديات من حيث التكاليف العالية للقوى العاملة، مما يدفعها نحو التوجه إلى الصناعات التي ترتكز على استبدال العمالة البشرية بالتكنولوجيا المتقدمة. وهو المجال الذي تتمتع فيه الصين بتقدم كبير. هذا التكامل كفيل بفتح باب عريض أمام تعاون قوي وغير مسبوق بين الجانبين. 

وفي كلمة له في 6 مايو من هذا العام خلال اجتماع منتدى بوآو لآسيا بالرياض، قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان إن التعاون بين المملكة العربية السعودية والصين لم يقتصر منذ فترة طويلة على مجال البتروكيماويات التقليدي، مشيرا إلى أن الجانبين يواصلان توسيع أبواب التعاون المشترك والعميق في عدد من المجالات المتخصصة ليشمل جميع مراحل سلاسل التصنيع. كما أكد الوزير أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيعمل بالتعاون مع الصين على توقيع جملة من الاتفاقيات الاستثمارية الجديدة. 

تحقيق المنفعة المتبادلة بين الصين ودول الشرق الأوسط

من الجانب الصيني، يسعى المزيد من الشركات الصينية على تسريع خطواتها في توسيع الأعمال التجارية في الخارج عموما وفي دول الخليج خصوصا. فعلى سبيل المثال، أنهت شركة صينية في الإمارات بناء أكبر محطة طاقة كهروضوئية أحادية الوحدة في العالم. وتساهم شركة جي تي اكسبريس (jtexpress) الصينية في تسيير عمليات الاتصال بين شركات التجارة الإلكترونية وعملائها بشكل سلس وسهل. كما شهدت أسواق الشرق الأوسط دخولا قويا وحضورا بارزا لعدد من شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية مثل هواوي كلاود (huawei cloud) وسنس تايم (Sense Time)...

وقال عبد الله النعيمي، المستشار التجاري لسفارة الإمارات لدى الصين، إن الصين أصبحت ثالث أكبر مصدر للاستثمارات في الإمارات، حيث تشمل مجالات الاستثمار العقاري والخدمات اللوجستية والتخزين والتمويل وغيرها. 

وأوضح هوانغ تشي شيوه، المدير العام لقسم مبيعات السيارات في الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة بي واي دي، أنه وفقا لخطة الحكومة السعودية، من المتوقع أن تصل نسبة السيارات الكهربائية في العاصمة الرياض إلى 30% على الأقل بحلول عام 2030، مؤكدا أن شركة بي واي دي ستعمل مع الوكلاء المحليين للمساعدة في تحقيق التطور السريع لصناعة سيارات الطاقة الجديدة في المملكة. 

من جهتها، شاركت شركة لونغي جرين إنيرجي في بناء العديد من محطات الطاقة الكهروضوئية في مدينة البحر الأحمر الجديدة ومدينة المستقبل الجديدة في المملكة العربية السعودية. وقال جين جيان، رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لشركة لونجي لتكنولوجيا الطاقة الخضراء المحدودة، إن شركته ستواصل الاعتماد على التقنيات والمنتجات الخضراء، كالكهرباء والهيدروجين الأخضر، للمساهمة في تحويل قطاع الطاقة في الشرق الأوسط. 

وأوضح مؤخراً باسل شديد، خبير الاستثمار في منظمة الخليج للاستشارات الصناعية، أن بناء المزيد من قواعد إنتاج السيارات الكهربائية ومصانع البطاريات ومحطات الطاقة الشمسية هو الهدف التنموي لدول مجلس التعاون الخليجي في السنوات القليلة المقبلة، مشيرا إلى إيمانه بأن التعاون مع الشركات الصينية كفيل بترجمة هذه الأهداف إلى واقع في ظرف وجيز.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号